عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-18, 09:26 PM   #164

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

بعد اسبوع...

" أفنان.. خذي هذه الأوراق"

ابتسمت لزميلتها بالقسم ببشاشة وأخذت منها الأوراق تعمل عليهم...
لم تمر فترة طويلة على عملها بهذه الشركة.. لكنها تعترف بأنها أحبت الأجواء هنا.. ووجدت أن زملائها أناس لطيفون حقًا...
وما جعلها سعيدة أكثر أنها تعمل بمجال التسويق.. تخصصها بالجامعة..
أيمكن أن تقول أنها مرتاحة الآن ولا شيء يعكر صفوها...؟
مرتاحة نعم.... لكن أمر وحيد ومعروف ما يعكر صفوها... لقائها بماريا الذي لم يتحقق بعد...
عمها دائمًا يخبرها بالتروي... لكن ليس لديها هذا الصبر الذي يرتجيه منها وخصوصًا بعد أن أخبرها بأن ماريا تزور مركز رعاية الأطفال ذوي الإعاقة كل أسبوع... مما جعل فكرة مقابلتها هناك تبرز بعقلها....
ستكون بعيدة عن خالتها...
وهذا ما يشجعها أكثر....

جلست زميلتها بجانبها وهي تتذمر بعدم رضا :
" لا أدري ماذا أصاب الموظفين... ماذا بها أن انفصل الشخص عن خطيبته... أيجب أن نخوض بأمرٍ لا يخصنا..."

عقدت حاجبيها قائلة بفضول :
" عن من تتكلمين ؟ .."

" عن ابن رئيس الشركة... لقد انفصل عن خطيبته وانتشر الخبر كالنار في الهشيم في كل أنحاء الشركة..."

من هو ابن رئيس الشركة؟... إنها لم تره ولا مرة... سألت باهتمام هو تنظر لزميلتها التي ما زالت حانقة :
" ومن هو ابن الرئيس... لا أعرفه... "

الدهشة التي ارتسمت على وجه الزميلة اشعرتها بالخجل.. والغباء... فأوشكت أن تتراجع الا ان تلك اجابتها باستغراب :
" لا تعرفين من هو... حقًا!!"

ضحكت بخجل بينما هي تردف بنفس الدهشة :
" إنه السيد عامر.."

ماتت الضحكة على شفتيها وأصابتها الصدمة :
" من.. عامر.. أليس هو.."

ضاعت الحروف وهي تتهوه بجملته التي أخبرها بها ذات يوم...
( تشرفنا بكِ بشركتنا...)

هل هو ابن الرئيس حقًا... أم شخص آخر... أم ماذا...
أكذب عليها... أهو من وظفها..
( تشرفنا بكِ بشركتنا...)
رباه... نهضت فجأة مما افزع زميلتها وخرجت بخطوات متوترة خارج القسم.. لتهمس من ورائها :
" ماذا حصل لها هذه الفتاة..."

لمحته من بعيد... كان يسير مبتسمًا لكل من يلقي عليه التحية... كان يبدو انيقًا ببدلته السوداء... ليس كأي موظف بالشركة كما ظنت بغباء.. وكما كذب عليها ...
كيف لم تلاحظ... كيف..!

سارت باتجاهه بهدوء ليقول بتهذيب فور أن لمحها :
" آنسة أفنان.. كيف حالك "

كانت تتأمله بصمت وتعابير وجهها متغضنة فأردف بقلق :
" ما بكِ... هل..."

قاطعته بسؤالها القاطع بنبرة مرتعشة :
" لقد تم قبولي هنا من دون أي واسطة صحيح.. لشهادتي ومناسبتي للعمل.. أليس كذلك"

لقد كـُشف.. لم يحتاج وقتًا حتى يعرف بأن كذبته قد كُشفت....
عندما ألتقى بها بالطائرة وعندما أعطاها بطاقة الشركة... شيئًا ما بداخله منعه بأن يخبرها بأنه من مالكين الشركة...شيئًا أراد أن يجعلها تعامله كأي انسان من دون أن يكون أمامها مكانته.. حتى مع معرفته بأنه ربما لن يلتقيها مرة أخرى كذب وجرب أن يتخلص من هذا القيد...
وعندما التقاها مرة أخرى لم يصدق الصدفة... لا لم تكن صدفة بل قدر
وعمل كل ما عليه حتى لا يختفي هذا القدر... قبلها بالشركة بسرعة..

برر بسرعة وقلبه ينقبض بصورة غريبة :
" صدقيني أفنان... نحن لا نقبل أي أحد بصورة عشوائية... بل لشهادته وقدراته. وانتِ كنتِ ممن يستحقون الوظيفة.. لذا.."

" أنت لم تتدخل بأمر وظيفتي هنا... أليس كذلك.."

سالت دمعتها أمام نظراته الشاحبة...واكملت يصوت مبحوح :
" قل أن هذا صحيح... أرجوك..."

وكأن لا يكفيه تأنيب ضميره ليزيده عذابًا.. لقد أخطأ بحقها جدًا... ماذا يمكن أن يفعل... هل يعتذر... هل يخبرها انه ما فعل ذلك إلا لرغبته بأن تكون قريبة منه... أم هل يخبرها بأنه... معجب بها... جدًا..
تمتم وهو يتأمل دمعاتها الهاربة... كان يعرف بأنه يكذب... وكانت تعرف هي كذلك :
" هذا صحيح..."

استدارت عنه تشهق ببكاء وهي تشاهد بعض أنظار الموظفين المعلقة بهما... لم تكن قادرة على كبح بكائها طويلًا فهرولت... إلى مكانها السري...

جلست على الأرض تطلق العنان لبكائها وشهقاتها... كيف يفعل بها ذلك... لقد كانت تظن بأنها تسير على الطريق الصحيح ببناء حياة جديدة دون ضعف أو هرب... ليأتي هو ويفجعها بشعور الفشل الذي لا يجب أن تشعر به بهذه اللحظات...
ظنت بأنها استحقت العمل هنا... فكيف يفعل هكذا بها... لماذا..
هل يظنها إحدى الفتيات اللواتي يمكن التلاعب معهما...

مسحت دموعها بقوة غاضبة.... كالعادة هي ليست إلا فتاة بكاءة... كل ما تفعله النواح وذرف الدموع كالبلهاء...
تمتمت بتحدٍ... لنفسها :
" لن أضعف هذه المرة... أبدًا"

*******************

" بابا..."

استقبل ابنه المهرول باتجاهه بأن حمله بين ذراعيه وضمه بقوة قائلًا بحب :
" صغيري..."

قبل رأسه وسار للداخل ليلاحظ وقفة المربية الخجولة عند باب الصالة وبجانبها ابنتها الصغيرة... ابتسم وقال باحترام :
" السلام عليكم... كيف حالكِ"

ردت السلام وقالت بصوت وقور :
" بخير سيدي ... شكرًا لك"

نظر للفتاة الصغيرة المختبئة خلف والدتها ثم قال لفراس بمرح :
" لم تقل لي.. ما اسم صديقتك الجميلة.."

هتف فراس بحماس :
" فرح..."

تقدم من الفتاة التي ابتعدت عن والدتها قليلًا ونظرت لهما بطفولة لينحني ويمسد شعرها قائلًا :
" يحفظها الله لكِ... "
ثم اعتدل واجهها مستطردًا بجدية :
" غدًا أول يوم لفراس بالروضة... أتمنى أن تلتزمين بما أخبرتك إياه... "
اومأت برأسها وقالت بتفهم :
" لا تقلق سيدي... فراس سيكون كأبني وأخ لفرح"

" بداية... فلنستغني عن كلمة سيدي... إنها لا تروقني.. أنا بمقام أخيك الأصغر "

ابتسمت له ببعض الحنان ووافقته برأيه ثم استأذنت مغادرة لبيتها....
فبقي هو وطفله وحيدان.... الخادمة لا تستقر هنا بشكل مدائم... بل على فترات متقطعة وأيام لا يطلبها أبدًا....
تنهد وأنزل فراس الذي جرى ليلعب ثم دخل هو لغرفته....
إلى متى ستبقى هذه الوحدة الذي يعيشها..؟
إلى متى سيجبر طفله على معايشة هذه الوحدة أيضًا..؟
لقد مل حقًا... وقلبه لم يمل... ما زال يأن عطشًا لأي مشاعر... لأي شخص يشعره بقربه وحبه... ما زال... وما زال...

رجع بذاكرته إلى ما قبل أربع سنوات... إلى وقت وفاة زوجته...
كانت قد انتهت ايام العزاء فلم يبقى إلا هو وشقيقته.. وطفله الرضيع...
يتذكر جيدًا كيف أن هذه الشقيقة تخلت عنه بأكحل أوقاته... كيف واتتها كل هذه القسوة وهي تعلن بجمود :
" انا آسفة وليد... لا أستطيع البقاء هنا طويلًا... كما تعلم لدي زوج وأطفال... وليس بقدرتي الابتعاد عنهم لفترة"
لقد ضاعفت ألمه لأضعاف وقتها... فهو بالكاد كان يستوعب وفاة زوجته حتى تأتي هي وتعلن أيضًا تخليها عنه... أعطاها بدل عذر أعذار لكنه لم يتوقع أن تزيد الجفاء بينهما ولا تسأل عليه ولا على وضعه مع طفله الصغير....
لمدة أربع سنوات... ربى ابنه لوحده... عانى معه لوحده ...والمربيات لم يكونوا إلا حارس شخصي لفراس فقط...

ارتمى على سريره عاري الجذع... وتراءت له صورتها التي رغم الكبرياء الذي تحلت به... كان يبدو واضحًا عليها الألم...
والدتها... السيدة علياء... تبدو غامضة... حتى مع تعاملها مع الجميع تنتهج الأسلوب العملي الذي لا مكان للمشاعر فيه... وهذا جعله يتساءل... هل تنتهج نفس الأسلوب مع أبنائها.... مع ماريا...
وطبعًا ما شاهده أجابه إجابة كافية...

همس وهو يغمض عينيه بإجهاد :
" ماريا.. من أنتِ حقًا... ملاكًا أعمى... أم جنية غاضبة.."

*************************

عندما فتحت عينيها... لم تكن تتذكر أين هي... آخر ما تذكره هو ذهابها إلى المطعم القريب من الفندق لتشتري الفطور.. ولتشم بعض الهواء النقي.... لكن فجأة تحول كل ما حولها إلى سواد مطبق... سواد مخيف

رمشت بسرعة وهي تدور بحدقتيها على الحيطان البيضاء ثم الثرية الذهبية التي تتوسط السقف..
اعتدلت بسرعة وهي تكمل تأملها للغرفة بعدم استيعاب .... لم تكن كبيرة.. بل صغيرة ويوجد بها أريكة وخزانة ملابس.... وسرير.. تجلس عليه الآن....
كالملسوعة قفزت عنه وهي تهمس :
" أين... أين أنا"

بدأت تتسارع أنفاسها وهي تستشعر غرابة المكان... والخطر المحيط بها...
تفقدت ملابسها وحجابها بلهفة ثم استشعرت فقدان هاتفها... أسرعت نحو الباب لتفتحه... لكنه وليزيد خوفها أكثر كان مقفلًا....
هتفت وهي تخبط عليه :
" أنا هنا... افتحوا الباب... أين هذا المكان... افتحوا الباب"

كان هناك نافذة متوسطة الحجم ركضت إليها تحاول فتحها بلا أي جدوى...
تشعر بأن أنفاسها تختنق من شدة الخوف.... ماذا حصل... أين هي..
أين معاوية.. وسناء..؟
لمَ هي وحيدة هنا؟
أين هذا المكاااااان

انتفضت فور سماعها ازيز الباب وهو يـُفتح ليطل منه رجل.... رجل....
رباه... الرجل المشوه والذي قابلته تلك المرة..... يقف أمامها الآن... كشبح مخيف..

ابتلعت ريقها وعادت للخلف بخطوات متعثرة وهي تتمتم برعب :
" أنت... أنت..."

ابتسم الرجل ابتسامة زادت مظهره رعبًا ورد بصوته الخشن :
" نعم.....أنا غسان... هل تذكرينني شمس..."

لقد حصل عليها بعد طول انتظار... بعد سنوات كان يراقب فيها كل حركة لها.... لقد حصل عليها وعلى جثته أن يفلتها


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس