عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-18, 10:11 PM   #10771

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


الفصل التاسع والعشرون


:- أنا هنا لأخبرك بأنني لن أزعجك مجددا يا قمر ... وأنها على الأرجح .. المرة الأخيرة التي تريني فيها إلى الأبد ..
للحظة .. ظنت قمر بأنها لم تفهم ما قاله ... بينما هي تحدق بوجهه الجامد .. بفمه الذي تقوس بألم .. بنظراته الحزينة .. اتسعت عيناها وشحب وجهها وهي تستوعب عبارته .. قالت بصوت متقطع :- ما ... ماذا ؟
نظراته كانت بعيدة عنها .. وكأنه يخشى أن ترى الصراع في عينيه .. الألم وهو يقول :- أعرف بأنني جعلت من العام الماضي عصيبا عليك .. بملاحقتي إياك .. بمحاصرتي لك .. وإزعاجي لك .. إلا أن دفاعي الوحيد عن نفسي هو أنني أحبك يا قمر .. أنني لطالما أحببتك .. وأنني لن أتوقف عن حبك .. وتمنيك .. والرغبة بك .. حتى أموت ..
كادت تسأله صارخة .. لماذا إذن تتوقف عن مطاردتي ؟؟ لتدرك في الوقت المناسب وبشيء من الذهول بأن هذا ما أرادته دائما .. هذا ما كانت تلح به عليه منذ طلاقهما .. أن يتركها وشأنها .. صحيح ؟؟
:- أنا أحبك ... واليوم الذي تقبلين فيه بالعودة إلي .. سيكون اليوم الذي سأتعهد فيه بألا أعيش إلا لأجلك .. إلا أنني أيضا لا أستطيع أن أقف في وجه سعادتك .. لا أستطيع أن أضغط عليك أكثر لتقدمي شيئا لا ترغبين في تقديمه ... إن كنت حقا ما عدت تحبينني كالسابق .. إن لم تعودي تريدينني .. إن كنت ترغبين بأن تتابعي حياتك وتمضين قدما بها ..
يداها انضمتا فوق حجرها تحت الطاولة ... أصابعها متشنجة وأظافرها توشك على أن تدمي كفيها .. بينما كانت تنظر إليه .. تستغل تحاشيه نظراتها كي تتفحص تعابيره .. صدمة كلماته كانت أكبر من أن تجد ما تقوله ردا عليها .. فالتزمت الصمت انتظارا لمزيد من التوضيح منه ... لابد وأن يكون هناك مزيدا من التوضيح ..
:- إن كان ... إن كان هناك رجل آخر ترغبين بالارتباط به ..
شحب وجهها وهي تردد هامسة :- رجل آخر !
:- لقد رأيتك معه ...
أغمضت عينيها بقوة .. تعرف جيدا ما سيقوله قبل أن ينطق به ..
:- ذلك المساء بعد لقائنا الأخير ... أنا كنت أنتظرك في سيارتي .. لم أعرف ما الذي أبقاني .. أردت فقط أن أراك تغادرين .. أن ألقي نحوك نظرة أخيرة قبل أن أرحل .. ثم رأيتك معه ..
مع عمران ... عندما عاد برفقة حلا ليقابلها هي وحبيبة ...
:- رأيتك تصعدين سيارته ... وجدت نفسي ألحق بكما ... ثم رأيتكما تتحدثان قبل صعودك إلى بيت نورا ..
لم تعرف لماذا وجدت الحاجة للدفاع عن نفسها ... لتبرر موقفها قائلة بصوت خافت :- أنا لم أكن وحيدة معه ..
:- أعرف ... كانت معه طفلة صغيرة .. وتلك المرأة التي كانت ترافقك في متجر نعمان الطويل ..وأنا أخمن بأنها لم تكن زوجته ..
:- لا ... لقد كانت شقيقته ..
هز رأسه وهو ينظر إليها أخيرا ... سألها بصوت بعيد :- هل تخططين للزواج منه ؟
امتقع وجهها و الهواء يجد صعوبة أكثر فأكثر للوصول إلى رئتيها .. تمتمت :- أنا لا ... لا أعرف ..
أخذ نفسا حادا وهو يقول :- هذا يعني أن تخميني صحيح ... هو طلب منك الزواج بالفعل ..
أشاحت بوجهها بعيدا ... ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها .. لتسمعه يقول :- هو ابن شقيق السيد عبد القادر .. رجل جيد .. كان يدير عملا ناجحا قبل أن يتخلى عنه ليقف إلى جانب عمه وقد كبر بالسن .. مطلق .. لديه طفلة صغيرة .. أظنه ... أظنه قادرا على إسعادك ..
رباه .... فليتوقف عن الكلام ... أرجوك ... أرجوك توقف ..
صوته كان أجشا وهو يقول :- هو أب بالفعل ... لن يشعرك قط بأنك لست كافية بالنسبة إليه .. أو أنك قد فشلت في منحه ما يحتاج إليه .. أعرف بأن رأيي لا يهمك .. إلا أنني أريدك أن تكوني سعيدة ..
اغرورقت عيناها بالدموع .. بينما أطبقت فمها بقسوة خشية أن تفقد أعصابها فتجهش في البكاء كطفل صغير أخبروه بأنهم سينتزعونه من حضن أمه إلى الأبد .. تمكنت من أن تقول أخيرا :- هه ... نبل منك أن تسمح لي أخيرا بأن أعيش حياتي كما أريد بينما تقضي أنت أيامك محاطا بزوجتك وابنك ..
ضحك بمرارة وهو يقول :- آه ... نعم ... أنت محقة .. من الأنانية لي أن ابخل عليك بسعادة كتلك التي أعيشها الآن ... في الواقع .. لو انني لا أحبك كما أفعل .. لتمنيت لك أن تنتهي مثلي بالضبط .
رفعت بصرها إليه ... ترى المرارة على وجهه .. تلاحظ التغيرات التي طرأت على وجهه الوسيم .. خالد كان أكثر نحولا .. كان لونه الأسمر عادة يميل إلى الرمادي .. الخطوط ازدادت فوق بشرته .. عيناه الخضراوان كانتا تفتقران إلى الحيوية التي كانت دائما تجذبها كما يجذب الفراشة عبير الزهرة .. وجدت نفسها تسأله فجأة :- خالد ... لماذا أنت لست سعيدا ؟؟
توتر فمه .. بينما هو يرفض النظر إليها ... فتابعت بتعاسة :- أعرف بأن فراقنا كان صعبا عليك .. تبا .. أنا لست مصنوعة من حجر .. أتصدق ولو للحظة بأن انتهاء زواجنا لم يمزق روحي قطعة قطعة فلا يترك داخلي سوى أشلاء لا شكل لها ؟؟؟
تكورت يداه بشدة حتى ابيضت سلامياتها .. فتابعت بقهر :- على الأقل ... أنت لست وحيدا .. أنت متزوج من امرأة تحبك .. آه ... ألا أعرف إلى أي حد تحبك ناهد ..
رباه ... لقد ظنت بأنها قد نسيت .. بأن الكراهية لا يمكن لها أن تحرق فؤادها مجددا ... ذكرى المرأة التي حاولت أن تقتلها مرة قبل سنوات .. المرأة التي سرقت منها زوجها ... ومنحته ما لم ولن تتمكن يوما من أن تمنحه إياه ..
:- وأنت ... أنت ما كنت لتتزوج بها لو لم تكنْ تكنّ لها شيئا من الحب ... وابنك ... أنت لديك ابن يا خالد .. أخبرني بأنك لا تحبه ... بأنك لست مستعدا لدفع عمرك كله لأجله ...
عيناه كانتا تنظران إلى يديه وهو يقول :- أنت محقة ... لو أنه لم يكن موجودا لينير حياتي في الظلام الذي خلفه رحيلك .. أنا لا أعرف ما الذي كنت لأفعله .. أما عن ناهد ..
بصوت أجش تابع :- ليس من العدل أن أتحدث عنها .. في النهاية ... هي لم ترغمني على فعل أي شيء .. أنا لا أستطيع أن ألومها على خسارتي لك .. في الآن ذاته .. ما من قوة في الكون تستطيع أن ترغمني على أن أحبها ...
أغمض عينيه بقوة وهو يقول :- يفتلني أنني كما تعس بخسارتك ... فأنا لا أسبب لها سوى التعاسة ... أنا لا أستطيع حتى أن أنظر إلى وجهها .. ناهيك عن اعتبارها زوجة لي ..
ثم ضحك بمرارة وهو يقول :- أعرف ما تراك تفكرين به الآن يا قمر .. وأنا لا أستطيع إلا أن أقول بأن سخريتك التي تحتفظين بها .. في محلها تماما ... عندما رأيتك أول مرة برفقة ذلك الرجل ... عندما رأيتك في المرة الثانية .. عندما أدركت بأنه لا يمكن أن يتقرب منك دون أن يرغب بك كزوجة ... الألم الذي شعرت به حينها .. كان شيئا لا يوصف .. وكأن أحدا قد شق صدري ليزرع جمرا ملتهبا مكان قلبي .. أن أراك برفقة رجل آخر ... أن أفكر بك برفقة رجل آخر ...
يده امتدت لتمسك بصدره بقوة .. وكأن ذلك الجمر الملتهب كان يقبع بالفعل بين أضلعه .. قال بقهر :- أدركت حينها بأنك أبدا ... أبدا لن تسامحيني يا قمر .. هذا النوع من الألم الذي سببته لك بوجودي مع ناهد .. لا يمكن له أن يغتفر ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس