عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-18, 03:52 AM   #28

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

مطت ليلى شفتيها و عيناها مسلطتان على الباب المغلق خلف عجرفته ، جلست خلف مكتبها مقطبة الجبين و هي تتذكر كلماته لها في لقائها الماضي به .
"كاميليا ماتت ماتت ، استوعبي الأمر " ، كم كانت تود لو كانت لديها الجرأة حينها لترد عليه و تقول له استوعب أنت الأمر و اتركها في سلام !!!
لماذا يصر أصلا أن يعرف عنها كل شيء ، لو كانت ما تزال حية لكانت عذرته و لكنها ماتت و من حقها أن تموت معها أسرارها.
ماذا قال لها أيضا : تكذبين بغباء ، نعم بالطبع تكذب بغباء و لها كل الفخر فلم تسع يوما لتنال الامتياز في مادة الكذب.
هو و أفراد طبقته من يعيشون في أكاذيب دائمة ، حياتهم كلها محشوة بالأكاذيب.
ابتساماتهم كاذبة ، مجاملاتهم كاذبة حتى مشاعرهم و عواطفهم كاذبة .
لأنه لو كان صادقا مع نفسه ، لو كان أحب زوجته في يوم من الأيام لكان مازال غارقا في حزنه عليها حتى هذه اللحظة ، لم يكن ليبدأ في النبش وراءها و قبرها لم يجف بعد.
لم يكن ليجد الوقت ليدقق في بعض التفاصيل الصغيرة و يبدأ في أسئلته التي لا تنتهي : من هو أكرم ؟ ماذا كان يريد أكرم ؟
يسأل و يتساءل عنه كأنه هو الشخص الذي لديه مفاتيح جميع الألغاز في هذا العالم.
جعلها تكره الاسم و صاحب الاسم رغم أنها لم تقابله أبدا وجها لوجه.
بصوت عال بدأت تصب لعناتها عليه و على أكرم و على اليوم الذي سمعت فيه اسم هذا الأخير.
ذلك اليوم الذي كان يبدو عاديا جدا ، يوما ككل يوم .
كانت في نفس هذه الغرفة ، تقوم بمهامها الرتيبة و من حين لآخر كانت ترفع عينيها إلى كاميليا الجالسة أمام جهازها في الناحية الأخرى من الغرفة ، تراقبها في غفلة منها.
تراقب أصابعها الرشيقة وهي تضغط بلطف على الأزرار ، تراقب الظلال و هي تتماوج على وجهها الجميل الأنيق.
كان فعلا يوما مثل غيره من الأيام إلى أن شاهدت كاميليا و هي تتصلب فجأة في مقعدها و أصابعها تتجمد في الفراغ.
- خيرا يا كاميليا ؟ سألتها بقلق و هي ترى شحوب وجهها و لمعان عينيها.

لكن كاميليا لم تجبها ، كانت مأخوذة تماما في تأمل شيء ما على شاشة جهازها.
و بدافع فضول أكبر منها غادرت ليلى كرسيها و وقفت وراء كاميليا لتكتشف ما الذي أخذ عقلها.
و قد كان شيئا يأخذ العقل بالفعل.
- ليلى ها تؤمنين بالصدف ؟ أيقضها صوت كاميليا الحالم من تأملها العميق ، نظرت إليها و قالت بصوت هامس
- أؤمن أكثر بالقدر
- بالضبط يا ليلى بالضبط و أنا أيضا لا أؤمن كثيرا بالصدف

سرقت ليلى نظرة أخيرة إلى الوجه الأسمر الذي يحتل كامل الشاشة ثم قالت بنفس الصوت الهامس :
- إنه وسيم جدا يا كاميليا
- بالفعل ، أجابتها و هي تنظر إليها شاردة ، لذلك أنا معذورة يا ليلى أني لم أنس ملامحه كل تلك السنوات ، أليس كذلك ؟

في تلك اللحظة اختارت ليلى أن تصمت فمن هي حتى تعطي أو تمنع الأعذار. و إلى الآن تذكر تلك النظرة التي وجهتها لها كاميليا و هي تقول لها باستعطاف :
- أعرف أن هذا خطأ يا ليلى و لكن كل ما أريده هو أن أغلق ذلك الفصل من حياتي إلى الأبد ، أنا متعبة و أريد أن أشعر بالراحة.

بالطبع لم تكن ليلى تؤمن بجدوى السعي وراء غلق جميع الفصول المفتوحة في هذه الحياة ، كانت تؤمن بأن من الأفضل كتابة فصول جديدة.
و لكن كاميليا كانت متعبة بالفعل ، دائما حزينة النظرات رغم ابتسامتها التي قلما تغادر شفتيها .
لذلك فضلت ليلى أن تحتفظ بآرائها لنفسها ، خاصة و هي ترى كاميليا تتحرك في الغرفة ، تشبك يديها و تعض على شفتها السفلى كأنها تترقب خبرا سعيدا.
في ذلك اليوم سمعت اسم أكرم للمرة الأولى عندما توقفت كاميليا في منتصف الغرفة لتقول بحماس :
- أتعرفين ما الذي سأفعله يا ليلى ؟ سأتصل بأكرم
- أكرم ؟ من يكون
- هو طبيب يعيش في إيطاليا ، والده هو أحد أصدقاء أبي هناك .

و استمرت تتكلم كأنها تحدث نفسها :
- نعم أكرم هو الرجل المناسب لأنه إن لم يستطع مساعدتي فبالتأكيد سيدلني على شخص ما .

و التفتت إليها مرة أخرى :
- لكني لن أقوم بالأمر وحدي ، أنا أضعف من أن أستمر لوحدي لذلك ستكونين معي في كل خطوة أليس كذلك يا ليلى ؟ قولي نعم ، أرجوك يا ليلى قولي نعم.

نعم ، قالتها كثيرا من قبل فهل ستبخل بها على كاميليا.
- نعم يا كاميليا

شدت على يديها و قالت و هي تعيد رأسها إلى الخلف و تتنهد بارتياح :
- لم أكن لأستطيع أن أخبر أحدا غيرك يا ليلى ، أنت الوحيدة التي لن تحكم علي ، أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها.

و منذ ذلك الوقت بدأ بحث كاميليا عن آثار صاحب ذلك الوجه الوسيم.
و لكن أجلها لم يسعفها و سوف يظل ذلك الفصل من حياتها مغلقا ، إلى الأبد.
" لا حاجة لك إذن يا سيد ماهر لفتحه ، لن تستفيد و لن تُفيد. " ، فكرت ليلى و هي تطفئ جهازها و تخرج لتبدأ مهامها الأخرى .
.
..
...
في ذلك المساء و هي تغلق على نفسها باب غرفتها كانت تلك جملة كاميليا مازالت تتردد داخل عقلها " أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها ". فكرت ليلى و هي تمارس طقوسها اليومية أنه من المؤسف أن يكون هكذا هو الحال.
من المؤسف أن كثيرا من النساء أصبحن كمجموعة من الطيور الجارحة تقضين حياتهن في خدش الحياء ، تمزيق الأعراض و الاقتيات على فضائح الأخريات.
بينما المفروض أن معشر النساء النساء يجب أن يقفن مع بعضهن البعض ، يجب أن يتسترن على خباياهن ، نعم هذا ما يجب أن يفعلنه.
- هذا ما سأفعله أنا على الأقل ، قالت و هي تنهض.
بعد قليل كانت تتأمل الشاشة للمرة الأخيرة :

مرحبا سيد علوان
أرجو أن تكون بخير
لا أدري إن كان زوج السيدة كاميليا قد اتصل بك أم لا.
إن لم يفعل حتى هذه اللحظة اسمح لي إذن أن أطلب منك شيئا ما .
احتراما مني و تقديرا لرغبات السيدة كاميليا قبل وفاتها ، أرجو منك ألا تخبر زوجها بالمهمة التي كلفتك بها ، تستطيع أن تخبره بأي شيء آخر إذا أردت.
ملاحظة : لو كنت تنوي المجيئ في الوقت الحالي فأقترح عليك أن لا تأتي.
أنت تعرف أنه رجل لديه سلطة و يستطيع أن يستخلص منك أي معلومة يريدها
أنا أعلم أني لا أستطيع أن أفرض عليك أي شيء و لكن كما أخبرتك تلك كانت رغبة السيدة كاميليا و أنا
أعلم كم كنت تقدرها.

تنفست بعمق ثم بطرف سبابتها ضغطت زر الإرسال.


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس