عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-18, 09:11 PM   #325

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل العاشر



" كانَ الفضاءُ في عَينِكِ واسعاً جداً ومحدوداً بِجِفنَيْن"

ارتفع صوت صراخ... تكسير.. شتائم... من ذلك المنزل الفخم الأشبه بالقصر... بينما تقف هي خلف الباب بخطوات كثيرة ترتجف من قمة رأسها لأخمص قدميها.... مرعوبة من حالة زوجها المفاجئة... فهو فور أن عاد من العمل دخل مكتبه الخاص فورًا دون حتى أن يلقي عليها نظرة... ولم تمر خمس دقائق إلا وأصوات هديره الغاضب تصل لمسامعها....
صرخة أخرى جعلتها تنتفض بفزع.. شيئًا ما يجعلها لا تتحرك من مكانها... لا تختبئ من غضب سيطالها بكل تأكيد...

فُتح الباب وظهر منه مصعب بهيأته المبعثرة على غير العادة.. و وجهه المحمر غضبًا... فور أن رآها ألقى عليها نظرة حادة نغزتها ثم مر من جانبها بتجاهل وكتفه يصطدم بكتفها بخفة...
مسحت وجهها ولحقته بهدوء وهي تقول بصوت متردد رقيق :
" مصعب... ماذا حدث... أنا قلقة..."

استدار لها كالبرق مما جعلها تكمل جملتها بصوت منخفض ثم قال بهسيس خطر :
" صوتك... لا أريد سماعه.... فهمتِ..."

عندما لم ترد وبقيت على نظراتها المصدومة كرر بصراخ :
" فهمتِ.."

اومأت مرارًا بفزع وراقبته يدخل الحمام ويغلق الباب خلفه بقوة اهتزت لها الجدران..... تهالكت على الأريكة وغمرت وجهها يكفيها هامسة بنحيب :
" لماذا يحدث لي ذلك... لقد تعبت... تعبت جدًا... "

أما هو خلع قميصه ببطء وجمود وجهه لا يدل على النيران التي تشتعل بداخلها... نيران تقتات على كل صبر تحلى به من سنوات.... ستتزوج.... ماريا ستتزوج... من قضى سنوات يعشقها بصمت... من تحمل شقيقتها التي لم يحبها.. ولم يستطع أن يحبها... كله تحمله من أجل أن يأتي يوم ويظفر بماريا... أن تكون له وحده.... لكن أين ذهب كل هذا.... كيف لم تشعر به... بما يحمله لها من عشق..... كيف فكرت أن تتزوج... مِن مَن!!... من وليد... ذلك الرجل الذي لم يكن له ذرة تقبل منذ أن رآه لأول مرة......
وقف تحت الماء وسمح لبرودتها أن تلامس جسده علها تطفئ اشتعاله... يجب أن يهدأ...وأن يفكر بتروي.....ماريا لن تكون لوليد..... ماريا له شاءت ... أم أبت..... وما عليه سوى افساد موضوع الزواج كله....
أهدأ مصعب... أهدأ.... لن يفيدك الغضب بشيء...

************************

الصرخة التي خرجت منها سرعان ما انكتمت وغسان يضع يده على فمها بقوة هامسًا وعينيه تشتعل بالجنون :
" شششششش..... لا تصرخي... سيسمعوننا"
مكبلة تحت جسده الضخم ولا قدرة لها على الحركة ولو قليلًا... اومأت باستسلام عله يبعد كفه فهي تشعر بالاختناق التام.... وبالفعل أبعد كفه فشهقت بقوة والتقطت أنفاسها ثم قالت باضطراب :
" ابتعد عني... أبتعد أرجوك..."

حدق بها للحظات ثم مد كفه المرتعش ولمس خدها قائلًا بنبرة دائخة من السُكر :
" إلى أين كنتِ ستذهبين... لماذا... لماذا تريدين تركي أخبريني...."

اغمضت عينيها والدموع تنساب على جانبي وجهها بحرقة... بينما وجهها يتقلص بنفور من رائحة المشروب الذي تصفعه كل حين...
إنها هنا... بعيدة عن عائلتها... بعيدة عن معاوية..... حبيسة رجل مجنون.... وكل دقيقة تمر تشعر بأن شيئًا من روحها يموت.... بينما الباقي يقاوم بلا توقف....

" شمس... هل تذكرين اللعبة التي اشتريتها لكِ ذات مرة.... كانت دمية صغيرة بشعر أسود... كشعرك..... وقتها فرحتِ بها جدًا.... تذكرينها صحيح..."

أي دمية... هل يعقل أن تتذكر ما حدث قبل سنين... منذ كانت طفلة!!..... لكنها لم تشئ أن تغضبه فأومأت ببطء ليبتسم بلهفة وينهض من فوقها..... وفور أن استقام واعطاها ظهره خبأت مفتاح الباب داخل ملابسها بسرعة البرق ثم استقامت جالسة وهي تتحاشى النظر له ....

استدار لها وقال وهو يترنح قليلًا :
" أنتِ بالتأكيد جائعة.... سأجلب لكِ... الطعام... حسنًا...."
راقبته حتى خرج ثم قبضت على المفتاح المغمور بملابسها بقوة...... إنه آخر فرصة لها للنجاة... آخر فرصة....

يتبع


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس