عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-18, 07:43 PM   #10

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

غارقة و مستغرقة في أفكارها لم تشعر ليلى بوطأة نظرات ذاك الذي كان في بالها
وقف ماهر مستندا على حافة نافذة المكتب المطلة على الحديقة يراقبها تتجه إلى باب الخروج بخطى سريعة كأنها تتجه إلى الخلاص
كان قد قد خرج إلى قاعة الاستقبال يبحث عنها ليجس نبضها ، ليعرف دون أن يسألها مباشرة إن كانت مطلعة على شيء ما
فمنذ قليل تلقى مكالمة أخرى غريبة.
المكالمة الأولى كانت بعد يومين فقط من موت زوجته ، لم يكن اسم المتصل مدونا عندها ، كان الذي رد عليه من الناحية الأخرى رجلا
- آلو هذا أنا أكرم
- أكرم من ؟ انبعث صوته جافا و هو يتساءل من الأبله الذي يتصل بامرأة ميتة
- mi dispiace, اعتذر الرجل الآخر بالإيطالية ثم كرر الاعتذار بالعربية قبل أن يغلق الخط ثم هاتفه حين حاول معاودة الاتصال به
ظل حينها يتأمل الهاتف بعدم اقتناع و قد استطاع بأذنه المرهفة تبين التلعثم في صوت الرجل و لسبب ما شعر أن الأمر أكبر من مكالمة خاطئة لكن انشغاله بترتيب أمور عمله و دنياه و ثقل الحزن الذي كان يشعر به جعله لا يدقق في الأمر.
أما هذه المكاملة الثانية فقد كانت من إيطاليا و هذه المرة كان المتصل موظف أحد الفنادق هناك ليسأل عن الحجز باسم زوجته الراحلة .
إيطاليا مسقط رأس كاميليا
و بالتحديد نابولي
ولدت في مستشفى صغير دافئ كسنوات عمرها الأولى هناك
هذا كل ما يعرفه عن طفولتها
أما لماذا لم تشأ الذهاب في رحلة إلى إيطاليا فهذا ما لم تخبره به أبدا
قالت له حين ألح عليها مرة بالسؤال أنها لا تود أن تشوه الصورة المثالية التي تحملها في روحها عن ذكرياتها السعيدة هناك
لكن أية ذكريات قد تكون حملتها في روحها أو عقلها و هي قد غادرت إلى أرض الوطن في الرابعة من عمرها
لم يقتنع أبدا بذلك العذر و لكنه كان يعرف أن لا أحد في هذا العالم ينزع معلومة متشبثة بداخل كاميليا
و الآن ها هو ذا يعرف عن طريق الصدفة أنها كانت تنوي زيارة إيطاليا أخيرا لكن ليس برفقته
ما الذي كنت تخفينه عني هذه المرة يا كاميليا؟
انه يعلم أن المرأة لا تكون امرأة إلا إذا كانت لديها أسرار تخفيها
كل واحدة من بنات حواء تعيش لتخبأ
لتخفي شيئا ما
شيئا قد يكون بسيطا جدا مثل حلية ذهبية تدخرها لأيام أقل تألقا
أو قد يكون الشيئ حياة ثانية كاملة لا يعرف عنها أقرب المقربون منها لمحة ما
فأيهن كنت يا كاميليا
أولا هناك هذه الرحلة الغامضة إلى إيطاليا
و ثانيا ذلك الرجل المجهول الذي اتصل به
ترى أية علاقة من الممكن أن تجمع كاميليا برجل مغترب ، ما الذي كانت تنوي فعله في هذه الرحلة و الأهم مع من كانت ستقضيها ؟
ازدادت حرقة اللهيب الذي يشعر به
أعوذ بالله ، رددها عدة مرات كي يهرب من مختلف الوساوس التي بدأت تمر بذهنه
سامحك الله يا كاميليا ، سامحك الله قالها و هو يترك النافذة ليعود و يجلس خلف مكتبه العريض .
تأمل قليلا صورتها الصامتة و بدأ يخاطبها بأسف :
- أهذا هو ميراثك لي يا كاميليا : حيرة ، شكوك و غضب

ارتاحت أصابعه على الإطار للحظات ثم استمر يعاتبها :
- ألم تستطيعي أن تكوني امرأة عادية لمرة واحدة ، لمرة أخيرة
أبعد الصورة عنه بحركة عنيفة ثم عاد يتأمل هاتفها .
الهاتف الذكي كما يطلقون عليه و الذي بدا له في هذه اللحظة في قمة الغباء بملمسه البارد و شاشته المظلمة و محتواه الفارغ ، الخالي من أي إجابات لأسئلته الكثيرة .
ضغط زر الاتصال بآخر رقم .
بعد رنة واحدة مقتضبة سمع صوت امرأة تتكلم بلهجة رسمية
- برونتو ، و بعدها الجملة الرتيبة المعتادة التي تعرف بالفندق ، كيف أستطيع أن أخدمك يا سيدي ؟
- أريد أن ألغي حجزا باسم زوجتي المتوفاة
أعطاها الاسم ثم انتظر لدقائق قليلة قبل أن تقول له بصوت أقل رسمية و أكثر لطفا :
- أرجو أن تتقبل تعازينا الحارة يا سيدي
ترددت قليلا ثم واصلت تقول :
- بالنسبة لإعادة الأموال فإدارة الفندق تحتاج إلى بعض المعلومات
- سأتكفل بالأمر صمت قليلا ثم سألها :
- هل لديك معلومات أخرى عن هذا الحجز ؟
- مثل ماذا سيدي ؟
- مثلا هل كان هناك مرافق لها خلال مدة إقامتها ، هل هناك حجز آخر تم بواسطة بطاقة ائتمانها
- لحظة يا سيدي ، بعد صمت بسيط سمع صوتها تجيبه بتأكيد ، كلا يا سيدي لم يكن هناك حجز آخر ، المفروض أنها كانت ستقيم هنا بمفردها

أغمض عينيه براحة ممزوجة بالمرارة ثم قال بصوت بعيد قبل أن يغلق الخط :
- وداعا و شكرا


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس