عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-18, 11:25 PM   #549

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد يومين وقف عصام أمام المرآة التي تحتل نصف جدار المقابل لباب الخروج و هو يصفر بينما يكمل آخر اللمسات على مظهره .
- تتأنق كثيرا هذه الأيام ، قاطع صوت أمه اللحن الصغير الذي تدندن به شفتاه .
- فقط هذه الأيام ؟ سألها بابتسامة متسلية .
- تعرف ماذا أقصد ، منذ خروجك من المستشفى .
- أنا أحتفل يا أمي بنجاتي من موت شبه محقق ، قال و هو يتجه إليها و يجلس على الأريكة بجانبها .

تمتمت أمه بدعاء طويل و هي تغمض عينيها بألم متذكرة الأيام السوداء التي مرت عليهم قبل أن تعود لأفكارها الحاضرة .
- عصام بني ، بدون لف و لا دوران ، اعلم أني لست راضية .
- ما الذي لا يعجبك القميص ، البنطلون ؟ تساءل مبتسما و هو ينظر إلى نفسه
- عصام أنت تعرف ماذا أقصد ..

قاطعها و هو يعبث بشعرها بلطف :
- متى قصصت شعرك يا جميلة
هز رأسه بأسف و هو يضيف :
- مسكين الحاج مصطفى
- ولد ! نظرت له أمه باستهجان ، تكلم عن والدك باحترام .
- آسف ، قال عصام و هو يمد يده ليعبث بشعرها مرة أخرى
نظرت له نظرتها المميزة الطويلة فتنهد و هو يسحب يده ثم جلس محيطا كتفيها بذراعه :
- فضفضي يا جميلة أنا أسمعك .
- لست راضية عن علاقتك بتلك الفتاة .

نظرت إلى ملامح وجهه التي لا توضح أية مشاعر ثم استمرت تقول :
- أولا هي لا تناسبك ، لا تمتلك أي قدر من الأدب و التربية ، تصور أني لا أذكر أنها سلمت علي في أية مرة من المرات التي تقابلنا فيها !
- اسمعيني يا جميلة ، أيا كانت المرأة التي سأرتبط بها فتأكدي أن من أولوياتها أن تحترمك و تضعك فوق رأسها .
و الآن أكملي ، ما الشيء الآخر الذي تعترضين عليه ؟
- شيء ؟ بل قل أشياء بني .
- أنت لا تعرفينها يا أمي .
- أعرف بما يكفي لأرفضها و لنرفضها جميعا يا عصام .

تنهد مرة أخرى و هو يقف ببطء ، نظر إلى ملامح والدته المتجهمة قليلا ثم قال بصوت حاول أن يجعله مرحا :
- أخبريني يا جميلة
- ماذا ؟
- هل عندما تقدم لك الحاج مصطفى أخذت رأيي في الموضوع ؟
- ولد ! نهرته ثانية و هي ترفع نظرها إليه ، الأمر لا يحتمل المزاح .
- أمي ، قال واقفا يحسم النقاش ، أنا لم أتدخل يوما في حياة أحد ، لذلك أنا حر في اختياراتي
و عموما كل هذا الكلام سابق لأوانه ، مازلت لم أقرر شيئا بعد .
- إذن فكر جيدا بني ، فكر و تذكر أن مستواها مختلف جدا عن مستواك .

أوقفته الجملة الأخيرة و هو يكاد يصل إلى الباب ، تجمدت ملامحه ثم استدار ببطء و هو يقول :
- غريبة ، غريبة جدا هذه الملاحظة مع أني أذكر جيدا أنك احتفظت بابتسامتك لأسبوع كامل عندما تقدم ماهر لخطبة ليلى .
- الموضوع مختلف بني .
- كيف ؟ أفهميني أين بالضبط يقع هذا الاختلاف ؟ لكون ليلى امرأة و أنا رجل ؟
- ليس هذا فقط عصام ، أجابته بجفاف ، هناك فرق شاسع في الأخلاق و التربية بين ماهر و ابنة خالته .
- أكرر يا أمي ، أنت لا تعرفينها ، ثم إذا كان اعتراضك على نقص في تربيتها فهنا يكمن دوري ، أنا سأربيها .

تأمل عدم الرضى الواضح على تقاسيم وجهها بصمت ثم استدار يتجه نحو الباب ثانية حين أوقفه صوتها مرة أخرى :
- أتساءل كيف ترضاها على نفسك يا عصام ؟
كيف ترضى على نفسك أن ترتبط بفتاة الكل يعلم أنها حفيت قدماها جريا وراء زوج أختك ؟

قست ملامحه فجأة بينما تصلبت أصابعه على المقبض و لأكثر من دقيقة ظل على نفس الوضع تحت نظرات أمه المركزة عليه ثم فتح الباب و قال قبل أن يغلقه وراءه :
- لا تنتظروني على الغذاء
السلام عليكم .
.
..

بعد ساعة جلس عصام يتململ في كرسيه و هو يلاحظ أن الحوار بينهما بدأت تتخلله لحظات طويلة من الصمت و نظرات أطول بين عينيهما ، نظرات فيها أسئلة و بعض الأجوبة .
راقبها متوترا تحاول عبثا النطق ببعض كلمات مترابطة قبل أن تستسلم و تسكت تماما.
تنهد و هو يشعر بارتياح للصمت الذي أحاطهما أخيرا .
طال الصمت و طال و طال و لم يبدو على أحدهما الاستعداد لقطعه ، تنهد مرة أخرى ثم ربع ذراعيه على الطاولة و قال و عيناه في عينيها :
- شاهيندا ، هذه آخر مرة نتقابل فيها.

………………..
تمَّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس