عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-18, 09:15 PM   #7324

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

يوم الخميس .. عصراً

امام المحكمة ...



تراقب رقية بغيظ رحيل امها واختها اسيا مع رضا في سيارته ثم تلحقه سيارة يحيى الذي يغمز لها بابتسامة مشاكسة وهو يلوح لها بيده ..

خونة ! كلهم تركوها مع هذا المشاكس المزعج الذي يقف جوارها .. وهي منذ ايام تشعر بالغضب منه ولا تلتقي به ابداً ...

امها توبخها على سوء تعاملها مع خطيبها .. واختاها اسيا وحبيبة تفعلان .. حتى رباب اتصلت بها من البلد الذي سافرت اليه مع عبد الرحمن لتوبخها هي الاخرى !

" مبارك دميتي .. هل سنبيت هنا على الرصيف ؟! "

نبرة صوته المستفزة جعلتها تهدر فيه وهي تلتفت برأسها نحوه " لا تناديني دميتي .. ونعم أنا سأظل هنا و .. وحدي .. على هذا الرصيف حتى اجد سيارة اجرة تعيدني للبيت .. "

ينفجر ضاحكاً ويبدو في اشد حالات السعادة التي تزيد استفزازها منه اكثر فتكز على اسنانها وتقول من بين اسنانها " لا تضحك .."

يمد يده ليمسك كفها فتبعدها بعنف وتهدر من جديد " لا تلمسني ... ولا اريدك حتى ان تكلمني .. لقد احتملت تمثيل دور العروس السعيدة الهبلاء امام اهلي اليوم فقط حتى لا يوبخوني لاني اعاملك بشكل سيء .."

عيناه تلمعان بالسعادة ورغم غضبها منه الا ان تلك اللمعة تفعل بها الافاعيل .. يقول بصوت مبحوح " كلمة (لا) علقت بلسانك يا قطة ! منذ بداية الاسبوع وانت تخاصمينني بشكل غير معلن .. هذا غير صحي لحياتنا الزوجية.."

زفرت بقوة تقاوم تأثيره عليها ثم تعانده بالقول الطفولي " لا تقل حياتنا الزوجية .."

يمسك كفها بقوة هذه المرة حتى لا تفلت بينما يسير بها عنوة وهو يقول بمزيد من الاستفزاز والعناد الذي يواجه عنادها

" في حال انك نسيتِ .. انت منذ دقائق قلت للقاضي الشرعي (نعم اوافق) .. هذا يسمونه باللغة العربية انك اصبحت .. زوجتي .."

تحاول نزع يدها منه ولا تبالي بنظرات المارة اليهما بينما تهتف به " الا تفهم .. الا تشعر ! "

يواصل سحبها خلفه ويلتفت برأسه فقط يرد عليها بما يثير غيظها " لا .. توقفت منذ فترة عن اي نشاط عاطفي وذهني كهذا "

تستسلم وهو يجعلها تعبر للشارع المقابل ولا تعرف اين يأخذها بالضبط .. فقط تراه يشير لسيارة اجرة كي تقف لكن السائق لم يستجب فيحاول مع سيارة اخرى ..

قالت وهي تشكوه " انا غاضبة ومقهورة وانت حقا لا تبالي بمستقبلي المهني .. أقول لك الدكتور سامان لم يثبت تعييني .. انا الوحيدة التي لم يوقع .. واخذ اجازة طويلة .. حلمي أن اصبح (معيدة) يتلاشى مني وانا عاجزة عن الامساك به .. هل تفهم اهمية هذا الامر الذي سأخسره ..؟!"

يرمقها بنظرة جانبية موبخة ومتشفية ثم يقول ما يوجع غرورها " وماذا كنت تظنين وانت تتلاعبين معه ..؟! هذا اقل جزاء لك .."

تعاند الحقائق باسلوبها الملتوي .. وبكل وقاحة تذكر ما يخدم حجتها ويقويها لتبدو انها صاحبة الحق ...

" لم اكن اتلاعب ! انا أُحرجت منه فقط عندما فأجاني بطلبه.. كما انه رجل ناضج ويجب ان يعطيني حقي بغض النظر عن سوء الفهم الذي حصل .."

يهز رأسه يمينا وشمالا وهو يضحك بخفة ويلوح لسيارة جديدة وهو يقول لها " رقية العطار انت سيدة المتلاعبين ... ووقحة لدرجة لا تُصدق ولا تُغتفر .."

تضرب بكعبها العالي فوق الاسفلت بينما تعود لتقاوم يده المتشبثة بخشونة بيدها " سأريك الوقاحة على اصولها فيما بعد .. الآن اعدني للبيت وسأدعي امام امي اي سبب لعودتي المبكرة.. لا اصدق اصلا كيف اقنعت رضا بهذه البساطة ان يتركنا نخرج بمفردنا هكذا.. ثم لماذا جعلتنا نعبر للجهة المقابلة ؟! "

لم ينجح مع سيارة الاجرة مرة اخرى ليلتفت اليها وينظر نحوها بتلك النظرة التي تضعفها ثم يقول بنبرة خاصة مع ابتسامة عابثة غير حقيقية " عبرنا لاننا ذاهبان بالاتجاه المعاكس يا ذكية .. اما بالنسبة لرضا فأخبرته اني اريد ان اريك الحي الذي ولدت وترعرعت فيه .."

ثم تتسع تلك الابتسامة التي يغطي بها على احساسه الحقيقي ليضيف " حيث تلصصت على ابنة الجيران لاول مرة وهي تنشر الغسيل وتشد منامتها القطنية للاعلى كاشفة عن ساقيها.."

وكأنها في سجال عفوي معه .. تدرك ما يفعله اللحظة واختلافها عن اي لحظة اخرى ..

تدرك انه لا يستفزها ويغيظها هذه المرة وانما يداري ويريد منها ايضا ان.. تداري ..

ترد هذه المرة وهي تلعب اللعبة التي يريدها فتواصل لعبة النقار بينهما وتقول بغيظ مفتعل

" اذهب من امامي يا رعد والا سأضربك على رأسك بإحدى الطوب المرمية هناك.."

وتشير لبضع طوب آجر مكسر على الرصيف فيضحك وهو يشير لسيارة اجرة جديدة فينجح هذه المرة فيجرها لتصعد وهو يهمس مداعباً

" تعالي ..كفى ثرثرة... اعلم سيقتلك الفضول لتعرفي المزيد عني .."









حي الـ(....)



منذ نصف ساعة يدوران في حي سكني يشبه الحي الذي يضم بيت الصائغ والعطار ..

كانت مستسلمة وهو يجرها معه ويده التي تمسك يدها توصل اليها امواجاً من التوتر والارتباك .. ومشاعر اخرى لم تفهمها رقية ..

لكنها تركته يثرثر بجمل ليست مترابطة فعلمت انه احيانا يفكر دون ان يتكلم فتبقى بعض الجمل خفية عنها عالقة في رأسه هو وحده ..

واشتد توتره وهو يقترب من بيت عائلته ..

البيت الذي ولد وترعرع فيه وبات يسكنه غرباء الان ..

كان يقاوم ليبدو مسيطراً لكن نبرات صوته تخذله وحنين جارف يضعفه وشوق لماض واناس غاليين عنده لن يعودوا ابدا ...

تمتم بتلك النبرة " هذا بيتنا .. لم يتغير كثيرا .. انظري .. تلك كانت غرفتي في الطابق الثاني .. غرفة عصام ..في الجهة الخلفية .. وتلك .. غرفة ابي و ... امي...."

دون ان يشعر كانت يده تعتصر يدها فتلامس ذراعه وتسأله " هل انت بخير ؟"

يلتفت اليها وينظر لعينيها فيرد بخفوت

" نعم .. تعالي .."

ثم يجرها بعيدا عن ذاك البيت الذي لا يختلف كثيرا عن بيوت كثيرة لمتوسطي الدخل في العاصمة ..

سارا معاً بين الافرع الداخلية للحي حتى اشار الى احدى المباني الرمادية قائلا بحنين مختلف " هذه مدرستي الابتدائية ..."

ثم سار بها أبعد من هذا وتشعر فقط بحاجته لفعل ما يفعله الان .. وبحاجته لوجودها هي تحديدا معه .. فتمنحه ما يريد وكأنها تمنحه القوة والدعم اللامشروط ..

سيبقى رعد احجيتها الاصعب التي تحتاج الكثير لتفهمه ..

هذه المرة وقف على ناصية رصيف امام احد البيوت حيث تم تحوير جزء من مقدمتها لتكون محلا صغيرا لبيع المواد الغذائية ..

رجل في بداية الخمسين يقف فيه ومعه رجلان اخران من نفس السن يبدوان كاصدقاء له ..

يتضاحكون ويتكلمون بصوت عال بينما رعد يقف مكانه مع رقية يراقبهم دون ان يقترب..

قال اخيرا " هذا ابو وليد .. ما زال كما هو ! فقط الشيب زاد في شعره الاسود ..."

ثم التفت لرقية ليخبرها المزيد " والدي ساعده ليفتتح هذا المحل كجزء من بيته .. هل تعلمين انه ضربني مرة على مؤخرتي بشكل موجع عندما كنت في الثانية عشرة وبكل وقاحة اتيته طلباً لشراء سيجارة ؟! "

تضحك رقية بينما يرتفع صوت ابي وليد بحماسة الحوار " وحق الرسول محمد كما اخبركم بالضبط هذا ما حدث .."

لم تهتم رقية كثيرا بما يقوله الرجال الثلاث بينهم لكن رعد تبسم وهو يقول " انه ليس بمسلم .. هو من الصابئة المندائيين لكنه لا يحلف الا بـ (وحق الرسول محمد) ... عنده عشق للرسول وال بيته .."

تمتمت رقية وهي تنظر لجانب وجهه

" عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام ... اذهب وسلم عليه يا رعد .. سيفرح لرؤيتك..."

لكن رعد يبدو غير مستعد لسبب ما ..

بدأت تشعر انه يفتقد الكثير من ماضيه الى درجة الألم المبرح لما فقده...

قال رعد وهو يسحبها في اتجاه اخر " ليس اليوم ... تعالي ..."

ظلا يسيران معاً ويلتقيان ببعض المارة الذين يرمقونهما ببعض الفضول لكن رعد لا ينظر لاحد ..

شعرت رقية ببعض الحرج فتسأله بخفوت

" الى اين تأخذني الآن.."

هذه المرة اللمعة الشقية في عينيه كانت حقيقية وهو يرد عليها " الى مكان سري .. كنت اختبئ فيه وانا طفل ثم اصبح ملجأي عندما غدوت مراهقاً.. احذري .. بدايته ضيقة ويجب ان ندخل بشكل جانبي .."

كان اقرب لشق بين جدارين قديمين !

في البداية ترددت رقية لكن رعد لم يمنحها فرصة الاعتراض وهو يسبقها الدخول بوضع جانبي ويهمس بدهشة محببة " ربااه .. ما زال كما هو ! وكأني بالامس فقط كنت هنا.."

كانت تعاني حتى لا تتعثر ببعض الاحراش بينما تشاركه ذكرياته وهو يشرح لها " انه ممر ضيق يعود الى جزء خلفي خفي من السور مهدم بعض الشيء جزء من بيت مهجور .."

بدأ الممر يستع فجأة لتجد نفسها مع رعد في مكان مقفر .. مجرد جزء مهدم من سور بيت..

كما قال رعد بالضبط ..

عبر من فوق السور المهدم للحديقة الخلفية من البيت المهجور ودون ان يقول شيئا كان يمد ذراعيه ليمسكها من خصرها ويرفعها ويعبر بجسدها السور وانفاسها تتسارع ...

انزلها أرضا وعيناه في عينيها ثم تبتسم شفتاه في شقاوة واصابعه تتلاعب عند خصرها قائلا وهو يخبرها المزيد من الماضي " كل الاطفال كانوا يخافونه .. كان هناك كلب شرس يتواجد فيه ويظنونه روح البيت الشريرة .. لكنه لم يكن الا مجرد كلب من الكلاب السائبة المسعورة .. "

للحظة كفاها تشبثتا بقميصه في رعب وعيناها تدوران في المكان المهجور والحديقة التي تحولت كغابات من الاحراش فتوبخه قائلة بهلع " كيف تحضرني هنا؟! الا تعلم شدة خوفي من الكلاب السائبة ؟!"

يضحك رعد ثم يميل نحوها قليلا هامساً

" لا تخافي .. هل يعقل انه حي حتى اليوم ؟! لقد مات منذ سنوات ودفنته بنفسي هنا .. اكتشفت حينها انه مجرد كلب مسكين مريض ولم يبغي الا رعاية واهتمام.."

كان صدرها يعلو ويهبط وتشعر بركبتاها تتخبطان في ضعف .. عيناه باتتا اشد شقاوة وخطورة فيميل لفمها اليها هامساً بنبرة حلوة

" الان ... اين كنا وصلنا بالعد اول ايام العيد؟ اظننا وصلنا ثانيا .. واشعر برغبة لاكمال باقي العد هنا ... حتى آخره .."

تبتلع ريقها لكنها تقاوم بردة فعل تلقائية منها .. تدفع بيدها اليمنى فوق صدره لتبعده وهي تقول بنبرة ارادتها صلبة وواثقة

" رعد ... تأدب .. دعنا ... نعود .."

ينزل بنظراته لكفها الذي يدفع فوق صدره فيحدق بالمحبس ذو فص الشذري وتتبخر تعابير المكر والخطورة الشقية لتكتسح ملامحه تعابير عجيبة جعلت قلبها يختض بعنف ...

تعابير تفيض احتياجاً اكتسحها ..

يحاوط يدها تلك بكفه ثم يرفعها لفمه يلثم ظاهرها فوق المحبس ثم يلثم باطنها ..

ذابت مكانها وهي تشعر بشفتيه تلامسان يدها بهذه الطريقة ثم يترك كفها فوق صدره ليمد اصابعها لاعلى فستانها وبحركة متلهفة يزيح حافته عند العنق للاسفل فتظهر له الدلة الذهبية فوق عظمة الترقوة البارزة بانوثة فيميل دون شعور ليطبع قبلة حارة فوق (الدلة) ملامسا بشفتيه بشرة رقية الحنطية..

كانت تضيع تماما في ذوبان حار لكنها تقاوم حتى لا تغرق امام هذا الطوفان العجيب الذي لم تتخيل انها ستختبر مثله يوماً..

تهمس اسمه في اعتراض واهن بينما يتتبع هو مسار السلسلة بقبلات عاطفية للغاية ابتداء من عظمة الترقوة وحتى يصل اسفل عنقها فيهمس برجاء يذيب القلب " اياك ان تخلعينهما رقية .. اريد ان اراهما دوما معك.. المحبس والسلسلة .."

كان قلباهما معاً في ثورة مجنونة وانفاسهما ترتطم ببعض ... يرفع وجهه ليقربه من وجهها هامساً بنبرة عجيبة حولت عظامها لهلام

" ليتني قابلتك منذ اثنتي عشرة سنة .."

يرتخي جفناها وما زالت تقاوم فترد بخفوت ساخر " لكنت وجدتني مجرد طفلة حمقاء رومانسية في العاشرة .."

يضحك برقة ثم يرد بهمس مشاكس " وهذا افضل .. حتى لا اتعب كثيرا وانا اغويك .."

ترفع نظراتها بتحد اليه وهي تقول باعتزاز وفخر مُلهم " ومن سيسمح لك باغوائي ؟! لكان فرمك فرماً .."

كفه الايمن يرتفع لوجهها وبسبابته يلامس بارتعاش لذيذ شفتها السفلى هامساً بسؤال مختصر " من ؟"

فترد عفوياً " يونس ..."

شهقت وذراعه تلتف بعنف حولها يعتصرها بعاطفة خطيرة اشتعلت في عينيه ثم يميل بفمه لشفتها هادراً بخشونة " يكفي حرف (الواو) هذا في اسمه ليفرمني فرماً .."

الطوفان اغرقها ولم تعد تشعر ماذا يحصل ..

في اشد احلامها الرومانسية ابهارا لم تكن تتوقع هذا .. بل شعرت بمدى براءتها وسذاجتها وهو يقبل شفتيها بحرارة حارقة وكأنه يتوق اليها من سنوات ...!








يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 10-10-18 الساعة 09:20 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس