عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-18, 08:49 PM   #6317

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل اليوم اعتقده دسم للغاية ومحتاج تركيز وتفاعل خاص ... وخاااصة مشاهده الاخيرة ...


اليكم الفصل الثاني والعشرون


الفصل الثاني والعشرون
بعد الافطار ..
يسيران في الشارع المكتظ بحركة الناس وقطر الندى تبدو مبتهجة وهي تسارع خطاها الصغيرة هنا وهناك بين فرشات الارصفة للباعة البسطاء الذين يفترشون بضاعتهم باسعار ارخص من المحلات المجاورة..
اصرت الصغيرة ان تشتري منامة للعيد وحذاء اصفراً مشعاً بشكل مبهرج مبالغ فيه.. فتضم الاثنين لصدرها وهي تعبس بحاجبيها في اصرار وتشبث لتواجه نظرات امها الرافضة ونظرات ابيها المترققة في محاولة اقناع فاشلة منه ..
ضربت الصغيرة بقدمها الارض وهي تقول
" العيد قال لي يجب ان يكون الحذاء اصفر.. لن اعود للبيت الا وهو معي .. العيد سيخاصمني ان لم اشتريه..."
حاولت الام جهدها ان تلين من موقفها وتعرض عليها حذاء اخر لكن الصغيرة لم تتنازل .. فيحاول الاب ان يطلب التأجيل فما زال العيد بعيدا الا ان عناد الفتاة كان اقوى من الاثنين معاً ..
ترفع وجهها في شموخ وتسير بحملها للامام تاركة والديها يحدقان فيها في عجز لينفجر مهند ضاحكاً وهو يمنح النقود للبائع بينما تنهدت جوري وهي تتمتم لزوجها قائلة
" كم تشبهك في هذا التشبث والعناد والتطلب بدلال .."
يغمزها مهند وعيناه تضحكان قبل فمه ليهمس قرب اذنها " اظننا يجب ان نكسر أنفها الصغير الشامخ هذا بأخ او اخت .. ما قولك ؟"
تحدجه جوري بنظرة محذرة ليضحك برقة ويضيف ببراءة " فقط لاجل قطرتنا .. الا ترين ان علينا التنازل قليلا لاجلها .. انا حذرتك.. الصغيرة ستفسد علينا بدلالها هذا .. "
يسيران لاحقين بصغيرتهما بينما يواصل مهند غزله الهامس بنرة مبحوحة " يا حلاوة التنازل برائحة البخور بعد افطار رمضان .."
تتجاهل جوري غزله دون ان تقوى انوثتها على اتخاذ موقف تجاهل مشابه ..
كل انوثتها تزهر في تعطش تلقائي لمزيد من قطرات الغزل التي تتساقط منه على وريقاتها..
تتطلع للناس من حولها .. يسيرون فرادى او مع عوائلهم فتشعر جوري للمرة الاولى انها (زوجة) ... زوجة تسير الهوينا مع زوجها في السوق العامر تسبقهما طفلتهما المستبدة ..
هذا اول رمضان تقضي فيه يوماً سعيدا كهذا..
لم تشعر متى حاوط يد مهند يدها وابهامه الذي يلامس باطن كفها في اثارة خفية رقيقة مدغدغة ..
رمقته بنظرة جانبيه لتجده يبادلها النظرات ..
كان يبتسم في دفء شقي جذاب .. ثم يعض طارف شفته السفلى في ابتسامة وقحة ونظرات عينيه تنحدر نحو شفتيها ..
كانت تعلم انه يناغشها اكثر من كونه يبدي رغبة لمطارحتها الغرام ..
باختصار كان سعيدا كما هي سعيدة ..
هكذا دون اي تعقيدات وتفسيرات وتحليلات..
" بابا .. بابا .. اريد كفانة .. اريد كفانة .."
تضحك جوري بينما ينحني مهند ضاحكا لصغيرته التي تجره من بنطاله ليهمس لها
" اسمها كنافة وليس كفانة .."
لكنها لا تهتم للتصحيح .. فقط تجره ناحية زاوية الرصيف حيث الرجل العجوز الذي يقف مع صينية الكنافة .. مجرد صينية مدورة معدنية يثبتها فوق موقد صغير لتبقى الحلوى حارة لمن يطلبها ..
عجوز بجلباب ابيض قديم ويلف الشماغ المحلي (الكوفيه) حول رأسه .. يبتسم للرائح والغادي يبارك لهم الشهر الفضيل وعيناه تلمعان بالطيبة والرجاء ان يشتروا منه في رزق حلال يطلبه ..
تتقافز الصغيرة في لهفة وهي تطالب بالـ(كفانة) ودون ان ينتظر العجوز الاذن من والديها يقتطع لها في صحن صغير ويقدمه وهو يغمزها بالقول " هذه من جدك يا حلوة .."
ما زالت يد مهند تمسك بيد جوري بينما يطلب من العجوز صحن له وصحن لزوجته..
كان الامر مثاليا لجوري .. مثاليا الى حد موجع... ذاك الوجع الحلو كحلاوة كنافة هذا العجوز ...
ولاول مرة تقرر جوري ان لاتفكر لابعد من هذا .. لاول مرة تشعر انها تريد ان تعيش هذه اللحظات التي تمنتها لثلاث سنوات .. بل في الواقع هي في عام زواجها الرابع ...
تلتهم من الكنافة بشهية وتضاحك العجوز بينما مهند يراقبها في جذل ..
يكفيه انها سعيدة في لحظاتها هذه معه.. يكفيه انه يستعيد نفسه مع كل لحظة..





يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس