عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-18, 09:08 PM   #7522

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي .. الجانب الشرقي..



ينزل حذيفة درجات السلم وهو يثرثر مع خليل حتى وصلا سوية الى نهايته فيقول خليل منبهاً حذيفة " اخر درجة مكسورة .. على مهلك.."

يرد حذيفة بمشاكسة ومناغشة " حاضر سأنتبه يا رقيق القلب .. لا اريد ان أتخيل ما الذي كنت ستفعله لو كانت شذرة مكاني .."

يضحك خليل بينما تُفتح باب الشقة في الطابق الارضي لتطل منه نبراس .. فتقف هناك بجلباب شعبي مغرٍ والعلكة في فمها تمضغها بميوعة خاصة اما عيناها فتناظران الرجلين بوقاحة وصفاقة ..

تلقي السلام بنبرة رنانة مزعجة ونكتة سمجة " مساء الخير .. ام هل يجب ان اقول .. عصر الخير ؟!"

يغض خليل بصره تلقائيا وهو يرد بتحفظ

" مساء الخير "

اما حذيفة فينظر في عينيها مباشرة ويرفع حاجبيه بتهكم فتتسع ابتسامة نبراس وهي تسير نحوهما وعيناها على حذيفة فتقول له بميوعة " ألن ترد السلام يا ابا سعاد ؟"

يهز حذيفة رأسه وهو يضحك ضحكة خافتة قصيرة ثم يتجاهلها ليوجه كلامه لخليل قائلا " هيا يا خليل .. تأخرنا .."

بجرأة تمسكه نبراس من ذراعه وتغرس اناملها في لحمه في معانٍ مبطنة مكشوفة في ذات الوقت لتقول " قل لخليل ان يراعي الجيرة .. منذ ايام اطلب مساعدته في تصليح السخان وهو .. لا يستجيب.."

يعقد خليل حاجبيه وهو ينظر لاصابع نبراس الجريئة اما حذيفة فلم تتحرك به شعره ليرد عليها بنبرة جافة " اي سخان هذا وسط جحيم الحر الذي نعيشه؟! "

ارتبكت نبراس وعضت شفتيها احراجاً بينما يبعد حذيفة اصابعها بخشونة ويضيف بمزيد من التهكم " افتحي الصنبور وضعي يدك تحته وعندها حرارة الماء ستعيد اليك الذاكرة .. لدينا سخان طبيعي مجاني في الصيف اللاهب .. ومؤكد لا تحتاجين لـ ..." والتفت برأسه ناحية خليل مكملا جملته

" لخدمات خليل .."

يتحرك حذيفة وهو يدفع خليل امامه ..

قال خليل وهما يخرجان من المبنى " لقد احرجتها يا حذيفة .. اشفقت والله عليها.."

يتنهد حذيفة وهو يرد عليه " رقة قلبك هذه هي من تجر رجليك للتهلكة .."

يعبس خليل بينما يصلان للمقهى الشعبي فيجلسان على احدى الارائك الخشبية ويطلب حذيفة الارجيلة بينما يكتفي خليل بالشاي..

بعد لحظات تساءل خليل باحباط

" اظنك لم تأتني اليوم لاجل .. موضوعي .. اليس كذلك ؟ "

فيرد حذيفة بخبث " اي موضوع ؟ اشجان مثلا وطريق التهلكة الذي ترسمه لتجرك اليه؟ "

يزفر خليل بنزق طباعه ليقول " هلا تركت اشجان في حالها وركزت بحالي انا ؟! وانس موضوع ام عادل وزيارة اشجان لها في العيد.. لقد ارادت تصفية النفوس لا اكثر ..وهي ابلغتني مسبقا عن رغبتها هذه .."

يضرب حذيفة بكفه على الطاولة الخشبية بينما الصبي المسؤول عن الارجيلة يضع له الحجر اللاهب دون ان يكترث اما حذيفة فيعقب ضربته تلك بالقول المغتاظ المتهكم " اقسم بالله لا ادري هل هذا نقاء سريرة منك او هبل موروث من أختك ؟!"

يأخذ حذيفة خرطوم الارجيلة من الصبي بينما خليل يرد ببعض الاستياء " حذيفة دعها تفعل ما تريد .. نحن لم نشتريها بمساعدتها في مرضها لنتحكم في افعالها .."

لكن حذيفة خالفه وهو يطلق الدخان من فمه قائلا " بل نتحكم .. نحن لا نشتري البشر حاشا لله فكلنا عبيده ... لكن ان تعض يدنا التي نمدها بالخير فعلينا عندها ان نراجع كل ما نفعله.."

يعقد خليل حاجبيه وهو يأخذ الشاي من الصبي متسائلا " ماذا تقصد ؟"

نظر اليه حذيفة بتركيز قبل ان يقول بهدوء

" ستتوقف عن مكالماتك لها .. بل حتى ستغير رقم هاتفك كي لا تعاود هي الاتصال بك.. والحمد لله انها تسكن في الجانب الغربي البعيد عنك حتى لاتنشر سمومها حولك.."

يرفع خليل حاجبيه عاليا ليتساءل باستياء

" لماذا كل هذا ؟!"

يرد عليه حذيفة بحزم وتوبيخ " كفاك خليل .. انت لست بغبي ..! لن تقنعني انك لا تفهم حتى اللحظة .."

يزفر خليل بنزق ثم يقول بما يشبه القناعة

" احيانا نحتاج ان نكون اغبياء ونغض الطرف بارادتنا حتى نساعد بعض يا حذيفة .."

لم يكن امام حذيفة الا ان يصدمه او يخيفه فقال له بعبوس جاد " هل فكرت ماذا سيحدث ان علم رضا بموضوع (الزواج المفترض) من اشجان ؟ "

استطاع حذيفة ارباكه واشفق عليه وهو يراه يشحب ويتمتم " لكن ... لكن ..."

لم يسمح حذيفة لشفقته ان توقفه فقال له بنفس الجدية " هو حتى اللحظة لم يعرف .. لكن ان علم فربما سيرفضك ويغير رأيه .."

يبتلع خليل ريقه وهو يشعر بالنبضات في صدره تموت وتنازع ليقول بصوت خافت معترض " انت تعلم ان الامر ليس حقيقي .."

هتف حذيفة بمزيد من الضغط وهو يذكره بما حصل او يضع امامه الصورة التي ينكرها خليل " انت مجنون ! كيف غير حقيقي ومن سيصدقك وانت قلتها بنفسك لام عادل الخبيثة كما كنت تذهب الى اشجان باستمرار وتراعيها وتبقى بمفردك معها بين اربعة جدران ولا احد يعلم ماذا كان يحصل بينكما.. قد يكون الزواج غير حقيقي لكن لك علاقة بها .. ونحن نتكلم عن علاقة مع.. عاهرة رخيصة بالاجرة !"

تتسع عينا خليل وهو ينظر بخوف للصورة التي صدمه بها حذيفة .. لكنه يحاول ايجاد مخرج يطمئنه فيقول بتردد وغير ثقة " حتى لو علم الحاج رضا بالحكاية كلها ومني انا.. فانا واثق انه سيتفهم دوافعي .. ولن يظلمني .."

عندها قال حذيفة وهو يشد من خرطوم الارجيلة مرة اخرى " اذن انت لا تعرف رضا جيدا .. هذا زواج وسمعة واخي لن يزوجك احدى بنات العطار وانت حولك هذه الشبهات.. ولو افترضنا جدلا انه سيتفهم .. ماذا عن شذرة .. هل فكرت بها؟"

هذه المرة استطاع حذيفة ارعابه فيقول خليل كمن حوصر في الزاوية

" ما بها شذرة ؟! تقصد انها .. لن تصدقني ان اخبرتها الحقيقة ؟.."

ليكمل عليه حذيفة وهو ينبهه لامر لم يخطر ببال خليل سابقا " حتى ان صدقتك بموضوع (الزواج الزائف) بماذا ستبرر لها استمرار اتصالاتك باشجان وانت تتبادل معها الحنان والدعم عبر الهاتف ! هل انت بكامل عقلك لتتصور ان اي امرأة تتقبل زوجها يكلم احداهن من باب المؤازرة البريئة؟! "

كان خليل يتخبط وهو يتمتم " انا ... لم افكر .."

يهز حذيفة رأسه وهو يقول بحنق وغيظ

" اهبل كأختك ..! طيبة قلبكما هذه تفقأ مرارتي اقسم بالله .."

يطرق خليل برأسه قليلا وبدى غارقاً بافكاره فيضع حذيفة خرطوم الارجيلة جانبا ثم يربت على فخذ خليل قائلا بصدق صريح " انا اعرف جيدا انك لست حقاً اهبلا كخلود.. واعرف انك مدرك لمطامع اشجان فيك .. كما مدرك بالضبط لمطامع هذه المرأة المخبولة نبراس .. وان كانت كل واحدة منهما مطامعها باتجاه مختلف .. واحدة طامعة بالاستحواذ عليك كلك لنفسها والاخرى طامعة بشبابك ووسامتك التي تشتهيها في الفراش ..!"

ما زال خليل على اطراقه يفكر بكل ما قاله حذيفة ويقلبه في رأسه يميناً وشمالاً فيضيف حذيفة " اشجان ليست بحاجتك صدقني .. على العكس .. دعها تتشافى بعيدا عنك فربما ستأتيها الهداية لتبحث عن حياة نظيفة وعمل شريف .."

يتوقف قليلا ليضيف ببعض الغضب الموجه لاشجان " انا لم اكلمها حتى اللحظة حول زيارتها لام عادل وما تحاول فعله وهي تتخيل نفسها الذكية التي تلاعبنا وتتلاعب بنا على هواها.."

يرفع خليل وجهه اخيرا ليتساءل " هل ذهبت اليها ؟"

يلتقط حذيفة خرطوم ارجيلته من جديد ويرد بخبث " لا .. لم أفعل .. تركتها على نار الترقب والتخوف من ردة فعلي وهي تعلم عن يقين ان بتول ستوصل الي خبر زيارتها المريبة لام عادل.. لكني قلق منها .. قلق لانها تفكر انها لم تعد تملك شيئا تخاف عليه .."

يزفر خليل ويبدو محتارا من جديد وهو يردد

" انا لا اعرف حقا كيف اتصرف .."

تذكر حذيفة جلستهما المشابهة قبل فترة عندما اكتشف ان خليل يزور اشجان ويعتني بها .. لكن هذه المرة مختلفة ... فخليل في ذاك الوقت كان يائسا محبطا غاضبا بشكل لا يوصف ...

اما الآن فخليل قاب قوسين او ادنى ليحقق مراده ويتزوج من هوى روحه وقلبه.. وهو لن يضيع كل هذا لاجل اوهامه بمساعدة اشجان واسنادها معنوياً ..

يرد حذيفة على خليل بالقول الحازم " افعل ما اقوله لك .. اقطع معها بشكل نهائي ودعها تنسى وجودك حتى .. ركز في حياتك يا خليل ولا تضيع فرصتك.. ما زلت تحتاج للكثير لتؤسس بيتاً مع شذرة ... المشوار امامك ما زال طويلا .."

يهز خليل رأسه قائلا باختصار " اعلم هذا ... "

يغير حذيفة الموضوع وهو يسأل " هل بدأت البحث الجدي عن سكن مناسب ؟"

يرد خليل " نعم .. لكن الامر يحتاج لوقت حتى اجد ما يناسبني .."

شعره محبط بعض الشيء فحاول دفعه ومده ببعض الحماس ليقول بابتسامة

" هل تعلم ان اليوم عقد قران رعد ورقية ..؟"

يلتفت اليه خليل وهو يقول باستغراب " اليوم؟! بهذه السرعة ؟ لم يمض الا اسبوع على الخطبة .."

يشير حذيفة لصبي القهوة كيف يحضر له الشاي ايضا ثم يرد على خليل بالقول " علمت من خلود ان ام جعفر من طلبت التعجيل بعقد القران .. "

ثم يفسر بعد لحظة " رعد متواجد دائما هناك ويسكن البيت المجاور مع سعدون القاضي .. كما ان الخطبة ليست تقليدية لتحتاج الى وقت ومهلة تعارف بل الاثنان متفقان وراغبان ببعض .. لذلك انا اؤيدها .. لا معنى لخطبة دون عقد .."

وفي سره يضيف حذيفة ( خاصة مع رقية !)

يرد خليل على كلام حذيفة مؤيدا " ام جعفر تفهم بالاصول .. فعلا .. هن فقط نسوة في بيت العطار .. معها حق ان تطلب تعجيل عقد القران.."

يضع صبي القهوة الشاي لحذيفة بينما يسعل حذيفة قليلا ..

ليطلب بعدها من الصبي اخذ الارجيلة معه لانها بدأت تتعب صدره ثم يعود حذيفة لحواره مع خليل قائلا بابتسامة خبيثة

" دعنا نتكلم بعقد قرانك انت ..."

يرتج قلب خليل فيناظر حذيفة بعتب غاضب وهو يقول له " بالله عليك لا تمزح بهذا الامر يا حذيفة.."

يضحك حذيفة ملأ فمه ليشاكسه بالقول

" حسن .. لا تغضب.. فلنقل .. يوم المشاية... "

عبوس خليل الحانق يتخفف وهو يقرأ الجدية من حذيفة خلف قناع المشاكسة الخبية منه .. يتساءل بصوت مبحوح " هل انت جاد ؟!"

تتسع ابتسامة حذيفة ليقول بسلاسة " الحاج رضا يقرؤك السلام.. ويقول لك .. بعد اسبوع سيكون حفلا بسيطا لرقية ورعد عند عودة عبد الرحمن ورباب من السفر .. والجمعة التي تليه مباشرة ينتظرك عصراً في بيت العطار.."

امسكه خليل من ذراعه وكله ينبض بنبض قلبه الهادر فيهمس بسؤال خشن " قل .. انك لا تمزح .."

يرتشف حذيفة من شايه وهو يقول ساخرا

" مؤكد لا امزح ... واليوم سأبلغ خلود بالخبر وليعينني الله على جنونها .."

يراقبه حذيفة مستمتعاً بحالته .. لقد كان ينتفض وصدره يعلو ويهبط والكلمات لا تسعفه ... بل عيناه تشعان طاقة كأنهما مولدا كهربائيا ضخماً ...

سأله بنبرة هادئة " هل ستخبر.. والدتك ؟"

للحظة انطفأ شيء فيه لكنه تبسم وهو يرد

" نعم مؤكد .. هي وزوجها ربما سيرغبان الحضور معي .. ان لم يكن هناك مانع .."

فيرد حذيفة " الحاج رضا يمنحك الاذن لتحضر من تشاء من عائلتك .. هم على الرحب والسعة .."

صوت شجار عال ارتفع من الشارع قبالة المقهى جعل رواده ينتبهون وبعضهم تحرك عفوياً لفض النزاع ..

تحرك خليل هو الاخر مع من تحرك بينما يتأفف حذيفة في ملل وهو يقول " ليس لي مزاج لفك شجار .."

لكن خليل كان قد خرج بالفعل فوقف حذيفة على قدميه وهو يتأفف مرة اخرى ثم يتحرك بخطوات متهملة لاحقا بخليل الذي سبقه الخروج وصوت الشجار العالي والشتائم التي ارتفعت بعنف في الاجواء تشي انه شجار شرس ..

يقف حذيفة بمقدمة المقهى وعيناه تراقبان المشهد العنيف بلا مبالاة ... شباك بالايدي فلا تعرف من يضرب ومن يحاول ايقاف الضرب ! وخليل وسط المعمعة هذه يحاول فضها بكل تأكيد يتلقى اللكمات برحابة صدر وتفهم..

يضحك حذيفة وهو يرى خليل تلقى لكمة على وجهه مباشرة من احد المتعاركين فتهتاج عينا الفتى وقد فقد صبره ويزأر طبعه الناري وخلال لحظات كان يبطح احدهم ارضا ويجثم بجسده فوقه ..

ضحكة حذيفة تجمدت والجمع يتفرق قليلا ليبرز واضحاً وجه الطرف الاخر من الشجار والذي يمسك ذراعيه من الجانبين رجلين ...

لقد كان ..وجه .. تحسين ...

باهتياج عنيف كان تحسين يحاول التخلص من قيد الرجلين وهو يشتم ويبصق على الرجل الاخر الذي يبطحه خليل ارضا ...

يعقد حذيفة حاجبيه وللحظة اوشك ان يتقدم لكن تراجع ليؤثر المراقبة مكانه ..

ينحني صبي ليلتقط العكاز من الارض ويعطيه لاحد الرجلين اللذين يمسكان تحسين فيقول الرجل " اهدأ يا اخي ووحد الله.. خذ عكازك واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.."

لكن تحسين يشتم من جديد ثم يدفع الرجلين عنه وقد تراخى تقييدهما له بعد ان شعرا بغضبه يأفل تدريجيا .. يأخذ العكاز بحركة خشنة ليستند اليه ثم بكل عنجهية يشير بالعكاز لغريمه بالشجار قائلا

" ان تطاولت على ام تحسين مرة اخرى سأمزق اعضاءك واطعمها للكلاب السائبة يا ابن الـ(.....) ..."

يقف الرجل الاخر بعد ان افرج عنه خليل ليرد بغضب " انا لم أفعل شيئا لها .. قلت لها فقط انها تأخذ مكان ام كامل في السوق .."

تقدح عينا تحسين بشرر وهو يقول بتهديد جديد " ام تحسين تجلس اينما تريد وتبيع حيثما تشاء وليريني من سيعترض.."

عينا تحسين لمحتا اخيرا وقفة حذيفة وهو يتكتف ويراقب المشهد دون تدخل ..

اصطدمت نظراتهما معاً فشعت عينا تحسين بمزيد من الشراسة بينما تبسم حذيفة في استهانة وهو يتكتف ...

ثم استدار حذيفة ليدخل المقهى ويطلب شايا جديدا بدل الذي برد ليلحق به بعد لحظات خليل ويعاودا الجلوس في مكانهما من جديد وقد عاد الرجال لاماكنهم ايضا وعادت حركة المقهى والشارع لوضعها المعتاد ..

سأله خليل باستغراب " هل تعرف الرجل ذو العكاز ؟ نظراته اليك كانت غريبة.."

فيهز حذيفة رأسه قائلا

" انه تحسين .. ساعدته لايجاد مأوى وعمل مع زوجته .."

يمرر خليل كفه فوق صدره وهو يقول " انه عنيف للغاية وصدقني رغم ساقه المقطوع الا انه قوي جدا .. تلقيت لكمة طائشة منه في صدري ستوجعني اكثر من اللكمة التي تلقيتها مباشرة في فكي من قبضة الرجل الاخر الذي بطحته أرضا.. "

بتعابير مبهمة قال حذيفة " انه قوي فعلا وصعب المراس .."

يتساءل خليل بفضول " المرأة التي يدافع عنها هي امه اليس كذلك؟ لقد قال (ام تحسين).. فهل جاءت معه ومع زوجته ؟ "

فيرد حذيفة بنفس التعابير

" بل هي زوجته نفسها .. ليس لديهما اولاد .. لكنه يكنيها باسمه .."

يبدي خليل دهشة وهو يتساءل بفضول اكبر

" غريب .. هل تعرفه جيدا ؟"

يرد حذيفة بضحكة قصيرة عجيبة

" نعم و .. لا ... "

يعبس خليل قائلا " هل هي احجية ؟!"

يراوغ حذيفة وهو يقول " دعك من الاحاجي.. انا سعيد بما جرى .."

لم يفهم خليل مقصده فيسأل " لماذا ؟"

عندها رد حذيفة وعيناه تلمعان بالرضا " لانه بدأ يعتاد الحي ويضع موقعاً واضحاً لنفسه ولزوجته .. وليعرف ان عليه المعافرة حاله كحال كل ابناء هذا الحي .. وهذا جيد له.."


يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 17-10-18 الساعة 02:42 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس