عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 09:06 PM   #6159

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ايام ..الخميس ظهرا .. الجامعة ..



تغادر رقية من بوابة القسم وهي تضع هاتفها بحقيبتها عندما اوقفتها هيئة رجل قطع عليها الطريق فجأة ..

رفعت رأسها لترى امامها المفاجأة فتهتف بعفوية وفرح " دكتور سامان .. اخيرا عدت .. حمدا لله على السلامة .. أنار القسم بعودتك.. "

كان يبدو جذابا على نحو مختلف .. بقميصه الاسود الذي ابرز لون بشرته وشعره الفاتح .. عيناه بدتا متعبتين لكن ضاحكتين بفرح غامض كابتسامته فيرد عليها بصوت رجولي

" النور بمن فيه ... وصلت قبل ساعتين فقط فقلت يجب أن امر بالقسم والقي السلام خاصة ونحن نهاية الاسبوع .. رمضان كريم "

كل كلمة نطقها كان فيها ذبذبات تمس انوثتها مباشرة .. الامر يفلت من يدها وتحتاج لبعض التركيز حتى تستعيد السيطرة وتضع حدودا لما يحصل .. قالت بابتسامة منمقة

" الله أكرم .."

ثم تنبهت انه يحمل بيده علبة خشبية دائرية مزينة بالشرائط فيرد على تساؤلاتها الصامتة بالقول " هذه حلوى منّ السّما * .. احضرتها لك كما طلبتِ..."

كان قلبها يقرع بتأثر وهي تحدق بالعلبة المنقوش عليها باللغة الكردية.. لم يكن تأثرا بسبب الدكتور سامان بل بسبب الذكريات الحلوة فتتمتم بخفوت رقيق

" الله.. اعشقها .. ابي كان يحضرها لنا كثيرا من صديق له في الشمال .."

فيرد بصوت أجش خافت " يسعدني ان تعشقي شيئا من الشمال .."

رفعت عيناها اليه فصدمها بتلك النظرة الرجولية الدقيقة التي يخصها بها ثم يصدمها أكثر بالقول " عندي مفاجأة خاصة لك .. لكن يجب ان تنتظري حتى العيد .."

تحدق في عينيه وتشعر بالخطر يحاوطها ..

تريد ان تمسك العصا من المنتصف لكنها لا تعرف اين المنتصف بالضبط ..

بغباء تسأله " ولماذا حتى العيد ؟"

فيمنحها ابتسامة خلابة وعيناه تشعان وهو يرد بنبرة حلوة معاتبة ضمنياً " كله بسبب الحاجة ام سامان.."

تبتلع ريقها وهي تشعر بمزيد من الخطر يداهمها " لم أفهم .."

يتحرك الدكتور سامان ليتجاوزها وهو يلوح لها بيده ويقول " في العيد يا حضرة المعيدة.. في العيييد .. علي الذهاب لمكتبي الان ومراجعة بعض الاوراق الهامة .. اراك الاسبوع المقبل .."

كان يبتعد وهو يشوح بسبابته في جاذبية طبيعية وبدا حقا لامع العينين على نحو غامض مثير أقلقها..

لكنها حافظت على ابتسامتها الودودة الشقية له تلوح له بيدها في انوثة وعقلها يحاول وضع تفسير لما قالها وعناه في آخر كلامه ...

العلبة الخشبية الانيقة لحلوى (من السما) في يدها عندما استدارت ليصدمها رؤية رعد على بعد بضعة امتار .. يقف هناك مراقباً..

كان ينظر اليها بطريقة لم تحبها ..

نفور وقسوة تطفحان من عينيه .. ملامحه كلها تغيرت عما عهدته وتعودته منه وبدا لوهلة مخيفاً للغاية ..

تمتمت بابتسامة غير ثابتة وهي تتقدم نحوه وتحاول السيطرة على الموقف المنفلت برمته

" مرحبا رعد .. ماذا تفعل هنا ؟ "

كان لا يبعد عنها الآن الا بمتر واحد لتقرر ان تقف مكانها ولا تتقدم اكثر فيضع يدا في جيب بنطاله ويقول بنبرة باردة للغاية

" جئت للقاء عبد الرحمن وتهت قليلا .."

كان قلبها يخفق بعنف واحساس خانق تشعره كحجر عالق في حنجرتها حتى تكاد تعجز عن النطق ..

لا تستوعب سبب حالته العجيبة هذه لكنها تناضل دون يأس حتى تفهم ...

صباحاً ألتقت به وهي تخرج من بوابة البيت وظل يشاكسها بمرحه الساحر حول ابنة عمها الفاتنة ويطلب منها ان توصل لها رسالة من معجب سري يود التقدم لخطبتها ..

كانت تعرف انه يتعمد مشاكستها بشذرة ويثير غيرتها مستمتعا بذاك السجال والنقار الدائم بينهما .. أما الآن فيبدو بوجه لم تره فيه خلال الشهرين الماضيين اللذين عرفته فيهما...

رفعت يدها لتشير بها ببعض الارتعاش الذي خانها بينما تهذر بالقول " قسم العلوم في الاتجاه الـ...."

لكنه قاطعها بنبرة عنيفة حادة مخيفة

" هل هذا... الدكتور سامان ؟"

اتسعت عينا رقية قليلا وهي ترد بتلكؤ

" نـ..نعم ..."

ما تراه في عينيه لم يكن غيرة على الاطلاق.. كان شيئا مختلفا مهولا مظلما طغى على اي غيرة قد يكون يشعرها نحوها ..

النفور رسم حدود فمه وهو يسأل باستخفاف مبطن مهين " رئيس القسم اليس كذلك ؟ وهل اهدى علبة حلويات مماثلة للجميع هنا كما فعل معك ؟!اممم .. مما رأيته .. لا اظن "

ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول ان تكون رابطة الجأش وهي تلقي بالسؤال المباشر

" ماذا تقصد بكلامك هذا؟ "

هذه المرة رأت في عينيه .... كراهية !

كراهية ربما لها او ربما لحالة يراها فيها ثم يقول بقسوة ساخرة جارحة وهو يتراجع للخلف " لا شيء ... لا شيء يتغير يا بنات حواء.. على مر الزمن والعصور نفس الحكاية تتكرر .. "

تتقدم نصف خطوة متعثرة وهي تشعر بقلبها يئن متوجعاً من مجهول فتسأله "اي حكاية؟!"

لكنه يستدير بكل جسده يوليها ظهره وهو يبتعد بخطوات ثابتة عنها ..

نادته " رعد ! ....."

لكنه لم يكن يسمع .. ليس لانه ابتعد بخطواته فحسب بل ابتعد بروحه عنها ...





كان داخله ثائرا بجنون .. كل الماضي تجسد في لوحة رسمتها رقية امامه بريشتها ..

كل اغواء من غيداء بالجسد والابتسامة والكلمة كانت رقية الآن ترسمها بعناية فتريه كيف اوقعت غيداء بعمه في حبائلها بينما هو كالابله موجود ولا يرى الا بعين العشق العمياء .. !

رقية رسمت اللوحة للماضي البعيد لكن بدلا من ان يبرز وجه غيداء كان وجه رقية مطلا من تلك اللوحة يسخر منه ..

تجيش ثورته في صدره وتتداخل الوجوه في مخيلته المهتاجة بجنون لتندمج ابتسامة غيداء الغاوية مع ابتسامة رقية المتلاعبة...

ومع الثورة يأتي الألم .. ألم مذاقه كالعلقم ..

اخرج هاتفه من جيبه وضغط باصابع مرتعشة انفعالا على زر الاتصال وبينما يقف وسط الساحة أتاه الرد " مرحبا ..."

فيرد رعد وهو يشد باصابعه حول الهاتف

" مرحبا مهند ... "

ودون ان يمهل مهند الكلام سأله بنبضات قلبه التي تدوي في رأسه وليس صدره فحسب

" هل وجدت لي ...سكنا ...مناسبا .."

يأتيه رد مهند مثيرا فيه جنون الثورة أكثر

" للاسف لا .. حتى اللحظة لم.."

دون شعوره هتف بحدة

" لكني اريد سكنا الآن .. الآن .."

ساد بعض الصمت فاغمض رعد عينيه ولهاث انفاسه يصل مهند بوضوح فيسأله بهدوء

" ماذا يحصل معك يا رعد ؟ هل انت في مشكلة ؟ اخبرني لاساعدك .."

يرد رعد بصوت خافت أجش " احتاج الانتقال باقرب وقت يا مهند .. الامر عاجل .."

فيعرض عليه مهند دعوة صادقة " تعال لنفطر سوية اليوم ونتكلم ..."

جسد رعد يختض وقد أخذ يتعرق بشدة فيرفض الدعوة قائلا " لا اظنها فكرة جيدة.. اسف لاني احتددت عليك.. لست بمزاج... جيد.. اظنه تأثير .. الصيام .."

فجأة قال مهند " لحظة من فضلك .."

وبينما رعد يقاوم ما يحصل له يأتيه صوت مهند مكتوما بعض الشيء وهو يتساءل باهتمام بالغ وقلق واضح

" ماذا هناك جوري؟! انت ترتجفين ! "

اوشك رعد ان يغلق الخط عندما سبقه مهند بالقول والاعتذار على عجل " رعد سأكلمك لاحقا.. اسف لدي امر طارئ مع زوجتي .."

فودعه رعد واغلق الخط ثم اطفأ الهاتف تماما وهو يتحرك بخطواته الى مكان مظلل خلف احدى المباني ..يحتاج الى خلوة .. خلوة بعيدا عن كل البشر..لا يريد ان يراه احد على الاطلاق وهذا الجحيم المظلم يبتلعه ...






يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 28-08-18 الساعة 09:22 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس