عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-18, 03:43 PM   #357

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


بعد أيام ، في حديقة فيلا ماهر ، كان هناك أخ و أخته و أخ و أخته من الناحية الأخرى .
توقف كل من شادي و شاهيندا في نفس اللحظة عن السير في منتصف الممشى الحجري و هما يراقبان عصام يمسك فرح من خصرها و يرفعها بيسر لتقطف تلك الثمرة العنيدة التي رفضت السقوط .
تركزت نظرات شاهيندا رغما عنها على تعبيراته المسترخية كأنه يرفع طفلة و ليس شابة تجاوزت العشرين سنة و الستين كيلوجراما بالتأكيد.
غادرت عيناها وجهه لتحط على عضلات ذراعيه و هي تتقلص قليلا قبل أن تعود إلى الانفراج.
أما عينا شادي فقد انتقلتا من وجه فرح الضاحك المتوهج إلى خصرها الذي بين يدي شقيقها و هو يتمنى لو كان هو مكانه .
أغمض عينيه قليلا يسترجع كلماتها الأخيرة له في ذلك المقهى ثم واصل تقدمه بسرعة .
- شادي انتظرني لا أريد أن أدخل البيت لوحدي .

توقف بملل و هو يرغم نفسه على عدم الالتفات إلى الخلف .
- لماذا أتيت أصلا و أنت تعلمين أنك غير مرغوب بك هنا ؟ سألها ببرود .
- مهى دعتني ، قالت لي أن عيد ميلاد كاميليا الصغيرة سيكون أفضل مناسبة لعودة المياه إلى مجاريها بيني و بين ليلى .
- و تتوقعين مني أن أصدق أنك أتيت هنا لتصلحي علاقتك بماهر و زوجته ؟
- و لماذا لا تصدق ؟ أجابت بحدة .
- أعصابك ، قال بجمود
أنصحك أن تسيطري على درجة صوتك إلا إذا كنت تريدين أن تُطردي قبل أن تدخلي .

رمقته بسخط و فضلت السكوت و هي تستغرب مزاجه الكئيب على غير عادته .
ما الذي يحصل لهم في هذه العائلة ؟ تساءلت بانزعاج .
.
..

بعد ساعة ، جالسة بين النساء في قاعة الاستقبال ، كانت شاهيندا قد ندمت و غرقت في ندمها و هي تشتم مهى في سرها و تشتم نفسها لأنها وافقتها على الحضور .
كان واضحا رغم الترحيب الهادئ من خالتها و ليلى أنها غير مرغوب بها بتاتا بينهم و الذي زاد الطين بلة أن تلك الياسمين كانت بين المدعوين و ظلت طوال الوقت رأسها منحن بجانب رأس فرح و هما تتكلمان بصوت خفيض و تنظران نحوها باحتقار .
الجميع تقريبا كانوا يتصرفون معها كأنها مرض معد حتى أنها استغربت عندما سمحت لها فريدة بحمل الطفلة لتقوم بتصويرهما معا .
اعتدلت في جلستها تنفض عنها أفكارها و هي ترى عصام يغادر مكانه في الصالون متوجها إلى الحديقة الخلفية .
تلفتت حولها قليلا ثم أخذت هاتفها و خرجت من الباب الأمامي .
ما إن اختفت عن أنظار الجميع حتى سارت مع جدار المنزل لتصل إلى مكانه و هي لا تدري أصلا ما الذي تريده منه .
- مجرد فضول ، أقنعت نفسها ، ثم أني مللت من الجلوس كتمثال من الشمع .

……………..


- أرجوك افهمني عصام ، قالت ياسمين برجاء .
فرصة ، كل ما أطلبه منك هو فرصة واحدة أشرح لك فيها موقفي .

احتفظ عصام بجمود ملامحه و هو لا يزال متفاجئا بظهورها أمامه و اضطراره لقطع مكالمته من أجلها .
راقب تعبير الألم على ملامحها و هي تواصل بصوت مضطرب :
- بالنسبة لزياد أنا طلبت من ليلى التوسط من أجله ليس بسبب أني أردت استغلال الوضع .
- كلا طبعا ، علق بجفاء .
- عصام أنت تعرف زياد .
تعرف كم هو مضعضع الشخصية و لا يملك أي ثقة بنفسه .
و أنا أردت فقط أن أساعده .

تنهد عصام ثم قال و هو ينظر فوقها :
- كان عليك أن تخبريني خاصة و أنت تعرفين رأيي في الموضوع
لكن أن تتصرفي بتلك الطريقة من وراء ظهري ..

صمت و هو يخرج سيجارة يفرغ فيها توتره .
- أنا أعلم ، أخطأت أعترف بذلك
لكن هل أستحق منك أن تعاقبني بكل تلك القسوة
هل أستحق منك أن ترمي كل ما كان بيننا بسبب خطأ واحد
حبيبي أرجوك ..

صمتت و هي تغص بدموعها .
" حبيبي ؟ " ، تجهم عصام و هو يشعر بوطأة الضغط الذي تمارسه عليه .
تنفس بعمق ثم قال ببطء :
- لا تظني أن الموضوع كان سهلا علي .

أضاف عندما شاهدها متجمدة في مكانها لا تنوي التحرك :
- ياسمين لا أستطيع أن أعدك بشيء لكن تأكدي أني سأعيد التفكير في موضوعنا .
و الآن اذهبي و انضمي للبنات كي لا تفوتك بقية الحفلة .
.
..


من مكانها على بعد أمتار منهما ، وقفت شاهيندا بوجه جامد الملامح تراقبه مستندا على الشجرة يستمع إلى خطيبته السابقة و هي واقفة أمامه تحدثه بخجل و لهفة .
من الواضح أن الفتاة تحبه و تريد بشدة العودة إليه .
هاجت نيرانها الداخلية للفكرة و شعرت بها تزداد التهابا حين شاهدت الابتسامة الحالمة التي ارتسمت على شفتي الفتاة الأخرى ما إن أعطته ظهرها و بدأت تبتعد عنه .
إذن عدل عن قراره و سيعيدها إليه .
خفضت رأسها وهي تقر أنها لا تستطيع أن تلومه .
الفتاة لم تقترف ما لا يمكن غفرانه .
و ماذا لو طلبت من ماهر توظيف أخيها ، هي شخصيا كانت لتفعل الشيء ذاته لو كانت في نفس ظروفها أليس كذلك ؟
و عموما ما شأنها هي به أو بها ، عادت تؤكد لنفسها ، ثم كونه يرجع لخطيبته القديمة أفضل في جميع الأحوال من أن يرتبط بمهى .
لا تدري كيف في خضم هيمانها مع أفكارها وصلت إلى حيث يقف .
التفت نحوها لتراه ينظر إليها باستغراب و هو يجدها أمامه .
شعرت بحرج ساحق تحت وطأة نظراته المتسائلة و حاولت افتعال بعض الدهشة لكن الموقف لم يكن يسمح
فمن الواضح لكل صاحب عينين أنها تبعته متعمدة .
رغم ذلك أرغمت نفسها على الكلام و بدأت تقول :
- أنا ... أنا كنت .. كنت ..

اضطرت أخيرا أن تطبق شفتيها و هي غير قادرة على السيطرة على رجفة صوتها .
خفضت عينيها تنظر إلى الأرض تهرب من نظراته المتفحصة و هي تشعر بالرجفة تنتقل إلى كل ذرة في كيانها و إحساس جديد يغمرها ، إحساس لم تجربه سوى معه .
كأنها تريد أن تجري هاربة منه و في ذات الوقت لا تريد أن تفارق كل هذا الدفء الذي يغرقها به قربه .
دفء انتقل بسرعة عبر دمائها لتذوب معه خلاياها و تشعر فجأة بضعف في أنفاسها و توهج شديد في خديها .
هو الآخر بدا أنه لا شيء لديه لقوله ، رفعت عينيها إليه أخيرا لتتشتت خضرتهما في عتمة ليل عينيه الغامض .
و لدقائق ظلا في نفس الوضع إلى أن سمعا الصوت المتفاجئ :
- عصام !!

……………...........
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس