عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-18, 08:51 PM   #133

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

عندما طرق معاوية باب غرفتها هي وسناء بالفندق ركضت تفتح له... ولم تمنع نفسها بأن تتأمل قسماته المجهدة والسواد الذي أخذ مكانه تحت عينيه فهمست بتوتر :
" ألن تخبرني ماذا يحصل معك..."

امسك كفها ودخل الغرفة جارًا اياها بلطف معه حتى جلسا على الاريكة فسأل فقالت سناء بمرح :
" حسنًا سأنزل إلى مطعم الفندق واترككما لوحدكما يا عروسان.."

اوقفها معاوية قبل أن تخرج وقال بصوت واهن :
" لا سناء... اجلسي... أريد أن أتحدث بأمر "

ظهر القلق عليها واضحًا واطاعته جالسة قبالته... ليتطلع لهما الاثنتان ثم يقول بهم :
" الرجل الذي كنا سنسلمه الشحنة تراجع بآخر لحظة... وانا لا أدري ماذا سأفعل الآن... "

قطبت بحيرة فهي لا تفقه بأمور العمل شيئًا الا انها قالت :
" وما المشكلة الآن... انه تراجع فقط"

ضحك بلا مرح ثم زفر ييأس :
" يا ليت الأمر بهذه السهولة.... نحن جهزنا الشحنة وسافرت إلى هنا لأجلها وبالنهاية لا شيء... والمشكلة أن الرجل اختفى تمامًا ولا أستطيع أن أجده...مع انه دفع لي نصف المبلغ.. "

صُدمت... فيبدو أن الأمر أكبر مما تصورت... لقد كانت تخطط لأخبار معاوية بما حصل معها هذا الصباح... لكن وهو بهذه الحالة لا تعتقد أن تصرفها سيكون صائبًا بل سيزيده همًا على هم.... وخصوصًا أن الأمر كان مجرد صدفة كما قال لها ذلك الرجل وما تشعره ليس له أهمية...

" لا تقلق اخي.... كل شيء سيحل... وان لم نجد الرجل لا مشكلة...تحصل"

نظرت لها سناء بنظرة خفية فهمت رسالتها جيدًا ثم قالت وهي تنهض :
" بالتأكيد انت لم تأكل شيئًا من الصباح... سأنزل حتى احضر الغداء..."

اتكأ على مسند الاريكة بعد أن خرجت ثم وضع ذراعه على عينيه فبقيت هي معه حائرة... مضطربة... ولا تدري كيف ممكن أن تخفف عنه...
شجعت نفسها ومدت يدها وابعدت ذراعه عن عينيه لينظر لها بتعب فابتسمت ولمست رأسه متمتمة :
" لا تقلق... انا بجانبك... "

مد ذراعيه واحتضنها لصدره هامسًا :
" آآه شمس..."

احتضنت خصره تمده بالراحة قدر ما تستطيع بينما تستمتع بقبلاته الخفيفة على رأسها... وظلت على هذا الوضع لربع ساعة حتى سمعت صوت شخيره يرتفع فنهضت بهدوء وعدلت من اسلقائه على الاريكة جيدًا ثم ثم غطته بغطاء خفيف.... وقبل أن تبتعد همست :
" انا احبك...."

********************
تعترف أن تكون معروفًا لعدد لا بأس به من الناس... وان كل من يراك سواء كان يحبك ام يبغضك ثم لأسباب تتعلق بمكانتك يلقي عليك السلام بتبجيل هو أمر تكرهه بشدة... ربما شخص يغيرها يستمتع بهذه الشهرة لكن هي لا.... ان تكون محط الأضواء شيء يرعبها ولا سيما أن وضعها ما يضطرها لتقع بهذا الموقف..... ولكن مع هذا هي مجبرة أن تبتسم لهذا وذاك بلباقة بينما بداخلها تختنق....
اليوم ولسبب تعرفه ولا تعرفه طلبت منها والدتها مقابلتها بالشركة... فذهبت لوحدها دون أن تسمح لسكينة برافقتها مهما أصرت.....فبمجرد حضورها هنا تكون تحت المجهر... لذا فلتواجه كل هذا وحدها....
وصلت مكتب والدتها فأدخلتها السكرتيرة فورًا وهي ترمقها بنظرات وجلة.... كما خمنت....

" طلبتِ رؤيتي امي..."

من مكانها وبينما ترمق ابنتها بنظرات غاضبة مخفية أمرت:
" اجلسي..."
بقناع من اللامبالاة اجادت ارتدائه منذ زمن تقدمت من مكتب والدتها ثم جلست على إحدى الكراسي أمامها لتقول علياء بهدوء :
" سمعت انك ذهبتِ لمركز الأطفال..."

اومأت بخفة... ماذا كانت تتوقع... ان تطمئن والدتها عليها أو أن تبدي اهتمامًا... هذا بأحلامها...
" ولمَ ذهبتٍ بينما أنا أمرت بالعكس..."

أبدت تعبير عدم الفهم وقالت باستفهام يخفي سخرية :
" لا أذكر أنكِ امرتني بهذا... متى بالضبط.... "

نجحت بأن تغضب والدتها فهي قد ضربت بكفها الطاولة هاتفة :
" ماريا...اياكِ والتواقح معي..."

...................
بالخارج كان قد وصل وليد لمكتب السيدة علياء فاليوم سيجتمعان لمناقشة الصفقة... حتى لو كان ليس له مزاج لأي عمل ويريد القضاء الوقت مع صغيره... لكنه مضطر للأسف...
ما يطمئنه انه قد وجد مربية أخرى تناسب متطلباته فهي امرأة اربعينية مطلقة ولديها طفلة بعمر فارس... وهذا كان الأفضل حيث أخبرها أن تجلب ابنتها معها لتلهو مع طفله وحتى لا يشعر بغيابه.... مما أتاح له أن يأخذ راحته بالعمل دون قلق على فارس...

" لدي اجتماع مع السيدة علياء..."

ارتكبت السكرتيرة ثم قالت له باعتذار :
" نعم ادري لكن.... ابنتها بالداخل الان... سأتصل بها"

رفع كفه يمنعها من الاتصال والتفت للباب لثواني ثم عاد يقول السكرتيرة :
" لا بأس... سأنتظرها"

أراح جسده على الاريكة وفكر.... هل الابنة الكفيفة التي بالداخل..... هل هي ماريا...؟

.....................

نهضت ماريا من مكانها وقالت ببرود :
" انا لا اتواقح معك امي.... انا فقط أخبرك أن المركز لا يمكن أن امتنع عن الذهاب له... حتى لو امرتني "

عادت علياء لتخبط على الطاولة وهي تنهض هاتفة بعصبية شديدة :
" حتى لو امرتك!!... انا امك.... أمك هل تفهمين ام لا.. ولا أريد بالحياة الا مصلحتك... فهكذا تعاملينني؟ "

كانت تستمع لها بعقل غير مهتم.... غير مهتم أبدًا.... فكلامها ما هو إلا مجرد حروف وكلمات لم تشعرها على أرض الواقع.... لذا قالت بنفس جمودها :
" لماذا...."
" لماذ!!... ماذا تقصدين "

كررت وهي تحدق أمامها بإصرار تود لو بإمكانها رؤية عينيّ والدتها :
" لماذا لم تعدي تريدين ذهابي للمركز... ما الذي غير رأيك..."

عندما قابلها الصمت... أصابها الغضب... فوالدتها تريد فقط منعها بدون اي سبب... وتظن انها قادرة على ذلك.... ارتفع طرف شفتها بابتسامة سخرية ثم استدارت عنها باتجاه الباب وهي تقول :
" عن اذنك... سأذهب الان.... "

شعرت بخطوات قوية من خلفها وصوت والدتها يهمس بنبرة مصدومة :
" انا حقًا لم أربيكِ..."

وقفت وكلمة والدتها تزيد من اشتعال غضبها.... غضب كانت تخفيه جيدًا بداخلها حتى لا يظهر للعلن... ويكشف كم هي شخصية ثائرة عصبية ومثيرة للشفقة.... فلم تشعر والا وما قالته يفلت من فمها ويفضح... حاجتها :
" انتِ لم تكوني موجودة حتى تربيني... "

لسعة من النار شعرت بها على وجنتها بصفعة قوية من كف والدتها مما جعل رأسها يميل جانبًا ووقفتها تترنح....
ثائرة الأنفاس رفعت رأسها بجمود ثم من دون أي كلمة تحركت خارجًا بإيباء....
................

عندما فـُتح الباب التفت إليه ليجد الفتاة التي كان يفكر بها تخرج بهدوء... محمرة الوجه...بشكل مبالغ به..... لا شعوريًا وقف أمامها يسد عليها الطريق وحدق بوجنتها اليمنى التي بدت وكأنها جمرة من نار.... ولم يحتج لكثير من الذكاء حتى يخمن انها صُفعت...

" من انت... ابتعد عن طريقي..."

زاح للجانب وبدل من أن يجعلها تمر امسك بذراعها ثم قال للسكرتيرة المراقبة للموقف :
" هل يمكنك الخروج...."

متحسرة على فضولها والذي سيقتل الان في مهده... اومأت برأسها ثم خرجت بسرعة... بينما حاولت ماريا أن تسحب ذراعها وهي تهتف بحدة :
" هل انت مجنون.... اترك يدي.... من انت.."

" انا وليد.."

*****************

عندما استيقظت صباحًا اصابتها الدهشة وهي تلاحظ عدم وجود شمس بالغرفة... كانت الساعة ما زالت العاشرة صباحًا... إضافة الى ان شمس لا تفضل الخروج وحدها وخصوصًا انها لا تعرف المكان جيدًا...
اتصلت بها لكن الهاتف استمر يرن دون إجابة فنزلت إلى مطعم الفندق تبحث عنها ولم تجدها.. مما جعلها تذهب كحل اخير إلى موظف الاستقبال متمنية أن يكون قد رآها.... لكن إجابته احبطتها أكثر....

" اين ذهبتِ شمس.."

رفعت الهاتف وعادت لتتصل بها وهنا فُتـح الخط لينتابها الرعب وصوت ذكوري يصلها :
" مرحبا... من معي..."

تحفزت وهتفت بعصبية :
" من انت... لماذا ترد على الهاتف..."

" عذرًا... لكنني كنت مارًا من الطريق ووجدت هذا الهاتف مرمى على الأرض ويرن فأجبت... "

شعرت بأن أنفاسها تنحبس فهمست بذهول :
" مرمى على الأرض... أيمكن أن تخبرني أين أنت الآن"

" نعم... على بعد شارعين من فندق (*****) اسم الشارع (*******)

هذا هو الفندق الذي نزلوا به!.... تحركت مهرولة للخارج حيث أخبرها... ترتجف رعبًا من الخيالات التي تطرأ عليها الآن... أيمكن أن شيئًا قد يكون حصل لشمس.... رباه....
عندما وصلت وجدت شابًا يبدو صغيرًا بالعمر واقفًا هناك فتوجهت له ليتعرف عليها فورًا قائلًا :
" أأنتِ صاحبة الهاتف... فصورتك وفتاة أخرى على الخلفية.."

خطفت الهاتف منه بسرعة وتفحصته للتأكد من أنه يعود لشمس... لتشكر الشاب بعدم تركيز وتحدق لما حولها بتفحص.... كان مجرد شارع فارغ وبنهايته مطعم فقط.....
ماذا حصل.... شمس.... يا الهي
رفعت هاتفها واتصلت بمعاوية وبمجرد أن أجاب هتفت بخوف :
" معاوية... شمس اختفت"

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس