عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-18, 09:21 PM   #214

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

استقامت من استلقائها على الأرض ببطء وهي تتأوه... فعضلاتها متشنجة للغاية... فهي وجدت نفسها قد غفت على الأرض من شدة تعبها... لتستيقظ بعدها بهلع...

فكت حجابها لتعود وترتديه بسرعة قبل أن يدخل هو... ثم انكمشت على نفسها ملقية رأسها على ركبتيها المضمومتين لصدرها.... ثم أخذت تبكي...
تبكي ...هلعها من شيء مجهول تشعره قادم إليها ليصدمها...
تبكي... رعبها من ذلك الرجل المشوه وما يضمره ناحيتها من نية أبدًا لن تكون طيبة..
تبكي... لأنها وجدت نفسها بعيدة عن عائلة عمها... بعيدة عن معاوية... عن الشخص الذي تمنت دائمًا أن تبقى معه...
هل يمكن ألا تعود له... هل يمكن أن يقتلها هذا الرجل... أو يفعل بها ما هو أمر من القتل...

ارتجفت للفكرة وازداد بكائها لتنتفض والباب يُفتح بشكل مفاجئ ويدخل منه ذلك الرجل... تراجعت للخلف فلم يكن خلفها إلى الحائط فاستمر ظهرها يصطدم به وكأنه يريد اختراقه... بينما نظر لها الرجل بعينه السليمة وقال بجمود :
" لماذا تبكين..."

غرست اظافرها بالأرض المفروشة بالسجاد الناعم ولم ترد عليه فلم يهتم ووضع صينية الطعام التي بيده على الطاولة الصغيرة التي تنتصف الغرفة وأردف :
" هيا تعالي لتتناولي الطعام..."

تسارعت أنفاسها وازدادت تشبثًا بجلستها فرفع رأسه والتمع الغضب الجنوني بعينيه ثم توجه لها بسرعة ممسكًا بذراعها بقبضته العنيفة لتهتف ببكاء :
" أتركني أرجوك... أتركني.."

عندما عاندت بالوقوف جرها على السجادة غير متهمًا وهي تصرخ باكية... كطفلة صغيرة لا تدرك ما حولها... وأجلسها على المقعد أمامه هامسًا بنعومة :
" الأفضل لكِ ألا تعانديني... هيا كلي..."

أمسكت مجبرة بالمعلقة بيد تهتز وغرستها بصحن الأرز إلا أنها لم تستطع حتى رفعها لفمها لتحاول القول بنبرة مفهومة :
" سيد... سيد غـ.. غسان..... ربما أنت مخطأ بالشخص.. أنا لا أعرفك.. صدقني.. "

ابتلع لقمته ببطء مبقيًا بصره على وجهها دون أن يبدي أي تعبير انساني وقال :
" ستعرفينني... لا تقلقي..."

حاوطت وجهها بكفيها محاولة التماسك... ربما أن تكلمت معه بهدوء يستوعب أو على الأقل يخبرها لمَ هي هنا :
" إذًا أخبرني... ما الذي تريده مني... "

طال صمته عن الجواب وهو يرفع اللقمة تلو الأخرى لفمه وكأنه يحاول استفزاز أعصابها ليقول أخيرًا بتمهل :
" قولي لي.. كيف مات والداكِ.."

اتسعت عينيها بتعجب متخوف.. كيف درى بأن والداها قد توفيا... هل يعرفهما... من هو بالضبط بحق الله...

" هيا أخبريني...."

اطرقت برأسها وهي تتنفس بارتجاف وردت بصبر :
" بحادث سير..."

ليرتفع رأسها كالبرق وهي تسمع صوت ضحكته تكاد تخترق الجدران من علوها... وخشونتها... توترت وتحفزت لتنهض هاربة ليجمدها بمكانها وهو يقول ببقايا ضحكته :
" من الذي ضحك عليكِ وأخبرك بهذا... "

تمتمت باضطراب :
" ماذا تقول..!"

اختفت آثار الضحكة عن وجهه وتحول وجهه مئة وثمانون درجة إلى وجه وحش مرعب بجروح بالغة.. ليهمس غائبًا.. :
" لقد ماتا بحريق البيت.... البيت الذي اشعلت النيران به بيدي هاتان.."

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس