عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-18, 07:36 PM   #8

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

طرقات هادئة على باب غرفة مكتبه عادت به إلى الواقع.
- ادخل ، أمر بصوت عال و هو مازال يقلب الأوراق بطريقة آلية
أطلت عليه مدبرة منزله بوجهها الذي لا يشي بسنوات عمرها التي قاربت الستين.
- سيد ماهر ، الآنسة ليلى وصلت و هي في الردهة الآن
- أدخليها من فضلك

كان في انتظارها ، طلب منها الحضور لأنه كان يشعر بعد كل تلك السنوات التي قضتها في خدمة زوجته ، بأنه نوعا ما مدين لها بمكافأة.
هذا بكل تأكيد ما كانت كاميليا لتتوقعه منه و هذا ما سيفعله إكراما لذكراها .
دخلت عليه و كل شيء فيها ينطق بالحزن : نظراتها ، حركاتها ، لون ملابسها الذي أبرز شحوب وجهها.
كانت حزينة بالفعل ،
و لا عجب فقد كانت كاميليا بالنسبة لها أكثر من ربة عمل.
كانت صديقة كذلك ، ربما الوحيدة ، فكر و هو يومئ إلى المقعد أمام مكتبه و يشير لها أن تجلس ،
لم يعرف و لم يفهم أبدا سر تشبث كاميليا بها طوال تلك السنوات .
قلّبها بنظره يحاول اكتشاف ما المميز فيها.
لا شيء هذا ما قالته له عيناه ، فعلى ما يبدو هو لا يملك نظرة زوجته الثاقبة.
بالنسبة له هي مجرد فتاة عادية أخرى.
هادئة ، منكمشة في مقعدها ، تكاد تتكور على ذاتها .
كلا لم تبدو له مميزة بالمرة.
راقبها و هي تتفقد المكان من حولها .
كثيرا ما كانا يراهما تفعلان هذا الشيء أو ذاك ، هنا و هناك.
أعاد النظر إلى الفتاة فوجدها تعض على شفتيها تحاول أن تمنع ما لا يُمنع :
- أنا آسفة ، قالتها قبل أن يحصل ما كان يخشاه و يراها تنهار أمامه
أنا آسفة ، آسفة ، همست و هي مغمضة العينين تاركة لدموعها العنان ، لا أستطيع أن أصدق أنها لم تعد موجودة

أشاح بنظره بعيدا عنها ليترك لها الفرصة لتتمالك نفسها قليلا قبل أن يسمعها تقول كأنها تحدث نفسها :
- كان من المفروض أن أكون أنا مكانها ، كان اقتناء الزهور من مهامي لكني كنت في إجازتي ، أنا آسفة ، آسفة .

التفت ليقلّبها ثانية بنظراته قبل أن يقول بجفاء :
- الذي حصل قد حصل آنسة ليلى ، أسفي أو أسفك أو أسف أي حد لن يغير من واقع أن أجلها قد حان ، هل هذا ما سنفعله الآن ؟ نعترض على قدر الله ؟

هزت رأسها نافية و هي تخفض نظراتها إلى الأرض .
أغمض عينيه قليلا و هو يُذكِّر نفسه ما الذي كانت تعنيه زوجته لها ، لم تكن فقط صديقة بل كانت كذلك تمثل لها الأمان المادي و ربما المعنوي كذلك ، قال لها بهدوء عملي :
- آنسة ليلى ما هي خططك للمستقبل ؟
- خططي للمستقبل ؟ رددت بعدم فهم قبل أن تهز رأسها نافية عدة مرات كأنها تبعد عنها تهمة ما ، كل شيء على ما يرام سيد ماهر ، أرجوك لا تشغل نفسك بأمري

" يشغل نفسه بأمرها ! لا ينقصه إلا هي حتى يشغل نفسه بها.
المسكينة لا تعرف أنه سينسى كل شيء عنها مع انغلاق الباب خلفها . "
ربما كان من الأفضل أن يجعل أي اقتراح من أجل مساعدتها ماديا عن طريق شخص آخر أو في رسالة خاصة حتى لا يشعرها بالحرج.
التفت إليها فوجدها تنظر إليه لأول مرة ، أدهشه ذلك التعبير المرتبك المتردد في عينيها :
- هل هذا كل شيء يا سيد ماهر ؟

قطب جبينه قليلا و هو يتأملها بنظرات متفحصة ثم سألها بطريقة مباشرة :
- لماذا ؟ هل هناك شيء معين كنت تتوقعين أن أطلبه منك ؟ شيء يتعلق بكاميليا ؟

تحاشت نظراته و هي تجيب بصوت خفيض تحاول إخفاء تلعثمها :
- فقط ظننت أن حضرتك ربما كنت تحتاج أن ، أن تسألني عن شيء يتعلق بعملي أقصد بعملك

تنفست بعمق و هي تضيف بصوت أكثر اتزانا :
- ما أقصده هو أنه إذا طرأ أي أمر أستطيع أن أساعد فيه بطريقة ما ، تأكد حضرتك أنه سيسرني أن أفعل .

صمتت قليلا قبل أن تضيف بسرعة :
- دون مقابل طبعا ، فقط من أجل كاميليا
- سأتذكر عرضك ، قالها و هو يهز رأسه باقتضاب

راقبها ترحل و هو يتمنى لو لم يستدعيها.
كل ما فعلته هو أنها جعلت ضيقه أكبر.
كلماتها و التعبيرات التي صاحبتها كانت غير متوقعة كأنها كانت شبه متأكدة أنه سوف يحتاج إليها.
فكرة مقبضة خطرت له و هو يغلق الباب خلفه.
هل من الممكن أن هذه الفتاة التي كان بالكاد يلحظها تعرف عن زوجته أكثر مما يعرف؟
ابتسامة مريرة سرقت طريقها إلى شفتيه و هو يسأل نفسه :
ترى ماذا و كم كنت تخبئين عني يا كاميليا؟

………………………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس