عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-18, 09:13 PM   #7108

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قبيل صلاة الفجر .. اول ايام عيد الفطر ..

بيت سعدون القاضي



عند باب المطبخ يتشبث رعد بكتفي العم سعدون في تدلل مصطنع يزعجه به ..

" عيد مبارك .. قلها يا عم .. لن اخرج للصلاة معك ان لم تقلها .."

لكن سعدون يشعر بأهميته وبجفنين نصف مغمضين وتعابير متجهمة بطريقة طفولية مكشوفة يقول له بخشونة " اغرب عن وجهي!.. انا من طريق وانت من طريق .. "

لكن رعد لا يطلق سراحه ليقبل اعلى رأسه ويتشبث بكتفيه اكثر يواصل مراوغته بالكلام المعسول المغموس بالاستفزاز

" ولك قلب يتحمل ان تقولها هكذا في وجهي في صباح العيد ؟! سأصاب بمتلازمة عيد الفطر ولن تجد طبيبا واحدا بقادر على يفك عقدتي .. ثم كيف انا من طريق وانت من طريق ؟! السنا ذاهبين الى نفس الجامع لنصلي الفجر وننتظر صلاة العيد ؟! "

ينفجر العم سعدون ليلومه بقهر وهو يحاول دفعه بعيدا " فلتصبك متلازمة العيدين قولوا امين ! كيف لا تخبرني انك تزوجت يا ولد؟!"

رفع رعد حاجبيه عاليا وفتح عينيه بمبالغة محدقاً في اصابعه بنظرة مدققة ثم يقول مدعياً الدهشة

" تزوجت ؟! يا عم سعدون حتى اللحظة لم يخبرني احد اني تزوجت والحمد لله.. كل ما اعرفه اني تقدمت لخطبة رقية ووافق اهلها .. انظر .. انظر .. لا حلقة خطبة في اصبعي .. ام تراهم زوجوني وانا لا اعلم ؟!.."

يضيق العم سعدون عينيه بنظرة تفحصية وكأنه يسلط اشعة خارقة تستكشف صدق رعد من كذبه .. ثم اخيرا يقول بنبرة ترفع وشموخ " بعد الصلاة سنتكلم.. وهذه المرة لن تخفي عني اي تفصيلة .. يجب ان نتناقش في أمر العروس لنراها ان كانت مناسبة .."

يرمش رعد بعينيه يستفزه قائلا " سمعاً وطاعة .. لكن هل هذه غيرة ألمحها بالافق؟! لا تقلق .. ستبقى انت دائما الحب الاول .."

يستغفر العم سعدون بصوت عال ثم يقول

" لن تتأدب ابدا .. كبرت وستتزوج وستنجب اطفالا ولن تكف عن افعالك .. ماذا أفعل بك ؟!"

يضحك رعد ملء شدقيه بينما يفتح العم سعدون الباب لكن العجوز يضرب على جبينه قائلا باستدارك وهو يتراجع للداخل من جديد " نسيت المسبحة .. "

يهرول العم سعدون ناحية السلم بطريقة مضحكة بينما يقول رعد بصوت عال

" سأنتظرك في الخارج .. سأذهب لأوقظ عبد الرحمن كي يأتي معنا.."

يغادر رعد بوابة بيت القاضي وبينما يوشك على العبور للجهة الاخرى حيث بيت الصائغ يلمح احدهم يفتح بوابة بيت العطار .. يضيق رعد عينيه قليلا في تركيز حتى ظهرت له هيئة ...عبد الرحمن ..

يتقدم اليه مناديا " عبد الرحمن .."

بدا عبد الرحمن للحظة مرتبكاً ! ثم سرعان ما ابتسم وهو يقترب من صديقه قائلا

" عيد فطر مبارك .."

يرد له رعد المباركة ويتعانقان ثم يقول وهو ينظر لملابس صديقه البيتية المجعدة

" ما هذا يا رجل .. استذهب للصلاة بملابس البيت ؟!"

يتنحنح عبد الرحمن وهو يقول " اذهب انت أنا ساذهب الى بيتي ثم ألحق بك بعد خمس او عشر دقائق .. "

التمع الخبث في عيني رعد وتتسع ابتسامة مستفزة مشاكسة على فمه بينما يدير وجهه ناحية الطابق العلوي لبيت العطار فيسأله

" منذ متى وانت هنا بالضبط ؟"

يتهرب عبد الرحمن من الاجابة وهو يعبر الشارع قائلا " قلت لك اذهب .. سألحق بك.."

يكاد ينفجر رعد ضاحكا عندما خرج رضا وحذيفة في نفس اللحظة فيلتقيان بعبد الرحمن عند البوابة ليتساءل رضا بعجب " الى اين تذهب ؟! صلاة الفجر على وشك .."

اما حذيفة فيتساءل بحاجبين معقودين

" اين كنت بملابس البيت ..؟!"

لا يرد عبد الرحمن عن اسئلة أخويه بل يكمل طريقه للداخل مسرعاً وهو يقول

" اذهبوا جميعا سألحق بكم خلال دقائق .."

اوشك رعد ان يحرج عبد الرحمن امام اخويه بالقول (يريد اخذ حمام عاجل) عندما أجفله صوت العم سعدون قرب اذنه بشكل مباغت يتساءل بحشرية " اين كان عبد الرحمن بملابسه البيتية هذه؟!"

بذل رعد جهداً جبارا كي لا يقع ارضا من الضحك فيقاوم بشق الانفس ويرمق العم سعدون نظرة تحذير سري وهو يعض شفتيه ويشير برأسه لرضا وحذيفة فيهز العم سعدون وكأنه يتفهم ثم يتقدم رعد مع العم سعدون ليعبرا الشارع نحو رضا وحذيفة فيعايدانهما معايدة العيد .. وخلال دقائق لحق بهم محسن وولديه عقيل وسامي من البيت المجاور ...

يتحرك الحي بأكلمه مع صوت القرآن القادم من المسجد وقد خرج الرجال من بيوتهم في تتابع دافئ يلقون التحية ويباركون العيد لبعض وسط ضحكاتهم العالية واصواتهم الجهورية الخشنة .. يتوجه الكل الى نفس المسجد لاداء صلاة الفجر ... تعلو التكبيرات ويلتئم جمع المصلين وانتظار المشتاقين لشقشقة النهار حتى تجمعهم صلاة العيد وفرحة الافطار بعد شهر الصيام ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس