عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-18, 09:18 PM   #266

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

فتح عينيه من نومة سطحية لم يذق بها طعم الراحة... ولم تخلو من الأحلام المزعجة ثم تلفت حوله ينظر لغرفة الفندق الفارغة المعتمة....
نهض وتوضأ ليقف بين يدي الله... يدعو أن يزيح الهم عنه... يدعو أن يعيد له شمس... يدعو ألا يريه فيها فاجعة... فهو لن يتحمل... إنه أصغر وأضعف من أن يتحمل..... وهناك وعلى سجادة الصلاة نزلت منه دمعة كان يكتبها طويلًا... تدحرجت على طول خده لتقع على صدره وتتشربها قماشة قميصه... ثم تختفي وكأنها لم تكن...
مسح وجهه واستغفر الله.. ثم نهض خارجًا من الغرفة ليجد والديه وشقيقته يجلسان بالصالة الصغيرة التابعة التابعة لغرفة الفندق ولم يكونوا بغرفتهم كما توقع....
وقف يتأملهم... كل منهم شاردًا والهم يرسم خطوطه على وجهه... والجو كئيب أسود خانق..

فور أن لاحظوا حضوره اعتدلوا بجلستهم وابتسمت له والدته ومدت ذراعيها له قائلة بحنان بالغ :
" تعال بني..."

تقدم منها بالكاد يجر خطواته واستلقى بجانبها على الأريكة ملقيًا برأسه على حجرها... مستكينًا دون راحة بينما أخذت تتلاعب بخصل شعره الناعمة هامسة بخفوت :
" كيف أصبح رأسك..؟"

رد بعدم تركيز :
" بخير..."

ثم نظر لوالده وقال بلهفة :
" أبي... هل توصلت للزبون المختفي... هل أفادك معرفة اسمه ام لا..."

اومئ والده برأسه وقال بجدية :
" أفادني لكن الاسم لم اسمعه من قبل.. وأنا متأكد من ذلك... على كل حال لقد أخبرت الشرطة بالتقصي عنه وقالت بأنها سترد لنا خبر غدًا... إن شاء الله خير"

ثم تابع كلامه بجدية أكبر وتساءل :
" بني.. هل لاحظت على شمس أي اضطراب قبل أن تختفي.."

قطب وقال نافيًا :
" لا... كانت طبيعية...كانت متوترة بسبب سفرنا لأنها لم تعتاد على السفر وقبل اختفائها بيوم قلقت عندما رأتني مشغول البال قليلًا... غير ذلك لم يبدو عليها شيء..."

صدر صوت سناء من العدم وهي تقول باهتمام :
" أنا لاحظت يا أبي ... "

اعتدل وجلس وهو يقدم جذعه للأمام وقال بتلهف :
" ماذا... أخبرينا سناء.. "

جميع الأنظار توجهت لها فضمت قبضتها لفمها وقالت ببطء وكأنها تتذكر :
" قبل أن تختفي بيوم أتيت أنت وأوصلتنا من السوق للفندق وعندما وصلنا أنا سبقتها للداخل وبقيت هي معك وبعدها بخمس دقائق وجدتها تدخل بوجه شاحب تمامًا ويبدو عليها الهلع .. وعندما سألتها عما حصل نفت بتوتر شديد ودخلت الحمام بسرعة"

نظر والده له بنظرة ذات معنى وقال :
" هل تشاجرتما يومها معاوية؟ ... "

اشاح بيديه وقال بتأكيد على كلامه :
" لا أبدًا... كما قلت كنت مشغول بالعمل وما حدث به وهي سألتني فطمأنتها ودعتها وانطلقت عائدًا للعمل... هذا فقط ما حصل.... "

ساد الصمت بينهم وكأن على رؤوسهما الطير.... إن كان قد حصل شيء لشمس قبل أن تختفي وأخافها لهذه الدرجة لمَ لم تخبره....

قال والده بعد تفكير عميق وباستنتاج صدم الجميع... :
" على الأغلب بني... فإن هذا الزبون لم يكن إلا واجهة لشخص له يد باختفاء شمس... بمعنى آخر كان آداة لتلهيك عنها..... إن صحت توقعاتي وأتمنى من كل قلبي ألا تصح..."

همس بتوهان :
" أبي... هذا لا.. يمكن..."

ثم وضع يده على وجهه يداري الفزع المهول الذي ظهر عليه قائلًا بنبرة منخفضة يائسة :
" ماذا سأفعل إن كان ما تقوله صحيحًا.. ماذا سأفعل يا أبي.. إن شمس بخطر كبير... أبي.. ساعدني أرجوك... "

***********************

صباحًا...
نهضت نافضة عنها الاكتئاب الذي لازمها منذ البارحة... ورمت عن كتفيها كل الكلام الذي سمعته من أمها... بقساوته التي احنت كتفيها.... اليوم سيكون يوم مختلف... لن تركن صامتة تشاهد كل شخص يعبث بحياتها... يقرر عنها... يضعها في موقف الضحية.... يشفق عليها..... اليوم ستضع النقاط على الحروف... وستمسح أي دمعة عاندتها ونزلت رغمًا عنها....
اليوم فقط... فربما لن تعيش بعده... ولن تشم الهواء المألوف نفسه.....
لذا اليوم فقط....
وأول ما ستبدأ به هو أفنان... صديقة وابنة خالة استغنت عنها بحجة الذنب.... تركتها بوقت كان أحوج إليها....

ارتدت ملابسها باعتناء وحافظت على أن يكون مظهرها أنيقًا ببساطة... ثم رفضت أن تذهب سكينة معها بل جعلت السائق يوصلها لبيت عم أفنان وينصرف....
عند باب البيت... أخذت نفس عميق... إنها البداية ماريا وأنتِ ستقررين إن كنتِ تريدين عودة أفنان لحياتك أم أن تبقى بعيدة كما كانت من سنوات....
إنها بداية النهاية.... رفعت يدها ومررتها على الحائط حتى وصلت لجرس البيت ... وبدون أن تسمح للتردد أن يغزوها مرة أخرى..... رنت الجرس....

.............................

بخمول مستلقية على السرير وبحجرها صحن كبير يحتوي على رقائق البطاطا... بينما تتابع إحدى البرامج الوثائقية بعينين خاملتين....
الحرارة التي أصابتها والتي جعلت عمها يأخذها للمستشفى خفت بشكل ملحوظ... لكنها ما زالت تشعر بوهن بعظامها وثقل بجسدها... ربما تأثير الحرارة لم يزل بعد...
أكثر ما يزعجها ويريحها بنفس الوقت أنها اضطرت لتغيب عن العمل بدل اليوم... ثلاث أيام... فالعمل يشغلها نوعًا ويجعلها لا تفكر بالأمور العالقة وتجهد نفسها بالهموم... ومن جهة أخرى أراحتها العطلة لأنها جعلتها بعيدة... عنه....
وعن المشاعر التي يصر بأن يفرضها عليها.... مشاعر جارفة لكن ببطء تجعل مهمتها بالمقاومة ضعيفة.....
هي لم تأتي لهنا لتحب وتنحب... هي أتت من أجل ماريا... وربما لن تسامحها الأخيرة فتضطر للعودة لوالديها.... فلمَ تحمل ذنب آخر.... وتورط رجلًا بعقد حياتها...
كلا... لا يمكنها... لن تستطيع....

رمت كفها داخل الصحن بإحباط وهمت لتغيير القناة على شيء أكثر امتاعًا إلا أن جرس المنزل صدح فجأة لتنتفض وينتابها التوجس..
إنها وحيدة هنا بالبيت وعمها وزوجته بعملهما بعد أن اقنعتهما بتحسن صحتها... فمن سيكون الطارق!....

وضعت الصحن جانبًا ونهضت تتعثر ببنطال بجامتها الطويلة متوجهة ناحية الباب بخطوات صامتة... لتقف عند العين السحرية وتنظر من خلالها.....
خلال لحظات كان الباب قد فُتح وتقابلتا وجهًا لوجه... إحداهما ترسم الجمود على وجهها... والأخرى ترتسم الصدمة على وجهها وهي تهتف :
" ماريا! ..."

ابتسمت ماريا ابتسامة صغيرة وقالت ببساطة ساخرة :
" نعم ماريا... هل أدخل أم غيرتِ رأيك... بشأني..."


انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس