عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-18, 09:30 PM   #238

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

لعينيه نظرة خالية من أي شعور... لا المفاجأة... ولا الصدمة المهولة كما توقع بعد أن ألقى قنبلته... ولا حتى لمحة من التذكر...
لقد ظن أنه ربما أن قال ما حدث الآن عكس ما خطط تتذكره قليلًا ... لكن لم يحصل هذا...
شعر بالدماء تتحول إلى نار بجسده من الغضب... والجنون وهو يسمعها تقول بهدوء :
" أنت كاذب..."

قبض يديه بجانبه بشدة حتى ابيضت مفاصله بينما تعيد هي بنفس النبرة :
" أو ربما أنت مخطأ بالشخص... على كلا الحالتين أنا لا أصدقك ..."

فجأة حصل كل شيء بلمح البصر... إذ وجدته ينط عبر طاولة الطعام التي بينهما وذراعيه بدتا لعينيها ككماشتين حديديتين وهما تنقضا على رقبتها وتكبلانها بشدة حتى وقعت على الأرض وهو يجثم فوقها كوحش مخيف هادرًا بصوته الذي ازداد خشونة :
" أنا لست كاذب... لست كاذب أتفهمين..."

سعلت مرارًا باختناق وهي تجاهد لنزع يديه عن رقبتها... هذا الرجل سيقتلها بدون شك... إنه ليس سوي... ليس سوي أبدًا....
طفرت الدموع بمقلتيها وهي تتذكر عائلة عمها بحنانهم وعطفهم عليها... تمنت لو تراهم مرة أخرى... تمنت لو أن تقول لمعاوية بأنها تحبه كثيرًا...
توقفت عن المقاومة وشعرت بأن آخر نفس تنفسته على هذه الحياة قد قُطع فأغمضت عينيها واستسلمت للظلام...
عندما لاحظ سكونها تحته توقف عن هزها ونظر لها بعدم استيعاب... لوجهها الخالي من أي نقطة دماء... همس بتيه :
" شمس... شمس"

أطلق زمجرة مرتعدة ونهض من فوقها مسرعًا وهو يحمل جسدها الذي بات كالورقة ويمدده على السرير ثم يأخذ من الطاولة دورق الماء ويبدأ برش الماء على وجهها علها تستفيق...
هل قتلها... هل قتل شمسه التي صبرته على العيش بالحياة طوال هذه السنين... كان ينتظرها بكل شوق لأن تكون له.... فهل ذهبت الآن....
رمى الدورق من يدها وانحنى عليها يدفع جسدها بعنف صارخًا :
" انهضي... انهضي الآن.... شمس"

وضع يديه على صدرها وضغط عدة مرات...إن ماتت سيموت خلفها....سيموت...
لم يصدق وهو يراها تفتح عينيها ببطء وهي تسعل فهتف بلوعة :
" شمس... شمس... أنتِ بخير..."

انزوت على نفسها فور سماع صوته يعود ليخترق رأسها مرة أخرى مخيبًا أمالاها... بدأت تصرخ بجنون غير واعية على نفسها... تريد الخروج من هنا..... لماذا لم يجدها مصعب إلى الآن....
ارتعدت فور أن أحست باقترابه وسمعت كلماته التي تحاول تهدئتها لتنهض وتتجه للباب تخبط عليه بقوة وفزع:
" أخرجني من هنا... أخرجني.....معاوية.... معاوية..."

حاول أن يبعدها عن الباب ليخرج فهو لا يضمن نفسه وهو يسمعها تنادي خطيبها بهذه الحرقة لكنها تشبثت بمكانها أكثر وتلوت بين ذراعيه وهي تصرخ وتبكي بآن واحد...

فقد أعصابه وازاحها بقوة حتى وقعت على الأرض وهي تتآوه باكية بينما يهتف هو بغضب ناري :
" أخرسي.... لا أريد أن أسمع صوتك.... هذا المكان لن تغادريه.... ومعاوية أنسيه تمامًا.... بل كل من عرفتيهم أشطبيهم من ذاكرتك.... أنا فقط موجود بحياتك أنا فقط.."

أغلق الباب خلفه بأحكام متجاهلًا بكائها وصراخها ومتوجهًا للطابق الثاني حيث هناك بغرفته رمى جسده على السرير وبدأ يدخن بسيجارة غير عادية...


زحفت حتى تصل للحائط وتتكأ عليه بينما بكائها لم يتوقف أبدًا...
رفعت كفها وحدقت ببنصرها الذي يستقر به خاتم خطوبتها... ازالته من اصبعها وحدقت به وهي تشهق بلا توقف.... بداخله كان منقوش اسم معاوية... فهما اتفقا على ذلك معًا بأن يكون اسمه على خاتمها واسمها على خاتمه... كان لحظة جميلة وقت أن ألبسها الخاتم... لحظة تمنت ألا تتوقف أبدًا.... ليتها توقفت
خبئت الخاتم بجيبها حتى تضمن أنه لن يأخذه منها ثم أسندت رأسها على الحائط وهمست بتضرع باكٍ :
" يا رب..."

*********************
تمسك بيدها حقيبتها التي ملأتها قبل قليل بالكثير من أنواع الشوكولاتة التي تعشقها وتفتح الباب الحديدي الخاص بسطح الشركة وهي تبتسم لتقف بدهشة وهي تبصر جسد السيد عامر جالس على الأرض ...ما الذي يفعله هنا مرة أخرى!!...
التفت لها نصف التفاتة وقال بحبور :
" كنت أنتظرك... ادخلي.."

تمتمت بتساؤل :
" تنتظرني!..."

اكتفى بإيماءة خفيفة من رأسه فتقدمت منه بقليل من الحرج والخجل...بينما هو بقي ينظر لها بابتسامة بسيطة...
جلست على بعد خطوات منه وهي تحيط قدميها بذراعيها وهي صامتة بارتباك فقال ليغير من الجو حولهما :
" كيف حالك.. "

نظرت له نظرة رقيقة وردت :
" بخير سيد عامر... وأنت..؟"

عقد حاجبيه بخفة وقال بتوبيخ مازح :
" سيد عامر مجددًا... على كل حال أنا بخير الحمد لله"

بدا عليها وكأنها ستقول شيئًا ما ولكنها مترددة... لم يحاول الضغط عليها ونظر أمامه متأملًا... اليوم يشعر بشعور وكأن غيمة خفيفة منعشة حطت على قلبه.... شعور لازمه منذ أن استيقظ وحتى قادته قدماه إلى هنا لينتظرها...
يا ترى ما تفسير ما يحصل معه... ما تفسير رغبته برؤيتها وتبادل الحديث معها أي كان مضمونه... وتأمل قسماتها الرقيقة بخفية
هل هو الحب؟.... أم هو إعجاب...
يعترف بأنه لم يجرب الشعور الأول ولو لمرة. ربما أعجب بدنيا... لكن قطعًا لم يحبها وإلا لما تركها تذهب...

" سيد عامر...بصراحة صعودك إلى هنا غريب.."

التفت لها وأمال رأسه بتعجب :
" لماذا؟"

تلاعبت بأصابعها بارتباك وقالت متنحنحة :
" بما أنك مدير الشركة متوقع دائمًا أن تكون خلف المكتب وتتعامل بصرامة... هذه الصورة التي أخذتها عن مدراء الشركة"

قهقه بانشراح ثم نظر لها وهو يرفع حاجبيه وينزلهما مرارًا بحركة مازحة قائلُا :
" أولًا أنا لست مدير الشركة والحمد لله... ثانيًا أنا أحب أن أندمج مع الموظفين وانسلخ عن مكانتي ولو لدقائق... وهذا أجده معك "

همس بأخر جملته فلم تنتبه للمغزى من كلمته وقالت باعتذار :
" آه صحيح... ابن المدير..."
ثم رفعت رأسها له متابعة بفضول :
" لكن... ألا تحب مكانتك هنا... لماذا..."

رفع يده لربطة عنق البدلة خاصته وحركها قليلًا وهو يقول بمعنى مستتر :
" الربطة تخنقني... "

توسعت عينيها بخفة غير ملحوظة... متأثرة بعدم ارتياحه الظاهر لوظيفته ومكانته... ودت لو تسأله... وما الذي يجبرك عليها لكنها أعدلت عن الأمر وفضلت ألا تكون فضولية أكثر... ثم أمسكت حقيبتها وفتحتها تنبش بها قائلة بعفوية :
" معي شوكولاتة لذيذة... العديد منها.... هل ترغب بواحدة؟.."

ارتفعت شفتيه بابتسامة جانبية ثم عدل جلسته ناحيتها هاتفًا بأريحية :
" أي شيء سأكله... لا فرق..."

كتم ضحكته وهو يراها تقلب حقيبتها لينزل منها مغلفات الشوكولاتة كالمطر ثم قالت بحماس :
" أختر واحدة... "
أخذ أول واحدة وجدها أمام نظره وفتحها يأكل ببطء متجاهلًا عقله الذي يخبره بعدم استساغته للشوكولاتة... بينما هي انقضت على النصف بنهم....

رفع نظره ونظر للسماء قائلًا باستدراك :
" يبدو بأنها ستمطر..."
شهقت أفنان بهلع مضحك وهي تنهض وتلملم ما على الأرض بسرعة هاتفة :
" يا الهي ... لقد انتهت الاستراحة منذ ربع ساعة..."

وقف هو الآخر وهو يضحك... لقد اضحكته اليوم عن سنة قادمة... متوجهًا نحو سور السطح العالي ومتكئًا عليه قائلًا بغرور مصطنع :
" أنا سأبقى هنا... تعلمين... سأستغل مكانتي بشيئًا غير نافع هذه المرة"

فجأة حالتها المسلية اختفت وتصلبت بوقفتها وهي تنظر له برعب.. لم يكن مضحكًا أبدًا... خفتت ابتسامته وهم ليسألها إلا أنه سبقته وهي تقول بأنفاس مقطوعة :
" ماذا.. ماذا ستفعل..."

ظهر على وجهه سيماء عدم الاستيعاب وردد :
" لا شيء... فقط سأبقى هنا لبضع دقائق أخرى..."

بقيت تنظر له بنفس النظرة التي لم يفهم سببها بينما تهمس ببعض الثبات :
" الأفضل أن تبتعد عن... عن السور... إنه خطر..."

ألقى لمحة على السور ثم عاد ليحدق بها فهاله تحول وجهها للاصفرار خوفًا... ابتعد متوجهًا لها بخفة وتردد سائلًا بقلق :
" آنسة أفنان... أنتِ بخير؟..."

التفتت عنه وهي تفتح الباب بحركة عصبية وتقول بنبرة غريبة :
" يجب أن أذهب... "

أسرع خلفها ليمنعها من النزول ووقف أمامها وهو ينظر بها بقوة قائلًا بإلحاح :
" ما بكِ..."

رفعت عينيها له.. فبان ضعف اوجعه فيهما... اوجعه وأثار العديد من التساؤلات داخل عقله... بينما هي همست بتوجع :
" لا يمكنني أن أتحمل ذنب آخر... فقط لا يمكنني... "

ثم تجاوزته وغادرت وكعب حذائها ينتشر صداه بالمكان الفارغ حوله...
أي ذنب؟... ماذا حصل لكِ أفنان وجعلك بهذا الضعف والحزن...
هل إن ذهب خلفها وأجبرها أن تقول كل شيء سيكون تصرف صحيح...
لا يظن...!

تنهد... ثم خرج من المكان بخطوات تحيطها الكآبة..

يتبع..


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس