عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-18, 09:18 PM   #7695

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي .. الجانب الشرقي

مسكن تحسين وحسناء

يجلس على الاريكة منذ دخوله قرابة الغروب .. اما حسنا فلاهية عنه .. تنظف وترتب البيت وهي لا تكف عن الثرثرة حول السوق والنسوة التي تعرفت بهن هناك او من الجارات ...

تتحرك بوضعية القرفصاء وهي تكنس الارضية بمكنسة محلية صنع اليد من سعف النخيل بينما تقول بابتهاج الرضا " لقد جنيت اليوم (....) ديناراً.."

ينطق اخيرا والغيظ يشتعل في عينيه الحمراوين " انه قليل .."

ترفع وجهها اليه وتزيح ضفيرتها للخلف بينما ترد عليه بعبوس " بل كثير .. لا تبخس نعمة الله علينا .."

يضرب تحسين بقبضته على الاريكة وعيناه تتسلطان على ذاك القرط في اذنها ليقول وهو يسحق اسنانه " لا تكفين عن ذكر النعم الشحيحة وتنسين كل الفقر والظلم الذي عشناه ولم يرفعه احد عنا.. ألم نكن نستحق رحمة الله لينتشلنا قليلاً مما مررنا به ؟"

تشهق حسناء وهي تقف على قدميها والمكنسة بيدها لتقول برهبة " استغفر الله العظيم .. لا تكفر .. لا تقل كلاما يغضب الله علينا .."

يزم شفتيه ويحني رأسه وكفاه الى جانبيه تشدان على قماش الاريكة .. ثم يشعرها تقترب منه لتجلس جواره وهي ترمي مكنستها أرضا وتقول بصوت حمل رحمة ورأفة ومؤازرة

" تحسين .. لا تجزع ولا تيأس .. اعلم انك تواجه صعوبات .. لكن نحن بخير معاً الآن .. "

يرفع وجهه يحدق في وجهها .. بضع رشفات من الخمر الرخيص الذي تجرعه قبل حضوره لعبت برأسه واهتاجت جروح الشوق في قلبه ..

يرى وجهها وكأن النور فيه يشع .. يشع فتنة وطيبة وبساطة .. لم يحتمل وقد احتمل ما يفوق قدرته ..

يميل نحوها ليقبل شفتيها بخشونة فتقتله باشمئزاز تظهره وهي تبعده عنها

" هل شربت الخمر ؟! عدت اليها يا تحسين ؟!"

يتمرد ويعربد وهو يجبرها على الانحناء على الاريكة ويجثم فوق جسدها بجسده في خشونة أشد بينما كفاه تعبث فوق مفاتنها دون مراعاة او صبر ...

تنهره وهي تحاول دفعه " ابتعد .. ابتعد .. سامحك الله .. لماذا عدت للخمر ؟"

وسط تمنعها عليه قبلاته عشوائية تغزو دون رحمة بشرتها .. وجهها .. رقبتها .. اذنها ....

" آآآه .. اللعنة .."

اخذ يسب ويشتم وهو يفلتها لتنهض وتبتعد بينما يمسح شفته الدامية وقد جرحتها حافة القرط في اذنها ...

قالت بقهر وهي تنظر لشفته " تستحق هذا وأكثر .. ظننتك تبت عن الخمر .. ظننتك.. تريدنا ان نعيش معاً .. بالحلال ..."

يصرخ فيها في المقابل وهو يسخر بعنف

" نعيش معاً ؟! كيف نعيش معاً كزوجين وانت تحرمين نفسك علي ؟! من تخدعين ؟ "

ثم تلتمع عيناه بقهر اضعاف قهرها " انت لا تطيقينني .. تكرهينني كره العمى .. لا تحتملين كفيّ الخشنتين اذا لامستاك ِو تستنكفين من معاشرتي لك.."

ثم يرفع سبابته نحوها ليقولها بغيرة حارقة

" هذان القرطان في اذنيك يقفان بيني وبينك .."

دهشة كست ملامحها وهي ترفع يدها لتلامس احد القرطين .. لا تفهم لماذا يشعر هكذا ..

فجأة تغيرت تعابيرها لتعقد العزم وهي تتحرك نحو المطبخ وتقول بتوبيخ " كف عن تصرفات الاطفال يا تحسين ! اي قرطين هداك الله ؟! "

للحظة بدى تحسين مذهولا من توبيخها ! ثم يراها تعود اليه من المطبخ تحمل منشفة صغيرة نظيفة ومعها كأس ماء ثم تجلس جواره من جديد وتبدأ مسح شفته وهي تواصل توبيخه " شرب الخمر لن يجعلك افضل .. ورائحته كريهة تبعد الملائكة من البيت .. الخمر نجاسة.. "

لا ينطق بحرف فقط يستسلم لما تفعله وتمرده كله يخضع امام مداواتها لفمه ونبرة صوتها الدافئة وهي توبخه بهذه الطريقة ..

تنهدت وهي تكمل مهمتها ثم تضيف وعيناها في عينيه " ان كنت (رجلي) حقاً فيجب ان تحافظ علي .. لا تعد لفقدان رشدك وتجعل طامع يتهجم علي وانت عاجز عن حمايتي.."

عيناها تنطقان قبل لسانها وهي تذكره " هل نسيت يا تحسين ؟ هل نسيت .. فالح..؟"

تحشرج صوتها مع اخر كلمات وكأن غصة بكاء خنقتها لتقف على قدميها امامه تتمتم انها ستعد له الشاي بالهيل عسى ان تذهب رائحة الخمر من فمه ..

لكن ما ان ارادت الاستدارة حتى امسكها من خصرها ثم يلف ذراعيه حولها ويلقي برأسه فوق صدرها يضمها بكل قوته اليه...

نادته وغصّتها تغلبها " تحسين.. أعن نفسك لأعينك .."

يكتفي بذاك العناق وما يمنحه له.. لا يعلم ما سيحدث لاحقا .. او ما سيشعره فيما بعد .. لكن هذه اللحظة كانت اكثر لحظة تمنى فيها عشق حُسناا .. تمنى فيها لو يعود الزمن للوراء سنوات كثيرة يتغير فيها قدره.. ان يكون طفلا وسط عائلة صالحة ليكبر مع حسناء في نفس الحي فيقع في غرامها وتقع في غرامه حتى يحين الوقت ليطلبها من ابيها وتزف اليه عروسا بفستان ابيض .. عروس تفخر بزوجها وتعشقه ... وتنجب له البنين والبنات...

آآآه .... ليته وُلِد في رحم حياة اقل جورا وظلما وظلاما.. ليته .. يصبح... انساناً !

عيناه جاحظتا النظرات في نظرة جائعة ليكون انسانا حقاً..كفاه تشدان جلبابها البسيط في توتر ينضح بالبؤس .. حتى شعر بيدها تستقر فوق رأسه فانسحب توتره متراجعاً وأغلق عينيه في استرخاء لحظي ..

كانت تربت على رأسه في حنان متعثر خجول ثم فجأة قالت له بصوت غريب " اريد منك شيئا .. اريدك ان .. تشتريه لي .."

بذهول يرفع رأسه ثم يرفع نظراته لوجهها ويكاد لسانه لا يطاوعه وهو يتساءل في لهفة

" ماذا تشتهين ؟! اطلبي كل ما تشائين .."

كانت المرة الاولى التي تطلب منه شراء شيء يخصها وحتى اللحظة لا يصدق انها تطلب ..

ينظر اليها وكأنه ينظر لعنان السماء يبحث عن اطلالة لشعاع شمس غربت من حياته منذ سنين طويلة .. كالحة ...

ردت ببساطة ويدها باتت تمسد فوق رأسه بثقة " اريد عباءة جديدة .."

هتف بحماسة " غدا سأشتريها لك .."

لكنها تهز رأسها نفياً وتقول " العباءة التي اريدها من قماش غالٍ .. وسأطلبها من عند الخياطة .. " ثم تنظر في عينيه وتضيف

" احتاج لـ(...) دينار لاجل قماش حريري فاخر وأجرة الخياطة ايضا .. "

كان المبلغ كبيراً جدا ولن يتحصل عليه ببساطة وللحظة اشفقت حسناء عليه لكنها يجب ان تظل بمحاولاتها لجره للطريق القويم.. قالت اخيراً وهو تبتسم لعينيه المرتبكتين

" انه مبلغ كبير انا اعلم.. لكني اريد العباءة قبل عيد الاضحى .. لذلك لديك وقت .. يجب ان .. تعمل كثيراً لتوفر لي هذا المبلغ.."

شددت على نطق كلمة (تعمل) لتوصل له رسالتها ففهمها تحسين وأخذ يهز رأسه وعيناه تنبضان قائلا " سيكون لك العباءة التي تريدين .."

تحبس انفاسها كما تحبس امالها .. تتمتم في رجاء " ان شاء الله .." ثم تتذكر كلمات سيدها ابي جعفر التي لم تفهمها بوقتها جيدا عندما قال (" الله لم يسلب منه قوته بل سلبه مصدر جبروته فقط... لترممي انت انسانيته") الآن فقط ادركت ببصيرتها البسيطة ان الله اختارها لتكون في طريق تحسين منذ البداية وان تعاني كل ما عانته.. فإما تساعده ليهتدي واما تفشل .. وسيكون لها الاجر والثواب في كلتي الحالتين..

يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس