عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-18, 09:15 PM   #7109

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد بضع ساعات ... بيت العطار

المطبخ



تنفخ رقية فوق اظافرها المطلية للتو وهي تضع ساقا فوق ساق بينما امها تنظر عبر الشباك ثم تعاود النظر لابنتها الصغرى تعبس وهي تطلب منها من جديد " كفاك نفخاً يا رقية ! اذهبي وخذي الكاهي من خطيبك .."

تهز كتفيها تدعي اللامبالاة وهي تقول بلؤم

" ولماذا يحضره هو ؟! الا يفترض ان يحضره عبد الرحمن ؟!"

تدخل حبيبة في تلك اللحظة وهي تضع يونس على كتفيها وتربت على ظهره كي يتجشأ بينما ابتهال تتنهد وتقول لرقية " لقد اتعبتِ قلبي .. لماذا تفعلين هذا ؟! ثم ان عبد الرحمن اخذ زوجته وذهبا الى بيت الصائغ ومعهما اسيا ليفطروا سوية مع العائلة هناك.. اذهبي لرعد بالله عليك .. انه يقف في الشارع .."

تعقد حبيبة حاجبيها وهي تلتقط حبة كليجة لتقضم منها وتقول لاختها بدهشة

" ما هذه الخطبة العجيبة ؟! هلا شرحت لي لماذا تتصرفين وكأننا نجبرك على القبول بالعريس ! "

ردت رقية وهي ما تزال تنفخ على اظافرها " من فضلك حبيبة لا تشاكسيني الآن .."

تهز ابتهال رأسها وهي تقول بحيرة " وانا ايضا لا افهمها ! الشاب يسترضيها ويدللها وهي لا تعامله الا بخشونة .."

فقدت رقية هدوئها الظاهري لتقول بانفعال مباغت " من الذي يسترضيني ؟! انه لم يفعل اي شيء حتى اللحظة سوا انه تقدم ليطلب يدي من رضا ثم اتانا ليلة العيد بدعوة منك ليعجن معنا الكليجة ..! "

تدخلت حبيبة من جديد وهي تقول بجدية

" رقية كفى نقاشا طفولياً عجيباً .. انت تتدللين عليه لا اكثر .. اخرجي اليه وخذي الكاهي منه لا يصح انتظاره اكثر من هذا .."

أشاحت رقية بوجهها بينما تحثها امها بنبرة رجاء وتشجيع " اخرجي يا فتاة لا تكوني عنيدة هكذا .. تبدين حلوة بفستانك الاصفر .. سلمت يدا رباب على تفصيله.."

تأففت رقية وهي تقف على قدميها .. رشيقة حلوة في فستان اصفر جذاب ..

شعرها اعتنت به للغاية كما اعتنت بتبرجها.. لم تفعل هذا لاجله بل فعلته لاجل نفسها .. في اسلوبها التقليدي لتحصل على تدليل من هذا النوع يمنحها القوة والثقة ..

تحركت متهادية بكعبها العالي امام امها واختها وكأنها لا تكترث بمن ينتظر عند بوابة البيت حاملا معه افطار عيد الفطر ...





خلال دقيقتين وصلت البوابة لتفتحها دون ان تنطق بكلمة وأخفت بحرص تأثرها لتلك النظرة الجريئة في عينيه وهو يفصّلها تفصيلا من فوق الى تحت .. عيناه تلكأتا عند ساقيها النحيلتين من تحت الفستان ليكتفي بالقول بنبرة رائقة " عيد مبارك .."

تسحق اسنانها ببعض من شدة الغيظ .. الا يكلف نفسه قول كلمة حلوة واحدة ؟!

بخشونة مدت يديها لتأخذ عنوة الكيس الورقي الاسمر الكبير الذي يحمله بوضع افقي فتحمله هي بين كفيها ورائحة الكاهي تفوح بينهما لتشكره بابتسامة جليدية "عيد مبارك .. وشكرا على الكاهي والقيمر .. نراك لاحقاً.."

كانت ستغلق البوابة في وجهه بقدمها عندما مد ذراعه بحركة خاطفة ليضع فوق الكيس الورقي الاسمر علبة مربعة قديمة وهو يقول بنبرة غامضة " هذه لك .."

حدقت في العلبة اولا ثم في وجهه ثانيا .. العلبة اقل من عادية مكعبة الشكل وليست حتى ملفوفة بورق هدايا .. اما هذا الغموض في تعابيره فلم يرحها لتفترض انها مجرد مقلب سخيف منه .. تساءلت ساخرة لتغطي على خيبة جديدة تشعرها " ماذا الآن ؟! هل احضرت ضفدعة ام ربما جثة فأر ..! "

ابتسم ابتسامة صغيرة للغاية وغير مفهومة قبل ان يتحرك مبتعدا وهو يقول " اكتشفي بنفسك .. يا قطة .."





بعد خمس دقائق بالضبط كانت رقية في غرفتها متربعة بفستانها الاصفر فوق السرير منفردة بنفسها بعيدا عن مشاكسات حبيبة لها .. تضع العلبة امامها تناظرها وهي في حالة تأهب لعاصفة غضب تجتاحها .. دوماً تتوقع الاسوأ منه .. هذا الغبي !

فتحت العلبة وهي تحبس انفاسها في تحفز وحالما رأت ما فيها شعرت بالسخافة ! لم تجد فيها الا قلادة ذهبية عادية بسيطة للغاية .. مجرد دلّة ذهبية معلقة بسلسال قصير وجوارها خاتم بفص حجر الشذر الازرق.. بحثت في العلبة عن اي ورقة منه لكن لا شيء !

عقدت رقية حاجبيها وهي تحدق باحباط وبعض الحيرة في القطعتين الذهبيتين .. الاثنتان كانتا قديمتي الطراز مما كان مشهورا بين الفتيات والنسوة ويطلبنه من محلات الصاغة قبل اكثر من عشرين سنة .. امها لديها واحدة تحتفظ بها و .....

تحلحل عبوسها وارتفع حاجباها مع اتساع عينيها ونقطة تضيء في ظلام عقلها لتشع ضياء في ثوانٍ ...

عادت لتحدق في تلكما القطعتين ثم ترتعش بتأثر وهي تلامسهما باناملها .. اجل .. لونهما ذهبي باهت .. انهما قديمتا العهد والصنع ...

بحركة مفاجئة وقفت فوق السرير ثم قفزت منه والفستان يهف من حولها لتتحرك سريعاً ناحية شباكها والعلبة المفتوحة في يدها.. ذهبت لتبحث عنه وقلبها يخبرها انها ستراه بانتظارها ..

تلهث وهي تراه بالفعل .. يقف هناك عند سور بيتهم وينظر مباشرة نحو شباكها .. لقد كان ينتظر ...

لم تشعر في لحظة انها تحبه كما تشعر الان..

تقطع نياط قلبها لتلك النظرة في عينيه..

القلادة والخاتم تعودان لامه ... ببساطة ادركتها .. وعيناه وتلك النظرة المؤلمة فيهما تؤكدانها لها ..

فتحت الشباك لتظهر بوضوح امامه ثم تخنقها الغصة وهي تحرك شفتيها بكلمة واحدة " شكرا..."

يبتسم ..يطرق قليلا برأسه للحظات ويده تداعب السور .. ثم يعاود رفع وجهه اليها ويرفع معه يده ليقارب اصبعيه السبابة والوسطى ويضعهما معاً فوق شفتيه في قبلة رقيقة ثم يهبط بهما ناحية قلبه مربتاً بهما هناك ..

صدرها يعلو ويهبط واصابعها تتقلص حول العلبة المفتوحة ليغمزها رعد بشقاوة وعبث قبل أن يستدير مباشرة وهو يسير بخطوات هادئة متراخية عائدا نحو بيت سعدون القاضي..

يدوي قلبها دوياً وشعرت برطوبة على خديها لتدرك ان بضعة دمعات تساقطت من عينيها دون ان تدري ..!





اما رعد فتأخذه خطواته ناحية بيت العم سعدون دون ان يشعر حقاً ان يسير الى هناك ..

لماذا فعل هذا ؟! لماذا اعطاها كل ما تبقى له من ذكرى امه ..هذه العلبة كانت معه دائما ولم تفارقه.. اخوه عصام تخلى عن نصيبه فيها وتركها له.. ومنذ اكثر من اثني عشر عاما وهذه العلبة رفيقته ...

اذن لماذا اعطاها لرقية .. ولماذا يشعر انه سعيد هكذا لانه منحها جزءا منه ..

هل يريدها لهذه الدرجة اليائسة؟!








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس