عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-18, 09:15 PM   #6839

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد يوم وليلة .. ليلة العيد ..



يلاحقه سعدون حتى بوابة المرآب وهو يعبس ويتساءل " لماذا لا تقول لي ما يحصل معك يا ولد ؟! تتقلب حالك بشكل عجيب منذ اسبوعين واكثر .. انت لا تنام جيدا على الاطلاق .. والبارحة تحديدا عندما دخلت عليك غرفتك رأيتك بأم عيني تخبئ شيئا ما تحت الغطاء !"

يبتسم رعد وهو يطرق بنظراته للارض ..

بينما يرد على العم سعدون بفكاهة " تقصد عندما شننت غارة على غرفتي ودخلت بمدافعك الرشاشة على حين غرة !"

يشير سعدون بيده على صدره قائلا باستنكار وتظلم كمن يدفع عن نفسه تهمة عظمى

" انا شننت غارة عليك ؟! انا احمل مدافع رشاشة ؟! "

يفتح رعد البوابة ويسير متجاوزا عتبتها وسعدون في اثره ليقف على الرصيف وهو يغيظه بالقول " وماذا تسمي توبيخك المستمر لي .. اليس مدافع رشاشة ؟ انظر هنا لجبيني .. هذا اثر طلقة .."

كان يشير لجبينه وهو يضحك .. لكن سعدون يعبس ليقول بصرامة وتشكك

" حتى ضحكتك وتصرفاتك معي ليست على طبيعتها .. ستخبرني ما يحصل معك .. وستخبرني ما الذي خبأته تحت غطاء البارحة؟ ان كنت تتعاطى المخدرات فاقسم بالله سأمدك على ظهرك واضربك بالـ(فلقة)!"

ينفجر رعد ضاحكاً بينما عيناه ترتفعان عفوياً الى شباك بيت الجيران وخيال رقية يتراقص هناك يغيظه ويثير شوقه للوقحة ولسانها الطويل .. انها غاضبة منه لانه افسد تعيينها كمعيدة ..

فليفسده ! تبا لها ولدكتورها ذاك ..

ان يفسد حلمها افضل من ان يخرج عن طوره ويفعل امرا متهورا معها..

" رعد .. الا أكلمك يا ولد ؟! لن اتركك تذهب للسوق اذا لم تخبرني ماذا أخفيت عني نظري بالامس ؟"

تنهد وهو يرفع يده يمررها فوق رأسه في عجز..

لا يعرف حقيقة لماذا فعل هذا بالامس امام العم سعدون ؟! ولماذا لا يخبره الان ان كل ما كان يفعله ليلة الامس هو... قراءة القران !

هل يخجل من قولها ؟! ام يخجل الافصاح عنها.. لقد كانت المرة الاولى التي يفتح بها القران الذي اهدته له الحاجة سوسو .. والمرة الاولى التي يقرأ فيها منذ بداية شهر رمضان ..

لا يعلم ما الذي خطر له ليفتح القران ..يشعر وكأنه ما زال متأثرا بصوت خليل وهو يقرأ القران وقيام الليل متعبدا فاراد التجربة بنفسه علّه يصل لاحساسه .. ام ربما كان مشتاقا للحاجة سوسو التي تخاصمه فيأنس الى هديتها اليه .. وكأنه يصلها بهذه الطريقة ..

يشعر انه بات يركز بالاشياء من حوله على نحو عجيب .. يركز في الروابط والعلاقات وما يجمع الناس ببعض ويجعلهم حقيقيين .. من لحم ودم .. حواره مع رضا فتح امامه ابواب الذاكرة .. يعتصر ذاكرته يبحث عن اقارب له كانوا يزورون بيت امه وابيه عندما كان طفلا ومراهقا .. يحاول تذكر اسماء اصدقاء ابيه ورفيقات امه .. يجاهد ليتذكر وجوه الجيران في الحي الذي كان فيه بيتهم القديم الذي باعوه ..

لقد تذكر بعض الاسماء .. تذكر بعض الوجوه .. وكلما تذكر اكثر كلما زادت لهفته وشوقه ..

اللعنة .. كله بسبب تلك الوقحة المعلّقة في شباك غرفتها وتدعي الخصام عليه ..

لم يشعر الا بضربة على كتفه وصوت العم سعدون الحانق " رد علي عندما أكلمك والا اقسم بالله لن اعايدك ولن أكلمك .."

فجأة قال رعد وهو يتوسل " هلا تذهب معي لصلاة العيد ؟! مضت سنوات طويلة لم اذهب.."

يترقق عبوس العجوز لكنه يتشدد فيه مرة اخرى .. يعاود الترقق وهو يشعر بالضعف امام هذا الولد المستفز الذي ابتلي به ..

يتأفف وهو يدخل الدار ويقول " حسن حسن .. سآخذك للصلاة .. ولد متعب ومراوغ .."

يهلل رعد بصوت جهوري لاغاظته قائلا

" نستطيع ان نذهب بعدها لشراء الكاهي والقيمر لفطور العيد .."

يهتف به سعدون بتوبيخ " كفاك صراخاً حسبي الله عليك فضحتني وسط الحي .."

يضحك رعد ويتحرك ليسير بخطواته على الرصيف بمحاذاة سياج بيت العطار واطراف انامله تمر فوق ذاك السور في شوق حلو..

وكلما اقترب من البوابة تعبق رائحة الكليجة (فطائر التمر) بوضوح اكبر ..

يلتفت برأسه ناحية بوابة البيت المشرعة ليلمح وجه شذرة الضاحك مع رباب عبر شباك المطبخ وتتعالى اصوات ضحكاتهن الانثوية فتصل مسامعه وتجعله يبتسم هامسا لنفسه بمشاكسة " هل تحتجن لمشاركة عابر سبيل يا فتيات ؟"

" عابر السبيل يحتاج لكمة على فمه ليتعلم غض البصر.."

يلتفت رعد الى الجهة المقابلة لبيت العطار وتتوقف خطواته وهو يناظر وقفة عبد الرحمن وهو يتكتف عند بوابة بيت الصائغ

ظل الاثنان يحدقان لبعض ليتقدم نحوه عبد الرحمن وهو يدعي البرود قائلا " الخالة ابتهال تسأل عنك .. طلبت مني ان احضرك معي الى .. بيتها ..."

التزم رعد الصمت بينما يصل اليه عبد الرحمن فيقول اخيرا بصوت أجش

" انا آسف .."

نظرة عبد الرحمن تخترق روح رعد وهو يسأله

" ولماذا تأسف ؟ هل فعلت شيئا اخر من وراء ظهري ؟! "

يقاوم رعد هذه النظرة بينما يرد عليه مفسراً اعتذاره " آسف لاني لم اخبرك عن رقية .."

بدا عبد الرحمن اقل رغبة منه لهذا الحديث الآن .. انه يعرف صديقه .. لا ينسى بسهولة من يخذله .. وهو قد خذله بطريقة ما ..

قال عبد الرحمن " لا اريد ان اتكلم بهذا الان.. انها ليلة العيد والخالة ابتهال أصرت ان آتي بك في الحال .."

امسكه عبد الرحمن من ذراعه يحاول دفعه باتجاه بوابة العطار لكن رعد يوقفه ويلح بالقول " اريدك ان تسامحني يا عبد الرحمن.. لم استطع اخبارك لاني .. كنت مشوشا ..."

لم يرد عبد الرحمن بشيء وهو يقول " هيا ..."

لكن رعد سأل " هل رضا اخبر.. الخالة ؟"

رد عبد الرحمن ساخرا متفكهاً " لن تتلقى دعوة كهذه وبهذا الاصرار من الخالة ابتهال ان لم يكن اخبرها ..." ثم يضيف ببعض الفخر " فتيات العطار ماهرات بصنع الكليجة.. لن تجد اطيب منها في اي بيت يصنعها الليلة.." همس رعد بحنين للماضي وكأنه يسترجع الذاكرة " الرائحة مذهلة .."

فيتبسم عبد الرحمن وهو يدفعه عبر البوابة ويقول " انها تنطلق من كل بيوت الحي ..."

حالما عبرت قدما رعد بوابة العطار تفجرت نبضات قلبه وهو ينظر عبر شباك المطبخ ليرى رقية وهي تلعق اصابعها بجاذبية كأنها حقاً.. قطة...




يتبع ...



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس