عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 09:03 PM   #6155

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت سعدون القاضي



يتثاءب رعد وهو يخرج من المخزن الصغير الملحق بالمطبخ وقد وضع للتو هناك المكنسة التي استخدمها في الشارع ..

يقترب من حوض غسل الصحون ليفتح الحنفية ويغسل وجهه ببعض الماء كي يخفف عن نفسه عطش الصيام ..

ابتسم وهو يشعر بخطوات العم سعدون تتسحب خلفه في عادة لن يتركها .. دوماً يحب ان يدخل الاماكن دون شعور الاخرين بوجوده .. دوماً تغلبه طبيعته الفضولية كيف يكتشف امورا خفية قد تحدث ...

استدار نحوه ببطء فيمثل دور (المجفل) ويعتب على العم سعدون بالقول " يا عم أخفتني ! لم اشعر بدخولك للمطبخ على الاطلاق .. ظننتك نائما في غرفتك او ربما .. تقرأ القران عند .. الشباك .. ألم تكن تقف في الشباك قبل ساعة ام اني تخيلت الامر ؟ "

يراقب باستمتاع تحولات تعابيره من (الفخر) لانه استطاع اجفاله ومباغتته الى (الغيظ) لانه ينغزه مجددا بوقفته المعهودة في شباك غرفته لمراقبة الشارع ..

واخيرا ينتقل العم سعدون الى التجاهل والجدية بعبوس رجال التحقيق البوليسي الاشداء وهو يسأل رعد " نعم وقفت بالشباك .. كنت انتظرك تنتهي من عملك حتى تخبرني بتفاصيل الشجار الذي حصل ظهرا .."

فيحرك رعد حاجبيه بمزيد من الاستمتاع وهو ينغزه مرة اخرى " ألم تسمع التفاصيل ؟! أكاد اجزم انك تعرف تفاصيل اكثر مما اعرف .. لم احضر الا في نهاية الشجار .."

بخيلاء وادعاء الاهمية يرد سعدون

" نعم .. اعرف ..."

كان رعد واثقا مئة بالمئة انه لا يعرف شيئا!

لقد بات يعرف العم سعدون جيدا .. انه يرى بعينيه دون ان يسمع باذنيه .. يرى ويراقب ويضع التصورات الخيالية من رأسه ...

يميل العم سعدون فجأة ناحية رعد ليسره بالقول الخافت وعيناه تلمعان اثارة " هذا الملعون يشك ان شذرة على علاقة برجل آخر وتقابله في السر..."

اكتست الجدية ملامح رعد واخذ ينظر للعم سعدون بنظرة خاصة مؤنبة جعلت العم سعدون يتراجع سريعاً وهو يقول بارتباك " انا قلت هو من يشك .. الفتاة لا غبار عليها .. يكفي انها من بيت .. العطار .. "

ثم تغلبه طبيعته ليضيف برعونة " مع اني من النوع لا اصدق بكل وجه بريء اراه .. سبق وان حصل موقف في حديقة بيت العطار وانا حاولت أن ...."

لم يمهله رعد أكثر ليقطع عليها استرساله قائلا بنوع من الفكاهة " يا عم سعدون لا تنس ان تسجل عندك بأن لديك يوم تقضيه للصيام بعد انتهاء رمضان.."

عبس العم سعدون وهو يتساءل بحيرة " يوم اقضيه ؟! لكني لم افطر ولا يوم واحد .."

فيناظره رعد بتوبيخ ضمني قائلا بصوت خافت " لقد افطرت تواً وخسرت صيامك وانت تخوض في سيرة الناس .. "

بهت العم سعدون ليشهق مدافعاً عن نفسه " انا اخوض في سيرة الناس ؟! معاذ الله .. واخوض في سيرة بنات العطار ؟! هذا مستحيل افعله .. لا تقل هذا عني بالله عليك فقد يصل مسامع ال الصائغ وتحصل مشكلة بيننا من جديد .. كل ما اردته .. اقصد كنت اقول وقائع فحسب وغايتي ان ..."

يقاطعه رعد مرة اخرى ليحول الموضوع قائلا بتفكه وهو يلامس ذقنه بيده " ما رأيك ان نشوي دجاجا على الفحم لفطور اليوم ؟ اعرف خلطة صلصة متبلة ستعجبك .. ننقع الدجاج بال vinegar و Ketchup مع بهارات الدجاج وبعض البصل .. ها ؟ هل تعجبك ؟"

والعم سعدون حقاً كالاطفال من السهل الهاؤهم بموضوع اخر ليستجيب سريعاً للـ(الهاء) قائلا بعبوس حائر " (كيجب) وفهمناها .. لكن ما هو الـ .. الـ (فيناجر)... هذا ؟! لا تقل لي انه نوع من الخمر؟! "

يضحك رعد من قلبه ثم يقول " وهل سأضيف الخمر الى طعام الفطور في رمضان؟! انه الخل يا عم .. الخللللللللل .."

يزداد عبوس العم سعدون ويبدو ناقما على رعد بينما هو ناقم من جهله ليقول بتوبيخ

" حسبي الله عليك .. ولماذا لا تقول (خل) وتريحنا بدلا من ترديدك لكلمات انجليزية غريبة .."

عندها أخذ رعد يبتزه عاطفيا فيدعي الحزن والشكوى قائلا " انت توبخني على الدوام وهذا ليس عدلا منك .. يوما ما سأجمع اغراضي وارحل في منتصف الليل دون ان تشعر بي .."

لم يتخيل رعد ان العم سعدون سيتأثر بكذبته عن الرحيل هكذا ! تفاجأ بملامح وجه العجوز الهلعة وتراجعه السريع وهو يبتلع ريقه قائلا باسلوب مراضاة وتدليل " اين ترحل يا فتى ؟! كل هذا لاجل كلمتين قلتها لك في ساعة غضب وانا صائم .. ! اذهب وخذ حمامك ونم قليلا وارتاح .. انا من سيطبخ الفطور اليوم واوقظك قبل الاذان .."

للحظة تجمد رعد بالدهشة والتأثر .. لكنه تمالك نفسه ليرسم ابتسامته بعناية وهو يرد على العم قائلا بتحذير مبهج " اياك ان تفعل.. سأخذ حمامي ثم أعود لاقطّع الدجاجة وانقعها بالصلصة المتبلة وعندما اصحو سأشوي القطع بنفسي على الفحم .."

يتحرك رعد ليغادر المطبخ وهو يعاود التثاؤب بينما العم سعدون يلحق به كالام التي تدلل اطفالها حد الافساد وهو يقول له بطاعة

" كما تشاء .. كما تشاء .. المهم لا تجهد نفسك في شيء.. "






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس