عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-18, 10:40 PM   #546

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل السادس عشر





تجمدت يد شاهيندا للحظة قصيرة قبل أن تلتفت بملامح جليدية لتواجه النظرات المشتعلة لياسمين الواقفة على بعد خطوات ترتجف بوضوح .
أكملت وضع نظاراتها ببطء قبل أن تقول ببرود :
- من حسن حظك يا متشردة أني في مزاج حلو الآن و لا أريد أن أفسده بسماع نباحك .

استدارت لتنصرف حين سمعت خطوات الفتاة الأخرى وراءها ثم صوتها الحاد و هي تقول :
- تهربين من المواجهة يا حقيرة ؟
- أنا ؟ أهرب منك أنت يا متسولة ؟
أنا فقط أردت أن أبقي لك شيئا من كرامتك التي سكبتها دون حساب .

شمرت على ذراعيها و هي تضيف :
- تريدين المواجهة ؟ تعالي إلي ، أنا أصلا اختصاص مواجهات

وضعت يديها على خصرها و هي تكمل :
- لماذا خرست ، هيا تقدمي أريني ما عندك ، المهم لا تقتربي كثيرا لأن رائحة عطرك الرخيص قلبت أمعائي .

هزت ياسمين رأسها و الاشمئزاز يرتسم بوضوح على ملامحها :
- كمية تعال غير طبيعية تغطين بها رخصك أمام نفسك .
- رخيصة ؟ أنا رخيصة يا متشردة ؟
- نعم رخيصة ، أضافت ياسمين بثقة أمام النظرة الملتهبة لغريمتها .
كل يوم تتلصصين داخلة و خارجة متخفية حتى لا يراك أحد .

صمتت تلتقط أنفاسها الهائجة ثم أضافت إزاء صمت شاهيندا :
- تريدين أن تعرفي كيف علمت بزياراتك المتلصصة إليه ؟ رخصك فضحك .
البارحة سألت الطبيب عن حاله و أخبرته أني خطيبته فقال لي كم خطيبة لديه و أخبرني بقدومك لرؤيته كل يوم خارج مواعيد الزيارة .
كل صباح تتسحبين إلى غرفته لأنك تعرفين جيدا أنك سارقة ، أنك تأخذين ما ليس من حقك .

قلبتها شاهيندا بنظرها ثم قالت بقرف :
- ما هو هذا الذي ليس من حقي ؟ تقصدين عصام الذي فسخ خطبته منك لأنه اكتشف أنك مجرد متسلقة و طماعة .
- و ما شأنك أنت يا سافلة ؟ أخبريني ما الذي كسبته من إفسادك ما بيني و بينه ؟
لا تقولي لي أنك سترتبطين به ، أنا أعرف مثيلاتك ، واصلت بفحيح ، أعجبك أيتها ال.... و تريدين الاستمتاع به قليلا ثم رميه على طول ذراعك ؟

تجمدت نظرات شاهيندا عليها بينما أكملت ياسمين بصوت يرتعش حقدا :
- أخبريني من فينا الطماعة ؟
أنا ؟ أم أنت من تمتلكين كل شيء و رغم ذلك لا تكتفين إلا حين تأخذين ما في يد غيرك .
لديك مال بلا حساب ، لديك شكل و لو أنه فارغ ، لديك عائلة و اسم و نفوذ ، كل هذا لكن كلا طبعا مادام الرجل حلي في عينك القذرة فيجب عليك أن تضميه إلى لائحة ممتلكاتك .

أغمضت شاهيندا عينيها للحظات ثم تكلمت بهدوء :
- لدي كلمة واحدة لأقولها لك : انقلعي .
انقلعي من أمام وجهي حالا قبل أن أفقد سيطرتي على أعصابي .
حقدك الطبقي أعماك و جعلك تنسين شيئا مهما : عصام لم يعد يريدك في حياته .
- لو لم تتدخلي يا رخيصة لكنا زوجا و زوجة في هذه اللحظة ، أجابت ياسمين و نظراتها تكاد تتفجر غضبا .

تقدمت شاهيندا بتمهل لتقف بجانبها ، بحثت داخل حقيبتها قليلا ثم أخرجت مرآتها الصغيرة الدائرية و وضعتها أمام وجهيهما ثم قالت ببرود :
- أنا لا أحتاج إلى أن أتدخل يا متشردة ، يكفيني أن أظهر في الصورة .

أعادت المرآة تحت أنظار ياسمين الثائرة ثم بدأت تبتعد بخطوات سريعة .
- عا... ،

أوقفتها الكلمة دفعة واحدة ، ظلت متصلبة في مكانها حتى سمعت الجملة الأخرى :
- و لكني لا ألومك ، من شابه أباه فما ظلم .

ببطء التفتت شاهيندا تواجهها لتضيف الأخرى باحتقار :
- رجل برتبة عا...

في اللحظات القليلة التي تلت لم تستوعب ياسمين ما الذي حصل تماما حتى شعرت بالصفعة القوية تدوي على خدها لكنها لم تستغرق وقتا طويلا لتفيق من صدمتها و تهوي على خد شاهيندا بصفعة أشد قوة بمراحل ، صفعة امرأة يائسة تعرف أنها خسرت معركتها أمام امرأة أخرى .
وضعت شاهيندا يدها على خدها ، عيناها متحجرتان بنظرة مصدومة .
لثوان قليلة أخرى ظلتا هكذا حتى فتح باب غرفة عصام ليخرج منه هو و يلتفت برأسه يبحث حتى توقف بنظره عندهما ، أنزلت شاهيندا يدها من على خدها ببطء بينما نظراته تعلقت قليلا بنظراتها قبل أن تحط على خدها المحمر ثم تنتقل إلى وجه ياسمين .
تأملهما لبعض الوقت دون كلام قبل أن يقول بعبوس :
- ما الذي يحصل ؟ صوتكما سيوقظ جميع المرضى الذين في الطابق .
- هي السبب ، خرجت ياسمين من صمتها ، هي من صفعتني فرددتها لها .

وجهت شاهيندا نحوها نظرة نارية واجهتها الأخرى ببرود قبل أن تضيف موضحة :
- صفعتني لأني قلت لها حقيقتها في وجهها ، أنها لا تعدو سوى أن تكون نسخة من أبيها .

نقل عصام نظراته من وجهها إلى وجه شاهيندا الشاحب ثم قال بتقطيبة أعمق :
- ياسمين تذكري أننا في مستشفى و لسنا في مقهى عام ، غادري الآن و سنؤجل حديثنا إلى وقت آخر .

التفت إلى شاهيندا يطلب منها نفس الشيء بعينيه ، واجهت نظراته للحظات ثم التفتت إلى الفتاة الأخرى المتشبثة بمكانها ، قلبت شفتيها و اكتفت بهز كتفيها هزة خفيفة دون أن تتحرك .
راقبته يتنهد و تركزت عيناها على يده التي تتحرك على صدره ، مكان الجرح ، رفعت بصرها إلى عينيه القاتمتين ، توترت شفتاها قليلا ثم تنهدت بدورها و انحنت تلتقط نظاراتها التي وقعت أرضا ، استقامت واقفة ثم ابتعدت تغادر بصمت .
بعد عدة خطوات التفتت و أذناها تلتقطان بعض الكلمات الخافتة من الحوار الدائر بينهما ، رأته يسمعها في صمت قبل أن يتنحى جانبا ليتركها تدخل .
فجأة لم تعد تشعر بألم الصفعة على خدها ، الألم في قلبها كان أقوى .
بعد دقائق كانت جالسة داخل سيارتها تنظر إلى باب المصحة و هي تتنفس باضطراب ، أدخلت المفتاح و سحبته أكثر من مرة و هي تقنع نفسها أنها لن تغادر حتى ترى الأخرى تغادر .
أغمضت عينيها للحظة طويلة و هي تسترجع عدد المرة التي وضعت نفسها فيها في موقف المراقب .
هزت رأسها عدة مرات ثم أولجت المفتاح و هي تقرر أنها هذه المرة لن تراقب و ستغادر .

…………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس