عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-18, 09:14 PM   #264

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل الثامن


" حتى الخيال البشري غيرُ قادر على إشباع ذلِك الخواء الأبدي واللامُتناهي للروح "

الزواج.... تكوين أسرة... أم وأب ... طفل وطفلة... بجو أسري دافئ وسعيد... هذا المفترض أن يكون عندما تسمع كلمة الزواج أو تفكر بها..
لكن... هذه المفاهيم والمصطلحات تشوهت عندها... طارت الجوانب الإيجابية وبقي كل ما هو منفر.... إهمال الأم وقسوتها.... غياب الأشقاء كل بحياته.... وفاة الأب.... الوحدة التي تعيشها.... كله نتج عن الزواج....
زواج بمفهومها ليس إلا إطار أنيق ليس له فائدة إلا بالتزيين...
فما الذي تسمعه الآن... وما العرض الذي تلقته بشكل مباغت...
هل هو صفقة عمل أخرى تتعامل بها والدتها.... وهل وليد هذه المرة إحدى أطراف الصفقة والمبادر!
لا تعلم لمَ ضاق صدرها عند التفكير بهذا الأمر رغم صمتها الطويل...
كورت قبضتيها وهي تضمهما لحجرها بينما يصلها صوت والدتها بنبرة لطيفة فشعرت بأنها... تبغضه كما لم تفعل من قبل :
" برأيي سأترككما لوحدكما بضع دقائق لتتناقشا..."

غادرت المجلس فبقي هو وهي وفراس الذي انشغل يتأمل ما حوله باهتمام...افلتت النفس المحبوس بحنجرتها ببطء ثم قالت بنبرة لا تشي بما تشعر به :
" لماذا تريد الزواج مني..؟"

تأمل سكناتها غير قادرًا على اشاحة بصره ثم قال شاردًا :
" ولماذا يريد الرجل الزواج من امرأة... لأنه يراها مناسبة له"

" لكنك لا تعرفني... لم نلتقِ الا بضع مرات قصيرة."

" هناك فترة خطبة سنتعرف خلالها على بعضنا البعض..."

" لا أعتقد ذلك... "

" عكسك... أنا أعتقد ذلك..."

صمتت تنهت بنعومة وكأنها تعبت من مجاراته بالحديث... وارتسم على وجهها تعبير حائر حزين فضرب قلبه مباشرة... إنه يريدها.. يريد أن تكون زوجته... هذا الشيء الثابت الوحيد الذي يشعر به بداخله... وعرض والدتها ما كان إلا أمر بالانطلاق فقط...

أما هي شعرت بتشوش كبير واحساسها يخبرها أن هناك خطئًا ما... هناك شيء غامض لم تدرك للآن... لا تعلم ماذا تقول وبماذا ترد.... إنها بموقف صعب... صعب جدًا..
قال وليد بهدوء فور أن لمح اضطرابها :
" سأعطيكِ وقت للتفكير.."

إلا أنه تفاجئ عندما انقلبت ملامحها وكأنها أدركت شيئًا ما... فارتسمت القسوة على وجهها ورفعت نظرها له قائلة ببرود :
" سيد وليد... لا داع لتضغط على نفسك"

عقد حاجبيه وتساءل :
" اضغط على نفسي؟ ..."

أمسكت بعصاها الموضوعة بجانبها ثم بنفس البرود الذي لم تخدعه به قالت بلا مبالاة :
" كما ترى..."

فتح فمه ليقول أي شيء... أي شيء يعبر به عن غضبه مما تحاول أن توصله له ليقول بحدة :
" هل أفهم من ذلك أنك تستخفين على نفسك الزواج... وكأنك لا تستحقينه.. "

رفعت حاجبها الأيمن ببعض التعالي فبدت للحظة شبيهة بوالدتها... إلا أنه يعلم أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض... ثم قالت بتمهل :
". أنا فقط أعرف وضعي تمامًا ولا أحب أن أضحك على نفسي... "

وأمام نظراته الحادة وقفت مشيحة ببصرها عنه فوقف معها محاولًا يسيطر على أعصابه وقال بهدوء :
" سأنتظر ردك..."

استدار رأسها له مرة أخرى وقالت بغرابة :
" لقد أخبرتك بجوابي بالفعل..."

أسدل رموشه يخفي شعوره المفاجئ.. بالقلق وقال باتزان :
" لا لم تخبريني.... سأنتظر ردك آنسة ماريا... مهما طال الوقت..."

رأى الاعتراض المتردد يظهر على وجهها إلا أنها لم تتكلم وفراس يقول ببراءة :
" بابا.. متى سنذهب للبيت..."

رآها تحني رأسها قليلًا وتبتسم ابتسامة صغيرة.. رائعة قائلة بلطف شديد:
" ما اسمك صغيري... "

نظر لطفله مشجعًا فقال بخجل :
" فراس... "

رآها تمد يدها ببطء وتحركها قليلًا حتى استقرت كفها على شعره فراس الناعم....تعلق بصره بهذا المشهد... وشرد...أيمكن لماريا أن تمنح طفله عاطفة الأم... عاطفة لو أمضى حياته كاملة بتوفيرها لن يستطيع أن يعطيها لصغيره على أكمل وجه....
رفع نظره لماريا وود لو يسألها نفس السؤال إلا أنه لم يستطع...
ما بك وليد... لماذا تشطح بخيالاتك كثيرًا وأنت لا تعرف ردها لحد الآن... ربما ترفضك...

دخلت علياء بعد دقائق معدودة بقي فيها صامتًا يشاهد اندماج طفله مع ماريا ببعض... الفرحة... وجلست بجمودها وتكبرها على المقعد قائلة بلباقة من دون أن تعود لنفس الموضوع :
" سررنا بمجيئك اليوم... وليد"

لاحظ فورًا اختفاء البسمة من على شفتي ماريا وهي تحني برأسها وكأنها تخفي تعبيرًا لا تريد لأحد رؤيته....
قال بنبرة مهذبة :
"وأنا كذلك..."

ثم أمسك بيد صغيره ووقف قائلًا بابتسامة لبقة :
" حان الوقت لأغادر.... مساءكم سعيد..."

فور أن ودعت علياء ضيفها عادت للصالة ووجدت ماريا تقف بتحفز وتنظر أمامها بنظرات مشتعلة تنتظر أن ترمي هذا الاشتعال بوجهها...
تكتفت وهي تتنهد بملل قائلة :
" الوقت تأخر... لنذهب للنوم..."

استدارت حيث الدرج إلا أن ماريا قالت من خلفها بغضب مكتوم :
" بأي طريقة تدخلتِ بعرض الزواج هذا... أريد أن أعرف..."

اشاحت بوجهها ناحيتها ملتزمة بعدم مبالاتها :
" لا تهمك المعرفة..."


هدرت ماريا من خلفها بعدم سيطرة :
" هل عرضتني عليه يا أمي...."
وعندما لم تجد منها أي اعتراض أو نفي تابعت بنبرة صارخة :
هل تظنينني بهذا الغباء والتفاهة والرخص لتفعلي شيئًا كهذا.... إذًا فل تعلمي ما من قوة على الأرض ستجبرني على هذا الزواج..."

اقتربت علياء منها بتأن حتى وقفت أمامها تنظر لأوداجها المحمرة غضبُا وألمًا... وجسدها المرتجف انفعالًا ولم تعرف كيف وجدت نفسها تقول ببعض الليونة :
" وهل ستظلين وحيدة مدى الحياة... "

ولما رأت توسع عينيها صدمة أكملت وهي تربت على كتفها :
" نعم أعرف.... أنا أيضًا لست غبية لئلا أدرك بأنكِ وحيدة... وبأنك بحاجة لشخص ثابت بحياتك يطمئنك وينشر الدفء بها... وأعرف تمامًا بأنني لست هذا الشخص ولن أكون... قولي عني ما تريدين... أكرهيني لا أمانع... إلا أنني أرى ما فعلته صحيح مئة بالمئة.... فكري ماريا... فكري طويلًا وخذي وقتك... "

أبعدت يدها فشعرت ماريا وكأن جبل بارد أنزاح عنه... لم ترد عليها... الكلمات التي سمعتها أصعب من أن ترد عليها وتستوعبها....
والدتها كانت تقول بأن لا أمل مني... لا تحاولي الاقتراب... لا تفعلي
بعد أن شعرت بأنها بقيت وحيدة بالصالة شهقت وهي تضع كفها على صدرها ونزلت دمعة خائنة تتبعها المزيد من الدمعات الغدارات... لتنحني وتجلس على ركبتيها هامسة بنحيب :
" رباه..."

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس