عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-18, 07:51 PM   #13

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد ثلاثة أيام كانت مازالت تتخبط بين أمواج أفكارها حين اتصل بها زوج كاميليا أو من كان زوجها .
و للمرة الثانية منذ عرفته يأتيها صوته عبر الهاتف ، عميقا بعيدا قويا و طبعا جافا .
و بعد الآلو المرتعشة التي فارقت شفتيها في تردد و حيرة ظلت تنتظر كلماته في صمت تخللته دقات قلبها .
- آنسة ليلى ، قال أخيرا ، أحتاج مساعدتك في شيء ما .
- خيرا يا سيد ماهر ؟
- خيرا إن شاء الله ، سأنتظرك اليوم الساعة الرابعة داخل غرفة مكتبي ، لا تتأخري من فضلك فعلي أن أكون في المطار الساعة السابعة .

فتحت فمها لتستفسر منه أكثر لكنه كما في المرة الماضية أغلق المكالمة في وجهها .
لثوان ظلت فاغرة فمها بعدم فهم ، هل أخبرها ما الذي يريده منها و هي لم تسمعه ؟ و الأهم هل أخبرته هي دون وعي منها أنها موافقة على الموعد الذي اقترحه عليها ؟
طوال الساعات التي تلت ، فكرت جديا و أكثر من مرة في أن تتجاهله كليا و لا تذهب و مع ذلك لا تعلم كيف في تمام الساعة الرابعة إلا عشر دقائق كانت تطرق باب غرفة مكتبه.
لثوان ظلت تنتظر أمره بالدخول الذي لم يأت فامتدت يدها ببطء إلى مقبض الباب لتفاجأ به يفتح في نفس اللحظة و يبدو لها سيد البيت من خلاله طويلا خاليا من العيوب ككل شيء يحيط به .
بدا لها متفاجئا هو الآخر قبل أن يبتسم تلك الابتسامة التي لا تصل أبدا إلى عينيه و يقول :
- هل انتظرت لوقت طويل ؟

هزت رأسها نافية و هي تتمتم تحية مبهمة ثم سمحت لنفسها بالجلوس أمام مكتبه دون انتظار إذنه .
تجاوزها ليجلس مقابلا لها و هو يشبك ذراعيه و يسندهما على سطح المكتب .
- آنسة ليلى ، أنوي استخدام سكرتير شخصي بشكل مؤقت ليقوم بما كانت تقوم به كاميليا من أجل مساعدتي و بما أنك لديك فكرة كافية عما سأحتاجه منه أرجو أن تكتبي له جدولا مفصلا للمهام اليومية التي سيكون عليه القيام بها ، لو كان وقتك يسمح طبعا .
تفضلي ، قال و هو يقرب جهازه المحمول من متناول يدها ، سأتركك على راحتك فلدي بعض المكالمات لأجريها .

ظلت تنظر إليه من تحت رموشها و هو يأخذ هاتفه و عجرفته و يغادر .
جملة " لو كان وقتك يسمح " كانت مجرد اكسسوار يغطي به لهجة الأمر الواضحة في كلماته .
زفرت بعمق و هي تفتح الجهاز و تبدأ في الكتابة .
بعد ربع ساعة تقريبا ، كان عقلها و نظرها مركزين على الشاشة عندما شعرت به يدخل الغرفة و يجلس على كرسيه يفعل شيئا ما بهاتفه .
- آنسة ليلى ، من هو أكرم ؟ سألها بطريقة عرضية كأنه يستفسر عن الوقت .

بذهن نصف منشغل بالجدول الذي تكتبه بدأت شفتاها بالرد عليه :
- أكرم هو الرجل الذي كان...

ثم توقفت وقد شحب وجهها ، رفعت إليه عينين مضطربتين فوجدته ينظر إليها بترقب و ذقنه مستندة على قبضة يده ، بعد ثواني من الصمت المشترك قال يحثها :
- أكرم هو الرجل الذي كان ماذا ؟

في اللحظات التي تلت بدا لها أن الكون بأكمله قد أخذ نفسا عميقا في انتظار إجابتها و رغم أن عينيها استقرتا على الزر المذهب الذي يزين كم قميصه إلا أنها شعرت بوقع نظراته عليها .
راقبها ماهر مضيقا عينيه متسائلا أي مخرج ستجده بعد أن حشرت في هذه الزاوية . عقد ما بين حاجبيه قليلا و هو يشاهدها تفارق جمودها تدريجيا و تعود للكتابة و ازدادت العقدة عمقا حين سمعها تقول له بمنتهى البساطة :
- لا أعرف أي رجل يدعى أكرم .

لمدة دقيقة ظل ينظر إليها بعدم تصديق و ظلت هي تكتب كأنما لم تكذب لتوها ، تكذب في وجهه و هي تعلم أنه يعلم أنها تكذب ، لا بد و أن عينها قوية على حد تعبير أمه.
" و هكذا هي مساعدتك يا كاميليا ، امرأة تكذب كما تتنفس و نعم الاختيار . "

قال و هو يواصل تفحصها بنظراته الفوقية :
- إذن فأنت لا تعرفين أي شخص يدعى أكرم مع أني متأكد أني سمعتك تنطقين اسمه بوضوح

أجابته و هي تصر على تجنب عينيه :
- أنا آسفة ، سألتني و أنا مشغولة لذلك ظننت أنك قلت أدهم .
- و أدهم هو ؟
- أدهم هو المسؤول عن الحسابات في جمعية كاميليا رحمها الله ، قالتها بسرعة كتلميذ يخشى أن ينسى إجابته .

ظل ينقر بقلمه على سطح المكتب نقرات متوترة ثم قال بهدوء و هو يقف :
- حان وقت ذهابي الآن

ما إن غادرتها نظراته حتى سمحت لرئتيها بإخراج الأنفاس المكتومة بداخلها لكن استرخاءها لم يدم طويلا فحين وصل إلى الباب قال و ظهره إليها :
- آنسة ليلى
- نعم سيد ماهر
- لو كنت حقا لا تميزين بين اسمي أكرم و أدهم فأقترح عليك التوجه لطبيب مختص .

ساد صمت بسيط قبل أن يصله صوتها الهادئ و هو على وشك إغلاق الباب .
- حاضر سيد ماهر .

تجمد قليلا في مكانه و نظراته مسلطة على جانب وجهها الذي لا يحمل أي تعبير ثم قرر أن يواصل السيطرة على أعصابه و ينصرف دون رد ، هذه المرة على الأقل .
أما ليلى فقد توقفت عن التظاهر بالكتابة ما إن سمعت صوت إغلاق الباب و أغمضت عينيها و هي تتنفس بعمق لتهدئ أنفاسها .
مشكلة هؤلاء الناس أنهم يظنون أنهم هبة الله إلى البشر ، جنس متفوق لديه حقوق و ليس عليه واجبات . يطلبون فتنفذ أوامرهم ، يسألون فيجابون فورا .
قامت دون أن تنهي ذلك الجدول لأنها عرفت أنه كان مجرد عذر لاستجوابها ، أخذت حقيبتها و أسرعت بخطاها خارجة من المكتب ، دارت مع زاوية الحائط لتتجه إلى الباب الرئيسي حين توقفت فجأة تتجنب الاصطدام به و هو على ما يبدو في طريقه إلى العودة إلى غرفة المكتب .
شعرت بيديه الدافئتين على كتفيها لبضع ثوان تمنعانها من التأرجح قبل أن يسحبهما و يقول متهكما ببرود :
- تأخرت على طائرتك أنت أيضا ؟
- تأخرت على مسلسلي المفضل ، انطلق لسانها كعادته من عقاله قبل أن تستطيع لجمه .

راقبت عينيه تضيقان و هو يراقبها كأنه يحاول فهمها أو ربما تصنيفها .
- تصبح على خير ، تمتمت بها تهرب بها منه و من أفكاره المستصغرة التي تكاد تسمعها .
.
..
….


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس