عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-18, 09:13 PM   #6556

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ .. شقة رضا واسيا ..



على سجادة الصلاة يقرأ رضا القرآن عندما شعر بآسيا تدخل الغرفة ورائحة الشاي بالهيل تسبقها..

انهى القراءة وهو يلتفت اليها ويمد يده ليأخذ منها الصينية ويضعها على الارض ثم يسندها لتجلس جواره...

رآها متعبة وبطنها كبرت كثيرا فمد يده يلامس خدها بظاهر كفه يسألها

" هل نام الولدان ؟"

تغمض عينيها وتأنس بلمسته وهي ترد

" نعم .. وجعفر وقّت المنبه على السحور .. "

يسألها بقلق " هل انت بخير ؟ تبدين اليوم متعبة اكثر من المعتاد .."

فترد عليه " نعم .. ربما لاني صائمة بهذا الحمل الثقيل .. خلود حضرت طعام الافطار وحملته بنفسها الى هنا .. جازاها الله خيرا ورزقها بالذرية الصالحة .."

تمتم بالدعاء وهو يرخي يده الى حجره

" امين يا رب .."

فتحت عينيها وقد بدا فيها كلاما تريد البوح به .. وللحظة انتابه القلق انها ربما ..علمت ...! لكنها سرعان ما فندت مخاوفه وهي تثرثر بالقول

" رضا .. اظنني حاملا بانثى .. لا اعلم لماذا اشعرها انثى رغم ان الطبيبة قالت لم تستطع ان تكتشف ابدا ..."

يبتسم لها ويقول " اذن اسمها عندي .."

فاجأته وهي تناديه بلهفة رقيقة " رضا .."

يرد بصوت أجش وعيناه تغرق في نداء عينيها

" يا روحه..."

تميل اليه تطلبه بصوت خافت مضطرب

" اريد .. حضنك .. "

تغرق في صدره وتتنهد براحة وهي تتنشق عطره وهو يحاوطها بكلتي ذراعيه ثم تهمس له وكأنها تبثه ضعفها الذي تخبؤه عن الكل الا ايّاه " اشعر ببعض الخوف .. "

كفاه تمران على جسدها تضمانها اكثر في دفء رجولته وهو يسأل بحنان الدنيا كلها

" الخوف ؟! أتخافين وانت في حضن رضا ؟"

ترفع فمها لتقبل كتفه ثم لحيته لتصارحه

" لا حرمني الله حضنك.. لكن هي وساوس الشيطان وخوف من الولادة .. ربما لأن حبيبة ستجري العملية القيصرية غدا باذن الله .."

يمرر اصابعه في شعرها الذي بات طويلا غزيرا في الحمل ليتساءل شاغلا اياها عن خوفها

" ما الذي جعل الحاج يونس يختار لك اسم اسيا ؟ انه اسم غير مشهور ولا متداول عندنا.."

ترد بابتسامة وهي تستكين برأسها على صدره وترفع وجهها اليه " تيمناً باسم السيدة اسيا .. امرأة الفرعون .."

يلامس خدها ثم ذقنها ويقول بصوت أجش

" جعل الله لك مقاماً في الجنة كمقامها.."

تبتسم وكأن الدنيا باسرها تبتسم له ثم تغمر وجهها في صدره مرة اخرى...

ظل يلامس خدها في شرود واعتقد انها غفت فلم يطاوعه قلبه ليوقظها ..

شردت افكاره لما حصل قبيل ظهر اليوم..

كان يعلم حتى قبل ان يلمح طارف عباءتها ..

كان يعلم انها هي ... حسناء ...

ثارت حميته ونخوته وهو يرى حالها المزري ثم انكماشها التام عندما ألقى السلام وهو يدخل محل صياغة ابي محمود فاستدارت في إجفالة تهتف باسمه " سيدي ابا جعفر..."

بدا ابو محمود محتارا بينما احنى رضا رأسه وهو يقول بهدوئه وهيبته " كيف حالك اختاه .. تبدين متعبة .."

اجهشت حسناء بالبكاء وهي تتخفى بالكامل بسواد عباءتها وظلت تختض بذاك البكاء وابو محمود يلتزم الصمت كحال رضا ..

بدا بعض الزبائن يدخلون فاشار ابو محمود لرضا ان يدخلا الغرفة المجاورة وقد ظنها من اقاربه او معارفه ...

ما زال رضا شاردا بما حصل ... وبكاء حسناء يرن في اذنيه وهي تصف اهوال ما تعرضت له...

ورغم هذه الاهوال الا انه ايقن بالفطرة ان هذه المرأة البسيطة لن تترك زوجها ابدا ..

ففي وسط كلامها اخذت تقول وكأنها محتارة تائهة " انه زوجي .. وسأبقى معه دائما .. رغم اني لا اعرف لماذا ابتلاني الله برجل مثله .."

ليرد عليها بيقين " ربما لان الله يحبك ويحبه ايضا .. اراده جهادا لك في الدنيا حتى تصلحي حاله.."

فتشكو من ضعفها قائلة " انه حمل ثقيل يا سيدي .. ثقيل جدا .. أعني يا الله عليه .."

ليهون عليها رضا بالقول " لكل منا في هذه الدنيا حمله .. ولا يكلف الله نفساً الا وسعها.."

تمسح وجهها تحت العباءة وهي تقول بخفوت حائر " لكني تائهة سيدي .. تحسين بات شبه عاجز .. لم يعد بقوة الفتوة الذي كان .."

رد عليها رضا بقناعة " الله لم يسلب منه قوته بل سلبه مصدر جبروته فقط... لترممي انت انسانيته .."

رفعت رأسها لتبرز عينها من شق العباءة وهي تتساءل بقلة ادراك وفهم " لم أفهم يا سيدي ابا جعفر .. اعذر جهلي .."

أطرق وهو يشرح بصبر " كلنا جهلاء اختاه .. قصدت فقط ان الله سبحانه كان رؤوفا به فأخذ منه ما جعله متجبرا على الناس لسنوات لكنه لم يحرمه القوة ليعمل حاله كحال باقي الرجال ..."

صمتت حسناء وهي تغرق بافكارها عن حال زوجها وكيف ستكون ايامهما القادمة..

قال رضا اخيرا وهي يخرج محفظته " خذي هذا المبلغ مني .. انه هدية العيد .. فرج الله هموم عبيده .. واعطني عنوانكما .. غدا صباحاً سأكون عندكما باذنه تعالى .."

مد يده بالمال فاستحت ان تأخذه واطرقت وهي تشعر بهوان نفسها امامه ..

وضع المال على المنضدة الصغيرة جوارها ثم أخرج هاتفه واضاف " سأسجل العنوان في هاتفي .. "

لم تمنحه العنوان بل ردت بشعور عظيم بالذنب " والله اني لاستحي منك بعد كل ما حصل بسببي بجهلي وقلة عقلي .. كيف اطمع بالمزيد وقد اغرقتني بكرمك ؟ "

يرد رضا وهو يرأف ويتفهم حالها " توكلي على الله.. واعطني العنوان .. سأكلم زوجك بنفسي وكل الامور ستحل ان شاء الله .."

فوصفت له العنوان ثم غادرت بعد أن ألح عليها رضا لتأخذ المال معها ...

" ما بك يا رضا القلب .. هناك ما يشغلك .. شارد مني الليلة وانا .. احتاجك .."

صوت اسيا اعاده لحاضره وهو على سجادة الصلاة ومعشوقته تستلقي في حضنه تطلب الدلال والاهتمام ... يميل برأسه اليها والدفء يشع من عينيه الى عينيها والغزل من شفتيه يحمحم فوق شفتيها " يا حظك من هذه الدنيا يا رضا ! .. اقسم بربي اني لا أحب على قلبي من أن أشرد من نفسي الى .. نفسك .. "

وهو يتغزل ويدلل... كفه تمر ببطء فوق بطنها وقلبه يدعو لها ان تلد بالف خير وان لا تعرف عن حسناء شيئا يعكر روحها الشفافة ولا يلمس قلبها ولو بخدش صغير ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس