عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-18, 04:50 PM   #495

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في مركز التسوق الواسع ، بعد خمسة أيام من الحادثة ، وقفت فرح مع لقاء في القسم المخصص للمنتجات النسائية ، الأولى تفاضل بين كريمات اليدين و الأخرى تجرب العطور على باطن معصمها .
- امممممم ، تمتمت لقاء باستمتاع و هي تغمض عينيها تسرح في عالم من رائحة الفواكه المنعشة بعد يوم جامعي طويل ، مرهق و ممل .

فتحت عينيها ببطء تخرج من شرودها الحالم و هي تسمع فرح تشهق ثم تبدأ في الشتم بصوت خافت :
- السافل ، ابن الكلب

التفتت لقاء حيث تجمدت نظرات صديقتها بتعبير مصدوم لترى ذلك الرجل الذي يقف على بعد خطوات قليلة و هو يضرب زوجته بقبضته على أعلى رأسها .
شهقت بعنف هي الأخرى و هي تتقدم نحوهما بسرعة و في اللحظة التالية فوجئ الجميع كما فوجئت هي نفسها بحقيبتها تصطدم بوجه الرجل و طبعا حين أصبح الأمر واقعا لم يعد هناك مجال للتراجع و وجدت نفسها تهوي ثانية و ثالثة ورابعة ثم فقدت القدرة على العد و هي تضرب وجه الرجل المذهول بحقيبتها القماشية .
كانت تضربه بحقد ، تضربه لما قام به و تضربه لأنها تريد أن تحطم شيئا في نفسها من ناحية الرجال أما هو فوقف جامدا مذهولا أمام هذه النمرة الصغيرة الفاتنة في غضبها المجنون و هي توجه له السباب و الضربات ، لم يكن متألما بقدر ما كان مصعوقا من الموقف و عقله يأبى التصديق كيف يحصل له أن تمتد يد عليه هو الذي تعود منذ سنوات أن له الحق الحصري في مد يديه على من حوله.
أخيرا أفاق من غيبوته اللحظية ليختطف حقيبتها ، يرميها على الأرض و يبدأ بالتكلم بألفاظ غير مترابطة :
- إنها زوجتي ، ما دخلك أيتها ال...
- بالضبط ، قاطعته و صوتها يتحول لصراخ حاد ، زوجتك يا حقير يا عديم الرجولة ،
اسمها زوجتك و ليست حمارة اشتريتها من السوق ، ليست جاموسة ورثتها عن أبيك ،
زوجتك تحترمها يا وضيع ، تسترها و تستر عليها ، زوجتك تغطي عليها عندما تخطئ و لا تجعل سيرتها على كل لسان ، لا تجعل اسمها مضغة بين أفواه الوضعاء مثلك .

التقطت حقيبتها و استعدت لترفعها مرة أخرى عندما شعرت بيد على ذراعها تمنعها من الحركة بينما صوت رجولي يقول لها :
- صلّي على نبي الله يا آنسة
- صلى الله عليه و سلم يا أشباه الرجال ، قالت بسرعة و هي تجذب ذراعها من يده و تبدأ بالابتعاد عن الحلقة الفضولية التي تكونت بسرعة الضوء.
كلكم مثله ، كلكم ، جميعكم دون استثناء ، الدين بريء منكم و من انعدام رجولتكم .
- لا أحد منا يعرف ماذا فعلت يا آنسة ، قال أحدهم و هو يبتعد ليفسح لها الطريق .
- و هذا عذر لأن لا تتدخل ، وقفت تجيبه باحتقار ، هذا عذر لأن تخرس ضميرك
مهما يكن الذي فعلته فهي إنسانة و لو أخطأت فليس له الحق في أن يتسلط عليها و لكنكم رضيتم بتسلط القوي على الضعيف في مواقف كهذه لذلك يسلط الله عليكم زبانيته .
في يوم ما حين يمسكك أحدهم يحطم عظامك ضربا في وسط الشارع كلنا سنكتفي برفع أيدينا و نقول لا ندري ما الذي فعله ليعاملوه كحيوان .
و لكني أنا لست مثلكم لأني أؤمن أن مادام الله خلق الآخر إنسانا فيجب علينا معاملته كإنسان .

نظر إليها الشاب عاجزا عن الكلام و هو حائر بين التركيز على القذائف التي تطلقها من شفتيها أو على نظرة الغضب التي تبرق في عينيها السوداوين الواسعتين .
فتح فمه ليقول شيئا لكن فرح سبقته و هي تجذبها من ذراعها بقوة بينما تهمس لها بغضب :
- دائما بفضائحك ، الذنب ليس ذنبك يا مجنونة ، الذنب ذنبي أني لا أتوب عن الخروج معك .
- فرح اصمتي من فضلك .
- اخرسي أنت و صدقيني هذه آخر مرة أخرج فيها معك إلى مكان عام .

أسرعت بخطواتها تهرب من النظرات المستهجنة التي يقابلهما بها العاملون في المحل .
بعد دقائق ، في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة ، التفتت فرح بغضب إلى لقاء القابعة بجانبها تأكل أظافرها بتوتر و هي تقول :
- أرأيت يا حيوانة ، بسببك نسيت أن أشتري الكريم .

زفرت لقاء بصوت مسموع و أشاحت بوجهها تنظر من النافذة بينما تبرطم بشتائم خافتة . التفتت و هي تسمع فرح تقول لها من بين أسنانها :
- اسمعيني يا لقاء بمناسبة الحديث عن الفضائح ، أريد منك أن تكفي عن الاتصال بمؤيد .
- من فضلك فرح ...
- كلا يا لقاء ، لا نقاش في هذ الموضوع ، أنت مختفية وراء الهاتف و أنا موجودة في الصدارة أمامهما و بصراحة الموضوع زاد عن حده .
- لا تقولي لي أنه يهمك رأي أمثال مؤيد و شادي فيك .
- السافل مؤيد لا يهمني قيد أنملة .
- و القذر الآخر ؟

التفتت إليها فرح بغضب لتهمس بحدة :
- اسمعيني جيدا يا بنت ، تكلمي عن مؤيد كما تشائين و لكن شادي لا تذكري اسمه على لسانك .
- لماذا ؟ لأنه حبيب القلب ؟
- ما بيني و بينه شيء لا يخصك ، ثم هو لم يؤذك في شيء فلا داعي لأن تكوني نذلة في حقه ، قالتها ثم أشاحت بوجهها بعيدا عن عيني صديقتها المستهجنتين .
- بصراحة يا فرح أحيانا أعجز عن فهمك ، أنت طلبت مني أصلا أن أكلم مؤيد بدلا منك لكي تغيظي شادي و تشعلي ناره و الآن أصبحت فجأة تخافين على مشاعره .
- كنت تافهة .
- و الآن أصبحت عميقة و أنت تخافين عليه من شتائمي التي لن يسمعها بينما هو كان ينوي أن ..
- اخرسي لقاء أو أنزل حالا و أتركها لك واسعة لتكملي مواعظك لوحدك
- مواعظي ؟!! تساءلت لقاء باستنكار .
- نعم هذا ما تفعلينه طوال الوقت ، تعظين ، لأنك تظنين نفسك أفضل من الجميع كأنك منزهة عن الخطأ .
- أنا لم ..
- بلى هذا ما تفعلينه ، قاطعتها فرح بحدة ، أخبريني ما الذي تعرفينه عن شادي ؟
هل تعرفين ظروف نشأته ، هل تعرفين الضغوطات التي يتعرض لها ؟
هو لم يتعود على معرفة فتيات مثلي أنا و مثلك أنت ، محيطه مليء بالأصناف الرخيصة .

صمتت تسيطر على أنفاسها المضطربة قبل أن تواصل بصوت هامس :
- هل تعرفين ماذا حصل له في إحدى المرات
كان في المدرج داخل الجامعة يصغي للدكتور حين جاءت فتاة و جلست بجانبه
و بعد انتهاء المحاضرة ظلت تتحدث معه ثم طلبت منه أن يدعوها على قهوة ليشرح لها ما فاتها منها .
تصرف شادي معها بحسن نية و هي تظاهرت بالاهتمام .
- أتعرفين ماذا جاءت تطلب منه في الغد ؟
- أستطيع أن أتخيل
- جاءت تطلب منه أن أن ...أنت تعرفين
- و هو طبعا لم يخيبها

عادت فرح لتشيح بوجهها ثم التفتت تواجهها و هي تقول بتوتر :
- نعم أعترف لك أنه ضعيف ، ضائع ، لكنه ليس قذرا ، مفهوم
- كما تشائين ، تمتمت لقاء و هي تقلب شفتيها بامتعاض ، أتمنى فقط ألا تغيري رايك يوما في مؤيد أيضا بعد أن سمعت ما يقوله عنك و يصبح قديسا في نظرك .
- كلا مؤيد مختلف ، مؤيد حقير و مؤذ .
مؤيد رجل خطير ، لا تستهيني به ، لا تقولي أني لم أحذرك .
- ههه ، لا يوجد رجل خطير علي أنا
- لقاء أنا أتكلم معك بجدية ، التفتت تنظر لها داخل عينيها ، مؤيد رجل ناضج ، هو في الثالثة و الثلاثين و ليس مثل أولئك السذج الذين عرفتهم من قبل .
- و أنت تظنين أني في الواحدة و العشرين كما تقول شهادة ميلادي ، كلا حبيبتي الهم الذي عشته يجعلني أكبر من ذلك السافل بكثير .
أنا ألعب به و بعشرة من أمثاله ، لا تقلقي علي .

أضافت تقول بصوت مهادن و هي ترى تأفف فرح :
- و عموما أنا مللت منه ، اتركيني فقط أكمل معه فترة امتحاناتي و أفرغ شحنتي السلبية على دماغه و دماغ أمه ثم أرميه في أول سلة قمامة تصادفني .

صمتت تنظر إلى جانب وجه فرح الساهم ثم أضافت بصوت خافت :
- و سأبحث لك عن سلة قمامة لطيفة محترمة تضعين فيها شادي ما رأيك ؟

هزت فرح رأسها في يأس منها بينما اسمه يعود لاحتلال أفكارها .
شادي...
أغمضت عينيها ببطء و هي تسترجع تلك اللحظة الفاصلة في علاقتهما معا . تذكرت كيف توقف الكلام فجأة بينهما ، كيف حاولت بألفاظ متعثرة أن تعيد الحوار الخابي إلى الحياة و لكن تيارات العاطفة بينهما كانت أقوى .
و أخيرا صمتت لتراه بعد لحظات يمد يده ببساطة كأنه يفعل ذلك كل يوم ، ينزع الدبوس الذي يثبت حجابها ثم يكشف عن شعرها و يحرر خصلاته بلطف .
في الأثناء كانت ملامح وجهها لا تعكس وجيب قلبها الذي يكاد يقفز خارجا استجابة للمساته .
شعرت بأصابعه عند أعلى رقبتها تداعب شعرها بلطف . ثم سمعت همساته لها باسمها :
- فرح
لم تستجب لندائه ، لم تقدر و ظلت في نفس الوضع ، خافضة رأسها ، مسدلة جفنيها حتى شعرت بشفتيه .
و اقترب منها كما لم يقترب منها أحد من قبل و لا من بعد .
عندما افترقا كانت مشاعرها ممزقة بين دفء قبلته و لهيب ندمها و لم تستطع رفع عينيها إلى وجهه .
شعرت بذراعه تحيطها مرة أخرى لتجذبها من جديد إلى حضنه ثم في آخر لحظة تراجع .
و دون أية كلمات أخرى ، أعادها من حيث أخذها ، أمام مبنى الجامعة .
و حتى هذه اللحظة لم تفهم
لماذا تراجع ؟
في ذلك الوقت لم تكن مثلما هي الآن ، كانت أضعف من أن تقاومه .
إذن لماذا لم يكمل ؟
" فقط لو أفهم يا شادي ما السبب وراء رميك لي و عودتك الآن لتجري ورائي .
فقط لو أفهم حينها ربما بل أكيد سأستطيع نسيانك . "
…………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس