عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-18, 09:10 PM   #7105

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ

غرفة الضيوف



يجلس رضا مع اخيه محسن وزوج اختهما سالم على احدى الارائك يتسامرون باحاديث الرجال .. بينما تجلس الجدة سعاد على كرسيها المريح وتميل لابنتها في همس نساء سريّ جعل رحاب تشعر بالملل خاصة وان اسيا غير موجودة وخلود كعادتها كالنحلة لا تكل ولا تمل .. ولا ترضى بمساعدة احد ..

تميل رحاب لتلك السمراء المليحة الوجه التي تجلس جوارها فتتبسم لها في محبة خاصة وتسألها " وكيف كانت اجاباتك في الامتحان الاخير يا شروق؟"

فترد الصبية بابتسامة أشد حلاوة وملاحة

" ممتازة الحمد لله.. كل الامتحانات أديتها بشكل ممتاز .. ربما فقط التاريخ ليس بالمستوى الذي اردته .. لكنني كما تعلمين خالتي اميل اكثر للمواد العلمية .."

تربت رحاب على يدها وهي تقول " ستتخلصين من كل هذه المواد المملة قريبا عندما تدخلين الفرع العلمي .. ستبدعين بعلوم الاحياء والكيمياء كالعادة.."

رفيدة التي تجلس على الجانب الاخر من شروق تبدي تعابير القلق والخشية وهي تراقب باب غرفة الضيوف بينما ترد ربيبتها على كلام رحاب قائلة بحماسة

" ان شاء الله .. لا اطيق انهاء الثانوية لادخل كلية الطب بعد ثلاث سنوات.. هذا حلمي .."

تشهق رفيدة وهي تميل لمن تربيها ابنة لها وتهمس لها بحرص " اخفضي صوتك يا ابنتي.. خلود ستدخل في أية لحظة .."

تعبس رحاب وهي تناظر اخت زوجها بغير فهم لتفسر رفيدة وهي تمط شفتيها قائلة بصوت خفيض " لها عين تفلق الحجر ..!"

يزداد عبوس رحاب وتشعر بسخافة ما قالته رفيدة للتو فتدافع عن خلود قائلة

" خلود لها عين تفلق الحجر ؟! كيف تقولين هذا يا رفيدة ؟! خلود حتى لو ارادت ان تحسد عن سابق نية وتخطيط فستفشل ! ان لها قلب طفل لا يعرف الا ان يحب ويعطي .."

لم يعجب رفيدة هذا الكلام فتدافع عن نفسها وهي ترمي لامها بنظرات طلب الدعم

" انت لا تعرفينها مثلي .. العام الماضي اعجبها حلق في اذني فاضعته في نفس اليوم ..اليس كذلك امي ؟ "

كان الانزعاج واضحاً على وجه رحاب وهي ترد بتسفيه لافكار رفيدة " اظنك تفكرين بهذه الامور اكثر مما يجب .."

تعلق الحاجة سعاد وهي تناصر ابنتها " الحسد مذكور في القران .."

لم تصمت رحاب لتواصل دفاعها بالقول لحماتها " لكن خالتي انت تعرفين خلود اكثر منا جميعا .. وهي اقرب الناس اليك.. فهل ترينها حسودة حقاً ؟! "

ترد رفيدة بعناد وهي تحاوط كتفي ابنتها وكأنها تحميها من المجهول " رحاب انت تحبينها فتدافعين عنها حتى بالباطل..!"

عينا رضا طرفتا ناحية جمع النساء وبعض الكلمات بدأت تصل مسامعه فيناظر امه نظرة ذات معنى تجعلها تتراجع قائلة بإنصاف

" الحق يقال خلود مذ دخلت هذا البيت وادخلت الفرح والحظ السعيد .. اظنك اصبحت تخافين ببعض المبالغة يا ابنتي .."

ارتفع صوت رضا وهو يقول بابتسامة تشرح قلب من يراه " العيد لا يكون عيدا في هذا البيت الا ونحن ننتظر صنع يديك يا ام سعاد .."

بوجه يشع طيبة تدخل خلود وهي ترفع عاليا صحنا بيضاويا كبيرا ملأته بحبات الكليجة الشهية وهي تقول بفخر طفولي " عيد مبارك يا ابا جعفر .. جبر الله بخاطرك وجعل ايامك كلها اعيادا .. الكليجة ما زالت حارة من الفرن مباشرة .. "

تقدم للجميع حتى وصلت شروق فتميل اليها اكثر وتقبل خدها هامسة بوجه بشوش

" انت لك كيكة خاصة لنجاحك ما زالت بالفرن تنضج على مهل ..."

تشكرها الصبية بفرح غامر بل وتتأثر كثيرا لتحاوط رقبة خلود بذراعيها في امتنان بينما ترمي رحاب بنظرة خاصة الى رفيدة وهي سعيدة لانها تراها تشعر بالذنب والاحراج ثم تقول رحاب موجهة كلامها لخلود " سلمت الايادي يا ذات النفس الطيب .."

يدخل عقيل وفي اثره عمه حذيفة فيسأله رضا " عقيل .. هل احضرت الهدايا ؟"

فيرد عقيل ببعض الخجل يعافر ليتجاوزه وهو يشير للكيس الانيق في يده والذي يحمل علامة محلات الصائغ " نعم عماه.."

يجلس حذيفة جوار محسن بينما يتساءل محسن عفوياً وهو يناظر ولده الاكبر

" اي هدايا ؟"

فيرد رضا عنه وهو يغمز لشروق " هدايا الفتيات الصغيرات في بيت الصائغ ... سوسو ومنة الله وشروق .. يحق لهن ببعض الذهب .."

ينادي رضا على سوسو ومنة بينما تنظر شروق ناحية العم سالم وكأنها لا تعرف ما تقول او هل يجب ان تقبل الهدية ام لا فيتبسم لها سالم ويهز رأسه قليلا وكأنه يقول لها ( لا بأس ..)

تدخل الفتاتان الاصغر سنا وهما تصدران الضجة فتوبخهما الجدة بينما يقف عقيل جوار عمه رضا ليسلمه الكيس فيناديهن رضا وهو يخرج العلب الثلاث قائلا في اعلان خاص

" هذه اول صياغة من يد .. عقيل الصائغ .."

تتحول الانظار للشاب المراهق الذي اطرق في توتر بينما يرتفع صوت الجدة سعاد

" ما شاء الله لا قوة الا بالله .. "

يُخرج رضا العلبة الاولى فكانت نصيب منة الله ثم شروق واخيرا سعاد .. الفتيات الثلاث صاغ لهن عقيل قلادات تحمل اسماءهن ..

تقترب خلود من صغيرتها الشقراء لترى اسمها المنقوش بشكل مميز مختلف عن القلادتين الاخريين فتقول باعجاب كبير

" اللهم صل على النبي .. يداك يدا صائغ محترف بالفطرة .."

تتمتم رفيدة وهي تميل لرحاب تهمس لها

" الله اكبر ..الله اكبر .. اقرأي عليه المعوذتين يا رحاب .. بخريه عندما تعودون للبيت .."

تزفر رحاب نفسا نزقاً وهي تشيح بوجهها بعيدا مظهرة ضيقها بوضوح دون ان ترد بينما يعلو صوت سوسو المحبط وهي تقترب من ابن عمها عقيل تعاتبه بطفولية تستفزه " لكن لماذا كتبت (سعاد) .. احب اسم ( سوسو ).."

ينظر اليها عقيل وتشتعل عيناه بغضب تلقائي وهو يحدق في عينيها الواسعتين الزجاجيتين فينتفض قلبه في صدره حتى يكاد يشعر برغبة ان... ان ... يصفعها!

رد بحدة افلتت منه

" لان اسمك سعاد وليس سوسو ! ولن تسيري في الشارع والقلادة في عنقك تحمل اسم (سوسو).."

ساد بعض الصمت والتوتر بينما تبرطم سوسو في حزن لحدته معها ..

يبتلع عقيل ريقه وهو يستدرك سخافته وعصبيته التي لا يعرف لها تفسيرا مع هذه الهبلاء المزعجة !

تلقائيا ينظر بتوتر ناحية عمه حذيفة الذي بادله نظرة كالصاعقة لكن تلك النظرات استكانت خلال ثوانٍ وحذيفة يمد ذراعه ناحية ابنته يدعوها لتقترب منه فتستجيب له وتهرع لوالدها الذي يُجلسها على حجره ويقول

" ابن عمك محق .. اسم (سوسو) غير مناسب ليقرؤه الغرباء في الشارع يا حلوة .."

تهز سوسو رأسها وتقبل خد ابيها بحرارة وهي تتمتم في طاعة " حاضر ابي .."

عينا عقيل تعلقتا بتلك القبلة لكنه سرعان ما ازاح عينيه بتوتر اشد ويداه تتقبضان الى جانبي جسده .. وبينما منة تُري اباها قلادتها ايضا يقول محسن بإعجاب " سلمت يداك يا عقيل .. هل حقاً صغتها بنفسك ؟ "

يجاهد عقيل كي يخفي انفعالاته الغريبة وهو يرد على ابيه " عمي رضا ساعدني في قلادتيّ منة وشروق .. لكن ... قلادة سعاد... انجزتها كلها بمفردي .."

فتعلق خلود بعفوية " حقا تبدو قلادة سوسو مختلفة .. سلمت يداك بني .." ثم تقترب منه لتحاوطه وتقبله وزوجها يعبس لافعالها العفوية هذه ..

قال رضا اخيرا في اعلان خاص " بما اننا كلنا هنا فاريد ان اطلعكم على خبر سار .. رعد صديق عبد الرحمن تقدم لخطبة رقية .. العروس وامها موافقتان .. وانا ليس لدي مانع .."

علت زغاريد خلود وسط التبريكات من الجميع الا الحاجة سعاد التي اظهرت حنقاً طفوليا وهي تقول " رعد يخطب ابنة ابتهال ولا يخبرني ولا يستشيرني ؟! لن أكلم هذا الفتى ابدا بعد اليوم .." لينفجر الجميع بالضحك والحاجة على عبوسها ..








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس