عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-18, 11:02 PM   #10150

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- بحر ...
للحظة ... لم تتحرك بحر من مكانها .. لم تبد أي ردة فعل وهي تحدق بخالتها .. المرأة التي كانت أقرب مما عرفته بحر يوما للأم .. تقف وراء ضياء .. الذي تراجع قائلا باقتضاب :- سأنتظرك خارجا يا أمي ... بحر .. أراك لاحقا .
استدار تاركا والدته بعد أن تبادل معها نظرة ذات معنى ... ثم رحل ..
عندما عادت بحر لتنظر إلى خالتها ... لاحظت نظرة الذعر التي كانت تعتلي عينيها وهي تحدق في وجه بحر .. لتطلق بحر ضحكة قصيرة مريرة وهي ترفع يدها مرتبة على ندبتها من جديد قائلة :- آه ... لقد نسيت بأنك لم ترها من قبل ... ما كانت لتفاجئك لو أنك ودعتني قبل أن تطرديني من البلاد بأسرها في العام الماضي يا خالتي ..
شحب وجه خالتها .. إنما وبإرادة مثيرة للإعجاب استعادت رزانتها وهي تقول :- أعترف بأنني بالغت كثيرا في رفضي لتصرفاتك يا بحر ... ربما أنا كنت قاسية عندما رفضت رؤيتك .. إلا أنك أيضا يجب أن تقدري مشاعري .. في العام الماضي .. أنت صدمتني بعلاقتك بلقمان الطويل .. انت سمحت له بأن يتزوجك عرفيا ... بأن يجعل منك عشيقته .. أنت أهنت نفسك .. وأهنت عائلتك .. أنت لم تفكري بنا إطلاقا عندما تورطت معه .. بتأثير أفعالك على مستقبل ضياء .. على حياة كل من قمر وشمس ..
نظرت إليها بحر بجمود قائلة :- أنت لم تسأليني حتى عما ورطني معه ..
قالت خالتها بخشونة :- لو لم تحبيه ... لما عدت الآن إليه ... وما من عذر لإهانتك نفسك وعائلتك وتضحيتك بشرفك في سبيل الحب ..
الكلمات خرجت من نورا قبل أن تفكر بها ... ذكرت نفسها مجفلة بأنها لم تأت كي تعاتب بحر .. لقد جاءت كي تراها .. كي تطمئن عليها .. كي تقنعها بأن تترك الرجل الذي سبب لها الكثير من العذاب .. بأن تعود إلى حضنها ... إلا أنها عندما رات بحر ... لم تستطع رؤية الطفلة الصغيرة زرقاء العينين التي كانت تعتبرها كإحدى بناتها .. لقد كانت هذه المرأة الواقفة أمامها امرأة غريبة ... باردة المشاعر .. جافة .. متعالية .. وكأنها لم ترتكب أي خطأ في حق نفسها أو في حق الآخرين ...
بدلا من أن تجفل الكلمات بحر ... تلقتها بهدوء من توقع سماعها .. فكان على نورا هي أن تنكمش وهي تسمع بحر تقول بهدوء :- هل تعرفين بأن آمال الطويل قد لفقت لي تهمة بالسرقة في العام الماضي عندما لاحظت اهتمام لقمان بي ؟
توترت نورا وهي تقول :- لا .... لم يخبرني أحد بهذا ..
:- أتعلمين بأن لقمان هو من أخرجني من السجن ... بأنه اشترط كي لا أتعفن هناك أن أتزوج به عرفيا .. هه .. لقد كنت ممتنة آنذاك بأنه قد اقترح الزواج وإن كان على الورق .. بدلا من أن يطالب بي كرفيقة فراش لا أكثر .. في الواقع ... لقد كنت ممتنة للخروج من ذلك المكان .. السجن على أرض الواقع .. مختلف تماما عن ذاك الذي نراه على شاشة التلفاز إن كنت لا تعلمين ..
اتسعت عينا نورا وهي تقول :- لا ... أنت تكذبين ...
عندما لم تتحرك عضلة في وجه بحر ... هتفت بغضب :- لماذا لم يخبرني أحد .. لماذا لم تخبرينا بهذا .. كنا وقفنا إلى جانبك في وجهه .. كنا منعناه من استغلالك ..
ارتخى كتفا بحر وهي تقول باكتئاب :- في السجن ... وبعد قضائي ساعات برفقة أنواع لم يسبق لي رأيتها من النساء .. وبعد المعاملة البشعة التي تلقيتها من الشرطة .. ناهيك عن صدمة التهمة بحد ذاتها .. أنا كنت أضعف من أن أفكر بأي شيء عدا الخروج من هناك .. عندما تمكنت من العودة ... كان الأوان قد فات ..
أشاحت بوجهها قائلة :- ما الفائدة التي كنت سأجنيها من إخباركن بالأمر ؟؟ شمس وقمر .. كانت كل منهما تعاني بما يكفي آنذاك .. وضياء .. كان ليقوم بعمل متهور يدمر حياته .. لقد كان من الأفضل لي أن أحتفظ بالأمر لنفسي أملا في أن ينتهي بسرعة ..
خفق قلب نورا بقوة وهي تقول بألم :- كل هذا فعله بك .. بالإضافة لفضح آمال الطويل إياك على الملأ .. وما تلقيته على يد عمك .. ثم تعودين إليه ؟؟؟ كيف .. كيف تمكنت من فعل هذا ؟؟ كيف تسمحين له بأن يستغلك مجددا ..
قالت بحر بجفاف :- لقد تلقيت نتائج ما فعلته وحدي ... مما يجعلني وحدي صاحبة القرار فيما يتعلق بحياتي القادمة .. أنا لا أدين لأحد بأي شيء ... ولست مضطرة لأن أفسر أفعالي لأي أحد .. خاصة أنت يا خالتي ..
ارتدت نورا إلى الوراء قائلة :- أنا لم آت لأحاسبك ... أنا جئت لأنني أرغب بأن تعودي إلى البيت .. أنت لست مضطرة للبقاء معه ...
:- لا ... لست مضطرة للبقاء معه .. كما لست مضطرة للبقاء مع أشخاص تخلوا عني عندما كنت في أكثر لحظات حياتي تمزقا وحاجة إلى يد تمسك بي ... ليتشبثوا بي بعد أن تمكنت من ترميم نفسي وعدت بحثا عن الخلاص .. خلاصي لن يكون أبدا في منزلك يا خالتي ... كما لم يكن يوما ..
الألم ارتسم جليا على تعابير نورا وهي تستمع إلى كلمات بحر ... هتفت في النهاية بصوت أجش :- أنا خالتك ... وسأظل خالتك دائما ... ومنزلي سيظل منزلك متى أردت العودة إليه ... ومتى وجدت الحاجة للرحيل عن ذلك الرجل ..
تراجعت بحر خطوة إلى الخلف وهي تقول باقتضاب :- لقمان ... زوجي يا خالتي .. وقد نجا لتوه من موت محقق .. سأكون ممتنة لو توقفت عن التحدث عنه بهذه الطريقة ..
استدارت مبتعدة ... عائدة إلى جناح لقمان .. دون أن ترى التعبير المحطم الذي ارتسم على وجه نورا ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس