عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-18, 10:14 PM   #10774

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كانت ناهد تنظر بين لحظة وأخرى عبر النافذة مدركة بإحباط بأن المطر لن يتوقف في أي وقت قريب .. ثم تنظر إلى ساعة الحائط الضخمة التي توسطت جدار غرفة الجلوس وهي تقول بتوتر :- لقد تأخر خالد ..
قالت السيدة فخر بعدم اهتمام وهي تتصفح إحدى مجلاتها المفضلة :- من يستمع إليك يظن بأنها المرة الأولى التي يتأخر فيها .. لابد وأنه قد علق في المكتب بسبب المطر .. وسرعان ما يعود فور أن تخف غزارته ..
لم تكن ناهد قادرة على شرح مشاعرها لعمتها ... كيف تخبرها بأن شيئا في خالد يثير قلقها منذ أيام ... هو لا ينظر إلى وجهها إطلاقا .. هو لا يأكل .. هو لا يجالس أحد .. حتى ابنهما ما عاد يحمله ويلاعبه كالسابق .. لقد كان هناك شيء يشغله .. وهذا الشيء لا يمكن له أن يكون عاديا كالعمل ... وناهد تخشى أن يكون الأمر هذه المرة متعلق بتلك المرأة ... قمر ..
الشخص الوحيد القادر على قلب حال خالد بهذا الشكل ... كانت قمر الراوي ..
ربما كانت ناهد تعيش بشيء من الطمأنينة متأكدة بأن قمر ما كانت لترك خالد في المقام الأول لو أنها تنوي العودة إليه في النهاية .. إلا أنها في كل مرة تترك دفاعاتها تنخفض .. كانت عبير تنبهها بأن قمر ليست من النوع المستسلم ... وأنها عندما تضع هدفا أمام عينيها ... فإنه يكون هدفا كبيرا يستحق العناء ...
ما الذي تراها تهدف إليه ؟؟؟
أتراها تهدف لأن يتخلى خالد عنها وعن ابنها من جديد كي يعود إليها ؟؟؟ هذه المرة ..... ناهد لن تمتلك أي أمل في استعادته ... ما من حيلة أخرى ستتمكن من خلالها إقناعه بالتخلي عن قمر إن تمكن من إعادتها إليه أخيرا ...
عادت تنظر إلى النافذة وهي قلبها الوجل يؤكد لها مخاوفه ... تأخر خالد ... لا يمكن له أن يكون بسبب المطر .. أو لأجل العمل ... وإلا لاتصل بوالدته يخبرها بتأخره ...
صوت ماجد الصغير دوى عبر جهاز الاتصال منبها إياه باستيقاظه ... فاستأذنت عمتها كي تذهب إليه ..
عندما غادرت ناهد الغرفة أخيرا ... تلاشى الاسترخاء عن ملامح فخر وهي تتناول هاتفها محاولة الاتصال بخالد كما كانت تفعل بالخفاء عن ناهد منذ ساعة ... تشعر بالقلق هي الأخرى لتأخره في هذا الجو العاصف والممطر ... لقد سبق لخالد أن تعرض لحادث سير كاد يودي بحياته قبل سنوات طويلة ... وهي لن تهدأ أو تطمئن حتى تراه أمام عينيها وقد عاد إلى البيت آمنا بعد قيادته فوق الشوارع المبتلة والزلقة ..
هذه المرة ..... أجابها أخيرا ... لتسأله فورا بلهفة :- خالد ... أين أنت ؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي ؟؟
:- لا تقلقي يا أمي ... أنا برفقة شخص ما وسأتأخر قليلا قبل العودة إلى البيت ...
لم تعرف لماذا أثارت نبرة صوته اهتمامها ... لم يكن هناك تلك الجدية التي ترافق صوته كلما تحدث وعميل إلى جانبه .. أو ذلك الهدوء عندما يكون برفقة صديق .. لقد كان شيئا آخر .. شيئا لم تسمعه في صوت خالد منذ فترة طويلة .. لقد كانت السكينة ..
قالت بتردد :- هل .... هل أنت برفقة صديق؟
:- لا ..... أنا برفقة قمر ..
سكون تام ساد بينهما ... حتى تمكنت من استيعاب تصريحه .. قالت أخيرا بصوت مرتجف :- قمر ... أنت برفقة قمر .. لكن لماذا ؟؟
قال باقتضاب :- نحن نتحدث لا أكثر ... حديث كان يجب أن يجري منذ فترة طويلة ..
:- حـ ... حسنا ... بلغها سلامي ..
أنهت المكالمة وهي تفكر بقلق ... قمر كانت ترفض لقاء خالد لأشهر طويلة ... ما الذي تغير .. ولماذا تراه هذه المرة ؟؟ أتراها تفكر في الموضوع ... أتراها تعود إليه ؟؟
للحظة صغيرة ... انتابها ذعر وهي تفكر بناهد .. وردة فعل ناهد إن حدث هذا ... ثم وعلى الفور .. تذكرت السنوات الست التي كانت فيها قمر زوجة لخالد .. وفردا من عائلتها .. كابنتها بالضبط .. عندما ساد الحب هذا المنزل بأكمله ... عندما كانت قمر بلطفها ورقتها قادرة على بث السعادة في كل من حولها .. وخاصة خالد .. الذي كان شبح إنسان منذ تركته ورحلت على إثر زواجه من ناهد ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتساءل بشوق :- أترى الماضي يعود يوما ...
من وراء الباب المفتوح ... لم تكن فخر تدرك بأن ناهد كانت تقف جامدة ...عيناها متسعتان بشدة واسم قمر الذي نطقت به عمتها أثناء حديثها مع خالد .. يدوي داخل عقلها بصخب ..
هو مع قمر .... هو برفقة قمر ...
هي تتصل به منذ ساعات دون أن يتعب نفسه بالرد عليها .. لأنه برفقة قمر ...
لماذا ؟؟؟ لماذا تقبل بأن تراه الآن ؟؟؟ ما الذي تغير ؟؟ ما الذي تريده الآن ؟؟؟ رباه ... هل تعود إليه ... هل يتخلى عنها خالد هي وابنها الآن إن عادت إليه ؟؟؟
بعد كل ما فعلته ... بعد كل ما ضحت به ... بعد انتظارها لسنوات كي تحظى به ...
لا يهم إن كان لا يحبها بالقدر نفسه ... لا يهم إن كان لا يريدها .... لا يهم إن كان يحلم بقمر ليل نهار ويحتفظ بصورتها داخل غرفتهما القديمة التي يأبى إلا أن ينام فيه وحده ...
المهم أنها قد انتزعته منها أخيرا ... بالضبط كما انتزعته قمر منها قبل سبع سنوات ... المهم أنه لها ... لها وحدها ...
ابتعدت عن باب غرفة الجلوس وهي تمسك هاتفها بيدين مرتجفتين ... تتصل على الفور بعبير لتقول فور أن سمعت صوتها :- عبير ... أرجوك .. أرجوك ساعديني ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس