عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-18, 09:11 PM   #6837

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. غرفة رقية ..



تتحرك رقية بانفعال ذهابا وايابا وبين الفينة والاخرى تعض سبابتها اليمنى من شدة الغيظ ..

صوت رسالة نصية وصلت لهاتفها جعلتها تنظر للجهاز المرمي على سريرها بحقد ! انها تعلم الرسالة ممن وصلتها .. حدسها يخبرها بهذا ..

تتحرك ناحية السرير وتنحني لتلتقط الجهاز ثم تحدق في الشاشة تقرأ الرسالة فيتفاقم غيظها وحقدها عليه لترمي الهاتف بعنف على سريرها من جديد وهي تطلق صوتا مغتاظا جهوريا وتشد بذراعيها الى الجانبين وكفاها يتقبضان ...

دخلت عليها شذرة بملامح مجفلة وهي تسأل بقلق " ماذا حصل ؟! لماذا تصرخين هكذا ؟!"

لكن رقية لا تجيبها بل تعود لحركة (الذهاب والاياب) وكلمات رسالته ترن في اذنيها .. وكأنها تسمعها بصوته الساخر المستفز ..

( كم كنت أود رؤية وجهك وانا ابلغك بالخبر.. الحاج رضا وافق على زواجنا وتفهم ظروفي .. سيفاتح حماتي المستقبلية وربما ليلة العيد نحتفل بالخطبة ما رأيك ؟..خسارة اننا لا نستطيع دعوة الدكتور سامان الى عرسنا .. تخيلي منذ اللحظة انت خطيبتي .. يا خسارتك يا رعد في كبيرة الانف قصيرة القامة.. لكن ماذا نفعل ؟! للضرورة احكام .. سلام يا قطة.. اراك في الجوار .. وانت تتلصصين وتسترقين السمع كما عهدتك ..)

" رقية ماذا بك ؟!"

التفتت رقية الى شذرة فتصرخ بها " دعيني بمفردي ... انا على وشك ارتكاب جريمة قتل ! فليذهب كل الرجال الى الجحيم.."

لا تعرف شذرة لماذا لم تنزعج من صراخها .. بل اوشكت ان تفلت منها ضحكة وهي تنظر لملامح رقية التي تهدد بالاجرام وتدعو على الرجال بالويل والوعيد..

تقدمت شذرة لتجلس على حافة السرير وتطرف عينها ناحية الهاتف الملقى هناك وعفوياً تلمح رسالة مع.. رعد ...

وقبل ان تقرأ الفحوى كانت رقية تخطفه من امامها وهي تصرخ من جديد " لا تقرأي خصوصياتي ..."

تنهدت شذرة وبدت رائقة المزاج وهي تتراجع للخلف بجذعها لتستند بكفيها على السرير ثم تصدم رقية بالقول " هل اخبرك بسر ؟"

اخذت رقية تحدق فيها وكأنها مجنونة بينما تهز شذرة رأسها وتقول مؤكدة بتعابير حلوة

" اجل سر .. لا يعرفه احد غيري .. ربما الحاج رضا يعرفه .. لست متأكدة .."

عقدت رقية حاجبيها وهي تتقدم لتجلس جوارها ثم زفرت بحدة وقالت بفظاظة

" هاتي ما عندك .."

تتسع ابتسامة شذرة وهي تقول بخفوت

" خليل ... يريد الزواج بي .. "

رمقتها رقية بنظرة جانبية ثم قالت ساخرة وهي ترمي بنفسها مستلقية على ظهرها

" صحي النووووووم ... منذ الازل وهو هائم .."

أخذت رقية تحدق بالسقف وشذرة ترد عليها

" ربما .. لكن رسميا لم يفعلها قبل الآن.. ولم يلمح لي ابدا .."

تهمس رقية وهي تدير وجهها جانبا من السقف الى بيتها الخشبي " ايتها المغفلة .. قالها عشرات المرات بعينيه .. "

استلقت شذرة جوارها على السرير وسألتها باهتمام " ماذا بينك وبين رعد ؟"

تزم رقية شفتيها وعيناها لا تحيدان بعيدا عن البيت الصغير .. تفكر بهذا الغبي الذي لا يفهم ! او هو يفهم ولا يريد الاعتراف بالفهم ..

لماذا الامر معقد لهذه الدرجة ؟! الا يكفي تلك العقربة الفاتنة غيداء تطارده ؟!

قالت رقية اخيرا بصوت متحشرج

" سأخسر .. حلمي .. لن اصبح معيدة.."

بدهشة سألت شذرة " لماذا ؟! اليس الدكتور سامان وعدك وثبتك ؟"

اغمضت رقية عينيها تحارب دموعها وهي تشعر بالارهاق وكأنها تقاتل على اكثر من جبهة ..

همست والغيظ يتأجج داخلها من جديد " انا ايضا لدي سر اخبرك عنه ورضا يشاركني به.. هذا الابله الغبي رعد .. طلبني للزواج.."

شهقت شذرة بفرح وهبة معتدلة بجلستها وهي تبارك لها بعفوية " مبارك .. مبارك يا رقية.. رعد شاب رائع "

ما زالت رقية تغمض عينيها وتأبى فتحهما لتواجه فرحة شذرة ..لانها ببساطة ليست سعيدة .. ولا تشعر انها هائمة او محلقة كما حلمت دوماً ان تشعر ..

في الواقع هي تتألم .. !

تتألم وتتساءل لماذا لا تعيش قصة حب كاخواتها البنات ..؟

بل تشعر بالغيرة منهن ومن شذرة معهن ...

كلهن حظين بملاحقة ازواجهن لهن .. كلهن حظين بملاحقة وصبر وتمنٍ ...

كلهن حظين بارضاء احلامهن .. الا ... هي !

حظها الاغبر اوقع قلبها في هذا الغبي ..

غبي القلب والاحساس والتفكير ..

أطلقت تنهيدة عميقة بينما تترك التفكير المجهد .. ستستعيد قواها وترتب امورها.. من جديد.. انها لا تعرف الانهزام ابداً ..







السوق الكبير وسط العاصمة



يحدق خليل في الهاتف بعد ان اغلقه للتو مع أشجان .. يشعر بالغرابة منها .. لا تبدو عصبية ولا نزقة ولا متشكية باسلوبها الجاف الخشن .. بل بدت بمنتهى الرقة والاستكانة وهي تكلمه عن يومها ...

كانت المرة الاولى التي تكلمه عن يومها بهذه الطريقة منذ انتقالها لعهدة ورعاية حذيفة وبتول ...

ثم تفاجأ بسؤالها العفوي عن ام عادل ! لماذا تسأل عن تلك المرأة الفضولية التي لا كلام لها الا في اعراض الناس والشائعات ؟!

وقد كانت تكره اشجان واشجان ترد الكراهية لها اضعافاً !

يشعر بالارتياب ولا يعلم ماذا يدور في رأس أشجان .. ولم يقتنع بتبريرها انها ارادت السؤال عن تلك المرأة لانها غفرت لها اذيتها ..

لم يكن يوماً طبع اشجان التسامح والغفران ..

ثم ما الذي تغير بين ليلة وضحاها ؟

لاسابيع وهي ترفض مكالمته الا نادرا في محاولات للضغط عليه كي يعود لزيارتها ويكسر عهده مع حذيفة .. واذا كلمته فانها تصرخ وتبكي وتشتمه وتتوسله .. كلها في وقت واحد !

ناداه زبون فانشعل خليل عن هذه الافكار..





على الطرف الاخر في الحي الصناعي تبتسم أشجان في رضا ماكر ! ثم وضعت هاتفها تحت وسادتها وهي تشعر بالحقد يغذي رضاها !

" ما الذي تحاولين فعله يا اشجان ؟"

التفتت اشجان ناحية باب غرفتها الصغيرة لتنظر بلا مبالاة الى بتول وترد عليها بصلف

" هل تتجسسين علي يا امرأة ؟! اظنني سأطلب من حذيفة استبدالك باخرى .."

لم تتغير تعابير بتول الجامدة قيد أنملة بل ردت عليها قائلة " ما تفعلينه لن يجدي .. مهما كان ما تخططين له فأنت تتعبين نفسك .. ارضي بقدرك يا اشجان .. الرضا يجعلنا أقل ألما..."

فتنظر اليها اشجان نظرة حادة ثائرة وهي تصرخ بها " وهل انت أقل ألما لفقدانك عائلتك ؟! تكذبين ان قلت لا .. انت هنا معي تتحملين كل ما أفعله لانه يشعرك بالراحة .. تريدين تعذيب نفسك لانك لم تموتي معهم .. بل حية تتنفسين وهم رحلوا يسكنون القبور.."

كانت كلماتها كالسهام المسمومة وقد اصابت الهدف .. الألم طفح وشع من بتول اشعاعا.. وللحظة كرهت اشجان نفسها أكثر مما تكرهها من الاصل .. هي تكره نفسها وتكره جسدها وتكره روحها وتكره كل نفس آثمة لوثتها جسدا وروحا ..

تكره ما تفعله ببتول وتكره ما تفعله بخليل وتكره عض يد حذيفة التي امتدت لها لتنتشلها لاكثر من مرة في حياتها ..

الكره يأكل من جسدها .. انها تشعر بهذا .. كما المرض يأكل منها ..

جاء صوت بتول خافتاً في جمود " ساذهب لاتسوق حتى اعد طعام الافطار.."

ثم استدارت تاركة أشجان بمفردها تحدق في الجدران من حولها فتشعرها اقرب لجدران قبر..

لكنها لا تيأس .. بل تتجدد داخلها العزيمة وتتقلص اصابها بتشبث على شرشف السرير وهي تهمس لنفسها " خليل سيعود الي .."








يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-10-18 الساعة 10:25 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس