عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-18, 10:12 PM   #11694

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يجد الحي القديم والشعبي مادة دسمة للكلام بهذا الشكل منذ اكتشفوا في العام الماضي بأن صانع العود المحبوب من الجميع ما كان إلا قاتلا متسلسلا ومجنونا وأن ابنة أخيه كانت من سلمه للشرطة ..
الهمسات تصاعدت بين الجميع .. النساء تجمعن في الشرفات يتبادلن الإشاعات بمزيج من الوجل والحماس .. الرجال كانوا في حالة من الذعر وقد كانت المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا في حيهم الصغير ..
أن تقدم إحدى نساء الحي على الانتحار فجأة ... أن يستيقظ أطفالها ليجدوها معلقة إلى السقف بحبل قديم .. فتستيقظ الحارة كلها على صوت صراخهم .. وأن تكون تلك المرأة هي زوجة أخ ذلك القاتل المتسلسل .. والتي كان الجميع يتحدث في السر عن شكهم بعلاقة كانت تجمعها بشقيق زوجها .. كان أكبر من قدرتهم على الاستيعاب .
وكأن هذا لم يكن كافيا .. الجنازة التي أقيمت لها .. كانت شيئا لم ير الحي مثله أبدا .. أشخاص لم يسبق لهم أن رأوهم من قبل .. كانوا من تكفلوا بكل شيء .. أشخاص كان واضحا أنهم من طرف الشاب الذي شوهد برفقة الابنة الضالة مرارا ... الابنة التي كانت من بلغ الشرطة عن عمها .. ثم طردتها والدتها من البيت لسبب مجهول .. البعض .. كانوا يقولون بأنها خطيبته ... إنما ... كيف لفتاة مثلها أن ترتبط بشاب كان من الواضح انتماءه إلى عائلة ثرية ؟
بالرغم من استنكار الجميع لتاريخ هذه العائلة التي ما عادوا يرغبون بوجودها في حيهم .. إلا أنهم لم يملكوا إلى أن يتعاطفوا مع الأطفال الذين وجدوا أنفسهم وسط هذه المعمعة بدون أي حول منهم أو قوة .. ومع الرجل المريض الذي لم يكن يستطيع فعل أي شيء لمنع كل هذه المآسي من الحصول من حوله .. الرجل العاجز الذي عرف قبل الحادث الذي تعرض له بالشهامة وحسن الخلق .. والذي يتذكره الجميع بالخير .. أن ينتهي الأمر بعائلته هكذا .. كان رغم كل شيء ... يسبب الحزن والأسف لدى الجميع ..
في الشقة الصغيرة التي ولدت فيها وردة وعاشت طوال حياتها ... كان الجيران من النساء يتجمعن كما يفترض بهن لمواساة العائلة المكلومة ...
فوق الأريكة القديمة .. كانت وردة تجلس وهي تحيط كل من شقيقيها بذراعيها .. تحدق أمامها بجمود من فقد القدرة على الإحساس ... والدها كان نائما أخيرا بعد أن أخذ دوائه .. وقد كانت ردة فعله الصامتة مثيرة للقلق لوردة التي لم تعرف إن كان غير مصدق لما حدث .. أو عاجز عن استيعابه .. وقد بات ذهنه في الفترة الأخيرة أكثر تشوشا ...
كنت قادرة على الإحساس بنظرات النساء إليها ... تتظاهرن بالحزن والبؤس .. يعددن مآثر المرحومة في خسارة .. إنما بعيدا عن مسامع وأنظار وردة .. كانت تعرف ما الذي كن يتهامسن به ...
أن تنتحر امرأة بعد وصول خبر موت شقيق زوجها في السجن بأزمة قلبية بساعات ... لن يمر مرور الكرام على حي تقليدي لا يحدث فيه عادة أي شيء غير طبيعي ..
بالطبع ... وردة أدركت بأنها كانت الشخص الوحيد المغيب الذي كان جاهلا لمشاعر والدتها اتجاه عمها كامل ..
كيف أغفلت عن العلامات الواضحة ... كيف رفضت أن ترى ما وراء اهتمام والدتها بشقيق زوجها العازب ..
عمها كامل كان شابا صغيرا عندما تزوج والداها ... متى توقفت والدتها عن أن تراه كأخ أصغر ؟؟؟
هل حدث هذا بعد أن وجدت نفسها بدون زوج رغم أن زوجها ما يزال على قيد الحياة ؟؟؟
هل عبث بقلبها وجود شقيق زوجها الذي يقاربها بالسن .. والذي كرس نفسه بشكل تام للعناية بعائلة شقيقه المريض ؟
هل كان هو من اتخذ القرار بخيانة أخيه العاجز ... أم كانت والدتها من قام بالخطوة الأولى ؟؟؟
السؤال الأهم الذي كان يتردد على عقل وردة الضائع في تلك اللحظة ... لماذا لا تشعر الحزن ؟؟؟
لماذا كان كل ما شعرت به منذ اتصلت بها جارة والدتها لتخبرها بالخبر .. هو الصدمة لا أكثر ... القلق على والدها وشقيقيها ............ والراحة ؟؟؟
امرأة متشحة بالسواد كانت تتجول بين النساء تقدم لهن القهوة المرة ... هه ... هل عليها أن تتساءل عمن تكفل بتوفير كل ما يلزم لأجل إقامة عزاء لائق ؟؟؟
عندما وصلها الخبر بينما كانت تتجادل مع كنان ... لم تع كيف أخذها بسيارته إلى منزلها ... كيف اتصل أثناء قيادته بوالده ... ليخبره باقتضاب وعجل بما حدث ... لم تعرف حتى وصلت بأن السيد نعمان كان من أرسل من ينصب زاوية للعزاء أمام المبنى وأشخاص يهتمون بكل التفاصيل الدقيقة ...
بأنه قد حضر في وقت لاحق كي يشرف على كل شيء وكي يمنع وجوده أي أحد من إيذاء عائلتها بكلمة مؤكدا بأنها ككنته المستقبلية ... كانت تقع ضمن منطقة حماية آل الطويل ...
بأن كنان لم يغادر لحظة ... كما لم يفعل ريان الذي جاء على الفور فور أن عرف ..
هي لم ترهما .... إلا أنها كانت قادرة على الإحساس بوجودهما حتى من مكانها في شقة عائلتها الصغيرة والمتواضعة ...
كنان ... لم يتوقف عن إرسال الرسائل لها منذ فارقته تاركة إياه في الأسفل ... مندفعة لرؤية والدها وشقيقيها ...
بالطبع .... هي لم ترد على رسائله بكلمة ...
وماذا تراها تقول ؟؟؟
إذ أن كلمات كنان لها في المطعم وخارجه ... ثم وفاة والدتها .. قد حسما كل شيء ...
وردة ..... لن ترى كنان مجددا ... وإلى الأبد ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس