عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-18, 09:05 PM   #6551

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


مطعم مطل على النهر وسط العاصمة ...



تشرب جوري من فنجان القهوة بينما فضلت عفراء الشاي المحليّ بعد وجبة افطار شهية ضمت مشاوي مشكلة تشاركتها مع جوري..

سألتها جوري ببهجة صادقة " هل اعجبك الافطار ؟ احب هذا المطعم جدا .. عائلي وحميمي والطعام شهي .."

تهز عفراء رأسها وهي ترد " نعم .. الطعام كان ممتازا واحببت الاجواء .. ربما سأحضر اولادي اليه في الغد قبل نهاية رمضان .."

نادت جوري النادل لتدفع الحساب رافضة بشكل قاطع ان تتشارك معها عفراء بالدفع...

وبعد أن اتمت الدفع طلبت الشاي هذه المرة لها ولعفراء وجلستا مسترخيتين تحدقان في صفحة ماء النهر.. والاجواء كانت ساحرة ونسمات باردة مصدرها مزارع وبساتين قريبة ..

سألتها عفراء بشكل مباشر صريح ومفاجئ

" لماذا دعوتني اليوم للافطار يا جوري ؟"

بدت جوري متفاجئة حقا وللحظة توهجت عيناها بالادارك قبل ان تراوغ بالقول وهي تسأل باعتذار " اسفة .. هل ضايقتك وفرضت عليك نفسي ودعوتي ؟"

تبتسم عفراء بتسامح وهي ترد " انت تعرفين الاجابة .. انا محظوظة لاني تعرفت بك يوماً.. احتجت انسانة قوية مثلك تلهمني .."

تضحك جوري ويدها تلامس خصلات شعرها على كتفها لتقول بصدق وهي ترفع حاجبيها قليلا " الواقع انت هي الملهمة .. لا تعرفين كم ملهمة..."

ردت عفراء بامتنان حقيقي " شكرا ..."

لكنها لم تنس اول الكلام وأصل الحوار لتضيف " لكنك حتى اللحظة لم تخبريني بالسبب ؟ واياك ان تراوغيني بالكلام عن فرصتنا كنساء لاستغلال ازواجنا حتى يرعووا الاطفال نيابة عنا ونستمتع نحن بوقتنا .."

صمتت جوري وهي تنظر الى عفراء التي اضافت المزيد قائلة بفطنة " لا ظروفك الزوجية ولا ظروفي تطابق هذه المواصفات .."

لكن جوري لم تتنازل عن المراوغة لترد عليها بالقول وهي تبتسم " اذن دعينا ندّعي اننا نعيش حياة زوجية طبيعية واننا نكسر القواعد ونترك الازواج والاطفال ليرعووا انفسهم بانفسهم .."

تنهدت عفراء قليلا قبل ان تسألها سؤالا مختلفا " لماذا انا وليس سناء ؟ انها اقرب اليك مني وهي صديقتك منذ زمن طويل بينما انا .."

تقاطعها جوري وقد قررت الافصاح قائلة

" لانك متزوجة وستفهمينني اما هي فلا تستطيع مهما شرحت .. لانها لم تجرب معنى ان تكون زوجة ولها بيتها الخاص .."

صمتت عفراء واشفقت على جوري بعض الشيء وقد خمنت او تأكدت الآن من سبب اختيارها لهذه الدعوة ...

بدت جوري مختلفة الآن وقد خلعت رداء المرأة الرائقة المزاج لتبدو مجرد امرأة في حيرة وربما في أزمة عاطفية وانسانية !

قالت وهي تعاود النظر للنهر الجاري قائلة بخفوت رقيق لا يخلو من مواجهة النفس " انا .. اضعف .. واعيش تناقضا رهيبا بين رفضي لهذا الضعف و.. رغبتي بالاستسلام له .."

فتعلق عفراء بالقول " تقصدين زوجك وليس ضعفك .."

فترد جوري في اعتراف شجاع

" بت اقاوم النسيان يا عفراء .. وهو يدفعني دون ان اشعر لانسى .. لكني اقاوم كي لا انسى ما فعله بي .. "

فتسألها عفراء ببعض الحيرة " ولماذا لا تنسين يا جوري .. النسيان نعمة .."

تلتفت اليها جوري وهي تقول بانفعال انثى

" ارجوك عفراء .. انت اكثر من تعرف معنى ان تشعر المرأة انها مهانة في انوثتها .. "

زمّت جوري شفتيها وشعرت بالذنب لتلك الجملة التي قالتها فتمتمت " انا اسفة ..."

لكن عفراء كانت متقبلة تماما للحقائق فردت عليها بالقول الهادئ " لا تقلقي حبيبتي.. انت قلت الواقع لا اكثر .. نعم زوجي اهان انوثتي مرارا .. بل اهان كياني كله كانسانة .. حتى لو لم يكن يقصد .."

فهتفت جوري في تأييد " بالضبط ! .. حتى لو لم يكن يقصد .."

عندها واجهتها عفراء بالقول " لكن زوجك اعترف ويسعى للاصلاح بجدية .. وسعيه حثيث ليصحح الامور حسبما ارى .."

صمتت للحظة قبل ان تضيف " ربما لا احكم بشكل جيد فأنت لم تذكري التفاصيل لكني اشعر بك .. اشعر بالتغيير الذي يفعله ويؤثر فيك ويرضيكِ .."

تهز جوري رأسها وهي تنظر الى عفراء وترد بصدق

" نعم لا انكر .. لكن ما زلت في داخلي لا انسى .. حالما افارقه يعاودني نفس الألم.. فاغضب منه واغضب من ضعفي معه.. ليس بيدي اقسم بالله ليس بيدي .. اشعر وكأني اخون نفسي اذا سمحت لها بالنسيان.."

تسألها عفراء " جوري .. لماذا انت مستمرة معه حتى اللحظة ؟"

فترد جوري ببعض الارتباك " لا اعلم ..."

لكن عفراء لا تمنحها فرصة الركون لذاك التشوش لتخبرها بما تحتاج سماعه

" بل تعلمين .. انت امرأة جبارة ... وتعلم ما تريده .. انت تحبينه وتشعرين انه ملكك .. بكل ما فيه من عيوب .. تشعرينه رجلك .. خاصة وهو يمنحك الذي سعيت اليه كثيرا.. كرامتك فقط من باتت تعارض هذا التملك.. اما الباقي فـ ....."

قاطعتها جوري متنهدة برقة وهي تتذكر افعال مهند معها " انت لا تساعدين .."

فترد عليها عفراء باسمة " انت من سيساعد نفسه يا جوري .. امنحي نفسك وامنحيه فرصة حقيقية .."

تعقد جوري حاجبيها وهي تتساءل برفض ضمني " هل تريدينني ان اعود للعيش معه ؟! ان نعود زوجين طبيعيين ؟! هذا مستحيل يا عفراء .. لا تطلبي ان امنحه هذا .. على الاقل الان انا ما زلت لست مستعدة للقبول به .. "

عندها ترد عفراء بعقلانية " ارى هذا واضحا .. اقصد عدم استعدادك .. اذن لا تثقلي على نفسك واستمتعي بتدليله لك .. عيشي قصة حب معه دون ان تفكري بالعواقب .. دعي الامور تاخذ مجراها بشكل عفوي .."

للحظة شعرت عفراء بالغيرة !

غيرة من جوري ومن محاولات زوجها العاطفية ليعيدها اليه ..

لكن عفراء تجاوزت تلك الغيرة خلال لحظات في تدريب عودت نفسها عليه .. منذ زمن قررت انها ستكون ايجابية في كل شعور ينتابها .. وستقاوم اي سلبية تجعلها تشعر أنها اقل او ادنى ..

قالت جوري وقد بدت اشد حيرة وخجلا من حيرتها تلك " يريدني .. اقصد يريدنا انا وقطر الندى ان نبيت عنده ليلة العيد .."

حاولت عفراء ان تساعدها بالتفهم متسائلة

" هل تظنين سيحاول ... اعني .. مغازلتك والضغط عليك ؟ "

فتبدو جوري انثوية للغاية وهي تقول بنبرة فيها حنق حلو من زوجها " مع مهند توقعي كل شيء .. انه صبياني في جانب مهم منه .."

تضحك عفراء فجأة وقد شعرت ان الامر ممتعا فكاهيا وهي تقول " لا بأس .. انت قادرة على ايقافه حسبما أرى .. كما قلت لك .. دعي الامور تمضي بعفوية .. لا تخططي .. "

ثم وقفت عفراء على قدميها وهي تنظر الى ساعة يدها وتقول " اسفة .. يجب ان اعود .. تأخرت على الاولاد.."

لملمت المرأتان حاجياتهما وبينما تغادران سألتها جوري باهتمام " كيف هو زوجك ؟"

تهز عفراء كتفيها دون شعور خاص وهي تقول

" على حاله .. مع بعض العصبية الزائدة.. الامر بالنسبة له بات اقرب للعجز .. انه عاجز عن التفاعل كرجل .."

لكنها لا تعطي جوري فرصة للتعاطف معها وهي تضيف بابتسامة رضا وقناعة وعزم " لا تقلقي علي .. انا عرفت طريقي وسأصل راحة نفسي الكاملة يوماً .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس