عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-18, 10:59 PM   #11120

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

استسلمت علياء لعناق والدتها التي كانت تبكي وهي تقول :- مبارك لك يا علياء ... مبارك لكما أنت وأدهم ..
كانا قد عادا لتوهما من المحكمة ... يرافقهما والد علياء وزوج غراء ... وابن عم أدهم كونه يتيم الوالدين وما من أقارب مباشرين له .. حيث تم عقد القران .. الاحتفال الصغير الذي أقامته عائلتها .. اقتصر فقط على المقربين منهم ... عمها نعمان كان موجودا ...بالإضافة إلى آمال .. أكرم كان موجودا بدون شمس التي على ما يبدو لا تستطيع أن تنسى إطلاقا دور علياء في إيذاء بحر .. في حين ما زال أكرم كما كان دائما ابن عمها الأقرب إليها .. المستعد دائما لمساندتها متى احتاجت .. خاصة بعد أن عرف كما عرف جميع أفراد العائلة ما حدث لها حقا ...
ظنت علياء بأنها بعد أن تواجه أقاربها بما حدث .. وقد حرص والدها على أن تبقى تفاصيل القضية طي الكتمان عن العامة .. ستشعر بالحاجة للاختباء خوفا من نظرات الشفقة والازدراء في أعينهم .. إلا أنها كانت مصدومة وهي ترى شيئا آخر .. ربما كان هناك تعاطفا ... إلا أنها كانت تستطيع أيضا أن ترى احترامهم لها .. لأنها كانت قوية بما يكفي كي تقاتل .. كي تفضح الرجل الذي أذاها ولو كان على حساب كرامتها .. لأنها كانت فردا حقيقيا من آل طويل ...
إيناس الطويل لم تحضر ... إذ أن علاقة والدة علياء المتينة بآمال لم تسمح لأي صداقة أن تزهر بينهما رغم السنوات ... كما لم يحضر أي من كنان وريان ... قلة الحضور لم تزعجها .. في الواقع .. هي كانت تجد صعوبة في إبعاد نظرها عن أدهم طوال الوقت ... محاطا برجال العائلة .. كالعادة كان قادرا على جذب الاهتمام نحوه بجاذبيته وأحاديثه .. علياء التي كانت خائفة من الخطوة التي أقدمت عليها ... لم تكن تشعر وهي تنظر إليه خلال المساحة الواسعة للصالة .. إلا بالرهبة لفكرة امتلاكها إياه مجددا .. هذا الرجل الذي خسرته هي منذ سنوات بسبب غبائها ... يعود لينتمي إليها من جديد ...
أتراها اتخذت القرار الصحيح ؟؟ أتراها قادرة على إسعاده ؟؟ أتراها تستطيع التغلب على مخاوفها وكل عقدها لأجله ؟؟؟
وكأنه أحس بنظراتها ... رفع رأسه لتلتقي أعينهما طويلا .. عيناه الداكنتان تظهران تلك المشاعر الفجة التي كان أدهم دائما قادرا على بثها اتجاهها ... لم يكن أدهم أبدا من النوع المتحفظ ... بل كان دائما يجد متعة في إخراج المرأة المتعالية التي كانتها من برودها وتباعدها ...
كانت والدتها ما تزال تتحدث إليها دون أن تدرك تشتت انتباه علياء :- كنت أعرف منذ طلاقكما بأنكما لابد وأن تعودا لبعضكما من جديد ... أدهم لم يتوقف أبدا عن حبك .. كما لم أرك قط كاملة كما كنت وأنت معه ..
ابتسم ... فأضاءت ابتسامته وجهه الوسيم .. سارقة قلبها الذي لم يكن ملكها قط ... هي من كانت أكثر جبنا من أن تعرف .. بأنه كان ومنذ الأزل .. ملكا لهذا الرجل ..
:- أنا أعرف بأنه قادر على إسعادك ... وعلى حمايتك .. وأتمنى فقط أن تكوني شجاعة بما يكفي كي تبذلي ما يكفي من الجهد لإسعاده ..
تمكنت علياء من إزاحة عينيها عنه للحظة كي تحدق في والدتها بتوتر ... يد والدتها استقرت فوق ذراعها .. عيناها غارقتان بالدموع .. دون أن تتكلم .. كانت علياء تعرف ما كانت تفكر به .. ربما كان الحديث عن الأمر محرما .. كانت مجرد الإشارة إليه مرفوضة تماما من قبل علياء التي تصر على أنها ولعام كامل كانت تتدبر أمرها في محاربة أشباحها جيدا .. إلا أن علياء تعرف بأن معرفة والدتها بالأمر قد دمرتها ... كما صدم كل أفراد عائلتها ...
لقد كانوا بحاجة ماسة لرؤيتها سعيدة ... علهم يتغلبون على إحساسهم بالذنب لإغفالهم عن العلامات الواضحة التي تبعت اغتصابها .. لأنهم لم يقفوا إلى جانبها ... في الوقت الذي كانت فيه في أمس الحاجة إليهم ...
في تلك اللحظة ... وجدت أدهم يعتذر من الأشخاص المحيطين به ... ويتحرك نحوها دون أن تفارقها عيناه .. ازدادت خفقات قلبها ضراوة وهو يقترب ... حتى وقف إلى جانبها ... يحتفظ بمسافة آمنة بينهما .. عارفا بأن كل مشاعرها قد تنقلب فجأة إلى ذعر في أي لحظة عند أي حركة خاطئة ..
تناول يدها يرفعها إلى فمه .. يقبل ظهرها وعيناه تأسران عينيها .. قال بصوته العميق :- كيف حال زوجتي العزيزة ؟؟
احمرت وجنتاها وقد ظنت بأنها في عمرها هذا باتت عاجزة عن فعل هذا .. بينما ظهرت البهجة والسعادة في عيني أمها الغارقتين بالدموع ... قال برفق :- هل أنت مستعدة للخروج من هنا ؟؟
رمشت بعينيها تسأله متلعثمة :- الـ .. الخروج من هنا ؟؟؟
:- يحق لكل عروسين أن يذهبا في رحلة شهر عسل .. صحيح ؟
اتسعت عيناها ... وشحب وجهها وهي تردد :- شهر .... شهر عسل ؟؟
التفت نحو والدتها قائلا :- أعتذر عن علياء يا عمتي ... السعادة أفقدتها القدرة على النطق ..
لم تجد علياء الفرصة كي تغضب على تهكمه ... ضحكت والدتها وهي تقول :- لا تعتذر ...رؤيتكما معا من جديد تثلج قلبي ... تم نقل حقيبة علياء إلى سيارتك ... لا أحد سيلومكما إن انطلقتما الآن ...
حقيبة ... ماذا ؟؟؟
علياء لم تكن قد فكرت حتى بنقل أشيائها إلى شقة أدهم وقد حدث عقد القران بسرعة وفي ظروف معقدة .. أن تعرف بأن والدتها قد تآمرت مع أدهم وخططت لرحلة شهر العسل هذه ... من المفترض بها أن تغضبها .. إلا أنها لم تكن تشعر في هذه اللحظة سوى بالخوف ...
يد أدهم اشتدت حول يدها وكأنه قد أحس بخوفها هذا ... وقال بدفء وبصوت خفيض لم يسمعه سواه :- لا تقلقي يا عليائي .... أنا سأهتم بك ...
لم تملك علياء إلا أن تصدقه ..... ثم ترافقه ...




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس