عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-18, 09:16 PM   #6559

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مستشفى خاص للولادة ..

بعد الافطار ...



يقفن بنات العطار وامهن يراقبن المولود الجديد عبر الشباك في الغرفة الخاصة بالمواليد...

تهمس اسيا بتأثر وهي تلامس باصابعها زجاج الشباك الفاصل " ما شاء الله .. انظروا اليه .."

لتهمس رباب بتحشرج وتأثر أكبر " يونس ..."

انهارت الام بنشيج البكاء وهي ترفع طارف حجابها الابيض تغمر فيه وجهها الباكي ..

حاوطتها اسيا بذراعها تشدها اليها في حنان وهي تقول بخفوت

" امي لا تبكي بالله عليك .. حبيبة ستحزن ان علمت ببكائك لانها اختارت له اسم ابينا.. كانت تريدها مفاجأة لكن لتسعدكن باختيار هذا الاسم.."

لم تستطع ابتهال تمالك نفسها وهي تقول من بين شهقات البكاء " ليس بيدي يا اسيا .. لقد.. اشتقت انا انادي اسمه .. لا اتخيل اني سأناديه من جديد في صورة حفيده .."

تحاوطها رباب ايضا بذراعها وهي تقول بخنقة بكاء مكتوم " وانا .. اشتقت اليه امي .. اشتقت كثيرا .. "

فقط رقية من تظل على وقفتها تنظر للصغير وداخلها يتفاعل باحساس مختلف عنهن...

لم تكن تريد ان يأخذ اي انسان اخر اسم ابيها.. ولا حتى طفلها هي شخصياً ...

لا تعرف لماذا .. لكنها لن تطيق ان يتردد النداء بهذا الاسم في بيت العطار دون ان يكون والدها معني بالاجابة ...

ان يذكرن هي واخواتها وامها اسم (يونس) في كلام لا يخص والدهن ... والد القوارير ...

" رقية .. سنعود الى غرفة حبيبة .. ألن تأتي؟"

لم تلتفت لرباب وهي تطرح السؤال بل تهز رقية رأسها بـ(لا) بينما عيناها لا تحيدان الصغير ... فتهمس اسيا لرباب قائلة

" دعيها .. تريد البقاء مع الصغير .."

يتحركن واسيا تطلب من رباب " اتصلي بشذرة واسأليها عن الاطفال.. اتمنى لم يتعبوها .. خاصة الشقية سكينة .."

فترد رباب " سأتصل بعبد الرحمن ايضا .. لقد تأخر ... قال سيحضر رضا معه .."

تسمع رقية ثرثرات اختيها وهما تبتعدان مع امهن دون تركيز حقيقي...

ثم هدأ الممر لتظل وحدها فيه تواجه اختلاجات كثيرة تتنازع داخلها وتجعل معدتها تتقلص بتأثر من جديد ..

بشكل تلقائي رفعت كفها لتحاوط بطنها تحاول تحمل موجة المغص هذه حين اجفلت بعنف على صوت ساخر من خلفها " لا اصدق انك تفكرين بطفل ينمو في احشائك .. هل الغيرة تصل بك لهذا الحد ؟! "

تستدير بكليتها لتلتصق بظهرها في الزجاج خلفها بينما تحدق في وجه رعد ...

في لحظة استعادت ذاكرتها تعابير وجهه المخيفة بالامس .. في لحظة انتاب قلبها امواج وامواج من الضعف والألم والوجع والصدمة و... شعور الخيانة .. خيانة تغضبها.. لن تنسى ما قاله لها ابدا ..

اتسعت عيناها في جمود كامل عندما اقترب منها جدا .. حتى انه وضع كفه على الزجاج جوارها بالضبط .. تماما كما حاصرها بالامس لكن اليوم لم يجرؤ على ... شمّها ...

تأوهت بارتجاف خائف وهي تتذكر تلك الملامسة العابرة من أنفه لبشرتها ...

لكنه لم ينظر اليها .. وجهه عن قرب شاحب بشكل كبير .. بل يبدو نحيلا فجأة ..

قال وهو يحدق في الاطفال حديثي الولادة وما زال على اقترابه شبه الحميمي منها " هل تخافين الآن مني ؟! هذا جيد .. جيد جدا يا دمية .. يجب ان تخافي هكذا ..."

حاولت التحرك لكنها قال بخفوت قاس

" قفي مكانك لاكلمك .."

ردت بنفس الخفوت " هل.... تأمرني ؟"

عندها فقط التفت برأسه اليها ينظر لوجهها عن قرب شديد ... نظراته فيها برود .. فيها تحد .. فيها اشياء كثيرة لا تستوعبها ..

قال بابتسامة ساخرة " يكفي أن اطلب .. وانت ستستجيبين طواعيا ... اليست هكذا لعبتنا؟"

كان حوارا عجيبا بينهما بعد ما حصل بالامس .. حوار ينطق بكل الحواس وهما يحدقان ببعض.. عاجزان عن الابتعاد عن بعض .. عاجزان عن الافصاح لبعض .. لكنهما يستكينان لبعض في اعتراف يفوق قدرتهما عن انكاره ..

همست بانفعال وكأنها تريد أن تثير فيه روح المقاومة .. روح الحياة ...

" لماذا تتخيل نفسك محطم قلوب العذارى ! "

فيرد بمزيد من البرود القاسي " انا لا احطم قلوبهن .. بل احطم مقاومتهن .. لقد عرفت الكثيرات حتى اسموني دراكولا النساء ! خسيس انا اليس كذلك ؟ "

كانت تعلم انه يجري معها حوارا مختلفا عما تعنيه هذه الكلمات القاسية وربما الجارحة.. انه يحتاجها .. يحتاجها بقوة ... يحتاجها ويحذرها منه بنفس القوة ! فهل هي قادرة على انقاذه .. ؟!

يسالها فجأة " ما اسم المولود ؟ "

همست باختناق " يونس ... على اسم ابي.."

تهبط نظراته في استخفاف ظاهري الى فمها ليركز على شفتها السفلى المتدلية الجذابة فيقول بجرأة ووقاحة لا تغتفر " لك شفة سفلى مغرية خاصة وانت تنطقين حرف (الواو) في اسم ابيك ..وسأحتفظ بباقي الوصف لنفسي.."

لم تشعر الا ويدها ترتفع للاعلى لتصفعه لكنه يمسكها من معصمها قبل ان تفعل قال بقسوة رغم نعومة الكلمات

" يد صغيرة كهذه لا يفترض ان تستخدم للصفع .. لو كنا ببلد اخر وثقافة اخرى لكنت هوّنت عليك غضبك الانثوي الحلو هذا بقبلة على نبض القلب في معصمك .."

عيناها تشعان بالقوة ... بالشموخ .. بالتحدي وهي تواجهه بجموح قوتها تلك " ماذا تحاول ان تثبت بهذه المسرحية ؟! انك حقير سافل؟ وهل تحاول اثبات هذا لي ام لنفسك ؟"

يرد وهو ما يزال يمسك معصمها يتلمسه بشوق دون شعوره " لا اعلم .."

ما زالت تحدق في عينيه تثير زوابع مقاومته بضراوة وهي تتحداه مجددا بالقول "بل تعلم.."

عيناه في عينيها واصابعه تلتف بالكامل حول معصمها في تشبث عجيب ... لم تكن تشعر رقية بهذا التشبث وهي منشغلة بما هو اهم بكثير ...

قالت وهي تشعر بالثبات اليوم وكل الامور اتضحت امامها " انت تتصرف هكذا لاني رأيتك بالامس ... معها .. رأيت ما تعتبره ذنبك المخزي .. وبدلا من ان تنفيه تريد تأكيده باسلوبك معي اليوم .. بوقفتك هذه قريبا مني .. بوقاحتك وجرأتك معي .. تريدني ان اراك قبيحا بشعا .."

كانت المرة الاولى التي يتناقش فيها مع بشريّ حول غيداء ... كانت المرة الاولى التي يشعر ببعض الراحة وكأنه شارك احدهم ذاك الحمل الثقيل ... تمتم وهو يستسلم لما تفعله به وما تثيره فيه " ربما ..."

هتفت به وهي تحاول تخليص معصمها

" انت غبي !"

لم يفلت معصمها .. ولن يفلته ...

كان يريد ان يبقى هكذا معها .. لم يعد يحتمل الوحدة .. لم يعد يحتمل مزيدا من السنوات تضيع من عمره وهو سجين ذنبه ..

غامت عيناه وهو يقول بفكاهة ساخرة " قلتها لي مرارا من قبل واوشكت ان اصدقها..."

تنهدت بانفعال وهي تنادي اسمه " رعد ..."

قاطعها ونظراته تنتقل للاطفال الصغار في اسرتهم الصغيرة المتراصة جنب بعض .. وعاد ابهامه ليلامس نبض قلبها في المعصم فيضخ الدم في نبض قلبه هو !

قال بحشرجة وابتسامة جذابة " ماذا تشعرين ناحية هذا الطفل الطاهر من اي ذنوب .. طفل صفحته بيضاء للغاية .. لكن تنتظره الذنوب على باب الرشد والبلوغ ليحملها على كاهله لاخر العمر..."

عادت لتهاجمه وهي تسأله بشكل مباشر صريح " هل كنت تحبها وتخلت عنك ؟ تزوجت عمك لاجل مصلحتها .. اليس كذلك؟ اليس هذا ما حصل .."

يعقد حاجبيه الحادين فيبدو كتمثال رخامي... كانت تشعر بحدس شفاف انه يتذكر قبحاً شديدا حصل بينه وبين غيداء..

هناك المزيد مما لا تعرفه ...

يختار ان يتجاهل الرد المباشر وهو يتكلم بثرثرة " طوال ليلة الامس اسمع صوت خليل وهو يقرأ القرآن .. طوال الليل الكلمات في اذني رغم غفوتي الكاملة واستغراقي في نوم عميق خال من الاحلام .. وسؤال يدور مع كل كلمة.. كيف نطلب الغفران من رب العالمين ونحن لا نستطيع الغفران لبعضنا ولا حتى لانفسنا ..؟! "

بدهشة قالت رقية " خليل ؟! كنت مع خليل؟! تقصد اخا خلود ؟! "

يهز رأسه بـ(نعم) وهو ما زال يحدق في الاطفال ثم يقول " غادرت بعد صلاة الفجر تاركا اياه ينام على الاريكة .. مضى زمن لم ألتق بنموذج لشاب كخليل .. يعطي دون سؤال ..."

عاودها المغص الشديد فتحني رأسها قليلا متأوهة بخفوت وهي ترفع يدها الحرة لتحاوط بطنها وتضغط عليها عفوياً ..

يتنبه لها منذ ان تأوهت فيستدير بوجهه اليها ويسألها بدهشة " لماذا تمسكين بطنك هكذا ؟! "

ترفع عينيها اليه لترد بغيظ " لان معدتي تؤلمني يا غبي .. منذ اسبوع وانا في اجازة في البيت اعاني وافطرت يومين بسببها .. لم اذهب للجامعة الا اليوم ..."

ما ان ذكرت الجامعة حتى شعر وكأنها صفعته ! صفعة ايقظته من غفوة ..

ايقظت فيه شعورا بدائيا للغاية لم تستطع الحضارة تهذيبه ...

سألها بعينين تموجان بالعنف الغيور واصابعه تشد بقسوة على معصمها " من سامان هذا .. من يكون بالنسبة لك.. "

هتفت به " لا دخل لك .."

تغلي كل دمائه بغيرة رهيبة لم يشعرها في حياته فيهتف بها في المقابل " ردي علي .. ماذا يكون لك ؟ "

هي ايضا كانت في حالة غير طبيعية .. كل شيء حولها ليس عاديا .. منذ رأته .. منذ عرفته وكل شيء في حياتها اختلف ... رمت في وجهه التحدي ودماؤها تغلي كدمائه

" طلبني للزواج .. وسيأتي الى بيتنا في اليوم الثاني للعيد مع والدته ليخطبني .. هل ارتحت الآن ؟ آآآه .... "

تتأوه من الألم وهو يضغط بقسوة اشد ليقول بهمس مشتعل " انت تختارين فتح ابواب الجحيم كلها يا رقية ..."

" رعد ! ..."

كان هذا صوت عبد الرحمن المذهول وهو يتقدم من اول الممر نحوهما يحدق فيهما وعيناه لا تحيدان بعيدا عن اصابع رعد المتشبثة بمعصم رقية ..

لم ينطق رعد بكلمة وهو يحدق بصديقه ليكتشف انه لم يكن بمفرده ..

بل كان معه اخاه الاكبر رضا المتأخر عنه ببضع خطوات...

سمع همس رقية الوجل " عبد الرحمن .. يا الهي ... و... رضا.."

هتف عبد الرحمن بعينين غاضبتين وهو يكاد يصل اليهما " اترك يدها ..."

لكن رعد لم يفعل .. او... لم يشعر انه قادر ان يفعل .. لكن حالما التقت عيناه بعيني رضا أفلت يد رقية طواعياً .. أفلتها ليواجه رضا الذي يراه الآن بملامح الرجال الشداد ...

وقبل ان يتهور عبد الرحمن معه كان رعد يقول وبنبرة جادة للغاية موجهاً كلامه لرضا " يا حاج رضا .. انا اطلب منك يد رقية للزواج.."










انتهى الفصل الثالث والعشرون ...
احم .. ولا حقول شي ... حنتظركم انتوا تقولوا


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس