عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-18, 09:08 PM   #7320

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ ... شقة رضا واسيا..



تتحرك بتعب شديد لتتمدد على سريرها بينما يناظرها رضا ببعض القلق ...

يجلس جوارها على السرير ويتساءل بذاك القلق الذي أخذ قلبه " لم أرك مرهقة وشاحبة هكذا خلال الحملين السابقين .. هل هذا طبيعي ؟"

ترد وهي تمرر كفها فوق بطنها باطمئنان قائلة " امي تقول هذا (حمل الفتيات) تصبح الام ثقيلة ومرهقة و.. اقل جمالا.. لان البنت تأخذ جمال امها .."

يرفع حاجبيه قليلا ببعض الدهشة ثم يرفع يده ليمرر اطراف اصابعه على خدها فترخي جفنيها طواعياً ... يمر عندها فوق رمشيها قائلا بغزل رقيق "اقل جمالا ؟! خذي عينيّ وانظري بهما الى وجهك..."

تفتح عينيها وتنظر اليه .. تتملى في الشيب الذي ملأ شعره .. تتملى في تلك التجاعيد التي خطت وجهه ... لا تعلم لم ترقرقت عيناها بدموع التأثر بل سالت تلك الدموع على خديها وهي تضحك في نفس الوقت تحاول وأد مخاوفه لحالتها وهي تبرر بخجل

" انها فقط الهورمونات .. اياك ان تقلق .. تجعلني ابكي سريعا واتعلق بك اكثر كأني .. طفلة .."

لم تطلبها ليعطيها لها ..

انه حضنه الواسع وسع الدنيا وما فيها..

براح شاسع تطلق فيه كل مشاعرها دون تحفظ...

وفي ذاك البراح اخذت تبكي وتبكي ولا تعلم لماذا انفجرت في نشيج البكاء المخجل هذا.. كانت عاطفية للغاية ومتأثرة بشكل مبالغ فيه .. وخطبة صغرى اخواتها واخرهن تؤثر فيها بشكل عجيب ..

تشعر وكأنها أدت المهمة واطمأنت على اخواتها البنات .. قوارير يونس العطار..لقد أوفت بالعهد وأدت الامانة ..

تهمس بخفوت بين شهقات البكاء المتلاشي

" ربما هي أجواء العيد ايضا و.. ذكريات ابي .. ثم .. خطبة رقية .. سبحان الله .. هذه الهورمونات وخاصة في هذا الحمل تجعل تأثير الاحداث والذكريات علي أكثر عاطفية.."

هدأ البكاء تماما ويداه تمسحان دموعها حتى جفت.. تتنهد براحة اخيرا وهي تبتعد عنه وتنظر لوجهه الحبيب وتتبسم له .. فيشرق ذاك الوجه ويملأ روحها بالرضا ...

تمد يدها لتلامس الشيب عند فوديه في تحبب واحتياج .. تشعر بحاجة ان تكلمه وقد صفا عقلها وتدفقت الافكار فيه واضحة بعد انجلاء عاصفة المشاعر ....

سألته " رضا .. هل اتفقت مع رعد على اي شيء بشأن اتمام الزواج؟"

فيرد وهو يسترخي بظهره للخلف ويسحبها معه لتستريح في جلستها " ليس بعد .. بعد العيد سنتكلم مفصلا .. هل تفكرين بشيء محدد ابلغه اياه ؟ كنت سأجالس الخالة ابتهال لنتشاور في الامر .."

ردت وهي ترفع نظراتها اليه " كلمت امي ببعض الامور وقالت انها تترك لي ولك التصرف والاتفاق .. مبدئيا انا اريد ان يتم عقد القران والخطبة رسميا في وقت واحد.."

هذا الموضوع يشغل بال اسيا كثيرا ..

لقد تفاجأت كثيرا ليلة الامس بهذا الانجذاب القوي بين رقية ورعد.. ونظرا للعلاقة التي تربطه بالعائلة وتواجده اكثر من المعتاد في بيتهم ومع الخطبة تشعر ان هذا غير صحيح.. ويجب ان تضعه في الاطار المناسب .. خاصة مع طبع رقية الجريء الذي طالما اقلقها ...

شعرت بلمسة من رضا تأخذها من شرودها وتعود بتركيزها اليه وهي تضيف بتركيز

" كأن يكون عقد القران يوم الخميس المقبل .. ما رأيك ؟ مجرد عقد المحكمة وعندما تعود رباب مع عبد الرحمن من رحلتهما ان شاء الله نقيم حفلا صغيراً في بيتنا .."

ناظرها رضا مفكراً ثم ايدها بكلام يعكس بعض افكارها الداخلية التي لم تفصح بها امامه " وانا من رأيك .. لا احبذ ان تكون خطبة فقط .. خاصة وهو في البيت المجاور وله حظوة لدى الخالة ابتهال ليدخل ويخرج بأريحية.. ولا ندري كم ستطول الخطبة ومتى سيتم الزفاف وهو ليس لديه بيت جاهز للسكن ويحتاج لوقت كي يجهزه .. الافضل ان يعقد قرانهما.."

فترد اسيا وهي تستقيم بجذعها لتواجهه

" نعم .. هذا افضل للجميع .. رعد شاب جيد لكنه متحرر بعض الشيء وجريء احيانا .. واحب ان توضع الامور في نصابها الصحيح.. "

قال رضا بهدوء " حسن سأكلمه بهذا الامر .. اظنه لن يعارض .. هل هناك المزيد لتطلبيه منه ؟"

لم ترد اسيا مباشرة بل سرحت قليلا فيسألها رضا " هل هنام امر يقلقك ولا تخبريني عنه؟!"

فترد اسيا " افكر برقية ... وافكر بأمي .."

فيعقد حاجبيه قليلا يتساءل بحيرة

" ما بهما ؟ "

ردت اسيا وهي تلامس بطنها عفويا " امي متعلقة جدا برقية وسيصعب عليها فراقها .."

عندها قال رضا " لكنها سنة الحياة يا اسيا .. والحمد لله انت ورباب في البيت المقابل لها .. تزورانها وتتواجدان معها باستمرار .. ولا تنسي شذرة ايضا موجودة معها .."

فتوضح اسيا بنظرة مستقبلية " لكن شذرة مصيرها الزواج ايضا باذن الله .. كيف ستعيش امي بمفردها في بيت طويل عريض..؟"

فيسأل رضا دون ان يتكهن قائلا بصبر

" هل لديك فكرة معينة ؟"

لترد اسيا بالقول " اجل .. اتساءل لماذا رقية ورعد يستنفدان مصادرهما المتواضعة في سكن بالايجار وفي الغالب لن يكون في حي جيد ..؟"

ليعبر رضا عن فكرتها بإطار واضح " هل تريدينهما ان يعيشا مع والدتك ؟"

عندها قالت اسيا باستفاضة " ولم لا ؟! لم تعد الحياة كما السابق ويُعاب على الرجل اذا عاش في بيت عائلة زوجته.. كما ان رعد من فكر مختلف ولن يُحرج من السكن في بيت عائلة زوجته .. وهو لا عائلة له وامي تحبه للغاية .. انه سهل المعشر ويكفي انه استطاع التآلف بالعيش مع سعدون القاضي بكل طباعه المزعجة الصعبة .."

يصمت رضا للحظات ثم يقول بحكمة " لكن من الضروري ان تكون لهما حياتهما الخاصة.."

فتشرح افكارها التي تشكلت الان بوضوح اكبر " يستطيعان اجراء تغييرات في البيت ليحصلا على الخصوصية كما فعلنا انا وانت او جناح خاص منعزل مثل عبد الرحمن ورباب .. رعد لديه بعض المال اليس كذلك ؟ فليصرفه في تجهيز بذرة بيت يكون لهما ولاولادهما ان شاء الله .. ورقية في كل الاحوال لها حصة في بيت والدي وانا على استعداد لاتنازل عن حصتي لها .. "

ينظر الى زوجته ورفيقة دربه ويرى انعكاس روحه فيها .. لو كان مكانها لفكر بنفس الطريقة بالضبط ولتنازل عما يملكه لاخته او اخيه ..

لكن يبقى هناك اصول يجب ان يتبعاها لتحقيق غايتهما بشكل مقبول للجميع ..

قال رضا وهو يوجه انظار اسيا لما يجب ان تفعله

" هذا الموضوع يجب ان تفاتحي به امك واختيك حبيبة ورباب اولا قبل ان نعرضه على رعد ورقية .."

تهز اسيا رأسها موافقة وهي تقول " هذا صحيح.. سأكلم رباب قبل سفرها وايضا حبيبة .. انا متأكدة انهما لن تمانعا .. لكن امي بصراحة لا اعرف .. فربما لن تحب اجراء تغيير في البيت .. انت تعرف انها متعلقة به لانه من ريحة ابي.."

فرد رضا " على بركة الله .. اذن كلميهن واخبريني بعدها .. وتباحثي مع والدتك ايضا بشأن عقد القران يوم الخميس.."

تتمتم اسيا " ان شاء الله .."

تتحرك اسيا لتغادر السرير وهي تقول

" اظن حان وقت الغداء في بيت العائلة .. يجب ان اغير ملابسي واستعد .."

يستوقفها رضا وهو يمسك بذراعها ويقول

" هناك امر اريد ان اخبرك عنه انا الاخر .. في الواقع هما امران.. يخصان شذرة .."

تبدي اسيا بعض الدهشة وهي تتساءل بعفوية

" أمران يخصان شذرة ؟! خيرا ان شاء الله .."

ليرد رضا " الامر الاول حصل قبل ساعة فقط.. والد مصعب اتصل بي هاتفيا .. في الظاهر اراد ان يعايدني .. لكنه افصح عن سببه الحقيقي وهو رغبة في اصلاح بين مصعب وشذرة.."

تعقد اسيا حاجبيها قائلة بعد لحظة تفكير سريع " لا اظن شذرة سترغب بالصلح .. بل اظنها تمر بافضل حالاتها منذ فسخ هذه الخطبة .. "

ليعلق رضا بالقول " ما علينا الا التبليغ .. وهي من تقرر .. لان هناك خاطب اخر تقدم لها .. وعليها ان تفكر جيدا .."

يبتهج محيا اسيا وهي تقول بفرح " ما شاء الله.. هل تقدم لها اليوم ايضا ؟"

فيرد رضا وهو يطرق ببعض الغموض " في الواقع هو ارادها في نفس توقيت خطبتها لمصعب اول مرة وحالما علم بفسخ الخطبة اتاني من فوره يطلبها .. لكني قلت له يجب الانتظار فلا تصح خطبة جديدة بهذه السرعة بعد فسخ الخطبة الاولى .."

تتساءل اسيا ووجهها يشرق بشكل حلو " اثرت فضولي يا رضا .. من هذا العاشق المتعجل؟"

يرد رضا بهدوء " انه ... خليل .. اخو خلود.."

شيء ما شاب الاشراق على وجهها وظلله ببعض الظلال ..

صمت فرض نفسه وبدت اسيا وكأنها محتارة او مترددة ...

سألها رضا " لماذا صمتِ هكذا ؟"

عبرت اسيا عن تلك الافكار التي تدور في رأسها قائلة

" خليل شاب طيب ويكفي انه اخ لخلود .. لكن يا رضا .. شذرة امانة بعنقنا .. والشاب فقير الحال بالكاد يعيل نفسه .. واذكر ان خلود حكت مرة عن ضيق المكان الذي يعيش فيه بمفرده ، فكيف يريد الزواج .. ؟ وكيف ستعيش شذرة في ذاك الحي الشعبي الفقير ..؟ "

نظر اليها نظرة طويلة قبل ان يذكرها بالقول

" هل تذكرين ما سألتك اياه يوماً ان كنتِ ستقبلين بي وانا فقير الحال ؟"

ترققت نظراتها وردت بتساؤل " هل كنت مهموما بسببه ؟!"

يهز رأسه ويطل في عينيه ذكرى ذاك الهم بينما يرد على زوجته بالقول " الفقر يكسر هامات الرجال .."

فتحاججه بالقول " لكنك قلت ايضا بوقتها انك لم تكن لتطلبني للزواج .. هل تذكر؟ قلت لن ترضى لي بأقل مما اعتدت عليه في بيت ابي .."

فيرد عليها قائلا " نعم .. وهذا ما فعله خليل ايضا .. لم يطلبها بوقتها رغم رغبته فيها .."

فتتساءل ببعض العجب " وما الذي تغير الان .."

يفسر لها رضا الوضع الجديد قائلا

" حذيفة منحه فرصة عمل افضل ليحسن مستواه ويرفع دخله.. خليل الان شريك له في المحل مقابل مسؤوليات اكبر .. "

تصمت اسيا وهي تفكر بينما يضيف رضا بشكل واقعي " مؤكد لن تتحسن حالته لاشهر او حتى عام .. لكنها بذرة بداية ليكون بوضع ملائم ليفتح بيتاً مناسبا مع شذرة .."

بدت اسيا محتارة وهي تقول " لا اعلم يا رضا .. احتاج ان افكر اكثر بالموضوع ..هل خلود تعلم ؟"

فيرد رضا " ما فهمته من حذيفة انها لا تعلم شيئا ابدا حتى اللحظة .."

فتهز اسيا راسها وهي تتمتم " هذا افضل .. خلود عاطفية جدا ومندفعة .. دعنا نفكر بتأن ونأخذ رأي صاحبة الشأن ايضا .."






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13684687...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس