عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-18, 09:15 PM   #327

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


لقد وافقت على الزواج به.... لقد وافقت ببساطة.... مازال صوتها وهي تنطق بموافقتها يتردد بإذنه ويعطيه شعور لذيذ منعش... يعطيه شعور عارم.... بالحماس..... حماس لم يشعر به منذ مدة طويلة جدًا.....
أغمض عينه وتذكر وجهها وقتها.. كان لا تعبير به سوى ابتسامة لم يعرف معناها ولكنه رغم ذلك رفض الخوض بتفسير تعابيره وانغمس بلذة كونها ستصبح زوجته......زوجته....
ماريا ستكون زوجته... هي المرأة التي لم يقابلها إلا عدة مرات تركت بكل مرة أثر فيه أقوى من الذي قبله...... يتمنى لو أن الليلة تكون في بيته.. لكن شرطها الذي طرحته وقتها بأنها تريد عقد القران الآن وبعد شهرين سيحتفلا بالزواج أمام الجميع...... لم يرفض.. وكيف يرفض ولمَ.....
أدار رأسه جانبًا حيث يجلس فراس بجانبه في السيارة بهدوئه المعتاد ليناديه بحب :
" فراس.. صغيري..."

التفت له فراس متسائلًا بملامحه الطفولية ليمد ذراعيه ويسحبه لحضنه مطبقًا ذراعيه عليه بقوة.... مسد على خصلات شعره الناعمة ثم على سماعته برفق... كم يحبه وكم يخاف عليه... وكم يشفق عليه من وحدة لم يملك ذنبًا بها بل فـُرضت عليه فرضًا..... إنه آسف... آسف جدًا لأنه اضطر أن يعيشه بجو بارد منذ ولادته.... آسف لأنه وحيد .... ربما لن يبقى وحيدًا بعد الآن..... وربما لا.....

رفع فراس راسه له وهتف بحماس :
" هل سنذهب لماريا..."

قطب وتساءل باستنكار :
"من أخبرك باسمها...!..."
ضحك فراس بمرح ورد بهتاف :
" هي أخبرتني بأن أسمها ماريا... وقالت لي بأنني صديقها.... لكنك لم تسمعها.... لأنها..."

ثم أشار على أذنه وأكمل بطفولية تأسر القلب :
" أخبرتني هنا بصوت.. منخفض جدًا حتى لا تسمعها..."

شعر بقلبه ينبض بقوة وبفمه يفتر عن ابتسامة دافئة لم تكن موجهة فقط لصغيره... بل أيضًا لمن يذهب إليها الآن... لهي....
طبع قبلة لطيفة على خد فراس ثم أعاده لحضنه وهو يراقب الظلام يشق السماء.....

...............................

شفتيه كانتا ترتجفان بشكل غريب... وهما تقتربان من جبينها الدافئ وتطبعان قبلة كالفراشة عليه بعد أن عقد قرانهما وأصبحت ماريا زوجته رسميًا..... وهنا أعطى الحق لنفسه ليتأملها بتفحص أكبر..... بملامحها التي زينت بزينة خفيفة أعطتها اشراقًا أكبر على اشراقها ... وبملابسها الأنيقة الهادئة ....
ابتعد خطوة طفيفة وتأمل فستانها الارجواني وحجابها الذي يفتح عنه لونًا ب...بإنبهار لم يمنع نفسه من الشعور به... ثم قال بهدوء لكن يحمل مشاعر شتى :
" تبدين جميلة جدًا..."

رفعت وجهها له وابتسمت ابتسامة أحسها مهتزة قليلًا ثم قالت بلباقة :
" أشكرك..."

مد كفه ببطء وعانق كفها البارد فلم تبدي أي لمحة أو ردة فعل... أو حتى رفض.. بل استرخت يدها بين كفه.... اقتربت علياء منهما وعلى شفتيها ابتسامة أنيقة ثم قالت بود :
" مبارك لكما..."

لم يكن هناك حفلًا... بل جلسة صغيرة تضم أفراد العائلة ليس إلا ومع هذا هذه الجلسة بدت لعينيه ضخمة بما تحتويه من مظاهر بذخ... وكأن علياء لا تقبل أن تمرر أي مناسبة دون أن تضيف عليها لمستها الشخصية.....
شعر بكف ماريا تتشنج قليلًا فنظر لها وهي تجيب باستكانة عجيبة :
" ومبارك لكِ أيضًا... تعلمين... ابنتك تزوجت وليس أحد آخر..."

مستغرقًا بتفسير كلامها المبطن رد المباركة بشرود وأمضى يحدق بها ويحاول أن يستشف أي شيء من ملامحها... أي شيء... لكنه لم يعثر عليه... أبدًا....
جلسا بجانب بعضهما وهو ما زال يحتضن كفها ويجول بنظره على الجالسين.... رفيقتها سكينة.... والدتها... شقيقتها زوجها... و.... عاد ببصره لزوج شقيقتها فوجده ينظر له بحقد.... لم يخطئ تفسير هذه النظرة... إنه الحقد
ابتسم له مصعب باستخفاف ثم قال ببشاشة :
" مبارك لكما.... مع أني لم أتوقع أن تتزوجي ماريا...غريب..."

رفعت ماريا حاجبها باستفهام وقالت بنبرة متزنة :
" لماذا لم تتوقع مصعب...."

رفع كتفيه بعدم اهتمام ثم قال بمرح مزيف :
" لا أدري... كنت أظنك لا تحبين الزواج وارتباطاته...."

بدأ يشعر بغضب... غضب غير مألوف... لذا شد على يدها وتبرع هو بالإجابة بابتسامة واثقة :
" وجاء من سيغير رأيها.... أليس كذلك ماريا..."

اومأت له بتأكيد ولم يبق إلا شبح ابتسامة على شفتيها..... بينما صمت مصعب وهو يرص أسنانه بغيظ وجنون متفاقم وهو يشاهد انسجامهما الواضح للجميع...

نطقت ماريا بخفوت وعينيها تفضحانها باللهفة :
" أين فراس... هل جلبته معك.... "

رد فراس فور أن سمع اسمه :
" أنا هنا... لكن بابا قال لي بأن أجلس هادئًا....."

شعر بالبرودة فور أن أفلتت كفها من بين يده وأجلست فراس بحضنها تداعبه بحنان بينما بقي يراقبها بلا ملل أو كلل... وشعر بأن ثلاثتهما أحيطا بفقاعة ألوان مبهجة فصلتهما عن العالم....

عند انتهاء السهرة وقف عند باب المنزل ووقف هي بجانبه تودعه وهي تمسك بيد فراس بلطف :
" إلى اللقاء فراس... أراك قريبًا..."

قبلته على خده ثم استقامت متوجهة له بالحديث بهدوء :
" إلى اللقاء..."

اقترب قليلًا وكاد أن يمد ذراعيه ويعانق كتفيها.... أراد بشدة الشعور بدفئها لكنه بدلًا من ذلك قبل جبينها قبلة أخرى بنفس التردد وهمس :
" إلى اللقاء.... اعتني بنفسك.... "

بعد أن ذهبا سارت ماريا بنفس الهدوء الجامد نحو غرفة المعيشة وقالت قبل أن تتحرك لغرفتها :
" سأنام الآن أعذروني.... تصبحون على خير...."

فور أن أغلقت باب غرفتها خلفها أنهار تماسكها مرة واحدة... لتترك عصاها تقع من يدها على الأرضية وتمد يديها وتفك حجابها ببعض العصبية...... حررت أيضًا شعرها من ربطته ومررت أصابعها على خصيلاته بقوة.... لتلامس يدها جبينها الذي ما زال يحمل أثار قبلتيه.... تنفسها أصبح أبطء وهي تلامسه بتردد..... ثم مرة واحدة تحولت ملامحها إلى الغضب الشديد ومسحته بعنف حتى أحمر بشدة ....

مررت يدها بنفس العنف تمسح بها ملابسها.... تريد محو أي أثر له...... هل يظنون بأنهم سيضحكون عليها بهذه السهولة.... هل يظنونها غبية!!
رمت جسدها على السرير وهي تلهث وتلهث وكأنها كانت تقطع أميالًا نحو المجهول....
تلوت تحرر نفسها من الفستان ثم رمته على الأرض بعدم اهتمام وبقيت بالبلوزة الخفيفة التي تحته والبنطلون القصير الذي يماثلها الخفة.......
كانت تبدو كحورية وشعرها يتناثر حولها بفوضوية.... حورية غاضبة... متأملة..... وبين هذين الشعورين هناك شعور يتقافز لهفة وسعادة... واحتياج....
انقلبت جانبًا محتضنة نفسها وقبل أن تغمض عينيها وتغفو همست :
" لا بأس..."

**********************

حطت الطائرة على البلد الغريب.... الذي عاشت به عشر سنوات من الألم والذنب... لم يكن يهون عليها بهم إلا وجود والديها....تعترف بأنها لم تحبه أبدًا ولم تشعر بالانتماء له...إنه لم يكن بلدها... بل بلد بارد ليس به رائحة الوطن... ولا دفء الوطن... لكنه رغم ذلك احتضنها مواسيًا دون أن يؤثر عليها هذا الاحتضان بشيء....

بتعب مرت بإجراءات المطار وهي تكاد تصلب طولها وما أن انتهت أوقفت أول سيارة أجرة متوجهة ناحية بيت والديها فهي لم تخبرهما بأمر عودتها وحرصت على ألا يخبرهما عمها.....
عمها الذي استنكر كثيرًا أمر عودتها وطالبها بالبقاء والمقاومة.... لكنه لا يدري.... لا يدري بأن ذهابها هذه مرة ليس هروبًا بقدر ما هو استيعابًا لما جرى.... وقياس كل ما يحدث وحدث معها من البداية ومن جديد.... والأهم من كل ذلك... لترتاح قليلًا ولتمنح نفسها وقود طاقة جديدة برؤية والديها... فهي اشتاقت لهما جدًا جدًا.....

نقدت السائق أجرته ونزلت من السيارة تجر حقيبتها خلفها بإجهاد وما أن وصلت باب المنزل حتى رفعت يدها ورنت الجرس مستعدة للأبتسامة التي ستمنحهما إياها.....
ثوانٍ وصدر صوت والدتها من الجرس الآلي يتساءل عن القادم فقالت بصوت مرتجف :
" أنا أفنان يا أمي...."

فـُتح الباب وظهرت والدتها تهتف بقلق عارم :
" أفنان حبيبتي.. كيف. كيف أتيت إلى هنا...."

تأملتها لبضع لحظات تقاوم بكاءها... إنها لا تريد البكاء... ليس الآن... ليس الآن يا الله.....
إلا أن كل هذا انهدم فور أن ظهر والدها من بعيد...... تركت الحقيبة من يدها وجثت على عتبة الباب... تبكي بحرقة.... وبقلب معصور... معصور بألم لا يطاق

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس