عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-18, 10:13 PM   #10773

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

دفعها برفق كي يتمكن من النظر إلى وجهها جيدا ... حزن عميق يفيض من العينين السوداوين ... حزن .. وشيء آخر .. عاطفة عنيفة لم يسبق لها أن رأتها أو عرفتها إلا على يديه .. وقال بصوت أجش :- من الأفضل لك أن تصدقي يا بحر حتى لا تهدري أنفاسك في معركة نتائجها محسومة .. أنا .. أنا أحبك ..
الكلمة خرجت من بين شفتيه وكأنها كانت تحرق روحه مع كل حرف من حروفها .. أحست وهو ينطق بها بأعماقها تهتز بعنف تأثرا بها ... أن يقولها مجددا ... أن تسمعه ... تسمع نبرة صوته وهو يقولها .. أن تنظر إلى عينيه .. فترى إلى أي حد هو صادق وهو يقولها ..
:- أنا أحبك يا بحر ... إلا أنني أعرف بأنك أبدا لن تكوني سعيدة معي .. لا أحد إطلاقا يمكن له أن يكون سعيدا حولي .. لذا .. إن أتيحت لك فرصة الرحيل .. فارحلي .. قبل أن أكويك بقيد حبك لي الذي كان ما أعادك إلي .. كالفراشة حين ترنو نحو النار غير عابئة بلهيبها .. فلا أخرج أنا إلا بانتصار فارغ .. بينما تخرجين أنت بلا شيء على الإطلاق ..
وجدت بحر نفسها وهي تنظر إلى الهشاشة في عيني لقمان الذي كان يحاول التظاهر بالصلابة ... بأن طلبه منها بأن ترحل لم يكن يمزقه .. وجدت نفسها تتذكر كلمات نعمان الطويل لها بينما كانوا ينتظرون خروج لقمان من غرفة العمليات ..
( بعض الأشخاص .. عندما يخسرون شيئا .. فإنهم يتمسكون بشكل غير منطقي بكل ما تبقى لديهم .. فيحاربون لأجله بأيديهم وأسنانهم ... حتى لو أدى هذا إلى خسارتهم إياه في النهاية .. البعض الآخر .. عندما يخسرون ... فإنهم يحرصون على ألا يخسروا ما تبقى ... وذلك بأن يطلقوه بعيدا ..
أشخاص آخرون .... عندما يخسرون .. يحرصون على ألا يقتنوا أي شيء آخر .. خشية أن يخسروه أيضا .. لقمان ... كان من هذا النوع .. ربما هو عاملك معاملة سيئة في الماضي .. إلا أن الأمر كان خارجا عن إرادته .. لقد كان رافضا لك ... ولمشاعره اتجاهك .. في الآن ذاته .. كان يريدك في حياته .. شخص مثله .. بعد كل ما عرفه .. عندما يقع في ظرف كهذا .. فإن حكمته لابد وأن تخذله )
حكمته ... أو ربما شجاعته .. وقدرته على مواجهة الخوف من الفشل .. من الألم .. وما أكثر صعوبة من أن يفشل رجل في حماية المرأة التي يحب .. أو أن ينجح فقط في تحويل حياتها إلى جحيم .. بالضبط كما فعل بها لقمان ..
( أعرف بأنك على الأرجح تعجزين عن فهمه .. تتساءلين عما فعلته .. واستحق منه معاملة كهذه .. وأنت محقة تماما .. وأنا لا ألومك .. أتذكر ما فعله بك .. وأقول ... ربما تحمل نفسها في أي لحظة وترحل .. كما فعلت قبل عام من الآن دون أن تعود مجددا .. دون أن تهتم بما يحصل له .. دون أن أتمكن من أن ألومها .. إلا أنني أتساءل أحيانا ... إن كنت أحببته يوما ... بالقدر ذاته الذي أحبك فيه )
هه ... إن كان لقمان يحبها بما يكفي كي يطلقها حرصا على سعادتها ... هل تحبه هي بما يكفي كي تبقى ... حرصا على سعادته هو ؟؟
فاجأته عندما تحركت فجأة ... واعتلت حجره مواجهة إياه .. رفع رأسه ينظر إليها مجفلا .. يده لامس خصرها برفق .. وكأنه لا يعرف إن كان عليه أن يثبتها مكانها .. أم أن يبعدها عنه ..
قالت بهدوء :- أخبرني بأنك تريدني حقا أن أرحل وسأفعل ..
أصابعها كانت تلامس وجنته ... تنزلق نحو عنقه ... تطالبه من جديد بصوت خافت :- هل تريدني أن أرحل يا لقمان ؟
العاطفة الفجة ارتسمت في عينيه وهو يلتهم ملامحها ... كانت تعرف بأنها لا تمنحه أي خيار بجرأتها .. بأنها تنتزع عنه كل السبل الأخرى التي قد تنتهي به راغبا في رحيلها .. لقد كانت تلاعبه .. تعزف أوتاره باحتراف امرأة بقدر ما كانت خبرتها محدودة ... بقدر ما كانت عاجزة تماما عن كبح عاطفتها في مواجهة الرجل الذي تحب ..
همست :- هل تعرف ما أراه حينما أنظر إليك ؟
بتلقائية ... أشاح بوجهه .. وكأنه يعرف بأن ما يمكن لها أن تراه لا يمكن أن يكون جميلا ... إلا أنها بصبر .. أمسكت وجهه بين يديها .. وأدارته نحوها .. تتأمل الهشاشة التي كانت مخفية دائما عن الجميع في عيني هذا الرجل المتجبر .. وقال بهدوء :- أرى لقمان الطويل ... الرجل الذي كان دائما قويا في مواجهة كل ما يقف في طريقه .. منذ كان طفلا في الرابعة ... هو رفض أن يسمح لقاتلة والدته أن تنفذ بجلدها .. أنت من وشى بها آنذاك .. رغم تهديدها الذي كان ليكون فعالا ضد أي طفل آخر ..
تحرك إبهاماها فوق وجنتيه ... بخفة ونعومة .. بينما تتابع :- أرى الطفل الذي لم يسمح لأشخاص بشعين أن يتحكموا به .. أو أن يعدموا إنسانيته ... ربما أنت تظن بأنك قد خسرتها منذ زمن طويل .. إلا أنها كانت دائما موجودة ... أنت لم تتخلى عن أولائك الأطفال ... أنت حميتهم .. ثم أنقذتهم .. وبعدها عدت إلى عائلتك متحديا العالم بأسره أن يحكم عليك .. أنت تهتم بعائلتك .. تهتم بأحبائك .. وترفض منهم أن يروا اهتمامك هذا .. خشية أن يمسك أحدهم بك متلبسا بتهمة البطولة ..
قال بخشونة :- أنا لست بطلا ..
ضحكت قائلة :- لا ... أنت لست بطلا ... يؤسفني أن أخبرك .. أنت بعيد كل البعد عن البطولة .. ولكن ... من قال بأنك تحتاج لأن تكون مثاليا كي تستحق أن تُحَب ؟
خفق قلبه بقوة بين أضلعه وهو يسألها بصوت أجش :- هل تحبينني يا بحر ؟
هزت رأسها وهي تقول :- لقد ظننتك تعرف هذا بالفعل ..
:- هي افتراضات من رجل لا يجيد تقبل الخسارة بروح رياضية ..
:- إذن دعني أخبرك إياها بوضوح ... لا لأنني مضطرة لإخبارك ... لا لأنني قد سامحتك على ما فعلته بي .. لا لأنك تحتاج لأن تسمعها .. أنا أقولها لأنني لست جبانة .. أو ضعيفة بائسة تخشى مواجهة مشاعرها مهما كانت شائنة اتجاه شخص ربما هو لا يستحقها ..
أحست به ينتفض تحت قسوة تصريحها .. إلا أنها كانت تعرف بأن آخر شيء يحتاجه لقمان الآن هو المداهنة .. أو أن يظن بأي طريقة بأن بحر أكثر ضعفا من أن تتمكن من التعاطي مع ما يمر به ..
:- أنا ... أحبك .. يا لقمان الطويل .. أحبك ..
نظر إلى عينيها ... قلبه يضخ صدى كلماتها ليتدفق دافئا بين عروقه .. بينما تابعت بحزم :- وقيدك الفولاذي هذا ... ربما من الصعب انتزاعه أو كسره .. إلا أنني لن أستسلم له ... في كل مرة أراه فيها يجرك إلى هوتك المظلمة .. سأجرك أنا منه دائما إلى الجهة الأخرى .. حيث الضوء .. والحب .. والحياة ..
وما الذي يستطيع أن يقوله في قتال كلمات كهذه ؟؟؟
أحاط خصرها بذراعه السليمة ... وشدها إليه حتى التصقت به منتزعا منها شهقة إجفال خافتة .. تمتم بصوت عميق :- ماذا إن كنت بحاجة لجهودك هذه الآن ؟؟
:- لقـ .... لقمان ..
صوته الخافت الذي بث رجفة داخل أعماقها :- يا روح لقمان ..
هذا الجانب منه ... رباه ... لقد نسيت كيف كان يستطيع في الماضي دائما أن يذيب كل مقاومتها و شكوكها بلمسة .. بكلمة .. أنفاسها تسارعت في شوق ممزوج بالذعر .. تمتمت باضطراب :- ما الذي تفعله ؟؟؟
:- أنا عائد لتوي من الموت ... ألا أستحق بعد كل ما رأيته أن أنال قبلة من المرأة التي أحب ..
همست بضعف :- ولكن ... قلبك ..
ضحك وهو يقول :- أتخشين أن تؤذي قبلتك قلبي ؟؟؟ بحر ..
تلاشت ابتسامته وهو يقول :- الآن ... وأنت إلى جانبي ... لا يمكن لقلبي إلا أن يكون بخير ..
للحظة .. وهي تنظر إليه متسعة العينين .. ظنها ترفض .. وهو لم يكن ليمانع .. إذ كان لينتظرها إلى آخر العمر .. حتى تستعيد ثقتها به مجددا .. إلا أنها كالعادة .. فاجأته صادمة إياه ... بأن عادت لتمسك وجهه بين يديها .. تميل نحوه برقة .. تلامس شفتيه بشفتيها .. برقة .. بنعومة أجنحة الفراشة حين ترفرف فوق زهرة يانعة .. رقتها كانت أكثر من أن يتمكن من التحكم بنفسه أكثر .. رغم كل جهوده وحرصه على منحها كل الوقت الذي تحتاجه .. إلا أنه لم يستطع منع نفسه من رفع يده نحو مؤخرة عنقها .. والسيطرة على القبلة حاجة لإرواء ظمئه إليه ..
عندما حررها أخيرا .... للحظات طويلة .. بينما لم يتخلل صمت الغرفة سوى صوت قطرات المطر الغزيرة خارجا .. وصوت أنفاسهما الثقيلة .. ظل كل منهما ينظر إلى الآخر ..وكأنه يتمنى أن يظل على هذه الحالة إلى الأبد ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس