عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-18, 05:02 PM   #496

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد أسبوع من إصابته ، و في تمام السادسة صباحا ، وقف عصام أمام نافذة غرفته عاجزا عن كتمان ابتسامته و هو يراقبها من خلال الزجاج العاكس تدخل بهدوء و تبدأ بإزالة تنكرها .
نزعت وشاحها الخفيف ثم نظاراتها التي تخفي نصف وجهها ، وضعت حقيبتها بعدم اهتمام ثم التفتت له بابتسامة مشرقة خفق لها قلبه رغما عنه .
سألته عن حاله عدة مرات كالعادة ثم تحدثا في أشياء عامة قبل أن يسود نفس الصمت الذي يحيطهما في كل مرة ينتهي فيها الكلام .
راقبها عصام ترتشف عصيرها من العلبة الصغيرة بينما يفكر في غرابة كل شيء يتعلق بها و به ،
بداية علاقتهما ، لو كان يستطيع إطلاق هذا الاسم على ما يجمعهما ، كانت من أغرب البدايات .
يذكر جيدا كيف كان يريد أن يربيها ، أن يقوم بالشيء الذي بدا له أنه لم يقم به أحد من قبل .
أراد أن يجعلها ترى نفسها من خلال عينيه ثم يرفضها ليقتل بعضا من غرورها و يريها على عين الواقع أنها لا تستحق أبدا المكانة التي تضع فيها نفسها و لكن ...
شردت نظراته في ملامحها التي أصبحت مألوفة بشكل مؤلم له و تنهد و هو يردد بداخله :
- و لكن ...

في ذات اللحظة كانت شاهيندا تتظاهر بالانشغال بعصيرها و هي واعية جدا بنظراته إليها .
و لأول مرة تجد نفسها غير راغبة في التفكير إلى ما سيؤول إليه كل هذا ، الآن تريد فقط أن تشعر
و تنعم بكل هذا الدفء الذي ينبعث منه نحوها .
لأول مرة ، تسكت عقلها عن العمل و تنقاد باستسلام لعواطفها ، تستمع بخضوع غير مألوف إلى أوامر قلبها .
لأول مرة تترك دون ندم جميع دفاعاتها و تنتظره بشوق ليأخذها إلى عالم جديد ، عالم تعرف أنها ستجد نفسها من خلاله بشخصية أخرى ، الشخصية التي تمنت طوال عمرها أن تكونها .
باهتمامات أخرى ، برؤية مختلفة
أو بلا شيء ، المهم أن تكون معه .
لا تنكر أنها لا تريد أن تترك كل شيء من عالمها و لكنها فعلا شبعت من تفاهاته .
الآن هي تريد الاستقرار و بعمق و بشدة ، تريد شخصا يكون دائما موجودا من أجلها ، لا ترغب بمزيد من الوحدة .
أمها على الأقل لديها أخت تشتكي لها همها و هي إلى من ستشتكي ؟
مهى فعلا كأختها لكنها لن تكون أبدا أختها و هذا شعور لا تعرفه إلا من كانت مثلها حُرمت من أخت .
طرقة هادئة على الباب أيقظتها فورا من أفكارها لتقوم فورا و هي تعي تقدم الوقت ، فتحت الباب للعاملة التي أحضرت له وجبة الإفطار ، أخذتها منها و وضعتها على الطاولة المتحركة أمامه .
- هل تحتاج شيئا آخر قبل أن أغادر ؟
- كلا ، شكرا

صمت و هو يشاهدها تلف وشاحها ثم قال بهدوء :
- هذا يومي الأخير هنا .
- أعلم ، أجابته دون رفع عينيها إليه ، الطبيب أخبرني .

حيته بقلب خافق ثم خطت خارج الغرفة ، أغلقت الباب بهدوء ثم مدت يديها تضع نظاراتها حين سمعت الصوت الغاضب .
- إلى أين يا حقيرة ؟

......................
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس