عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-18, 08:55 PM   #6320

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي .. الجمعة عصرا...

بيت يونس العطار .. غرفة الضيوف



في جانب يجلس رضا مع خال شذرة وقد اخذ الخال يتكلم بصوت خافت بينما في جانب اخر من غرفة الضيوف تجلس ابتهال مع زوجة الخال ومع شذرة التي كانت تبتسم بتحفظ وتكتفي بالصمت وتجنب التعليق على حوارات زوجة خالها التي ضجّت بالتفاخر...

وبينما تدخل رقية لتلقي السلام بابتسامة مصطنعة وتسلم على زوجة الخال فجأة علا صوت رضا بشكل غير مألوف منه

" لولا انك في بيت يونس العطار لكنت رددت عليك بشكل مختلف .."

ساد الصمت والتفتت رؤوس النسوة ما بين تعجب وتساؤل وتوجس وارتباك ناحية رضا الذي كان مطرق الرأس في جمود غاضب واضح بينما الخال يتساءل مدعياً الحيرة

" بماذا اخطأت يا ابا جعفر ؟!"

ثم ينقل نظراته نحو ابتهال مضيفاً

" احضري الكلام انت يا ام اسيا .. الموضوع وما فيه أن الحاج نوري اخا زوجتي اراد ابنة اختي اليتيمة المسكينة زوجة له .. بماذا اخطأت ؟! "

اصابع رضا تلتف حول خاتمه في انفعال مكبوت بينما يقول بنبرة هادئة خطيرة

" انها ليست مسكينة .. تعيش هنا في بيتها معززة مكرمة وكأنه بيت والدها رحمه الله.. والحاج نوري فليستحِ على شيبته ويراعي زوجته واولاده الذين باتوا على اعتاب الشباب ولا يصغرون شذرة الا ببضع سنوات .."

عينا شذرة متسعتان تكاد لا تستوعب ما تسمعه اذناها بينما تغلي رقية وهي على نفس الوقفة.. ابتهال مصدومة لكنها لم تقل كلمة تاركة الكلام لرضا بينما زوجة الخال بدت منزعجة في ترفع !

اما الخال فيرد على كلام رضا الاخير بالقول الذي فاح بتفاخر يشابه تفاخر زوجته

" انه رجل مقتدر ويستطيع ان يتزوج اثنتين وثلاثة واربعة ويراعيهن جمعيهن.. كما انه يفعل هذا لوجه الله بعد ان علم بخبر فض خطبتها على ذاك الشاب ... والسمعة السيئة التي شاعت عنها .."

لم تحتمل ابتهال لتهدر في غضب " قطع الله لسان كل من يمس شذرة بكلمة .. من لديه كلمة فليواجهني انا .."

رفع رضا كفه يطلب في صمت من الخالة ابتهال أن تهدأ بينما يمارس كل ضبط للنفس وهو يسأل " اي سمعة سيئة ؟! ماذا تقصد بهذا الكلام ؟ وضّح .. فكلام كهذا تطير فيه رقاب .."

يتجنب الخال النظر اليه بينما يتمتم في خفوت " لا اقصد شيئا .. لا تكبر الامور يا حاج .. مجرد كلام وصل مسامعنا واردنا ان نستر عرضنا ..."

تقبضت يدا رضا وهو يستعين بالله حتى يكبح غضبه " لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم اني صائم فامنحني مزيدا من الصبر .."

ثم يضيف وهو يوجه كلامه للخال ودم الرجل الحر يغلي في عروقه " وهل هكذا تصون عرضك ؟! بدلا من ان تقطع لسان من يلوك بسيرة ابنة اختك بالباطل ؟! وحق لا اله الا الله محمد رسول الله لاقطعن بيدي لسان كل من يتجرأ عليها بحرف .. او يمس كرامتها ولو بتلميح .."

تحولت الصدمة على وجه شذرة الى جمود قاس فتزم شفتيها في صمت التزمته منذ البداية .. كانت تعلم ان زيارة خالها مع زوجته لم تكن لخير ابدا .. كانت تعلم ان هذا الحنان الزائف الذي اظهره عندما رآها وهي ترحب به كان وراءه غرض حقير ..

كما كانت تعلم ان هناك امر خفي يخص مصعب .. تكاد تشم رائحة خطيبها السابق خلف ما يجري الآن ...

ينتقم منها بطريقة الجبناء .. فبضع كلمات ينشرها عنها لتصل الى اقاربها في البلدة ..

شعرت بيد الخالة ابتهال فوق حجرها وكأنها تلامسها في مؤازرة .. لكنها حقا لم تكن تحتاج لأي مؤازرة ! شيء غريب تلك القوة التي تشعرها تتدفق منها .. بل كادت ان تضحك لتلك النبرة المداهنة التي استخدمها خالها وهو يرد على الحاج رضا بالقول " اهدأ يا ابا جعفر .. لماذا انت غاضب هكذا ..؟! الكلام أخذ وعطاء .. وانت ابن سوق قديم وتعرف .. انس ما قلته لك عما وصلنا من كلام سخيف... نحن نتكلم الان عن خطبة جديدة من رجل ناضج وعاقل سيصونها.. "

يضرب رضا كفا بكف وهو يقول بحاجبين معقودين " لا اصدق حتى اللحظة انك جاد .. الفتاة لم تكمل الرابعة والعشرين .. والحاج نوري يكبرني عمراً ولديه زوجة واولاد ! "

فيواصل الخال اسلوبه المداهن " وماذا ان كان يكبرها بهذه السنوات يا ابا جعفر ؟! صل على رسول الله .. ليست اول زيجة نشهدها بفارق عمري كهذا .. المهم ان الرجل يتعهد انه سيراعي الله فيها وانما طلبها شفقة على حالها هذه اليتيمة الفقيرة المسكينة... اراد ان يفعل بها خيرا ويجهز لها بيتاً كاملا باسمها لم تحلم بامتلاكه يوماً.."

يرفع رضا يده فيقول ليحاول انهاء الموضوع

" الكلام انتهى ... واخبر الحاج نوري عني .. فليتق الله في امرأته وعياله ولو كان لديه المال الوفير ليتزوج شابة صغيرة (صدقة) ويشتري لها بيتاً (لوجه الله) كما تقولان .. فليشتري البيت ويمنحه لاي شاب يريد الزواج ولا يملك القدرة لشراء حتى جحر يعيش فيه.. سيكون اكرم للحاج نوري ان يفعل هذا ومؤكد له الاجر المضاعف... عدا انه سيحفظ كرامة زوجته .."

لاييأس الخال ليحاول تبسيط الامور وحلحلة العقدة " زوجته لا تمانع ان كان هذا ما يقلقك وستأتي بنفسها لتخطب شذرة .."

لم يعد رضا يحتمل فيقف على قدميه هادرا بنبرة قاطعة بمعنى واضح محدد " لا احد منهم او منكم سيمر على عتبة باب هذا البيت الا كزائر خفيف.. يأخذ واجب الضيافة ويرحل.."

يقف الخال هو الاخر ليعاتبه بالقول

" اتطردنا يا ابا جعفر ..."

ثم يلتفت لام اسيا شاكياً لها " ايرضيك هذا يا ام اسيا ؟ أهان في بيتك ومن زوج ابنتك.."

بنبرة اقسى قال رضا " كلمني انا .. رجلا لرجل ... بيت العطار هم من اهل بيتي ولست زوج ابنتهم فحسب .."

فيرد عليه الخال ببعض الوقاحة " لكن شذرة ابنة اختي وانا اعلم بمصلحتها .. انتم غرباء عنها بعيدين عن تقاليد بلدتنا المختلفة عن العاصمة .. خطبتها لذاك الشاب اذتها وآذت سمعتها.. انا اقول ان مكانها في بيتي حتى تتزوج من رجل يصونها كالحاج نوري ..فلتلم كل حاجياتها وترجع معي اليوم .."

توتر الجو بشكل رهيب لتقف النسوة عدا شذرة التي ما زالت تلتزم الصمت في شموخ وهدوء وثقة جذبت انظار رقية واثار عجبها واعجابها في ذات الوقت ..

لحظات من الصمت المشحون اعقبه كلام رضا الهادئ في ظاهره فقط الهادر في فحواه ومغزاه

" فليريني نفسه من يدّعي الرجولة ويحاول او حتى يفكر بأخذ شذرة من هذا البيت وانا حي اتنفس الهواء .. لا كنت ابن عقيل الصائغ ان حصل هذا ..."

توتر الخال وهو يناظر زوجته التي بدت اكثر تورا وانزعاجاً ليحاول الخال التهدئة

" انا لم اقصد اخذها رغما عنها .."

لكن رضا لم يأبه لمحاولته المتلاعبة هذه ليضيف على كلامه " شذرة بنت بيت يونس العطار .. وكل من تسكن تحت سقف هذا البيت ستكون بقوة الله تحت سقفي انا..."

ثم رفع كفه ليربت على رقبته مضيفا بنفس النبرة " وفي رقبتي هذه الى يوم الدين.."

ثم يشير باصبعه نحو الفتاتين يضيف المزيد

" ولن تغادر اي فتاة هذا البيت الا وهي عروس لعريس يليق بها ومن مقامها وقيمتها الغالية التي لا تقدرها الاموال وانما ارواح الرجال.."

بكل رعونة تدخلت زوجة الخال لتقول بحماقة " لا اعلم لماذا كل هذه الجلبة ؟! الحاج يونس العطار بذات نفسه تزوج عليك يا ابتهال فتاة تصغره قرابة العشرون عاما .. اليست هي اختك يا حاج رضا ام ربما نسيتم جميعا وتتبجحون امامنا الآن ؟!"

فقدت رقية صوابها وبدت هستيرية وهي تحاول التهجم على المرأة وابتهال تمسكها لتمنعها " اخرسي .. ابي ليس له زوجة حقيقية الا امي .. هل تفهمين .. هل تفهمين ايتها المرأة المتخلفة .."

تغيرت تعابير شذرة وهي تنظر بذهول لرقية ..

لم ترها يوماً هكذا ! تعابيرها جعلت شذرة تشفق عليها بل تحزن لاجلها .. لم تكن تظن ان رقية تحمل تأثرا كهذا في قلبها لحدث مر عليه عشر سنوات واكثر ...

أطرقت شذرة قليلا وشابكت يديها في احساس بالذنب .. لقد آذت الجميع هنا وهيجّت الجروح القديمة .. لكن صوت الخالة ابتهال جعلها تتماسك من جديد وهي تقول لابنتها بثقة

" اهدئي صغيرتي.. لا تهتمي لهذا الكلام الاخرق الفارغ .."

لكن رقية كانت شاحبة للغاية وغاضبة بشكل رهيب وهي تنقل نظراتها الى رضا في استنجاد سري تطالبه ان ينهي هذا الأمر

" اخبرهم رضا .. اخبرهم .. اخبرهم.. "

كانت هستيرية للغاية رغم محاولات امها لتهدئتها لكن صوت رضا اوقف كل شيء وهو يقول بنبرة الحليم اذا غضب " صمتاً رقية ... لا اسمع منك كلمة بعد هذا .."

جمدت رقية تماما وانخرس لسانها طواعياً استجابة لأمر رضا .. بينما يلتفت رضا للخال مضيفا بنبرة حملت معنى محدد لا قبل للشك فيه " اخذت واجب الضيافة باستقبالنا لك لكن الزيارة انتهت ... خذ زوجتك وعد الى بلدتك قبل ان تغيب الشمس لتلحق الفطور في بيتك.. "

ثم تحرك رضا والضيفان يبتلعان الاهانة بينما رضا يكمل وهو يحثهما التحرك

" ساوصلكما بنفسي حتى الباب لان الخالة ابتهال متعبة .."

يغادران محملين بالخيبة والاهانة وغضب لتلك الاهانة التي لا يستطيعان ردها ..

رفعت شذرة رأسها لتتمتم للخالة ابتهال " اسفة خالتي .. لا املك الا ان اقول اسفة.."

لكن رقية تستعيد ثباتها وتوازنها الكاملين لتقول بتشفٍ " ولماذا تأسفين ؟! انهما مجرد حثالة .. لقد استحقا ان يطردا من بيتنا هكذا.. كنت اعرف ان رضا سيطردهما ويتصرف معهما كما يستحقان ... فلينقطع لسان كل من يدخل هذه الدار ويفكر أن يمسنا بكلمة .."

تحركت ابتهال بثبات كثبات رقية بل أشد ثباتا لتقول

" سأطقطق الحرمل (البخور) على النار اليوم .. نفس خبيث دخل بيتي وبعون الله نطرده.."

ثم حثّت الفتاتين لتخرجا من غرفة الضيوف بينما تطرف عينا ابتهال ناحية لوحة معلقة مرسومة لزوجها الراحل وحبيبها الذي لا يرحل ابدا .. يونس ..

تبسمت له وهمست له في سرها " لا تقلق يا يونس .. لم توجعني تلك الخبيثة .. لا شيء يوجعني منك الا فراقك .."

أغلقت باب غرفة الضيوف بينما تدعو للفتاتين بالستر والنصيب الحلو كباقي قوارير العطار ...






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13592539...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس