عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-18, 07:49 PM   #663

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد ثلاثة أيام ، في المساء ، دخلت على أبيها بينما يجلس باسترخاء على أريكة المساج الآلية .
- بابا ، بدأت تقول بتردد .
- حبيبة بابا ، أجابها دون فتح عينيه .
- أخبرتني أنك تحتاج يومين للتفكير في الموضوع الذي كلمتك عنه
و لأني دائما كريمة معك ، أعطيتك يوما إضافيا من عندي .

ظل مغمضا عينيه بينما يستمع إليها و هو يبتسم بجانب فمه .
- بابا ؟ أتاه صوتها يستعجله .

ضغط على الزر يوقف الذبذبات التي تحرك عضلاته ثم اعتدل في جلسته و نظر إليها و هو يحك ذقنه :
- ماذا تتوقعين مني أن أقول شاهيندا ؟
- أن تقول نعم يا بابا لأنك تريد لي أن أكون سعيدة .
- سعيدة ، ردد الكلمة و هو يهز رأسه و يميل نحوها قليلا .
- تعرفين بالطبع أين ستسكنين معه بعد الزواج لو كان هناك زواج .

هزت كتفيها بلامبالاة و هي تنظر داخل عينيه الفاتحتين بهدوء .
- سيسكنك في إحدى تلك المجمعات السكنية التي تشبه بيوت النمل .
هل تستطيعين احتمال تلك الحياة ؟ هل فكرت أصلا في هذا الموضوع ؟
- فكرت طبعا ، أجابت بتوتر .
- و ؟
- و لا أهتم .
ما أعرفه أني سأسكن معه في مكان محترم و سأكون سعيدة بتواجدي معه في ذلك المكان .

قام واقفا ببطء ، تجول في الغرفة مطأطأ الرأس ثم توقف ليأخذ سيجارة من فوق مكتبه و يبدأ باستنشاقها قبل أن يلتفت إليها و يقول مقطبا جبينه :
- هل تأخذين الموضوع كعند يا شاهيندا ؟
- كلا يا بابا ، ليس هذه المرة .
أنا أعرف أني عنيدة و صدقني فكرت في كل الكلام الذي قلته و أكثر .
و بكل طاقتي في العند حاولت أن أنساه ، لآخر لحظة حاولت أن أتشبث بالمنطق .
- و لكن ؟
- و لكن قلبي لم يستجب ، قلبي كان أكثر عندا مني .

خفضت عينيها تهرب من نظراته إليها ثم عادت لتقول بهدوء :
- أخبرني بابا ، هل باستطاعتك تقديم الدنيا لي ، بأرضها و سمائها ، ببحرها ، بأناسها ، بشمسها و قمرها و نجومها ؟
- كنت لأفعل لو كنت أقدر و تعلمين ذلك .
- حتى و إن استطعت يا بابا فكل ذلك لن يسوى عندي شيئا مادام هو ليس في حياتي .


ضمت جسدها بذراعيها قبل أن تقول بخفوت :
- في اللحظة التي سمعت فيها باحتمال موته شعرت ، شعرت ب ....

أغمضت عينيها و أضافت و هي تضم جسدها أكثر :
- و في غرفته الصغيرة بتلك المصحة ، بلونها الكئيب ، برائحة المعقمات ، بمساحتها الضيقة و عندما فتح عينيه و نظر إلي شعرت بشعور لم أجربه أبدا من قبل .
لأول مرة في حياتي بابا أشعر بالسعادة .
- إذن بابا رغم كل ما قدمه لك فشل في إسعادك ، هل هذا ما تريدين قوله ؟
لذلك ذهبت لتبحثي عنها لدى رجل آخر .
- أنا لم أبحث يا بابا ، قالت بشيء من الحزن ، هي جاءتني من طريق مختلف عما كان في بالي .
سلكت طرقا عديدة من قبل يا بابا و لم أصل ، أضافت واعية بنظرات عينيه المتفحصتين ، و الآن أريد أن أجرب هذا الطريق معه .
جربت عريسا من العائلة ، عريسا من طرفك ، من طرف ماما ، من أصدقاء أخي .
الآن من حقي أن أجرب مع شخص من اختياري أنا .
و مع ذلك أشعر بأني لم أختره ، أشعر بأن الله اختاره لي
و أعرف أن المشوار لن يكون سهلا و لكني لا أهتم
تعلمت أن الحياة لا يأخذ فيها الإنسان كل ما يتمناه .
يتخلى عن أشياء ليحظى بأشياء أخرى
يترك المهم ليملك الأهم
- و ذلك الرجل هو الأهم شاهيندا ؟
أهم مما يريده لك بابا الذي تهمه مصلحتك أكثر من أي شخص في هذه الدنيا .
أهم من الماضي و الحاضر و المستقبل
أهم من بابا بنفسه ؟

صمت قليلا ثم قال ببطء :
- و ماذا إن لم أوافق عليه ؟
- لن يكون هناك زواج ، أجابت بسرعة .
- ستستسلمين بهذه السهولة ؟
- تعرف جيدا أني لا أستسلم لكن الموضوع لا يتعلق بي بابا
هو لن يتزوج أبدا من فتاة لا يقبل به أهلها ، أبدا .
- لديه كرامة هذا الرجل الذي أصبح أهم من بابا عندك .
- بابا حبيبي ، قالت و هي تقف تتجه نحوه و تحيط رقبته بذراعيها ، مكانك في قلبي لن يأخذه أحد .
تعرف جيدا أنك رقم واحد
- كلام فارغ ، تمتم و هو يزيح ذراعيها من حول رقبته بلطف .

أعطاها ظهره لبعض الوقت قبل أن يلتفت و هو يشير إليها بيده قائلا بملامح خالية من التعبير :
- تعالي

ما إن وصلت لمتناول يده حتى جذبها إليه يحتضنها بقوة و هو يقول بدفء :
- لا أعرف و لا أفهم كيف حصل الأمر ، كيف استطاع رجل آخر أن يسرق مني قلب حبيبة بابا لكنه حصل .
تغيرت حبيبتي ، تغيرت كثيرا عن الفتاة التي أعرفها ، قال بعمق و هو يبعدها قليلا ليتأملها بتفحص .
أتساءل متى نضجت لتصبحي هذه المرأة التي أراها أمامي الآن ؟

أسدلت جفنيها تخفي دموعا قد تفسد هذه اللحظة بينهما بينما تجيبه في سرها :
" ربما كنت لتلاحظ يا بابا لو راقبتني من خلف أحضان عشيقاتك . "

- طوال عمري و أنا خائف من ابن ثريا ، سمعته يقول بجفاء ففتحت عينيها باستغراب
- ماهر ؟ ما به ماهر ؟
- كنت دائما خائفا أن يأخذك مني و فعلها ابن ال... ، رفع رأسه قليلا و هو يضم شفتيه بقوة قبل أن يواصل بتجهم ،
عندما ترمل و بدأت ثريا حربها في أن تجعلك فردا إضافيا في سلالتها كنت رافضا و أنت تعرفين ذلك و لكنكم جميعا كنتم مجموعة من البغال .
- بابا ! هتفت باستنكار .

أشاح بيده بحركة متوترة و هو يواصل قائلا :
- لا يكفي أنه هو و وحيد ابن خالك رحمه الله اجتمعا على شادي و أقنعاه ببيع حصصه في مجموعتنا و الانضمام إليهما ليأتي الآن و يأخذك مني عن طريق أخ زوجته .
طوال عمري كنت أعلم أن ثريا ستنجح في أخذك مني لكني لم أكن أعلم كيف .
- بابا هذه تخاريف
- كلا يا بنت ، أنا كنت أعلم
و الآن انصرفي يا شاهي ، أحتاج إلى البقاء مع نفسي قليلا .
- و عصام ؟
- سأقابله ، هذا كل ما أستطيع وعدك به و حينها سأقرر .


.............................
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس