عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-18, 11:01 PM   #10149

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يتوقف هاتفه الشخصي عن الرنين طوال النهار ... بل هو لم يتوقف منذ أنقذه ثروت .. جميع معارفه .. جميع عملاءه .. جميع شركائه كانوا مهتمين بالتحدث إليه والاطمئنان عليه .. القليل منهم كان صادقا حقا في اهتمامه ... والأغلب كان خائفا من بطشه .. أتراهم كانوا يأملون بألا يعود ؟؟؟
كان يستطيع الرد على اتصالاتهم ... كان يستطيع أن يثبت لهم بأن شيئا لا يستطيع أن يهزه أو يتمكن منه .. ولكن ... كيف له أن يقنعهم بشيء هو لا يؤمن به؟
:- سيد لقمان ... أستطيع الإجابة على الاتصالات عوضا عنك والاعتذار من المتصلين ...
مساعده الشخصي الذي كان يأتي يوميا إلى المستشفى كان يتلقى بما يكفي من الاتصالات خلال اليوم بالإضافة إلى كم الأعمال الواقع فوق كاهله .. هه ... لقد بدأ بإثارة شفقة موظفيه أيضا .. قال لقمان بجفاف وهو يحدق عبر نافذة جناحه المطلة على حديقة المستشفى :- لا حاجة لذلك .. اجلس وأخبرني بما لديك ...
جلس الشاب المتوتر دائما في حضرة لقمان أمامه .. وأخذ يتحدث إليه عن العمل لدقائق قبل أن يقاطعهما صوت طرقات الباب الهادئة ..
رغما عنه ... تحفزت حواسه وهو يترقب دخولها ... كانت نادرا ما تترك جانبه ... تجد عذرا للمغادرة عندما يمر أحد موظفيه أو أفراد عائلته للزيارة ... دائما كان ينتظر عودتها وكأن جزءا منه يتوقع منها ألا تعود .. ما الذي كان ليفعله لو أنها فعلت هذا بالضبط ذات يوم ؟؟؟
لا شيء ...
إذ ما الذي يبقيها معه .... ما الذي يمتلكه ويستطيع تقديمه لها .. بعد كل ما سببه لها من أذى ؟؟؟
الشخص الذي فتح الباب ودخل ... لم يكن بحر ... لقد كانت آمال ..
أغمض عينيه وهو يزفر بقوة ... لم يعرف إن كان ما يشعر به إحباطا لأنها لم تكن بحر ... أم راحة ..
نقلت آمال بصرها بتوتر بين لقمان ومساعده الذي هب واقفا وهو يقول معتذرا :- سأتركك ترتاح الآن يا سيد لقمان ... سأعود في وقت لاحق ..
لم يقل لقمان شيئا حتى غادر الموظف الشاب مسرعا .. ومغلقا الباب وراءه .. عندها فقط قال بهدوء :- ما الذي تفعلينه هنا يا آمال ؟؟
وجهها شحب وكأنها لم تتوقع ردة فعله هذه لرؤيتها .. كانت قد جاءت لرؤيته مرة واحدة بعد عودته .. وهو لم يظهر أي استجابة آنذاك لقلقها وسعادتها لنجاته .. هو لم يتحدث إليها .. أو يقل إلا القليل ردا على أسئلتها عن حاله .. لقد ظنت حقا بأنه كان حينها ما يزال تحت تأثير ما تعرض له خلال اختطافه ... لقد تم تعذيبه ... جسديا ونفسيا .. لقد تم وسمه .. كما توسم البهائم ... أن يعامل لقمان بهذه الطريقة ..
لقد ظنت آمال بأنه إن تركته لأيام حتى يتعافى جسديا ونفسيا .. فإنه سوف يتقبل وجودها أكثر .. ويكون أكثر مرونة بحيث يحاول نسيان الماضي وسبب نفوره منها خلال الأشهر السابقة ..
أطلقت ضحكة قصيرة وهي تقول :- جئت لأراك ... لأطمئن عليك .. أنت تعاملني وكأنك لا ترغب برؤيتي ..
أشاح بوجهه ... دون ن يقول شيئا .. فقالت بتعاسة :- ألن تسامحني أبدا يا لقمان ؟؟؟ لقد مرت فترة طويلة .. وأنا ... أنا لا أحتمل المزيد من مخاصمتك هذه لي ...
قال بصوت لا تعبير فيه :- ما من مغزى من العتاب الآن يا آمال .... خاصة أنني لا أستطيع أن ألومك على إيذاء بحر بما أنني كنت أكثر من أذاها ... أنا لا أخاصمك .. أنا فقط توقفت عن الثقة بك ..
ارتدت إلى الوراء منتفضة .. عبارته هذه تصفعها كما لو أنه طردها بالضبط .. إذ أن آمال تعرف جيدا معنى أن يفقد لقمان الثقة في شخص ما ... أنه أبدا ... لن يمنحها إياها مجددا ..
:- أنا أدين لك بالكثير ... أنت كنت جزءا مهما من حياتي .. وكنت سببا من أسباب تخطيي الماضي بكل صعوباته .. وستظلين دائما زوجة أبي و أم أشقائي ...
زوجة أب .. هه .. لا أم .. اغرورقت عيناها بالدموع دون أن تتمكن من أن تقول شيئا .. إذ أنها لا تستطيع أن تلومه .. كما لا تستطيع أن تعترض .. أن تصرخ به بأنه يفضل تلك المرأة عليها ... بأنه يسمح لها بأن تقف بينهما .. إلا أنها هي من خانت ثقته بالفعل .. هي من دخل بيته .. واعتدى على خصوصياته .. وفضحها على الملأ .... لا بحر ..
تمتمت بصوت مرتجف :- حسنا .... أظنني ممتنة لأنك ما زلت تعتبري جزءا من عائلتك على الأقل .. أنا سعيدة لأنك بخير ... سـ ..... سأمر لأراك لاحقا ... ربما في منزلك .. إذ سمعت بأنك ستغادر المستشفى قريبا .. ربما .... ربما تقبل حينها بأن تستقبلني في منزلك من جديد ..
:- ربما عليك أن تسألي بحر .. إن كانت تصفح عنك بما يكفي كي تسمح لك بدخول منزلها ...
في تلك اللحظة ... لم تتمكن من السيطرة على شهقات بكائها .. وهي تكتمها بيدها مندفعة خارجا ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس