عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-18, 10:15 PM   #10775

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يستغرق تناولهما العشاء وقتا طويلا ...
وجبتهما التي اختاراها بدون أن يفكرا بها حتى ... تناولاها بصمت وبدون الكثير من الكلمات ... في الخارج .. كان المطر قد توقف أخيرا .. مما جعل قلب قمر ينقبض وهي تفكر بأن عزلتهما المؤقتة ... عزلتهما الأخيرة .. لابد لها أن تنتهي ...
تمتمت :- من الأفضل أن أعود إلى البيت قبل أن يتأخر الوقت أكثر ..
لم يعترضها كثيرا ... كان هناك شيء يبدو وكأنه قد مات داخله منذ انتهى حديثهما سابقا .. وكأنه بعد أن أدرك عقم ملاحقته إياها .. أنه بعد أن أعلن استسلامه ... وأكد لها بأنه سيتركها وشأنها ... ما عاد يمتلك أي سبب للقتال ........ لأجل أي شيء ...
وجدت قمر نفسها تتذكر مذعورة العام الماضي عندما تدهورت صحة خالد على إثر إهماله لنفسه وتوقفه عن أخذ أدويته .. تساءلت وهي تنظر إلى وجهه الشاحب .. إلى عينيه اللتين فقدتا الكثير من حيويتهما .. إن كان يهتم بنفسه بالفعل كما سبق وأخبرها .. أم أنه لا يعتبر ابنه أيضا سببا يقاتل ويعيش لأجله ..
غادرا المطعم نحو سيارته ... استقلاها بصمت ... وانطلقا عبر الطريق الخالي والمقفر في هذا الوقت .. لم يكن خالد يقود بسرعة ... ومع هذا .. كان شاردا بما يكفي خلال قيادته كي يغفل عن الحيوان الي قفز فجأة أمامهما ليعبر الطريق بسرعة بدت خاطفة ... صرخت قمر عندما انحرف خالد بالسيارة بسرعة .. الأرض الزلقة تمنعه من التحكم بها كما ينبغي .. لم يتمكن من تفادي جذع الشجرة الكبيرة المنتصبة إلى جانب الطريق ... إلا أنه تمكن من السيطرة على الصدمة لتتمكن الأحزمة التي ربطت كل منهما إلى مقعده من حمايته من ضرر أكبر ...
لدقيقة كاملة ... ساد الصمت والظلام لا يتخلله سوى صوت أنفاسهما العنيفة ... قبل أن يصحو خالد من ذهوله وهو يهتف أثناء حله لحزامه بسرعة :- قمر .. هل أنت بخير ؟؟
أحست بيديه تحلان حزامها ثم تتحركان فوقها باستكشاف قلق .. ذهولها لم يسمح لها بأن توقفه .. يداه المألوفتان .. أصابعه الطويلة الدافئة .. أنفاسه الحارة تلفحها .. رائحة عطره المفضل التي لم تنسها قط .. اغرورقت عيناها بالدموع وهي تدفع يديه عنها هاتفة بانهيار :- توقف ... توقف ..
يدها وجدت مقبض الباب ... فتحته وتعثرت خارجة ليصفعها الهواء البارد المشبع بالرطوبة بعد الساعات الممطرة الطويلة .. الطريق كان مقفرا .. يبعد كيلومترات عن المدينة .. سمعته يترجل من السيارة بدوره لاحقا بها .. دون أن يقول شيئا .. وكأنه قد عرف ما دمر تماسكها بهذه الطريقة ...
للحظات ... سمحت لنفسها بأن تتنفس بعمق مستعيدة بهدوئها .. قال بهدوء :- أنا آسف يا قمر ..
أغمضت عينيها بقوة .. أتراه أدرك ما بثه فيها من مشاعر مؤلمة بلمساته الغير مقصودة ؟؟؟
:- لو أنني كنت أكثر انتباها ... رباه .. لو أن مكروها أصابك ..
قالت بصوت مكتوم :- أنا بخير ...
التفتت نحوه .. لتتسع عينيها وهي ترى خيط الدماء الذي سال من جرح قطع جانب جبينه .. خطت نحوه وهي تهتف بذعر :- أنت تنزف ...
مد يده يلامس الجرح مجفلا عندما أحس بالألم .. وبرطوبة الدماء فوق أصابعه .. أطلق ضحكة متقطعة وهو يقول :- هو جرح صغير ... لا تقلقي ..
التفت نحو السيارة قائلا :- في حين أن السيارة لم تتخطى الصدمة على ما يبدو ... أظن أن المحرك قد تلقى معظم الضرر ..
قالت بقلق :- ألن تستطيع تشغيلها ؟؟؟ ستقلق نورا إن تأخرنا أكثر ..
:- اتصلي بها بينما أحاول العثور على من يأتي ويأخذنا ..
الطريقة التي كان يؤكد لها بين كل لحظة وأخرى على حرصه على إحساسها بالأمان من خلال اتصالها بنورا باستمرار .. كانت تذكرها بالسبب الرئيسي الذي وقعت لأجله بحبه قبل سبع سنوات ... الطريقة التي كان دائما يعاملها على أنها شيء ثمين وجد كي يحميه و يعتني به .. اتصلت بنورا بينما هي تراقبه يتصل هو أيضا بشخص ما .. تتذكر الأسابيع التي سبقت طلاقهما .. عندما تدهورت الأمور بينهما فباتت أكثر بشاعة من أن يتمكن أحدهما من احتمالها ... تذكرت الأمسية التي طلقها فيها خالد .. عندما جرحها على مرأى من غرباء ... كيف تستطيع أن تلومه وقد جرته هي إلى تلك الحالة من اليأس والغضب .. هي أيضا لم تكن خاسرة جيدة ... هي من دفعه في المقام الأول نحو امرأة أخرى ... ناهد أو غيرها .. هل كان الألم ليختلف ؟؟
هل كان انتقامها منه وحاجتها لإيذائه ليكون مختلفا ؟؟
نورا كانت قلقة ... إنما ليس بما يكفي كونها مع خالد ... إيمان نورا التي لم تتوقف يوما عن اعتباره كابن لها به .. كان أكثر من مؤلم لقمر التي أنهت المكالمة وظلت تراقبه وهو يتحدث بإحباط عبر الهاتف ... عيناها تتحركان فوق قامته الطويلة ... تتذكر .. رباه كم كانت تذكر .. قمر لن تجد في حياتها رجلا أكثر وسامة من خالد ... في عينيها ... سيظل هو دائما اجمل رجل وجد على وجه الأرض .. الرجل الذي خلق لأجلها .. والذي تعرف بأنها لن تتمكن من أن تحب غيره ما عاشت ...
ما الذي جعل مشاعرها هذه تفلت من عقالها بعد أكثر من عام من الضبط الحديدي منها ؟؟؟
أهو استسلامه .... وإعلانه أنه لن يضايقها مجددا .. وأنها ربما لن تراه بعد هذا اليوم إلى الأبد ؟ أم التفكير بالزواج برجل آخر ... أن تكون مع رجل آخر .. أن تسمح لرجل آخر أن يلمسها ويحبها كما كان خالد يفعل ..
بينما انتفض جسدها برفض تلقائي للفكرة ... أنهى المكالمة وهو يلتفت نحوها قائلا :- تمكنت من العثور على سيارة .. إنما ستستغرق بعد الوقت حتى تصل ...
هزت رأسها دون معنى وهي تحيط نفسها بذراعيها ... تشعر بالبرد فجأة بعد أن بدأ الأدرينالين يعود إلى مستواه الطبيعي في دمها ... ألقى نحوها نظرة واحدة قبل أن يتخلى عن سترته على الفور قائلا باقتضاب :- أنت بردانة ... لن تسامحني نورا أبدا إن أصبت بالبرد بسببي ..
سمحت له بأن يضع السترة فوق كتفيها .. ملاحظة بقلب خافق كيف تأخرت يداه فوق كتفيها قبل أن يسحبهما بعيدا .. تحرك مبتعدا نحو السيارة التي تهشمت مقدمتها .. وأسند ظهره إلى جانبها وهو ينظر إليها من مكانه .. الظلام كان شديدا ... إلا من ضوء القمر الذي كانت السحب تحجبه بين الحين والآخر ... تساءلت عما يمكن لأحدهما أن يقوله للآخر الآن بعد أن تم البت بكل شيء ...
موجة حزن انتابتها وهي تتساءل .... أتراها تتمكن من العثور على سعادتها برفقة رجل آخر ؟؟؟
أتراه هو يكون سعيدا في حياته بعيدا عنها ؟؟؟ تمتمت :- خالد .... أريدك أن تعدني بشيء ..
عندما لم يقل شيئا .. كررت بإصرار :- لو أنك تهتم لأمري فأنت ستعدني بأن تهتم بنفسك ... بأن تحاول أن تكون سعيدا ..
ضحك بمرارة وهو يقول :- لماذا تشغلين نفسك بي ؟ أنا أنال ما أستحقه بالضبط ..
:- لا ..
تقدمت خطوة وهي تقول :- أنت تستحق أن تكون سعيدا ... أنا ... أنا أريدك أن تكون سعيدا ..
:- بحق الله ... أتصدقين بأنني أستطيع أن أجد أي سعادة بعيدا عنك يا قمر ..
نبرته كانت غاضبة .. محبطة .. لقد كانت تجرحه دون أن تدرك بتظاهرها بأنها ليست أحد أسباب ألمه .. قالت بيأس :- ناهد تحبك ... وهي تستحق أن تبذل شيئا من الجهد لأجلها ..
قال بصوت مكتوم :- أنا لم أعد ناهد أبدا بالقمر والنجوم .... هي تعرف ما كانت مقدمة عليه عندما اختارت الزواج بي .. لقد كانت تعرف بأني أحبك .. وأنني لن أتوقف عن حبك .. هي تعرف بأنني أبدا لن أتمكن من الشعور نحوها بالمثل .. أعرف بأن ما أفعله غير عادل .. ناهد .. هي ابنة خالتي ... هي أم ابني .. هي ستبقى دائما جزءا من حياتي .. لا أريدها ... إنما لا أستطيع الخلاص منها أيضا ..
ضحك بمرارة وهو يقول :- أنا لا اعرف من منا يشكل العبء الأكبر على الآخر .. أنا أم هي .. أنا متأكد بأنها ستكون أكثر سعادة بدوني .. إلا أني لا أجرؤ على مطالبتها بالرحيل .. هي من اختار التورط معي .. وهي من عليها أن يختار الرحيل ..
همست :- وماذا عنك أنت ؟؟؟
قال بصوت أجش :- يكفيني أن أعرف بأنك سعيدة ... حتى لو كان الثمن وجودك برفقة رجل آخر ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تشيح بوجهها بعيدا ... تمسك طرفي السترة وتغرق أكثر بدفئها ورائحته المعلقة بها .. قال خالد فجأة برفق :- هل يعجبك ؟؟؟ ذلك الرجل ؟
كادت تضحك .... أرادت أن تندفع نحو خالد في تلك لحظة لتضربه بكل قواها ... إلا أنها لم تجرؤ .. قالت بجمود :- هو رجل جيد ... ووالد جيد ..
صمت للحظات ثم قال :- هل .... هل ستسمحين لي بأن أعرف .... إن قررت الارتباط به ؟؟
أن يعرف منها قبل أن يسمع من خلال الآخرين ... أتكون قسوة منها أن تفعلها ... أم رحمة ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس