عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-18, 03:33 PM   #356

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في قسم الدكاترة في مبنى الجامعة التي تنتسب إليها ، داخل إحدى غرف المكاتب المنتشرة على جانبي البهو الطويل القاتم ، جلست فرح بتوتر و نظراتها لا تغادر أصابع يديها المتشابكة بقوة على حجرها .
- ماذا قلت يا فرح ؟ سألها الأستاذ المساعد الذي سيتولى تأطير رسالة الدكتوراه الخاصة بها .
- أنا ... أنا ، صمتت و هي لا تدري كيف تجيبه .
- أعرف أني فاجأتك و لكني رغم ذلك كنت أتمنى بحكم أننا نعرف بعضنا البعض منذ مدة ليست بالقصيرة أن تكون مشاعرك تضاهي مشاعري .

راقب صمتها الخجول بنظرات فضحت إعجابه ثم أضاف بصوت أخفض و أدفأ :
- كنت أراقبك أثناء سنوات دراستك يا فرح و أعجبت جدا بك ،
في الواقع أنت الفتاة التي أبحث عنها : ملتزمة محترمة ، جادة في سلوكك ، لا تختلطين كثيرا .
و لديك أهم ما أبحث عنه في زوجتي المستقبلية ، أن تكون نقية .

انكمشت في مقعدها فورا لدى سماعها لكلمته الأخيرة لتلمع عيناه ببريق الشغف و هو يفسر تصرفها خطأ .
تعالت ضربات قلبها وسط سكون الغرفة و زاد اضطرابها و هي تسمعه يضيف بصوت بانت فيه العاطفة بوضوح :
- في الواقع يا فرح أنا مستعجل .

سرح حنجرته قليلا و أضاف و هو لا يرفع عينيه عنها :
- أنت تعرفينني جيدا و أنا أعرف عنك ما يكفي لذلك أتمنى و بشدة أن يتم الزواج في أقرب وقت و هكذا سأتولى تأطيرك بشكل خاص و مميز جدا .

شهقت فرح في سرها باستغراب لتلميحاته الشبه صريحة و دو وعي نظرت بتوق إلى الباب المغلق .
تنحنح بحرج و هو يلاحظ نظرتها ثم قال بنفس الصوت الخفيض :
- أتمنى أن تعذريني لأني أتكلم معك بجرأة ربما زائدة عن الحد لكن ، تردد قليلا ثم أضاف ،
أريدك أن تعلمي أن مشاعري نحوك قوية ، قوية جدا في الواقع .
.
..

بعد دقائق تنفست فرح الصعداء و هي تنهب الدرجات نهبا هربا من حرج النصف ساعة الماضية .
نصف ساعة كان من الممكن أن تمتد لتصبح ساعة كاملة لو لم تخرج أخيرا من ارتباكها و تقول له بكلمات سريعة :
- أنا آسفة دكتور أسامة لكن علي أن أستأذن منك الآن ، شقيقي ينتظرني ليوصلني و وعدته أني لن أتأخر .
- و ماذا عن موضوعنا ؟ سألها و هو يرافقها إلى الباب .
- سأفكر و أجيبك .
- و أنا بانتظارك .

بانتظار رد بالموافقة طبعا ، فكرت فرح بضيق ، هذا ما قالته نظراته و تعابير وجهه لها .
رافقها ضيقها طوال طريقها للعودة إلى البيت .
تنهدت بارتياح ما إن احتوتها جدران غرفتها ، غرت ملابسها بسرعة إلى فستان بيتي بسيط ثم ركعت بجانب سريرها و دفنت وجهها في المرتبة الطرية و هي تمدد ذراعيها على جانبي رأسها ، تلك كانت وضعيتها المفضلة كلما شعرت بالتشتت و الضياع .
و هي الآن في أشد لحظاتها حيرة .
تعرف بعقلها أن الدكتور أسامة هو فرصة العمر لكن المشكلة أنها ليست لديها حتى مشاعر إعجاب بسيطة تجاهه .
و لكن عليها أن ترغم نفسها و تتصرف بعقلانية هذه المرة لأنه فعلا عريس لا يرفض ، مركز علمي مرموق ، أخلاق لا جدال عليها و مستوى مادي لا بأس به .
و حتى كشكل لا بأس به أبدا .
كل ما عليها فعله هو أن تعيد برمجة قلبها عليه كما فعلت الملايين غيرها .
ضربت بقبضتها عدة مرات على المرتبة و هي تحاول السيطرة على نفسها ثم ارتخت أصابعها و هي تستسلم أخيرا لدماعها و شهقاتها .
- أريد أن أنساه ، أريد أن أمضي في حياتي ، تمتمت لنفسها بقهر .
أكرهك يا قلبي لأنك ترفض أن تطرده و تطرد ذكراه منك .
لماذا تتشبث به و هو سافل ، كيف تخلص له و هو خائن ؟
أخبرني هل أنت قلبي أو قلبه ؟
لماذا تؤلمني هكذا من أجله و هو لا يستحق ؟
لماذا تذكرني في كل لحظة به ؟ لماذا تشعرني بأني مختومة له ؟


…………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس