عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-09, 09:14 PM   #10

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 2ـ من أمن للرجال...

كانت الساعة الثامنة من ذلك المساء، عندما رن الهاتف في الردهة في الطابق السفلي.. طرقت إحدى الطلبات باب كيم لتخبرها أن شخصا يدعى لوكاس كين يسأل عنها. عندما سمعت كيم ذلك وجدت نفسها متلهفة إلى الرد عليه.
ـ السيدة ألن تتحدث
لم تشأ أن يبدو صوتها لاهثا، لكنها رجت أن يعزو ذلك إلى نزولها من الطابق الأعلى حيث تسكن.
ـ هنا لوكاس كين، سيدة ألن
كان الصوت العميق الأبح المسيطر نفسه، واستطاعت أن تتصوره بعينيه الفضيتين الباردتين كالثلج وفمه المتوتر الصلب في الوجه الجذاب، جالسا خلف ذلك المكتب الضخم في مكتب خال.
وكان هو يقول متابعا:" أرجو ألا أكون قد قاطعتك... أليس لديك ضيوف؟"
ضيوف؟ عندما تكون هي وميلودي في غرفتهما الصغيرة لا يبقى هناك مجال لقطة حتى.
ـ لا، يا سيد كين. ليس عندي ضيوف
وكان صوته هذه المرة أحسن، فقد تمالكت نفسها. قال بصوت بارد موجز يشبه شخصيته:" هذا حسن، أنا أتصل بك لأعرض عليك الوظيفة يا سيدة ألن. هذا إذا لم تكوني قد غيرت رأيك، طبعا"
ـ أنا... أنت..
حدثت نفسها بصمت بأن تتمالك نفسها إذ من الواضح أنه يبحث عن سكرتيرة تستطيع أن تربط كلمتين مع بعضهما البعض:" هذا رائع، يا سيد كين"
ـ أنت تقبلي ذن؟
ـ نعم، نعم. لقد قبلت وشكرا جزيلا
أرغمت نفسها على عدم الثرثرة، وسحبت نفسا عميقا قبل أن تقول ببطء:" متى تريد مني أن أبدأ يا سيد كين؟"
ـ حسنا، هذه نقطة في صالحك، يا سيدة ألن. بإمكانك البدء على الفور لأن جين متلهفة للحاق بخطيبها لتشرف على ترتيبات الزفاف الذي سيكون في الربيع. وحتى لو... لو كنت سريعة التعلم، فلا بد أن يستغرق تعودك على العمل أسابيع عدة
والآن، أتراها أحست بنبرة تهكم في صوته، أم أن لديها عقدة الاضطهاد تجاه هذا الرجل؟
أخذت تتساءل عن ذلك قبل أن تسأله:" أتريد مني أن أبدأ غدا"
سألته هذا بهدوء لم تكن تشعر به، فأجاب:" كنت سأقترح يوم الاثنين، حتى أمنحك وقتا لاتخاذ ترتيبات بالنسبة لابنتك. ولكن إذا تمكنت من المجيء إلى المكتب غدا فسيكون هذا ممتازا. جين تصل عادة حوالي التاسعة، ولذا يمكنك المجيء في أي وقت بعد ذلك"
لم يكن في صوته أي أثر لإحساس أو مشاعر. ونقص الإنسانية هذا يشعرها بالارتباك. فبصفتها سكرتيرته الشخصية، فستعمل بالقرب من هذه الآلة الرهيبة. فهل بإمكانها احتمال ذلك؟ أخذت تتساءل بحدة قبل أن تعود وتنعت نفسها بالحماقة.
عليها ألا تضيع فرصة العمر وقالت بهدوء:" سأكون هناك، يا سيد كين"
ـ هذا حسن. سأطلب من هيئة الموظفين أن تكتب العقد، وترتب أمر سيارة تسلم إليك غدا وبهذا يمكنك العودة بها إلى البيت. أتحبين لونا معينا لها؟"
كادت تقول له (لون؟) لكنها كبحت نفسها وقد أخذت يداها ترتجفان بينما سيطر عليها مزيج من الحيرة والبهجة لسرعة تغير ظروفها. قالت ورأسها يدور:" لا أدري.. الأمر مفاجئ نوعا ما"
قال بصوت أشد برودة:" هل تفضل ابنتك لونا معينا؟"
أجابت بضعف:" الأزرق"
ـ الحمد لله أنها لا تفضل الوردي الصارخ، فقد تعترض شركة(البي.ام.دبليو). فليكن اللون الأزرق إذن. وسأطلب أن يثبتوا فيها مقعدا للطفلة، طبعا. تصبحين على خير، يا سيدة ألن.
فأجابت بسرعة ورأسها يدور:" تصبح على خير وشكرا لإعلامي بالأمر بهذه السرعة"
ـ بكل سرور
قال هذا برقة ونعومة. ورغم أن كيم حدثت نفسها بأن جوابه رسمي تماما، إلا أن شيئا ما في لهجته الناعمة أرسل في داخلها إحساسا. إنه رجل ساحر جذاب.
أتراها جنت؟ كيف تصف رجلا مثله بالساحر والجذاب. لوكاس كين هو رئيسها الجديد، وتلك الفكرة الأخيرة ليست ملائمة وهذا أقل ما يقال فيها، كما أن الآلات ليست ساحرة وجذابة، قد تكون قوية مسيطرة، ومخيفة أحيانا ولكنها لن تكون أبدا جذابة وساحرة.
بقيت واقفة لحظة ثم، عندما خف اضطرابها قليلا، واستوعبت تماما ماذا تعنيه هذه الوظيفة الجديدة لها، أخذت تصعد السلم درجتين في كل مرة، ثم اندفعت إلى داخل الغرفة، فأيقظت ميلودي من نومها العميق، وأخذت ترقص معها في أنحاء الغرفة محتضنة جسد ابنتها النحيل بين ذراعيها.



***


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس