عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 09:01 PM   #6153

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار.. غرفة رقية



عيناها لامعتان ودموع تداعب جفنيها .. لكنها دموع من نوع خاص .. دموع أبية تحتمي بدرع الشموخ فلا تظهر نفسها لاحد

(قولي لي انك لن تبكي حالما أرحل !)

صوت رعد ما زال في اذنيها .. يتردد باستمرار مع تلك الجملة .. تبتسم رقية في خفاء ماكر مع نفسها وتتراقص خفقات القلب في بهجة لتزيد دموعها شموخاً وصلادة ...

طوت رقية القميص الذي في يدها بعناية ووضعته في الخزانة وهي تواصل لعبة التغافل عن مراقبة رباب لها بتدقيق ..

مذ دخلت رباب قبل قليل واستلقائها على سرير رقية باسترخاء وهي تراقبها في صمت .. تنتظر منها بداية حوار لا تفضله رقية حاليا..

التقطت رقية قميصاً آخر لتعيد طيّه بعناية ثم اعادته لمكانه .. واستمرت بهذا المنوال ما بين ما تخفيه وبين ما تتغافل عنه حتى قررت اختها ان تسألها مباشرة

" ألن تخبريني بما حصل ؟"

تبسمت رقية وهي تولي اختها ظهرها ..

رباب هي رباب .. تريد تحديد الامور وفق مسميات وخطوط واضحة ...

ردت رقية بسخرية وهي تواصل عملها الرتيب باعادة ترتيب الملابس في خزانتها قائلة

" لماذا لا تسألين صاحبة الشأن ؟"

ليأتيها رد رباب مع تنهيدة " انها تقرأ القران وتريد الانفراد بنفسها .. لا تريد الكلام مع احد .."

بقعة ضئيلة .. شديدة الضآلة .. داخلها .. تتوجع ! بقعة لم تستطع محوها لكن على الاقل حجمتها لتكون بتلك الضآلة ..

كل كلمة قالتها لها شذرة اليوم تجمعت في تلك البقعة فتجعلها بقعة نابضة بالألم ..

تتغاضى رقية عن تلك البقعة ثم ترسم ابتسامة الخبث وتلتفت لاختها المستلقية على السرير فتتخصر وهي تقول بمزيد من السخرية القاسية " لكن قبل ساعتين فقط كان لديها اللسان لتخبر امي عن قرارها القاطع بفض خطبتها من عريس الهنا ! وقبلها اتصلت برضا لتبلغه نفس القرار رامية خلف ظهرها كل الحياء والخجل الممرضين بالنسبة لي .."

هتفت بها رباب في نبرة توبيخ " رقية !"

ترقص رقية حاجبيها وهي ترد بشقاوة

" يا عيون رقية .."

تحدجها رباب بنظرة حانقة فتضحك رقية وهي تغلق باب الخزانة ثم تتحرك نحو السرير وبحركة مباغتة تنحني وتمد يديها لتسحب الغطاء المطوي من تحت ساقي اختها فتجفلها .. تضحك رقية وهي تقول ببراءة مصطنعة " اسفة .. يجب ان انفض الغطاء في الشمس .."

تحركت رقية ناحية الشباك لتفتحه بينما رباب تواصل الحاحها وهي توبخ رقية ضمنيا

" كفاك تلاعبا وافهميني بما حصل .. ماذا فعل مصعب بالضبط ..؟ وكيف صادف وجود رعد ليتدخل بالموضوع ؟"

فتحت رقية الشباك وفردت الغطاء وقبل ان تبدأ بنفضه ردت على اختها " لا اعرف كيف تصادف وجود رعد.. يفترض انت من تعرفين متى يغادر الموظفون دار الازياء لا انا ..! لكنه والحق يقال قد قام بالواجب مع مكسور الرجولة ذاك.."

فتسأل رباب بتحفز " ماذا تقصدين ؟"

عينا رقية تلقائيا تتركز على الشارع وكأن ذكر اسمه استدعاه !

رأته يكنس حافة الشارع من جهة الرصيف وواضح انه يحاول تسليك مسار فتحة الشارع للمجاري من بقايا اوراق الشجر وبعض الازبال ..

قالت بصوت أجش ضاحك والقلب يطير محلقا بخفقاته " خلع رداء التحضر الثقييييييييل .."

ودون شعورها اخذت تنفض الغطاء بعنف مبالغ فيه لتجذب انتباهه فتنجح في فعلها ليرفع رأسه ويلتفت اليها يناظرها مباشرة ..

عيناه في تواصل حي مع عينيها .. صدرها يعلو ويهبط وقد نسيت وجود اختها تماما لبضع لحظات من الزمن حتى ايقظتها من هنيهة الاغفاءة تلك وهي تقول لها بتذمر

" رقية انا صائمة وعطشانة للغاية .. فرجاء ردي بشكل مباشر وواضح .."

فجأة ابتسم رعد لها وشعت عيناه بنظرة قتلتها لهفة للمزيد ليعود الى عمله في تنظيف الشارع بينما تسارع رقية لتفترش الغطاء على حافة الشباك المفتوح تاركة اياه هناك بينما تبتعد تلقائيا وهي تشعر باقتراب رباب منها فتقول لها بوقاحتها المألوفة وهي تلتفت نحوها توقفها عن الاقتراب اكثر من الشباك

" وانا ايضا صائمة .. صحيح انت كنت في العمل وانا اليوم لم اذهب للجامعة لكن صدقيني بعد مواجهة ذاك المختل المعقد فاحتاج لبئر من الماء "

تلبست الجدية ملامح رباب وهي تقف بمواجهة اختها الاقصر قامة وسط الغرفة وتسألها بصوت خافت متأثر " هل اهانها ؟"

اشتعلت عينا رقية بالغضب وهي تتذكر تلك الصفعة التي نالتها شذرة اليوم لتقول بشراسة انتقامية " وانا رددت له الاهانة اضعافها ورعد ردها ايضا بطريقته .. العين بالعين اختاه .."

ثم عادت تلك البقعة الضئيلة تنبض بالوجع وهي تتذكر ما حصل بعدها .. لم تدرك ان نظرات عينيها تغيرت تماما لتقلق رباب وهي تسألها باهتمام حقيقي " ما بك رقية ؟"

استعادت رقية سيطرتها دون مجهود يذكر لترد على اختها بابتسامة منتقاة بعناية

" لماذا لا تذهبين الى الطابق السفلي وتحضرين الجلسة المغلقة بين امي واسيا ؟"

تعقد رباب حاجبيها وهي تواصل التحديق في وجه اختها الصغرى " اريد أن افهم .."

هذه المرة ابتسامتها كانت حقيقة وهي تداعب شفتيها بارتعاش عاطفة ترج قلبها لتهمس بشقاوة انثى عاشقة " Curiosity killed the cat (الفضول قتل القطة) "

هذه المرة كانت رباب تطالعها باهتمام من نوع مختلف فتبدي الدهشة وهي تعلق قائلة " اول مرة اسمعك تقولين هذا المثل ! كما انك لا تستخدمين اللغة الانجليزية بتعابيرك .."

تأففت رقية وهي تتحرك ناحية منضدة الزينة لتعيد ترتيبها وهي تتذمر بالقول المتلاعب " يال هذا التشكك في كل صغيرة وكبيرة .. هل ستفتشين الآن ادراجي لاني قلت مثلا بالانجليزية ؟! "

جلست رقية على الكرسي الصغير المنجد امام منضدة زينتها لتبدأ بالترتيب باصابعها الرشيقة وعيناها ضمنياً تطالعان اصابعها تلك بقلة رضا .. كانت تتمنى لو أن اصابعها اكثر طولا .. كاصابع حبيبة وشذرة ...

والاثنتان لا تجيدان الاعتناء بما حباهما الله به .. ! فهمست رقية دون وعيها بغيظ طفولي

" يعطي الجوز لمن لا اسنان له ! "

تجفل قليلا وهي تشعر براحتيّ كفيّ اختها تلامس كتفيها فتناظرها عبر المرآة ثم تمنحها ابتسامة اكثر شقاوة وهي تقول

" هذه المرة المثل عربي تماما ومحلي للغاية .. منذ اجداد جدودنا .. فلا داعي للهلع اختي .."

فتقول رباب بحب خالص وحمائية عفوية

" انا اخاف عليك بل كلنا نفعل .."

فتتصرف رقية ببعض الطفولية وهي ترد عليها بنزق " كوني صغرى القوارير لا يمنحكن الحق للتدقيق في كل كلمة وحرف انطقه .."

تبتسم رباب وكأنها تكلم طفلة فتقول لها بتوبيخ رقيق " يجب ان تكوني ممتنة لاننا نحبك بهذا القدر ونراقب كل سكناتك وخلجاتك حتى ننقذك من نفسك عند الضرورة ايتها المجنونة الشقية .."

دون ان تدرك رباب فقد لامست بكلماتها الاخيرة اعماق رقية في موضع مختلف تماما .. بينما كانت كلمات شذرة تواصل رنينها في اذنيها لتأخذ حيزا آخر ..

(لا ام ولا اب ولا اخوة ... لا احد .. لا احد ...)

ثم تنتزعها الغيرة النارية على حين غرّة وكلمات اخرى من شذرة تنغزها

(هل تعلمين ان رعد الوحيد الذي شعر بحالتي دون ان يكون له غاية ؟!)

يأتيها صوت رباب مداعباً هذه المرة وهي تتساءل " ألن تخبريني ماذا خلف هذه العيون التي تبرق كالقطط ..؟"

تحدق رقية في عينيها عبر المرآة فتراهما كيف تبرقان حقاً بالغيرة ثم ترفع نظراتها لعيني اختها وتتساءل ببريق أشد وشقاوة حلوة

" هل ترينني قطة ؟!"

تضحك رباب وهي تحني رأسها قليلا لتقبل رأس اختها من الاعلى وهي تقول لها بتوبيخ رقيق محبب " واجمل قطة .. لكن عندما تعقلين فقط .."

ترفع رقية حاجباً واحدا وهي تقول بوقاحة

" احببت الشق الاول من جملتك فقط .."

تتنهد رباب وهي تشد على كتفي اختها قائلة بصراحة " انت مُتعبة .."

فتبتسم رقية بتمرد وغرور قائلة " شكرا .."

لتضيف رباب " ومحتالة و مراوغة و ..."

تقاطعها رقية وهي تضيف بفخر مغيظ

" ولساني طويل ومغرورة و لا اشعر بمعاناة الاخرين .."

لكن مع اخر وصف تغيرت قليلا تعابير رقية لتلمح رباب هذا التغير فتقول لها متسائلة

" لماذا اشعر ان شذرة وجهت لك اخر صفة .."

تهز رقية كتفيها بلا مبالاة وتبرم شفتيها بحركة حلوة فترسم ردة فعل نموذجية لفتاة مغرورة لا تهتم حقا ...!

ثم تلون ببراعة نبرة صوتها بالغرور والوقاحة وهي ترد على اختها قائلة " لا اهتم بما تظنه بي .. في الواقع بدأن اعتقد ان تأثيري جيد عليها .. ولا تستغربي مستقبلا ان ترينها تقلدني حتى في مشيتي الرشيقة بدلا من مشيتها المرتبكة تلك وكأنها تخشى التعثر بحجر صغير في طريق واسع معبد بالاسفلت الناعم .."

فجأة سألتها رباب " هل يعجبك رعد ؟"

تأففت رقية وهي تبعد كفي اختها عن كتفيها لتقف على قدميها وتتمتم متذمرة

" ها قد عدنا لنفس الموضوع ..."

لكن رباب لا تكف عن محاصرتها وهي تصر بالقول " اخبريني اذن مرة اخرى .."

عندها قررت رقية ان تواجه الامر باسلوب مختلف .. نظرت لاختها وهي تقول بجرأة لكن بنبرة مازحة مُحيرة ومراوغة " نعم يعجبني وقد افكر جديا ان اتزوجه .."

تضيق رباب عينيها قليلا وهي تشعر بالغيظ لانها لا تستطيع فهم رقية الان لتقول بعدها

" رقية كفاك مزاحا وقحا.. انا اسألك بجدية .."

فترد رقية بظاهر جدي لكنه يحمل بين طياته التلاعب والمكر " انه ليس مزاحا اختي .. بل عزيمة واصرار .. ما اريده .. امد يدي واخطفه خطفاً .. رغما عن ارادته اخطفه.."

ومع اخر كلمات منها حركت يدها لتقبضها بحركة سريعة وكأنها تختطف شيئا في راحة كفها وهي تضيف " ثم اكبله بعشق يجعله لا يعرف رأسه من قدميه .."

بدت رباب مفزوعة من اسلوب اختها بالوصف لتنفجر رقية ضاحكة فتغضب عليها رباب وهي توبخها قائلة " مغرورة وقحة .."

تتخصر رقية بدلع وتتمايل بكتفيها قليلا وكأنها تتراقص قائلة " اعلم هذا.. وافتخر.."

لكن رباب تتقدم منها لتقف قبالتها وهي ترفع سبابته وكأنها توجه اتهاما او تثبت حقيقة وهي تقول " اذن ... هو يعجبك "

تميل رقية برأسها وتوشك ان تعض باسنانها سبابة اختها لتسحبها رباب قبل ان تتمكن من فعلها فتضحك رقية من جديد وهي تقول

" لا ادري لماذا تحشرين انفك في هذا الموضوع ؟"

فتواجهها رباب بعبوس قائلة بمزيد من الالحاح " ولماذا تراوغين ولا تعطيني ردا صريحاً فتريحين نفسك وتريحينني .."

للحظات ظلت رقية تحدق في اختها بثبات قبل ان ترد عليها اخيرا بابتسامة خاصة " ربما لاني لا اريد ان اعطي ردا يا قرفة .. هل فكرت بهذا الاحتمال ؟! لماذا تتصرفين وكأنك تحققين بقضية مصيرية .. هوني الامور على نفسك اختي .."

فتحت رباب فمها لترد عندما اوقفتها رقية بالقول وهي تتجه ناحية الباب " هيا .. دعينا نرى ما آلت اليه الامور بعد الاجتماع المغلق في الاسفل.."

تحركت رقية ناحية الدرج ورباب تتبع خطواتها لتسألها رباب بنبرة مختلفة "بالمناسبة .. هل تعرفين شيئا عن عم رعد ؟ ألم يخبرك بشيء مثلا ؟"

تبتسم رقية وهي تلتفت لاختها على الدرج قائلة بشقاوتها المعهودة " ولماذا يخبرني انا ؟! يفترض ان يخبر صديقه الصدوق .. عبد الرحمن .."

ثم تلوح بسبابتها كما فعلت معها رباب قبل قليل وكأنها توبخها بالقول " هذا سؤال اختباري يا قرفة لا احبه منك .."

تدفعها رباب قليلا لتواصلا النزول على الدرج وهي تهمس لها " لماذا تتصورين هذا ؟! انا فقط قلقة عليه كقلق عبد الرحمن .. يظنه ليس بخير منذ وعكة عمه.. "

شيء في عقل رقية أضاء ..

تلك الحلقة الناقصة التي تجهلها حول رعد ربما ستجدها في علاقته بعمه .. لن تنس ابدا هيئة رعد في اليوم الذي اتصل به ..

يجب ان تسعى لتعرف المزيد عن حياة رعد واسرته عسى ان تجد ضالتها.. وليس امامها الا عبد الرحمن ورباب ...

تعبس للحظة وقلبها ينقبض وهي تتذكر حوار رعد مع ذاك الرجل الكريه وميض ..

بعزيمة تجاوزت رقية ذاك الانقباض في قلبها لتناور مع رباب وهي تدعي الدهشة من كلام اختها قائلة " ولماذا تقلقان ؟! عمه بخير وخرج من المستشفى كما أظن .. كما ان لا بد لديه زوجة تعتني به .. انه متزوج اليس كذلك ؟"

فترد رباب بعفوية وهما تكادان تصلان نهاية الدرج " عبد الرحمن اخبرني ان زوجة العم فتاة شابة من عمر رعد .. ويبدو ان رعد لا يحبها ولم يكن سعيدا بزواج عمه منها .. اظنها تزوجته طامعة لان عمه ثري .."

فتلتفت رقية لاختها عند نهاية الدرج لتحثها بفضول " حقا ؟! وكيف هذا اخبريني .."

عبست رباب وهي تقول بغير رضا عن نفسها اولا " كفى رقية.. سخافة مني اني اخبرتك بهذا .. انت تحبين الثرثرة والكلام التافه .."

تنسحب رقية بذكاء لتضحك وهي تسير مع اختها ناحية غرفة المعيشة ثم تغيظها بالقول " تركنا لك الجدية يا قرفة .. تكفي ان تصيب جيلا باكمله بالكآبة .."

هتفت بها رباب " وقحة ...!"

فتضحك رقية من قلبها بينما عيناها تبحثان في غرفة المعيشة عن امها واختها الكبرى فلا تراهما ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس