عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 10:52 PM   #253

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الحادي عشر ( الجزء الأول )


حصد نتائج كلماته الأخيرة على شكل صدمة نمت بسرعة وسط خضرة عينيها و امتدت لتبدو بوضوح في امتقاع وجهها بشدة .
ظل يتأملها رغما عنه بمشاعر ازدادت تضاربا حين قالت بصوت خافت :
- شكرا لك .

تنفس بعمق و هو يبتعد بنظراته قليلا قبل أن يعود ليوجهها نحوها و هو يقول :
- دائما الرجل هو الملام في كل المواقف أما أنتن النساء فما شاء الله عليكن ، توقف قليلا ثم واصل بهدوء ، أريد منك أن تخبريني بصراحة .
رفعت إليه عينيها دون كلام ليسألها بجدية :
- ألا تفكرين بأي رجل آخر؟ ألا يسترعي انتباهك أي رجل آخر بينما نحن معا ؟
- حاليا أنا لا أفكر بأي رجل غيرك ، أجابته بسرعة ثم خفضت عينيها و الحرج يعيد بعض اللون إلى وجهها .
توهج خداها أكثر تحت نظراته المتركزة عليها و طال الصمت بينهما حتى قطعته أخيرا بصوت أقرب للهمس :
- هل إذا غادرت الآن ستغضب مثل المرة الماضية و ترفض أن تراني ثانية ؟
- تريدين المغادرة ؟
أومأت برأسها
- فليكن ، قال دون تعبير و هو يضع هاتفه في جيب بنطلونه و يتأهب للوقوف .
- لحظة فقط من فضلك ، سأتصل بسيارة أجرة

نظر بتساؤل فشرحت بصوت خال من الحياة :
- أخبرتك منذ قليل أني لم أحضر بسيارتي لكنك لم تكن تستمع .
معذور ، علقت بجفاء و هي تلاحظ تردده .

نظر داخل عينيها لكنها خفضتهما بسرعة بينما أصابعها تلامس بخفة شاشة هاتفها .
- تعالي ، سأوصلك .
- أرجوك ، لا تتعب نفسك و لا داعي أصلا لأن تغادر معي ، أشارت بيدها إلى ما حولهما و هي تواصل ، لا أريد أن أقطع عليك استمتاعك بالمناظر .
- لا مشكلة سأوصلك ثم أعود ، أجابها و هو يستعمل نفس نبرتها الباردة .

تجاهلت رده تماما و هي تقوم و تأخذ حقيبتها الفضية في لون حذائها و لون حزامها .
كل هذا المجهود و التأنق و احتمال حذاء ضيق يضغط على أصابع قدميها طوال الوقت لتسرق اهتمامه فتاة أخرى بلبس عادي جدا و المصيبة بحذاء رياضي .
و هذا يدل أنها حتى و إن أعجبته فهي لن تكون محط اهتمامه سوى في الثواني الأولى من أي لقاء .
و هذه هي سنة الحياة أليس كذلك ؟
ركبت بجانبه مرغمة لأنها لا تريد أن تناقشه أكثر ، لا تريد أن تتكلم الآن فهي لا تضمن كيف سيكون صوتها و آخر ما تريده منه أو من غيره هو نظرة شفقة .
لم تتكلم طوال الطريق و فضلت أن تتأمل المشاهد الراكضة من النافذة ، أشارت إلى باب فيلتهم بصمت عندما وصلا إلى حيهم الراقي ثم اندفعت تخرج بسرعة ما إن أوقف سيارته و هي تلقي إليه بكلمة شكر مختصرة .
لم يعرف كم ظل يتأمل الباب الخارجي المغلق وراءها و وراء عالمها الغريب عنه و أخيرا قرر أن يبتعد عنها و عن تأثير كلماتها عليه .
كلمات لا يستطيع أن يجزم إن كانت صادقة أم لا لكنه يعلم تمام العلم أنها بلبلت أفكاره و أنه في هذه اللحظة لا يستطيع إلا أن يفكر فيها و لا شيء و لا أحد غيرها.
لوهلة كاد أن يعترف لنفسه أنها هزت مشاعره لكنه قرر تأجيل الاعتراف لوقت آخر .
………………..
ما إن أخفتها الجدران عن العالم الخارجي حتى أعطت الإذن لدموعها المحتبسة لتنطلق و يصدح صوت بكائها بين جنبات فيلتهم الأنيقة .
أخذت تبكي كما لم تبك أبدا من قبل ، صعدت درجات السلم و هي تكاد تنثني على نفسها من قوة شهقاتها ، توقفت أكثر من مرة تستجمع أنفاسها حتى وصلت أخيرا إلى غرفتها ، تكورت فوق سريرها و هي تواصل عويلها .
- شاهيندا حبيبتي ، ما بك ؟

من خلال دموعها رأت وجه أمها تتموج ملامحه بالقلق .
حاولت أن تتكلم و لكن شهقاتها منعتها ، أغمضت عينيها و خبأت وجهها في حجر أمها التي جلست بجانبها .
- لا أحد يحبني سواك يا أمي في هذه الدنيا ، استطاعت أن تقول أخيرا بضعف .
- اششش ، ما هذا الكلام الفارغ ؟
- لن أجد أبدا رجلا يحبني لذاتي يا أمي ، أبدا .
تعرفين لماذا يا ماما ، واصلت و هي ترفع إليها عينيها الذابلتين ، لأني لا أستطيع أن أملأ عين أي رجل ، لأني ناقصة يا ماما .
- أنت لا تملئين العين ؟!! ارتفع صوت أمها باستنكار ، أنت يا شاهي بجمالك الذي يضرب به الأمثال ، من الذي أقنعك بهذا ؟ من أخبرك أنك لا تملئين عينيه ، أخبريني حتى أدعو له بأن يصاب بالعمى فيهما أو لا تخبريني .

رفعت عينيها إلى السماء تقول :
- يا رب ...

شهقت شاهيندا بقوة و يدها ترتفع أسرع من تفكيرها لتضعها على شفتي أمها :
- لا تدعي على أحد يا ماما أرجوك ، أرجوك .

ثم أشاحت بوجهها تهرب من شكوك بدت صريحة في عيني أمها .
- شاهيندا حبيبتي ، هل أنت في هذه الحالة بسبب اقتراب ذكرى زواج ماهر ؟

نظرت إليها باستنكار :
- ماما أنا لا أذكر أصلا متى تزوج ماهر !

لكن أمها واصلت و هي على ما يبدو لا تعي كنه نظراتها أو معاني كلماتها :
- ماهر لم يكن مناسبا لك يا حبيبتي ، أنت تحتاجين رجلا يحبك و ..
- أنا لا أريد رجلا يحبني ، قاطعتها بجنون ، أنا أريد رجلا لا يخون .
أريد رجلا لا يخون ... أريد

انقطع سيل كلماتها بموجة أخرى من الشهقات الباكية و هي تخفي وجهها بين كفيها هربا من نظرات أمها المتألمة .
جمدت السيدة شمس في مكانها و هي حائرة ، هل تواسي ابنتها أم تواسي نفسها ؟ ثم كالعادة اختارت الحل الأسلم و انسحبت في هدوء تتمنى من الأيام أن تصلح ما ساهمت هي حتى لو بدون قصد في إفساده .
بعد خروج والدتها بفترة فتحت شاهيندا هاتفها و دخلت على صفحتها الاجتماعية ، اختارت باقة من أجمل صورها ثم بدأت في نشرها تباعا ، لم تمض لحظات حتى بدأت القلوب الصغيرة و علامات الانبهار تتقافز من كل مكان و بعدها بقليل بدأت التعليقات المعجبة تتوافد عليها من الجنسين .
شغلت نفسها قليلا بالتفاعل معهم ثم رمت هاتفها من يدها بنفور عندما عجزت عن السيطرة على دموعها التي استمرت في التدفق و زاد انهمارها حين رأته متواجدا و لم يهتم حتى بإرسال سلام عابر لها .
لا تبالي به ، إنه مجرد مجرد ..
عضت على شفتيها بقوة و كأنها تمنع أي كلمة مسيئة له من أن تخرج من بينهما . تواصل انهمار دموعها بينما هي تدخل على صفحته الخاصة لتقوم بحظره ، وقعت عيناها تلقائيا على تعليقه الأخير :
" قد نظن أحيانا أننا قلنا لمن يستحق ما يستحق لنكتشف فيما بعد أن الموضوع فعلا لا يستحق "
تراجعت عن حظره في تلك اللحظة ، كلا لن تقوم بحظره ، لن تعطيه مزيدا من الاهتمام .
لديها حل أفضل ، ستقوم بحظره من أفكارها ، لهذه الليلة على الأقل .



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس