عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-18, 09:20 PM   #213

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

لقائها اليوم مع أفنان من جهة... جلوسها مع والدتها التي لم يمضِ أيام كثيرة على صفعها إياها... وبجانبها شقيقتها التي تتعامل معها بلطف مبالغ به بشكل أثار ازعاجها... كل هذا تجمع مع بعضه وبذات اليوم جعلها تكاد تنفجر...
لقد أرادت الاختلاء بنفسها فقط لا غير...
لكنها تجد نفسها مضطرة لمجالستهم وتناول الطعام الذي لم تشعر به ولا تعرف له طعم...

" ما رأيك ماريا لو نذهب ذات يوم برحلة خارج البلد..."

وضعت المعلقة جانبًا وهي تحارب لئلا ترفع يدها وتزيح ذراع شقيقتها عن كتفها ثم قالت بجمود ردًا على اقتراحها.. تراوغ بالإجابة حتى لا يظهر بها الرفض التام :
" هذه الفترة لا أستطيع... ربما في وقت آخر..."

ظهرت الخيبة على ملامح مايا وابعدت ذراعها بارتباك فور أن وجدت الصد ما يقابلها من شقيقتها الصغرى...
إنها تحاول التقرب منها بعد سنين كانتا بها شقيقتين بالاسم دون أن تعرف كل واحدة بهما دواخل الأخرى...
بل هي الخاطئة الأكبر... إنها لم تحاول التقرب من ماريا ولا حتى استيعابها واستيعاب شخصيتها الصعبة بعض الشيء
كان بها الكسل والخوف مما جعلها لا تقترب أكثر من اللازم...

استدارت بخفة ناحية زوجها الذي قال بلطف :
" لماذا... ستستمتعين ماريا.."

تنهدت ماريا بتعب ورفعت نظرها حيث خمنت مكان جلوس والدتها..
يا ترى كيف تنظر لها الآن.... بغضب... بخيبة... بألم... أم باعتذار...

سخرت من نفسها... اعتذار!... وهل والدتها تعتذر من أحد ... هل تجد نفسها مخطئة بحق أحد أصلًا...
ما بكِ ماريا... ما زلتِ تنتظرين منها أي لمحة أي شعور رغم مرور السنوات... حتمًا جننتِ...

وصلها صوت والدتها تقول بنبرتها الصقيعية الباردة موجهة حديثها لمصعب :
" دعنا الآن من هذا الموضوع.... أريدك هذه الفترة أن تركز على العمل أكثر خصوصًا مع غياب محمد برحلته هو وزوجته لتلد... نحن لدينا عميل ومستثمر جديد... ومن يعلم ربما يصبح سيد وليد شريكنا بالشركة أيضًا..."

ثلاثة ردود فعل مختلفة صدرت بخفية... مايا لم تبالي بما قالته
ماريا توسعت عينيها قليلًا عند ذكر اسمه... وارتبك شيئًا ما بداخلها وهي تتذكر لقائهما الأخير... هذا الرجل يوترها... ويثير عجبها بنفس الوقت...
أما مصعب فقبض كفه من تحت الطاولة يخفي غضبًا هائلًا... ف على ما يبدو أن هذا الوليد سيمضي وقت أكثر بحياتهم... بحياة ماريا.... أكثر مما توقع... من الوهلة الأولى لم يحبه ولم يستطع تقبله وخاصًة عند رؤيته لنظراته الخاطفة الذي يلقيها على ماريا.... ماريا... ماريا ستجننه وهي لا تدرك عنه شيئًا...

رسم قناعه المعتاد بحرفية على وجهه وقال بتأكيد :
" طبعًا سأفعل لا تقلقي... لكن بشأن السيد وليد ألا ترين أننا لم نتعرف عليه كفاية لنفكر باحتمال أن يكون شريكنا..."

نظرت له من طرف عينيها وقالت بتكبر :
" أنا لا أقدم على خطوة لست متأكدة منها... أم عندك شك!"

من دون أن تنتظر إجابة ليست مهتمة بها توجهت بالحديث هذه المرة لابنتها الكبرى التي تأكل ببطء ولا مبالاة سرعان ما تحولت إلى تشنج وارتعاد خفي :
" ماذا حصل بموضوع الحمل مايا... لقد أخبرتني أمس بأنك ستجرين الاختبار... أم يجب أن أتابعك بهذه الخطوة أيضًا.. "

أبدت ماريا الاهتمام وهي تحدق بشقيقتها تنتظر الإجابة بينما صُدم مصعب بشدة وهمس :
" الحمل... أي حمل.."

امسك بمعصم مايا بقوة غير ظاهرة للغير وكرر سؤاله برفق :
" أي حمل مايا؟. هل أنتِ حامل... لمَ لم تخبريني لحد الآن "

قالت مايا بنبرة مختنقة وكأنها تتعرض لضغط شديد :
" لا.. لست حامل... انا لم أجري الاختبار بعد...لقد نسيت سأجريه اليوم"

خف الضغط من جهة والدتها وبقي ضغط مختلف... أكثر ارعابًا من جهة مصعب وهو يتفرس بها بنظراته المتهمة وقبضته التي بدأت تؤلم معصمها... لتمنع نفسها بصعوبة من التآوه... والبكاء..

فجأة الضغط اختفى لترفع نظراتها لمصعب فتجده مبتسم بلطف وعينيه تنظر ناحية ماريا... عقدت حاجبيها وادارت رأسها جانبًا حيث تجلس شقيقتها فوجدتها تنظر ناحيتها بتحليل صامت وبعض الاستنكار يلوح على وجهها... وكأنها تراهما فعلًا
تمنت لو أنها تختفي الآن من شدة الاحراج... لم تتوقع أن والدتها ستفتح موضوع الحمل علانية وأمام الجميع... أمام مصعب الذي يرفض الحمل منذ بداية زواجهما ويستمر بإقناعها بتأجيله لأسباب وجدتها بعد مدة لا تقنع طفل صغير...

وقفت ماريا مستأذنة وخرجت لتتبعها والدتها فبقيت لوحدها هي ومصعب مستسلمة لتوبيخ وغضب سيطولها منه دون أن تقدر على صده... إنها فقط تصمت وتستقبل كلامه بقلب مكلوم...

............................

" ماريا... قفِ.."

أوقفت خطواتها وأخذت نفس عميق ثم التفت لوالدتها قائلة بنبرة ملولة :
" نعم أمي.."

حدقت بها علياء بعدم رضا... سواء كان على ملابسها الكاتمة اللون أو حتى طريقة تكلمها التي من وجهة نظرها وجدتها قليلة التهذيب... ثم قالت بـِعلياء :
" هل ستصعدين لغرفتك كالعادة..."

لتجيب ماريا بآلية وهي تحرك قدمها وكأنها تستعجلها الذهاب :
" نعم.. كالعادة..."

استفزها هدوء أعصاب ابنتها ولا تدري لماذا... فتحركت لتقترب منها أكثر وتتفحص ملامحها أكثر... ماريا كانت تشبه زوجها المتوفي أكثر... نفس الملامح... ونفس التصرفات...لطالما كانوا يقولون بأنها تشبه شخصيتها أكثر لكن هذا ليس بصحيح.. فماريا بعيدة كل البعد عنها... مختلفة عن اخوتها... وربما لهذا لم تفهمها ولم تستطع التعامل معها....
نظرت جانبًا وتكتفت وهي تقول بنفس النبرة :
" كنت أريد أن أقترح عليكِ بأن تأتي للعمل بالشركة معي.. بدل المكوث الطويل بالبيت.."

لم تعطِ نفسها فرصة التفكير بالأمر حتى وأجابت بنبرة قاطعة :
" لا أريد..."

تنفست بغضب تحاول السيطرة عليه وقالت بحدة :
" سأعطيكِ مهلة لتفكري..."

" لا... لا أريد وكفى.."

أسرعت خلفها لتمنعها من الذهاب فأمسكت بساعدها وادارتها ناحيتها بحركة عنيفة ما تتسبب لماريا بألم فظيع بقدمها العرجاء جراء الحركة المفاجئة...تأوهت بصوت عالي وافلتت ذراعها لتنحني وتتلمس قدمها برفق بينما تراجعت علياء بضع خطوات للوراء وارتبك وجهها لتتوسع عينيها يشكل طفيف وماريا تهتف يـ.. بكره.. أو ربما خيل لها :
" أتركيني وشأني..."

راقبتها تبتعد بخطواتها العرجاء.. فتصنمت على وقفتها للحظات ثم التقطت حقيبتها وانطلقت خارج البيت...
هذه المرة قادت سيارتها الخاصة بنفسها وتوجهت إلى شركة....وليد

..................

وقف وليد متفاجئًا والسكرتيرة الخاصة به تخبره بوجود السيدة خارجًا!... استغرب جدًا.... فما الأمر المهم الذي جعلها تزوره بهذه الطريقة المستعجلة...

هتف بالسكرتيرة الذي تنتظر رده :
" ادخليها فورًا..."

لف حول مكتبه فور أن دخلت ورحب بها بلباقة واحترام ثم قال وهو يشير للمقعد أمام مكتبه :
" تفضلي.. سيدة علياء"
جلست بهدوء وجلس هو على المقعد المقابل لها لتبدأ الحديث بابتسامة دبلوماسية :
" كيف هي أحوالك سيد وليد.. وكيف حال ابنك.."

اومأ برأسه ورد ببساطة :
" بخير الحمد لله..."

تطلعت له بنظرة قوية ومصرة جعلته يرفع حاجبيه بتساؤل ليجدها تقول وكأنها تمهد الحديث له :
" سيد وليد... أنا تعرفت عليك من فترة قصيرة ووثقت بك بشكل غير معتاد علي... فأنا قليلة الثقة بأي شخص بالحقيقة...
لذا أنا أريد أن أعرض عليك عرض..."

قال باستفهام :
" عرض؟... وما هو"

لتقول بما جعله يُصدم... بل يتجمد للحظات :
" تزوج ابنتي ماريا..."

فتح فمه ليقول أي شيء يعبر عن صدمته بهذا العرض :
" اتزوج... من؟... "

ابتلع ريقه وهو يبتعد عن محيط نظراتها القوية الوائقة وقال رغبةً منه بالتأكيد :
" تقولين اتزوج ابنتك... هل انتِ متأكدة مما تقولينه"

اكتفت بهز رأسها ايجابًا فشعر بغضب غير طبيعي يملئه...لم يتوقع أن يصل الأمر بها لأن تعرض ابنتها عليه ليتزوجها... وكأنها تريد التخلص منها... هتف بعصبية :
" سيدة علياء... هل ترين أن ما فعلته الآن صحيح... أن تعرضي ابنتك علي... ألا ترين أنك تقللين من قيمتها..."

لم يبدو عليها أنها استمعت لما قاله بل قالت مكملة عرضها وكأنها تتناقش بأحد الصفقات :
" انت تعيش وحيدًا مع ابنك.. وماريا نفس الشيء لا يوجد لها أي عمل لتعمله وتقضي أيامها بالبيت.... يمكنها أن تكون زوجة مناسبة لك صدقني... "

لا يستوعب ما تقوله... لا يستوعب أبدًا..
كلام منفر كأنها تبيع ابنتها بكل لا مبالاة.... هل هي أم حقًا...لا يصدق

رآها تقف بأناقة ملقية الكلمة الأخيرة قبل أن تخرج :
" بانتظار ردك.. "

تهاوى على المقعد بعد أن خرجت... غارقًا بذهوله... ووجد نفسه يفكر... ما هي ردة فعل ماريا إن سمعت هذا الكلام.... هل ستغضب... أم هل ستحزن... أم ستبقى صامتة وهذا ما يستبعده
إذ أنها فتاة لم يقابل من تنبض القوة بعينيها مثلها... لم يقابل مثلها أبدًا
هذه العائلة يشعر بأنه كلما تقرب منها... كلما تورط أكثر..
*******************
" يجب أن نتكلم... "

انتفض جسدها بهلع وهي تستدير للصوت الذي اقتحم خلوتها على حين غرة... كان عامر يقف أمام بجانب الباب الحديدي للسطح بتعابير جادة ومصرة...
وقفت بسرعة وهي تحدق به مذهولة ثم قالت بحيرة :
" كيف أتيت .. كيف عرفت بوجودي هنا.."

تقدم باتجاهها وتجاهل سؤالها ليعيد قوله بإلحاح :
" يجب أن نتكلم.. ضروري.. يجب أن..."

وضعت يدها على رأسها ونظرت لما خلفه ثم حولها ببعض التشتت لتقاطع كلامه بدهشة... بل بصدمة :
" كيف... كيف عرفت بأنني هنا.. قل لي.."

دقق النظر بها... تطالعه بصدمة ممزوجة بالغضب الخافت... وجهها بلا أي مساحيق تجميل وترتدي ملابس رسمية... وشعرها منثور بعشوائية وكأنها بعثرته بكفها عدة مرات.... بدت بحالة غريبة
لقد مرت ايام يفكر بما حصل... وكيف يعتذر لها وهي تتجنبه وتنغمس بعملها أكثر... فلم يتردد اليوم باتباعها فور أن رآها تتجه للسطح...

ما زال يشعر بالخيبة من نفسه... وما زالت السلبية تحيطه بهالة مؤذية
لكن... أمر تجاهل ما حصل وما تسبب به من أذى لأفنان لم يكن وارد بالنسبة له... لماذا؟.... لا يعرف... حقًا لا يعرف..

قال بنبرة عادية وهو يضع كفيه بجيبي بنطاله :
" لقد رأيتك ذات مرة تصعدين إليه...."
شعرت بأنها ستصاب بالجنون... فمكانها السري لم يعد سري...
أكثر ما تكره أن يقتحم أحد خلوتها وأفكارها... وهنا هي تجد نفسها صافية الذهن قليلًا بعيدًا عن أجواء العمل المتعبة...
هل يجب عليها البدء في البحث عن مكان آخر!

اشاحت بوجهها ييأس ورتبت خصلات شعرها ثم قالت بنبرة ساكنة دون أي ردة فعل :
" سأعود للعمل الآن... اعذرني"

امسك ذراعها ليحول من تجاوزها اياه وقال مشددًا على أحرف كلماته :
" قلت أريد التكلم معك.."

نظرت له لبرهة بقوة مزيفة... إذ أن عيناها تفضح ضعف ورقة لا يمكن أن تخفيهما ثم نزلت بنظراتها لذراعه فتنحنح وافلته ببطء... ليس من عادته التجاوز هكذا...
" ما هو الموضوع الذي تريد التحدث عنه..."

" أنا اعتذر..."

كرر الكلمة وهو يشاهد توترها وكأنها لم تتوقع منه ذلك :
" أعتذر منك حقًا... سأكون شجاعًا كفاية لأخبرك بأنني أخطأت..."

توقع أن تسأله عن سبب تصرفه ذاك.. ان يقودها فضولها... لكنها لم تفعل وبدلًا من ذلك منحته نظرة مستسلمة واستندت على الحائط من خلفها... مرت ببالها الجملة التي قالتها ماريا ذلك اليوم.... جملة حملت توبيخ وألم في آن واحد...
(كالعادة... تعشقين ارتداء ثوب الضحية..)

سحبت نفس لجوفها ثم أطلقته ببطء قائلة بابتسامة بسيطة :
" لا داع للاعتذار سيد عامر... الأمر قد مضى وأنا بالغت بردة فعلي بعض الشيء.. لا بأس"

تأملها ليتأكد من صدق قولها فأومأت وابتسامتها تتسع وتزداد حلاوة فتؤثر فيه على نحو عجيب فقال بأول شيء طرأ على باله ليخفي هذا التأثير :
" بالمناسبة.. لماذا السطح بالخصوص؟"

ردت وهي ترفع عينيها للسماء :
" هل تعرف سيد عامر... أنا أحب الأماكن المرتفعة جدًا... وهذا يبدو غريب بالنسبة لمن يعرفني ويعرف شخصيتي... لحد اليوم ورغم ما حصل لم أستطع التخلي عن عادتي بالصعود للأسطح... إذ أنها أنسب مكان متاح لي.."

وقف بجانبها واستند على الحائط مثلها.. وعقد حاجبيه ببعض الفضول :
" وماذا حصل؟... "

لوهلة ظنها لن تجيب فقد دام صمت هادئ بينهما لكنها ردت بسؤال لم يتوقعه :
" سيد عامر.. أيمكن للإنسان أن يظلم نفسه..؟ "

حدق بها مستغربًا فبدت جادة جدًا بانتظار اجابته... زفر ورد وهو يلوي شفتيه بما يسمى ابتسامة :
" نعم... يمكن جدًا.."

" لماذا... "

" لا أعرف..."

تمتمت وهي تطرق بوجهها تنظر لمقدمة حذائها الحادة... :
" عندما تعرف أخبرني.. "

لا يعلم لمَ اضحكته جملتها.. لكنه وجد نفسه يقهقه بانشراح بينما هي تبتسم ابتسامة ناعمة...
كانا وكأنهما بعالم آخر... يشعران بالألفة رغم قلة مقابلتهما لبعضهما...
يتكلمان بشتى المواضيع العشوائية...
... النصف ساعة التي قضياها مع بعضهما كانت وكأنها ساعات...
روحان مشتتتان اجتمعتا ... ماذا يمكن أن يحصل.... لا أحد يدري

وقع نظرها على كف يده اليمنى فتلكأت عند اصبعه الخنصر وقالت بإحراج :
" أنا كيف لم ألاحظ من قبل أنك كنت مخطوب..."

ضم شفتيه وقال بلامبالاة :
" تحصل... لا مشكلة.."

ترددت قبل أن تقول بخجل :
" أهي تلك المرأة التي كانت تقف معك ذلك اليوم... إنها جميلة"

رد بكلمة مقتضبة :
" نعم.."

أحس بها تقف باعتدال ثم تقول بأدب :
" حسنًا يجب أن أعود للعمل... وقت الاستراحة انتهى.... ممتنة لقضائك الوقت معي... واعتذر عن ازعاجك... سيد عامر..."

رفع رأسه لها وقال بنبرة لم تفهمها :
" ربما يجب أن تتوقفي عن لقب سيد.. لا داع له"

تغيرت ابتسامتها اللطيفة لابتسامة مجاملة ازعجته وقالت بإصرار :
" لا أظن أن ذلك ينفع... عن اذنك "

وخرجت أمام نظراته التي اشتعلت بالضياع... رباه... لماذا يشعر بكل هذا التوهان وكأنه مازال مراهق وليس رجلًا ناضجًا..
لماذا لا يستطيع معرفة ما يريده من أفنان... من تلك الفتاة التي قابلها بالطيارة وزادت حياته تبعثرًا أكثر...
ولماذا يشعر بأنه يجذب رويدًا رويدًا... لهالة الضعف والقوة بها...


يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس