عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-18, 02:22 PM   #280

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

وقفت أمام البائع و هي تخرج أخيرا من صمتها و تطلب منه نوعها المفضل من الشكولاتة .
مدت يدها تستلمها منه و تسلمه نقوده عندما رأت شادي يسبقها و يدفع عنها .
- أنا آسفة ، قالت تكلم البائع ، أعد له نقوده من فضلك ، أنا التي سأدفع .
نفذ البائع الأمر ببساطة لكن شادي تجاهل يده الممدودة إليه و هو يقول مسلطا نظراتها على وجهها :
- و أنا أصر أن أدفع .

رفعت فرح رأسها و فتحت شفتيها لتتكلم عندما قاطعها البائع بمرح :
- ما رأيك يا ابن الحلال أن تدفع أنت و تدفع هي و تستعيذا من الشيطان و الكل يصبح راضيا ؟
- موافق ، قال شادي فورا .

وضعت فرح النقود على السطح الرخامي و استدارت تسير ببطء ، توقفت بعد لحظات بفضول و هي تلاحظ أن شادي ما زال واقفا أمام البائع .
- أية خدمة يا باشا ؟ سأله الأخير باستغراب .
- الشكولاتة التي دفعت ثمنها حضرتك ، أجابه بصرامة .

كبتت ابتسامتها بصعوبة و هي تلاحظ الاضطراب الذي صبغ ملامح الرجل الآخر . كبتتها بصعوبة أكبر و هي ترى شادي يميل نحوه ، يغمز له مبتسما و هو يقول :
- عليك واحد .

- أعطني قضمة ، طلب منها بصوت خفيض بعد أن لحق بها .

قسمتها نصفين و ناولته النصف الغير مأكول .
- كلا ، أريد النصف الآخر ، قال بصوت أجش .

حشرت الجزء الذي طلبه منها في فمها حشرا و هي تمد يدها إليه بالنصف الآخر مصممة على عدم مواجهته لأنها تعرف جيدا النظرة التي تسكن عينيه في هذه اللحظة .
أخذ منها الشكولاتة المتبقية و هو يتعمد ملامسة أصابعها ببطء .
سحبت يدها و هي تسرع بخطواتها تحاول أن تصل إلى ملاذها منه داخل الشركة .
- فرح توقفي ، أمرها باختصار .

رغما عنها توقفت مستغربة لهذه النبرة التي يستعملها لأول مرة معها ، نظرت إليه متسائلة و هي تقول ببرود :
- خيرا ؟ أنا مستعجلة .

اقترب منها بشكل ملحوظ و قال بهدوء و هو ينحني برأسه نحوها :
- لا تصدقي مؤيد يا فرح ، قال بهدوء ، ليس جادا بأي شيء سيقوله لك ، أنت لا تعرفين ما ينوي فعله معك .
- نفس ما كنت تنوي فعله معي على ما أعتقد ، أجابته و هي تهز كتفيها .

نظر إليها بصدمة ثم قال بصدق :
- أنا لم أنو أبدا أن أؤذيك يا فرح
- إذن مفهومنا عن الأذى مختلف و بشدة .
- مؤيد ينوي أن يؤذيك بمفهومي أنا .
- ظننته صديقك ، أجابته بهدوء .
- هو صديقي بالفعل لكنك تهمينني أكثر منه .
- شكرا على النصيحة ، قالتها و استدارت تواصل طريقها .

راقبها شادي بمشاعر متضاربة ، هو بالفعل كان ينوي أن يصنع بها نفس ما ينتويه مؤيد ، لماذا إذن عندما رآه بيدي غيره بدا له بهذه القذارة ؟

- فرح ناداها بصوت عال ،

أسرعت في سيرها متجاهلة له لتفاجأ به يشدها إليه من ذراعها بقوة حتى ارتطمت بصدره ، ارتجفت كعادتها و زاد ارتجافها و هي تسمعه يهمس لها ببطء :
- أنا خائف عليك ، صدقيني حياتي

أغمضت عينيها للحظات و هي تكاد تسمع دقات قلبها و قلبه ثم فتحتهما و التفتت حولها تنظر إلى نظرات الاستهجان التي يوجهها إليهما معظم المارة . جذبت نفسها منه بعنف و هي تقول بصوت مرتعش :
- شادي أرجوك ارحمني ، ارحمني و لا تقترب مني أبدا بعد الآن ، و لا تكلمني أيضا .

رفعت نظرها إليه و أضافت بتهديد :
- أقسم لك إذا حاولت أن تلمسني مرة أخرى سأكلم زوجتك بنفسي ، أنت لا تعرف جنوني .

كانت أنفاسه ما تزال متسارعة و هو يراقب ملامحها التي جعلها لهيب غضبها تشع فتنة . استند على الحائط و هو يقول بتسلية :
- أنا أعرف تماما أنك مجنونة خلف هدوءك الكاذب
و على فكرة لا مانع لدي أبدا أن تخبري دولي يا روحي ، لم تخلق بعد المرأة التي أخاف منها .
- هل تريد أن تقنعني أنك لا تكذب عليها أبدا ، سألته بتحد .
- بالعكس ، أجابها باسترخاء ، أنا أكذب عليها طوال الوقت و لكن ليس لأني أخاف منها بل لأني أخاف عليها .
- إذن من فضلك خف علي أنا أيضا .
- و من قال أني لا أخاف عليك يا حياتي .

نظرت إليه بنظرة حائرة ثم سارت مرغمة بجانبه و الصمت ثالثهما . توقفت فجأة حين لاح مبنى الشركة أمامها .
- اسبقني أو أسبقك ، لن ندخل إلى الشركة معا ، قالت بتصميم .
- تفضلي إذن ، تعرفين ما يقال ، السيدات أولا .

" و الكلاب يتبعنهن " ، أكملت المثل في سرها و هي تشعر بغضب مر تجاهه .
هي تحبه و هو يعرف ذلك و يستغل الموضوع بكل حقارة .
أحيانا يبدو لها صادقا جدا كما شعرت عندما أخبرها بأنه يخاف عليها من مؤيد .
و لكن لو كان يخاف عليها حقا لكان خاف عليها من نفسه أولا.
" أعرف أني أعجبك ، أني أثير غرائزك و لكنك لا تحبني
لم تكن لتستطيع حتى لو أردت "
" فقلبك أقذر من أن يستطيع أن يحب . "
" و قلبي الأحمق أضعف من أن ينساك . "

............................

تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس