عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-18, 04:09 PM   #146

كِــناز
alkap ~
? العضوٌ??? » 351343
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 132
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » كِــناز is on a distinguished road
¬» مشروبك   7up
¬» اشجع ithad
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كِــناز مشاهدة المشاركة
صباح يوم جديد..

يرن جواله باستمرار وهو يتقلب في السرير بضيقة وانزعاج منه، فتح عيونه أخيرا وبحزن تحسس الجانب الفاضي من سريره متى ناوية تحن عليه!

رن جواله مرة ثانية وهو بملل سحبه بدون ما يطالع في الرقم ورد بصوت ثقيل من النوم: الو.

وصل له صوت انثوي خافت: خالو.

عدل جلسته على سريره وهو يقطب حواجبه: ميس! دي انتي؟

ميس: ايوا أنا.

عبد العزيز: طيب اشبك تتكلمي كدا انتي فين.

ميس بـ رجاء ونبرة باكية: خالو أنا عند بابا، الله يخليك تعالي خدني أنا وعبودي من هنا، ما أبا اقعد!

عبد العزيز: طيب ميس اهدي اول شي قوليلي ايش فيه.

ميس بنفس نبرتها الباكية: ما أبا اقعد عندو، دا مجرم وولدو أخص منو، ضربني قدام عبودي، الله يخليك تعال خدني قبل ما يرجع دحين هوا مو موجود!

عبد العزيز بـ عجلة وهو يقوم من سريره: تمام تمام خلا حجيكي عبال انتو عبو نفسكم يلا!
** ** ** ** **


في إحدى الكافيهات..

جالسة أمامه بكل هدوء وروقان تتصفح المنيو

حرك رجوله بعدم صبر من تصرفاتها الباردة وقال: يلا أهرجي ايش تبي وليش جايبتني هنا!

رنين بمزاج عالي: فيصل وي صبر خليني أطلب، انتا كمان أطلب وبعد الاكل نشوف متى نحدد زواجنا على رواقة!

فيصل رفع حاجبه بسخرية: انتي من جدك تفكري بيوم زواجنا؟ هيه أصحي من أحلامك الوردية، كلها فترة وتشوفي ورقة طلاقك عندك.

رنين نزلت المنيو على الطاولة وناظرته بابتسامة خبيثة: لا انتا اللي اصحى من أوهامك، وخلي في بالك إني مو ميته عليك، دا أول شي، تاني شي أنا مجبورة أكمل معاك ونمثل للكل إننا نحب بعض ليــن بعد الزواج بفترة تطلقني!

فيصل مو فاهم ايش ببالها: ليش نمثل قدام الكل؟ خلينا نتطلق من دحين وكل واحد يشوف حال سبيله!

رنين حطت يدها على الطاولة وبحده ناظرته: فيصــل أنا حامل! تباني انفضح بين الناس؟! تباهم يقولوا حملت وهيا مملكة وبعدين طلقها؟

فيصل بسخرية وقف: عاد دا الشي يخصك ومالي علاقة فيه، أو أنك تجهضيه!

رنين قامت ووقفت قباله وباستهزاء: بكل دي البساطة يا فيصل أفندي.. أجهضو!

فيصل بثقة: بالزبط.. ومافي شي يجبرني أكمل معاكي.

رنين ضحكت بسخرية: ما في يجبرك متأكد يا فيصل؟ طلعت من الشنطة الظرف ومدته له: شوف ايش فيه هنا حيجبرك تسوي كل كلمة أقولها.

اخذ الظرف وخرج الصور اللي فيه، صار يمررها وحدة وراء الثانية ورنين مستمتعة بـ تعابير وجهه المنخطفة

رفع رأسه لها وبتوتر واضح: من فين جبتي دي الصور!

رنين: من فين جبتها دا شي ما يخصك، ومتأكدة من حقيقتها.. لا تنكر وتقول انها مفبركة.

فيصل بعصبية شقها وهو يعصرها بين يدينه وهي ضحكت: الصورة الاصلية عندي بالبيت، ودي بس نسخه طبعتها ويا كتر النسخ اللي عندي، اتخيل يا فيصل لو انك طلقتني، وانا انجبرت أسقط اللي في بطني، ياا انك حتنفضح فضيحة، وربي ما حرحمك وانشر دي الصور في كل مكان وقتها ما حتقدر تطالع في وجه أحد من الفشلة!

فيصل وجهه حمر من العصبية: تبتزيني يا حقيرة!

رنين ابتسمت: بالزبط، شايف انتا بتصرفاتك فين وصلتني؟ من رنين المجنونه فيك إلى وحدة تبتزك، سامحتك على أغلاطك كتيـــر، بس إلا الخيانه ما حسامحك فيها إلا الخيانه، وتاني مرة أعيدها، مو حبا فيك أبا اكمل معاك، كلها فترة لين بعد ولادتي ونتطلق!
** ** ** ** **


جالسه في الصالة تنتظرهم على نار، تحرك رجولها بتوتر ودموعها بعيونها.. اتصل عليها عبد العزيز دوبه، حكاها عن ميس وقلبها انحرق عليها

جلست جود بجانبها وهي تحط يدها على كتفها لتهديها: دنو حبيبتي أهدي، خلاص ما سارلهم شي ودي اهم حاجه الحمد لله.

ندى طالعت فيها بندم: حتى لو، ضربها الحقير.. وقدام عبودي.

جود بجدية: يمكن دا خير ليها، تتعلم من خطأها، وتشوف أبوها على حقيقتو!

ندى ما ردت عليها وبنفس الوقت رن جرس الفيلا فقامت على طول وهي متأكدة إنهم جو، فتحت الباب وشافت بوجهها ميس فقالت بحنية: بنتي.

ميس تجمعت الدموع بعيونها، كثير كثير ندمت بعد ما ظهرت الحقيقة وطاح قناع أبوها، رمت نفسها في حضن أمها وانفجرت بكا

تراجعت بعدة خطوات للوراء من قوة حضنها لها وعيونها متوسعه بـ صدمة، متأكدين هذي بنتها ميس؟ سمعتها تقول من بين شهقاتها سامحيني فحاوطتها لها بقوه ونزلت دموعها هي كمان!

عبد العزيز ما كان أقل منها صدمه.. وعبد الله نزلت دموعه لا شعوريا وهو يشوف أمه وأخته يبكوا ويضموا بعض لأول مرة!
** ** ** ** **


بعد مرور شهر..

تغيرت فيها حياة البعض والبعض الآخر على نفس الروتين والكآبة والحزن!

رنين وفيصل حددوا زواجهم للكل بعد أسبوعين بالتمام.. أم رنين وأم فيصل بالتاكيد تفاجؤا وفرحوا بزواجهم اللي كان من المفروض من أول يتحدد، مهند ومشعل منصدمين من قرارها.. حاولوا يقنعوها بس مثل ما تعودوا عليها عنيدة وتحبه مهما سوا فيها، والوحيدة اللي تعرف حقيقة زواجهم هي جود، تدري إنه زواج مؤقت لين ولادة رنين وبعدها كل واحد يشوف حياته، وما وافق فيصل إلا بعد تهديدات رنين المتكررة بنشر صوره الخليعة!

ندى وميس.. أكثر شخصين سعيدين وسط تعاسة وحزن اللي حولهم، ندى مبسوطة وهي تشوف بنتها ترجع لها.. تحبها.. تحترمها.. تستشيرها بأبسط الأشياء، في كل يوم تجيها وتعتذر لها عن أغلاطها اللي كانت تسويها، ما كانت تعاتبها.. بالعكس تبغا تنسى هذيك الأيام والذكريات السيئة لـ ترسخ ذكريات جديدة وجميلة مع بنتها.. وعبد الله بعد ما كان غير مستقر.. ماهو عارف يصف مع مين، وأخيرا استقرت نفسيته بتهادي النفوس ورجوع الوضع لطبيعته

الحال في بيت وليد نفس ما هو ما تغير، الكآبة تسيطر عليهم، وطريقة موت فارس ما زالت تؤلمهم، وأحدهم يكن الكره لشخص آخر ويظنه سبب موته!

تغريد.. ما زالت منعزلة رغم المحاولات المتكررة من أبوها واللي حولها لإخراجها من وحدتها وحزنها، بس هي ما بتسمح لهم يساعدوها.. ومبعدة الكل عنها وحاطة مسافة بين كل اللي يحبوها، وجود أكثر وحدة مصرة إنها تساعدها وما تخليها تغرق في حزنها اكثر وما استسلمت للحين!

أمير.. بعد ما ثبت عليه انه قاتل فارس مع وجود الادلة والشهود، حكم عليه بالاعدام!
واخيرًا بعد ظلمه لـ العديد من الناس وتدمير حياتهم ونفسياتهم أخذ العقاب اللي يستحقه وأكثر!
** ** ** ** **


بالفيلا تحديدا بالمطبخ..

ميس وندى في المطبخ.. جالسين يعبوا بعض الاغراض البسيطة ليحطوها بالصالة وبنفس الوقت بيسولفوا ومبسوطين بالهروج: جود مسويتلنا فعاليات عازمة بتول وتبا تخلي تغريد تنزل معانا، أهنيها على اصرارها.

ندى: كويس على الأقل تخرجها من عزلتها شوية يا بنتي والله حالها مو عاجبني!

كملوا هروجهم بمواضيع مختلفة وبمزح وضحك، في هالوقت دخلت جود للمطبخ، وهي تناظر ميس بـ عدم اقتناع بتغيرها

ميس حست بنظراتها والتفتت لها: جود ايش فيه؟

جود: ما في شي بس جيت أقول ترا قدرت أقنع تغريد تنزل وعاد الهدف يا جماعه نخليها تضحك معانا كمان.

ميس ابتسمت بصدق: منجد نزلت؟ كـويــس، بروح أجلس معاها لا تقعد كدا لحالها.

جود باندفاع تكلمت: لالا وي الله يستر عليكي تبي تجيبيلها الكآبة أكتر، خلاص أنا أروحلها.

ندى باستغراب: وي جود، يعني ايش حتسوي خليها تروح.

ميس تدري إن جود لساتها ما تثق فيها وما تقدر تلومها.. نطقت وهي تقول بإصرار: انتي ما تعرفيني يا جود، أنا حطيت في بالي اني أتغير واتغيرت للأحسن الحمد لله، ومن دحين اقولك حطيت ببالي إنو أنا اللي حضحك تغريد وحتشوفي.

جود: اوكي يلا نشوف ايش علينا!

وندى ابتسمت بعد كلام بنتها وهي تدعي ان ربنا يحفظها ويخليها لها

كلهم راحوا الصالة بوجه بشوش مبتسم، ندى فتحت التلفزيون وجلست بالكنبة.. جود حطت التسالي والقهوة والشاي فوق الطاولة.. ميس جلست بجانب تغريد وكلمتها وهي تفتح جوالها على أحد المقاطع: شوفي تغريد بوريكي فديو لواحد حق مقالب يموووت ضحك، حرفيا حتموتي من الضحك.. يتصل على ناس ما يعرفهم ويستهبل عليهم، اسمو عبودي باد.

تغريد بـ نبرة باردة نطقت: مابا اتفرج ماليا نفس.

ميس باصرار: وي هوا كل شي ما تبغيه.. يلا اتفرجي معايا ما حتخسري شي.

حركت عيونها بـ ملل وقالت: طيب وريني، إن شاء الله ما يكون سامج بس.

في نفس الوقت دق جرس البيت، جود وقفت بحماس بعد ما كانت مندمجة بـ حوارهم وقالت: اوه شكلها بتول جات، يلا أنا رايحه أفتحلها الباب.

فتحت الباب لـ بتول وبعد ما دخلت أخذت منها العباية وعلقتها، فجأة سمعوا صوت ضحك عالي صادر من الصالة قطبت حواجبها بتول: وي مين دي؟

جود: معقولة تغريد؟ كملت بابتسامة: والله وسوتها ميس ماهي هينة!


في الصالة..

وعلى قولة ميس ماتت من الضحك!
في البداية ما كانت مركزة وتفكيرها بعيد ومشتت
بس لفتتها صرخته الفجائية وسط كلامه مع الطرف الثاني
انشدت للمقلب اللي بعده مع شخص آخر وهو ينعم صوته مثل البنات
مو لايق عليه وشكله يضحك!

كلامه الغريب والمضحك.. ردود الناس وردوده القاتلة.. تعابير وجهه، ما قدرت تمسك نفسها، بدأت بابتسامة صغيرة ومن ثم ضحكة خفيفة حتى انفجرت ضحك لين ما وجهها حمر وعضلاتها بدأت توجعها، ضحكت بقوة وكأنها ما قد ضحكت

ميس مبسوطة مبسوطة لأنها قدرت تخليها تضحك، وندى لا شعوريا دمعت وهي تشوف مود تغريد أتغير تمامًا وبداخلها تدعي إنها دايما تكون مبسوطة وتضحك!

في هاللحظة دخلت جود وبعدها بتول اللي في البداية ما كانت مهتمة لما سمعت صوت ضحكتها، بس شكلها المبسوط هنا قهرها، ليه هي بتكمل حياتها وما كأن فارس مات!

مشيت بـ خطوات واسعه ناحيتهم والحقد أعمى عيونها، سحبت الجوال من يد ميس وصرخت بقهر وسط نظرات الكل المصدومة: انــتــي الــمــفــروض تتعاقبي حال داك الحيوان، انــتــي كــيـف قادرة تكملي حياتك وفارس مـــاات بسببك هــاه، بينما أحنا ميتين من الوجع في بيتنا انـتـي جــالــســة تــضــحــكــي!

ضحكتها الرنانة والعذبة اللي كانوا مبسوطين بيها أختفت لـ تحل مكانها رجفة سيطرت على شفاتها وعيونها غرقت بدموعها لما طـرت فـارس، اسم حبيب القلب!

تغريد بـ صوت مرتجف جاوبتها: بــتـ..ـول!

بتول بـ نفس صرختها: لا تنطقي اسمي، تدري إني أكرهك، انتي سبب حزننا، وياما كنتي سبب حزن فآرس، دايما كنتي تكسري قلبو دايما.. كنتي تحبي تعذبيــه، وانتي سبب موتو، يا ريتك لو متي معاه يا ريت!

فركت يدينها بتوتر وبنبرة ملاها الضعف: لا تقولي كدا.. أنا كمان أحب فارس، وامير هوا هددو، هوا دمرلنا حياتنا وعذبنا، هوا قتلو وحياخد جزاءو لا تلوميني أنا مالي ذنب!

بتول بكره: طيب اذا تحبيه ليــش ما جيتي عزاااه؟ ما وقفتي معانا ولا سويتي الواجب، اصلا انتي كدااابه وتحاولي تثيري شفقة اللي حولك بس..، رجعت توجه لها أصابع الاتهام: انتي كمان قدتي أخويا للهلاك، استغليتيه وهوا ضحى نفسو عشانك، بس انتي مـا تستااهلي، انتي اللي السبب في كل اللي سآآآر!

تغريد ما قدرت تستحمل قسوة كلامها، حطت ادينها على أذونها وانهارت بكى وهي تحرك رأسها بالنفي.. تنكر كل أتهامات بتول الموجعة، شهقاتها بتزيد وتعلى أكثر وأكثر وصورة فارس وهو غارق بدمائه رجعت تدور ببالها..

ميس بكت بالم على حال تغريد وبداخلها كره لأميــر وهي تدعي عليه من كل قلبها، اقتربت من تغريد تضمها وتحاول تهديها!

ندى انحرق قلبها على تغريد فنطقت بحدة موجهة كلامها لبتول: اســكــتــي يا بتول ولا حاقطعلك لسانك الطويل دا، ما تشوفي حالة البنت وانتي تزيديها كانها ناقصتك!

بتول: طيب واحنا؟ شفتي حالتنا؟ صرخت بحرقة: أخــويـــا أنــقــتــل أخــويــا الوحيـــد مـــات وما عــاد حــشــوفــوا، مــات فــي عــز شــبابـو بـسـبـبـهـا!

ندى صرخت بانفعال: انــكــتــمــي يـا بـتـول، بــس بــس على الاقــل أحترمــي انـك فــي بـيـتـنا..، طالعت في بنتها وكملت: ميس خدي تغريد وطلعيها لغرفتها يلا.

جود انقهرت وهي تشوف تغريد بهالحالة، أول مرة تشوفها بـ هالضعف، ما قدرت ترد على بتول ولا دافعت عن نفسها، أكتفت بالبكاء، من متى وهي كذا؟ من متى والضعف احدى صفاتها؟ فين أعتزازها بنفسها.. فين ثقتها وقوتها، ما تشوف إلا شخصية مهزوزة ومكسورة، وفوق كذا هذي ما تراعيها!

تسارعت أنفاسها بحقــد تكلمت وصدرها يعلى وينزل من القهر: انتي ما عندك ولا ذرة رحمة في قلبك؟ تشوفيها كدا وتتكلمي بسخافة قدامها؟ ناظرتها بحدة وبكل جدية نطقت: اخرجي من هنا يا بتول، بــــــــرا!

بتول: تطرديني يا جود؟

جود: ايوا أطردك وأطردك كمان، يلا خدي عبايتك واخرجي من هنا لا عاد أشوف وجهك، اذا انتي تلومي تغريد على حاجة مالها ذنب فيه فاخرجي من هنا واعتبري صداقتنا انتهت..، كملت بصرخة: يلا انقلعي!

بتول نطقت وهي تحاول تمسك دموعها: حخرج من هنا وكلكم حتندموا!
** ** ** ** **


مكة المكرمة

جالسة بسريرها وماسكة ورقة التحليل بيدها، تقرأ المكتوب فيها للمرة الخامسة بعدم تصديق: سهى بليز قولي اللي بقراه من جد ولا لا.

حركت عيونها بملل: للمرة المليون أقولك، صح اللي تقريه صح..، كملت بابتسامة: وبعدين تعالي تعالي، المفروض دحين طيراان تتصلي بزوجك تقوليلو انك حامل يا رزان.

رزان بتشتت: بس…

سهى بحدة: أقولك بلا بس بلا كلام فاضي، يعني ايش حتسوي، ما حتقولي للرجال المسكين؟ ويلا سارت عندك حجة عشان تتصليبو وياخدك، أول كنتي يعنني متحججه بكبريائك!

رزان بتردد: يعني تقولي اتصل؟

سهى: لساتك تسألي! ايوا اتصلي، صراحة أنا دحين شكيت مين الاخت الكبيرة فينا!

رزان مسكت الجوال وضغطت على رقمه لتتصل عليه، عيونها على الجوال وقلبها يدق بسرعه.. اشتاقت لسماع صوته جدًا، بعد فترة بسيطة جاوبها: الــــو.

أخذت نفس عميق تهدي فيه حالها وردت: أهلين عبد العزيز، كيفك؟

عبد العزيز رد بنبرة بارده: الحمد لله على كل حال.

قعدوا فترة ساكتين عبد العزيز ما سأل فيه عن حالها وهو ماخذ على خاطره منها
ورزان ما هي عارفة من فين تبدأ وايش تقوله بالزبط

عبد العزيز واخيرا نطق: يعني حتقعدي كدا ساكتة وما حتقولي ليش اتصلتي؟

رزان بدون مقدمات: عزيز.. أنا حامل، تعال خدني!

عبد العزيز بعد ما كان منسدح عدل جلسته من كلمتها وبصدمه: ايـــش؟

رزان بلعت ريقها وبتوتر: حامل..

عبد العزيز بسخرية: يعني لو ما كنتي حامل ما كنتي حتتصلي فيا؟

رزان باندفاع: لا والله، عزيز أنا أحبك، وكنت حتصلبك قبل كدا بس كنت متردده، ما كنت أعرف ايش حاقولك.

عبد العزيز بنبرة معاتبه: يعني كان لازم تعذبيني كل دي الفترة عشان تتصلي؟

رزان: أنا آسفة عبد العزيز، تعال خدني.. وحشتني مرة!

زفر براحة وهو يقول بابتسامة واسعه: طيب مسافة الطريق واجيكِ!
** ** ** ** **


في الليل..

يتقلب على سريره بعدم ارتياح واللي صار اليوم لـ تغريد مضايقه حيــل، حكته ندى وبكت وهي توصف حالة تغريد الموجوعة، كلمه وليد واعتذر له بشدة عن تصرف بنته، جلس على طرف السرير وهو يمرر يده على شعره ويشده بألم، يالله بنته في أي وجع وأي حالة جالسة تمر بيها والمشكلة ما هي راضية تعطيه فرصة لـ يحسنها!

نزل من جناحه متوجهة لغرفتها وما لقاها، على طول جاء بباله إنها راحت في مكانها المعتاد لما تتضايق، نزل للدور الأرضي وخرج للحديقة الخلفية، ومثل ما توقع كانت هناك، تجلس على الدرج وفي العادة تسرح ببالها وهي تعبث بالتراب، بس هالمرة سمع شهقاتها الخافتة وهي تحاول تكتمها بيدها

نطق بنبرة لينة وقلبه يألمه عليها: تــغــريــد!

التفتت له ووجهها غرقان بدموعها ولساتها تشهق بوجع، وقفت وهو مشى ناحيتها بسرعه وحاوطها له بقوة وهي ضمته، ومن بين شهقاتها نطقت بصوت مذبوح: بابا أنا تــعـ..ـبــانــه.. تــعــبـ..ـانــه.

انفطر قلبه من كلمتها فمسح على شعرها وهو يكمل بحنية: يا عمري انتي، قولي ايش يوجعك، قولي مين وجعك عشان اوجعه.

بعدته عنها ودموعها تنزل أكثر.. تتكلم ويدينها تتحرك في الهواء بانفعال: في الأساس أنا اللي بوجعكم، أنا عبئ عليك دارية بدا الشي، اسمعك وانتا تشكي لجدتي عني انك شايل همي، تقول إني ما سرت زي أول، ما اضحك، ما اقعد معاكم، ما اتكلم، بابا أنا ما أقدر اسير زي أول، حاولت اتجاوز الموضوع ما قدرت، ما انسى شكل فارس وهوا ميت قدامي، شكل أمير الحقير وهوا يقولي كيف قتل ماما فرح..، كملت وهي تشهق بوجع: ديك الليلة راسخه ببالي وماني قادرة أنساها، حرقلي قلبي.. قتل فارس قدامي وقتل كل أحلامي معاه، دمرلي حياتي.. خلاها ســوده بعيني..، غطت وجهها بيدينها وانهارت على الأرض ببكا: آآآآههـ يا ريت لو قتلني داك اليوم، يا ريتني مــت وارتحت من دا العــذآآآب بدل ما أنا بمــوت في اليوم ألف مرا!

نزل لمستواها ودموعه نزلت معاها، رجع يحاوطها بقوه وصوت آهاتها وشهقاتها تمزق قلبه لـ أشلاء عديدة!


بعد فترة..

وأخيرا هديت وقدر يطلعها لـ غرفتها، غمضت عيونها بعد جهد كبير وراحت لـ نومة عميقة، غطاها كويس وهو يمسح على شعرها بحنان، باس جبينها بعمق وبداخله يوعد نفسه إنه يبعد عن كل شيء يوجعها، انهيارها هذا ما جاء إلا بعد تهجم بتول عليها، لازم يبتعدوا، لازم يعالجها ويشفي جروحها وللأبد يقفلوا ماضيهم حتى يعيشوا بسعادة!
** ** ** ** **


صباح يوم جديد..

متمدده على السرير ووجهها مقابل وجهه، رأسها مريحته بنفس مخدته وشعرها بالجهة الثانية، قريبة منه حيل وما يفصلهم شي، مررت يدها على وجهه وعيونها تتأمل أدق تفاصيله الوسيمة، اشتاقت له حيــل وما توقعت إن حبها له وصل لـ درجة كبيرة، تعذبت ببعده وتدري إنها عذبته، في كل مرة كانت تبا تتصل بيه وتقوله أبغاك تتراجع بسبب كبريائها، عقلها وقلبها كانوا في حرب لمدة شهر كامل، وأول ما عرفت بحملها.. أتصلت به لـ تقوله رجعني.. ماخذه من حملها حجه!

رن جواله للمرة الرابعة.. زران ابتسمت وهي تشوف ملامحة تحولت من الاسترخاء للانزعاج وبصوت هادي تكلمت: يلا رد عليه، أخوك كم مرة أتصل عليك واضح انو فيه شي مهم.

عبد العزيز بملل: مشعل يحب يأذيني، ودامو اتصل في دا الوقت يعني ناوي يكرفني وأنا حتى أصباع واحد ماني قادر أحرك.

رزان: يلا معليش رد عليه ما يسير تسيبو كدا.

ابتعد عنها وهو يتأفف، جلس على السرير وسحب جواله ورد وهو واصل حده: هــااا ايش في؟

جاء له صوته الحاد والجدي: ايش هـااا؟ في أحد يرد كدا؟ وكمان من أول بتصل عليك ليش ما ترد؟

عبد العزيز بنرفزة: أول شي شوف الساعة كم، دوبها تسعه، ايش تبغابي في دا الوقت؟

مشعل ببرود: ايوا داري، المهم جهز نفسك وتعال البيت أحتاجك.

عبد العزيز بصوت منخفض وهو يرص على أسنانه: ايش تقول تباني أجيك دحين! يعني قلتلك أمس الحمد لله رجعت الموية لمجاريها واني حكون مشغول دي الفترة، لازم تخرب عليا؟

مشعل: ما نسيت يا عبد العزيز ما نسيت، بس في موضوع حتكلم فيه وانتا لازم تكون موجود!

عبد العزيز: طيب قول اللي تباه هنا!

مشعل باصرار: تعال البيت وحتعرف!

أنهى كلامه وبعدها قفل السماعة بوجهه
** ** ** ** **


في الفيلا.. تحديدا في الصالة

مشعل في هالصباح جامع الكل هنا عدا تغريد فبعد الليلة المتعبة غرقت في النوم.. وموصي جود ورنين انهم يتحجبوا بما أنه عبد العزيز راح يجي

ندى باستغراب: طيب ما حتقول ليش مجمعنا هنا؟

مشعل بهدوء: اصبري خلي عبد العزيز يجي!

جود وهي تتثاوب: ومتى إن شاء الله ناوي يجي، أنا نعست مو متعوده أصحى في دا الوقت!

مشعل بجدية: اصبري يا جود!

رنين: والله لا تلومها، اذا انا نفسي أعرف ليش مجمعنا كدا، آخر مرة سويتها صدمتنا وقلت إنو تغريد حتدرس في تركيا، دي المرة أيش؟

مشعل ما جاوبها، وبنفس الوقت دق جرس الفيلا لتفتح الخادمة الباب ويدخل منها عبد العزيز وهو يقول: السلام عليكم.

الكل رد السلام بأصوات مختلفة، عبد العزيز أستغرب وما كان داري بانه مجمع الكل، جلس بجانب مشعل بالرغم من استغرابه لكنه ساكت لأنه ملاحظ تعابير وجه مشعل فيها شي غريب، والكل ساكت يترقب موضوع مشعل اللي راح يقوله بما أن عبد العزيز جاء

مشعل: الكل يدري أمس ايش سار لتغريد والاغلب شاف بعيونه كيف كانت ضعيفة ومكسورة قدام بتول وهيا تتهمها، أنا عن نفسي ما أقدر ألوم بتول، في النهاية دا أخوها وفقدتو بابشع طريقة…

جود باندفاع: ليش ما تلومها حتى لو، مو من حقها كدا تتهجم على تغريد.. تحسب انو هيا الوحيدة اللي بتعاني!

مشعل بجدية: طيب وعشان كدا انا مجمعكم اليوم، تغريد نفسيتها تعبانه والناس عمرهم ما حيراعوها لأنهم ما عاشوا اللي عاشته ولا يدروا ايش هيا شافت، فـ حيضلوا يلوموها وهيا تصدق وتتعب أكتر!

عبد العزيز: يعني تقول اذا امس بتول بكره غيرها!

مشعل: بالزبط.

سعاد حزينة جدا على حال حفيدتها وما بيدها شي تسويه: طيب والحل.

مشعل مرر نظره عليهم وبعد فترة صمت: الحل اني آخد نفسي وبنتي برا، في مكان محد يقدر يلومها، وتبدأ تعيش تاني بنفسية أفضل!

ندى: يعني تشوف دا حل مناسب؟ طيب تتوقع تتحسن وهيا في بلد مو بلدها مع احساسها بالغربه؟

مشعل: مين قال إنو غربه؟ حنسافر لـ تركيا وتركيا ما تعتبر بلدة غريبة لـ تغريد، بالعكس عاشت فيها طفولتها وأمها من هناك.

جود بحزن: والله حفقدها!

سعاد وهي تحارب دموعها: وأنا بفقدكم الاتنين، بس اللي تشوفو يا ولدي الانسب لها سويه، دامك تعرفها وأنتا أقرب شخص ليها.

مشعل بحنان: ليش بتتكلموا وكاننا مو راجعين، ترا حنجيكم في كل فرصة نشوفها!

رنين رأيها برأي مشعل فتكلمت بمرح وهي تحاول تغير جوهم: شوف أنا موافقه خلاص، بس يا ويلك لو تحجز قبل زواجي وما تحضروه!

مشعل ابتسم: الا وي مستحيل ما نحضر زواجك وننبسطلك..، طالع في عبد العزيز وكمل: وانتا ما سمعنا رأيك في الموضوع!

عبد العزيز: اللي تشوفو صح يا مشعل تسويه وأنا حأيدك وما حكون ضدك.. بس المستشفى؟!

مشعل: وانا عشان المستشفى قلتلك تعال..، تكلم بجدية يخالطها الثقة فيه: المستشفى أماانه في رقبتك يا عبد العزيز، من بعدي هيا ليك وانتا مديرها.

عبد العزيز ابتسم رغم خوفه من المسؤولية الكبيرة اللي عليه: أبشر وما حتشوف مستشفاك الا أحسن مستشفى في جدة!

مشعل بابتسامة: خلاص سارت حقتك من دي اللحظة يا عبد العزيز!
** ** ** ** **


بعد مرور عدة أشهر..

واقف بزاوية بعيد عن هالحشود المتجمعين لـ يشهدوا على اعدامه
وهو بابتسامة منتصرة ينتظره ينقتل..
خلاص كذا يقدر يكمل حياته بسلام
صح خسر كثيــر أشياء حتى وصل لـ هذا اليوم
بس في نفس الوقت اتعلم وأخذ درسه
ما كان لازم يثق في أي شخص
زفر براحة تامة ورضا كبير
كل شي رجع بمكانه..
أمير راح يموت..
أخته ميار سعيدة في حياتها مع معتز
كان مستعد يفني بحياته بس عشان يشوف هاليوم
والحمد لله جاء..
ايش يبا من الدنيا أكثر من كذا؟
أمممم باقي هو يتزوج؟
لاااا مستحيــل
خلاص شال هالفكرة من راسه
مكتفي بـ تجربته مع فجر ومانه مستعد يخوض تجربة ثانية
على الأقل حاليًا!
** ** ** ** **


في المطار الملك عبد العزيز الدولي، صالة الانتظار..

مشعل ماشي ناحية الكراسي وبيده سندويشين، جلس بجانب تغريد ومد لها وحدة منهم: خدي وكليها.. اليوم ما شفت أكلتي حاجة.

تغريد عبست بوجهها: لا مابا.

مشعل بجدية: أقولك خديها، لو استمريتي على دا الحال صدقيني حتختفي من النحف، وبعدين تعالي، فيه شي مضايقك من لما خرجنا، في البيت كنتي متحمسة ودحين ليش طافية؟ زعلانه؟ تبينا نقعد وما نسافر؟

تغريد: لا وي بابا ما في شي زي كدا، بس جالسة أفكر!

مشعل: طيب قولي في ايش بتفكري ومخليكي كدا زعلانه.

تغريد تنهدت بضيقة: بفكر في بتول، حزت بخاطري إنها ما جات وودعتني، كانت تطالع فينا من بلكونه فارس واحنا بنخرج الشنط، ولما لمحتها دخلت على طول..، كملت بأسى: يعني هيا حتفضل طول عمرها زعلانه مني وتلومني على موت فارس؟

ارتخت ملامحه شوي براحة.. توقع فيه حاجة أكبر من كذا، حاوط كتوفها وقربها له: لا تفكري فيها كتير يا قلبي وتضايقي نفسك، في النهاية دي صحبتك من صغرك.. ومستحيل حتقعد طول عمرها زعلانه، صدقيني حتلين مع الايام.. لما تشوفك جاية هنا في الإجازات، قلبها حيحن، وترجعوا زي أول وأكتر إن شاء الله.

طالعت فيه: يعني كدا برأيك؟

مشعل بحنان: أيوا حبيبتي، ولا تفكري فيها كتير، حاليا انتي أهم شي فكري بنفسك، بصحتك، بدراستك ومستقبلك ولا يشغل بالك غيرهم.

ريحت رأسها على كتفه وزفرت بعمق وهي تتمتم: إن شاء الله!
** ** ** ** **


بعد مرور عدة سنوات..

تركيا.. اسطنبول

جالس وسط الحضور.. ينتظرهم ينادوا باسمها، كلها ثواني وصدح أسمها في القاعة وهم يكرموها بمناسبة التخرج مع مرتبة الشرف

لما نادوها.. مشيت بكل ثقة وابتسامه جميلة مرسومة على شفايفها، أخيرا قدرت تحقق حلمها وبكل جدارة بعد دراسة لـ سنوات، انسلخت من شخصيتها القديمة وبكل قوة رجعت لتثبت نفسها قدام الجميع، قدرت تتجاوز كل الصعوبات والعقبات أولا بفضل الله وثانيًا أبوها اللي كان أكبر داعم لها، لمحته جالس فابتسمت له ولوحت له بيدها، وهو رد لها ابتسامة دافية وفخورة فيها حتى يتمتم لـ نفسه: الحمد لله إني شفت دا اليوم يا بنتي الحمد لله.


بعد انتهاء الحفل..

انفتحت الكميرا الامامية لتظهر صورتهم لهم، متصلين عليهم صوت وصورة باحدى التطبيقات وبابتسامة واسعه تغريد نطقت: هـــــاي!

وردت سعاد كالعادة على هالكلمة: يا بنت الواحد يقول السلام عليكم أول شي!

بابتسامة عبيطة قالت: السلام عليكم.

جود ضحكت عليها: يا لطيف بالله دا شكل وحدة متخرجه من قانون وحتشتغل محامية.

مشعل رد عليها بفخر: ايوا واحسن محامية كمان.

تغريد بدلع: واااه أحلى واحد يدافع عني قدام الغيورة!

رنين: هههههههه والله تضحكوا بمناقراتكم الهبلة دي، المهم تغريد مبروك التخرج حبيبتي شفناكي على رابط البث المباشر للحفلة، طالعه تجنني.

سعاد: ايوا مبروك والله احنا فخورين فيكي رفعتي راسنا الله يسعدك.

تغريد ابتسمت بامتنان: الله يبارك فيكم يا رب، ايوا ماني شايفة عمة ندى بيناتكم فينها!

ميس: والله هيا في دوامها دحين، سارت مترجمة لدكتورة بريطانيه في المستشفى.. بس لا تخافي وصيتها تشوف حفلتك من الرابط..، كملت بضحكة خفيفة: وتلاقيها بكيت لما شافتك تتكرمي.. هههه تعرفي ماما مرهفة إحساس.

ضحكت بخفة: ههههههه الله يسعدكم يا رب..، اممم يا حلوين يلا خلاص أنا حقفل دحين ولا تنسوا توصلوا سلامي لعمة ندى.

رنين: اوكي يلا مع السلامة.

قفلت المكالمة والتفتت لأبوها المنشغل بجواله: بابا يلا نمشي.

مشعل قرب منها وهو يوريها صورة بجواله: شوفي شوفي الكياته دي.

تغريد شافت صورة لـ طفلة بعمر الثلاث سنوات: واااه يا قلبي مين دي الحلوة.

مشعل بابتسامة: بنت معتز وميار، تعرفي إني لساتي بتواصل معاهم واليوم أرسلي صورة بنتو.

تغريد بابتسامة: يناااسو الله يحفظها ليهم ويسعدهم في حياتهم!

مشعل: آميــن يارب.. وكمان دوبي سألتو عن جابر، قالي لساتو على حاله ما يبا يتزوج وشايل دي الفكرة مرة من راسو.

تغريد ما علقت على كلامه ومن بعيد لمحوا رجل طويل بملامح وسيمة يتقدم نحوهم، اقترب منهم بابتسامة ودوده وبيده شايل كيس، تكلم ببحة مميزة بـ لغته التركية: أهلا تغريد، جئت حتى ابارك لك بمناسبة تخرجك وحصولك على مرتبة الشرف.

ردت له الابتسامة: شكرا.

كمل وهو يمد لها الكيس: وهذه الهدية اتفقنا أنا والأصدقاء على شراءها لك، اتمنى أن تعجبك.

تغريد أخذت الكيس وهي ترد بخجل وامتنان: لماذا كلفتم على انفسكم، حقا لم يكن داعي لـ هذا.

مشعل كان منصت لـ حوارهم بـ صمت وهو ملاحظ بشيء غريب فيهم وقرر يتكلم: تغريد، لم تعرفيني على صديقك هذا، لأول مرة أراه!

توه بس ينتبه لـ وجود أبوها.. ما كان مركز إلا فيها وبأبسط تفاصيلها.. تدارك وضعه ورد عليه وهو يمد يده لـ يصافحه: أحم أنا مراد …… ادرس في نفس صف تغريد.

مشعل صافحه وهو يشد على يده وعيونه تتفحصه: تشرفت بك، أنا والد تغريد.

مراد رد بـ توتر لما حس بنظراته: وأنا أيضا تشرفت بك..، كمل بسرعه: آآآ اذا أنا مضطر للذهاب الآن.. إلى اللقاء.

ودعته وبداخلها تتمناه ما يروح وعيونها تتبعه لحد ما أختفى ظله، ضجيج مسويته دقات قلبها وما هي عارفة السبب.. هل لأنها بس شافته وغرقت بخضار عيونه؟ معقولة وجوده حولها صار يأثر فيها؟

مشعل رفع حاجبه على حالتها: تغريــد، شكلو فيه أشياء لازم تحكيني عنها اليوم في البيت!

تغريد ببراءة: ليش ايش في؟

مشعل: وتسأليني؟ انتي المفروض تقوليلي ايش فيه!

تغريد ما قدرت ترد عليه إلا بابتسامة منحرجة، وبخاطرها تقول:
أنا بس معجبه فيه.. مو اكتر من كدا
وأصلا أنا ما أعرف ايش مشاعرو ناحيتي..
يمكن ما يعتبرني إلا زميلتو في الدراسة!

وفي نفس الوقت اترسلت رسالة على جوالها، وجهها حمر بإحراج وهي تشوف محتواها المرسل من صديقتها المقربة

"الهدية من مراد لك، لم تكن مننا جميعا كما قال، بل هو سألني قبل فترة عن ما هو أكثر شيء يعجبك كهدية، كما قلت لكِ يا صديقتي، هذا الرجل عاشق لك بصمت لكنك لا تنصتي إلي!”

مشعل ما قدر يمسك ضحكته: يا بنت اشبو وجهك كدا؟

رفعت رأسها عن الجوال وناظرته: هاه؟ احم احم بابا ايش رأيك نتكلم في البيت دحين.

مشعل بابتسامة: طيب يلا.

مشت بمحاذاة أبوها وهو حاوط كتوفها
حطت رأسها على كتفه بدلال معتادة عليه
وتفكيرها محصور بـ مراد صاحب العيون الخضراء
اللي يوترها بوجوده وكل شيء فيه يجذبها
يا ترى هي تحبه؟
هل راح تحب مرة ثانية؟
تقدر تسويها وتنسى حبها لفارس؟
زفرت بخفة وخطر ببالها مقولة لمحمود درويش:
الحب الأول لا يموت..
بل يأتي الحب الحقيقي ليدفنه حيًا!


الــنــــهـــــايـــــة

تمت بحمد الله
لححححد يقرأ دي الجزئية بالغلط نزلتها
بعد دي المشاركة حنزل الخاتمة كاملة


كِــناز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس