عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-18, 09:20 PM   #7696

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اخر الليل ... غرفة الضيوف

تحت إنارة منفردة تجلس ابتهال على احدى ارائك غرفة الضيوف تهز حجرها برفق واصغر احفادها يكاد يغفو وهي تربت على صدره وتدندن له بتهويدة نوم للاطفال متوارثة من امهات قبل اجيال واجيال..

" دِلِلّول.. يالولد يا ابني دِلِلّول ... عدوك عليل وساكن الجول.. يا بني أنا لا ريد من جدرك غموس .. ولا ريد من جيبك فلوس .. ردتك أنا هيبة وناموس .. دِلِلّول.. يالولد يا ابني دِلِلّول..* "

*تهويدة الأم العراقية ليست ككل التهويدات..

انها تهويدة مسكوبة من دلو الشجن .. مترققة بهمسات الامنيات .. دافئة بالحنان والعطاء دون مقابل .. قوية جادة بالتوعد لكل من تسول له نفسه اذية طفلها..

يغفو الرضيع تماماً في حجر جدته بينما ترفع ابتهال عينيها الى صورة جده فتناجي وليفها الذي فارق الدنيا هامسة بحشرجة " انظر اليه يا يونس .. اظنه سيكون بمثل سُمرتك .. عيناه زرقاوان... انا واثقة .."

تترقرق الدموع في عينيها وقلبها يثقل ببعض الهموم فتشكوها اليه بنفس الهمس " هل أخطأت التقدير يا يونس ؟ هل علي التريث ؟"

تصمت للحظة وهي تحدق في عيني يونس لتتحاكى معه وكأنه يسمعها

" رعد شاب مميز .. سهل الطباع وحلو المعشر.. يذكرني بك احياناً هل تصدق ؟! هو ورقية يحبان بعض .. كما انهما سيعيشان معي .. انا احببته كأبني الذي لم ألده لك .."

تخنقها العبرة وهي تضيف بقلق " لكني اخشى على رقية من أرملة عمه .. اخشى ان تفسد حياتهما .. هذه المرأة الشابة كانت تنظر بحقد لرقية وبطمع لرعد .. "

ثم تحتار وهي تقول المزيد " ام اني ابالغ ؟!"

تتنهد وهي تشكوه اكثر

" اما خليل فلا اعرف ماذا اقول .. شاب طيب وأصله طيب ونعرفه منذ سنوات لكنه.. فقير الحال .. رضا يطمئنني لكني اخشى اني ظلمت اليتيمة التي في عنقي بسرعة قبولي.... ماذا افعل يا يونس ؟ ماذا أفعل مع البنتين ؟ "

دخلت عليها حبيبة لتسألها بصوت هامس

" امي ..! كنت ابحث عنك .. لماذا تجلسين بمفردك في الظلمة تتكلمين مع نفسك ؟! هل انت بخير ؟ "

جلست حبيبة جوار امها تناظرها بقلق بينما ابتهال ترد عليها تطمئنها بابتسامة فيها شجن

" انا بخير .. كنت افضفض قليلا مع يونس .. "

ثم تعاود النظر لصورة زوجها وتضيف " اشتقت اليه جدا .. اشتقت ان يحمل عني الهموم .."

تحاوطها حبيبة بذراعها وتميل لتقبل كتفها وتسأل باسلوبها الصريح العملي " كل هذا بسبب موضوع زوجة عم رعد اليس كذلك؟"

التفتت اليها ابتهال وهي تتنهد كمن يحمل هماً وتقول " اسيا اخبرتك اليس كذلك ؟"

تهز حبيبة رأسها وترد " نعم .."

تنهيدة اعمق من ابتهال لتنظر الى وجه ابنتها وتبثها همومها وافكارها " انا قلقة يا حبيبة.. قلقة على رقية وعلى شذرة ايضا .."

تعقد حبيبة حاجبيها وهي تتساءل باستغراب

" شذرة ؟! ماذا بها شذرة ؟"

فتتساءل ابتهال بحيرة وشعور بالذنب يغمرها

" هل تراني تسرعت يا حبيبة ؟! بت اخاف اني تعجلت ... تعميني رغبتي ان اطمئن على اختك وابنة عمك .. اريدهما متزوجتين لارتاح .."

رغم تفهم حبيبة لعقلية امها الا انها تشعر بقليل من الغيظ لتلك الافكار عامة فتحاول طمأنتها وبعض غيظها يتسرب لكلماتها

" انهما بخير امي .. سواء تزوجتا ام لا .. "

تعبس ابتهال ومنطقها يخالف ابنتها وهي ترد عليها " الزواج ستر يا ابنتي .. الفتيات مكانهن الحقيقي في اعمار البيوت مع ازواجهن.. "

تنهيدة صغيرة من حبيبة لتسيطر على طبعها الناري الثائر ثم تتبسم لامها لتعود للموضوع الاصلي فتقول " حسن .. دعينا نتكلم عما يقلقك .. رعد شاب رائع حيوي ومجنون ويلائم رقية جدا بجنونها وشقاوتها .. ما لنا نحن ومال عمه وزوجة عمه ؟! هو حتى ليس على علاقة وطيدة بهما .. "

تمتمت ابتهال " " اتمنى هذا .. ربي يستر ولاياه.."

فتقول حبيبة بعد تفكر " اظن لا داعي لذهابكم في اليوم الثاني والثالث للعزاء .. يكفي اليوم الاول اديتما الواجب.. سأخبر اسيا في الصباح ايضا .. "

تهز ابتهال رأسها وهي تؤيد ابنتها " كنت افكر بهذا ايضا .. لا داعي لنعود لذاك البيت ونرى تلك المرأة مرة اخرى .."

امسكت حبيبة بكف امها الذي ما زال يربت عفوياً على صدر الصغير يونس فتقول بنبرة مقنعة " اما شذرة فهي فتاة عاقلة راكزة وتجربتها مع مصعب جعلتها تنضج وتعرف ما تريد .. هي فتاة بسيطة وقليلة المتطلبات وخليل سيرعاها جيدا انا واثقة.."

تشعر ابتهال ببعض التحسن وهي ترد على كلام ابنتها " باذن الله .. حقاً خليل رجل يعتمد عليه .. اظنه سيبذل كل ما في وسعه ليحسن دخله الاشهر القادمة .. فليوفقه الله ويرزقه لاجل هذه اليتيمة .."

تشدد حبيبة من احتضان امها وتقول بابتسامة " لا تقلقي حبيبتي .. نحن موجودن ايضا لنسند بعضنا البعض .. ألم تربينا على هذا يا قارورة يونس ؟"

تضحك ابتهال وكأنها تفرغ بعض توترها بضحكة رقيقة خافتة بينما تميل حبيبة لتضع رأسها على كتف امها وتسأل " اين كل الرقة ؟ منذ رحيل رعد وهي مختفية .."

ردت ابتهال بإشفاق امومي " في غرفتها .. انها تتأثر كثيراً برعد.. لم يرض ان يتعشى فرفضت هي الاخرى الطعام واعتزلت بغرفتها.."علقت حبيبة بثقة " لا تخافي عليها.. بدأت اؤمن انها اقوى مننا جميعا .."

غرفة رقية

تتربع امام بيت الدمى وبيدها القلم الاحمر.. تختار ركناً خاصة من احد الجدران الخشبية تركته فارغاً منذ سنوات ..

عيناها تشعان بالقوة والتحدي والعناد .. فقط رجفة رقيقة تفضح جانبها الانثوي الرومانسي وهي تخط بالقلم ... انها عاشقة .. عاشقة بجنون .. بقوة .. باكتساح ...

ترسم بثقة وإتقان وهي تكلم والدها " هل تعلم بابا .. خسارتي لك علمتني ان لا اخسر ابدا مجددا .."

ضعف اختلج في روحها وهي تضيف

" تلك الليلة المشؤومة التي غبت فيها عن قواريرك .. نمت مكانك في السرير اخبئ وجهي داخل حضن امي ... هل تعلم ان امي لم يغمض لها جفن ! وانا معها لم أنم .. لكنها كانت قوية صلبة فلم تبكي ابدا.. اما انا فشعرت ليلتها .. بل ايقنت .. انك لن تعود .."

عيناها مرآتان لدموع طفلة .. طفلة مفجوعة !

فجأت عصفت تلك العينان بالقسوة وهي تعترف لابيها بسر دفين " لسنوات لم تكف مخيلتي عن رسم الخطط .. حتى اني اختزنت العشرات منها.. كانت خططاً لافساد ..الامر ..عليك .. خطط سرية لم ابح بها حتى اليك .. ولن أبوح.. فلا تحاول اقناعي باسلوبك الماكر .."

كانت ما تزال ترسم وتلون بالاحمر وصوتها يتحشرج رغماً عنها وهي تهمس بعنفوان " ليتنا نستطيع العودة للماضي بابا فنغيره تبعاً لخططنا.. لكن لا بأس .. فلولا الماضي لما اصبحت رقية الآن.."

كادت تكمل ما ترسم وهي تضيف بشراسة وهي تعود للحاضر " فلتريني هذه المتعفنة الحمقاء كيف تجرؤ على الاعتقاد أنها ستأخذ رعد مني .. سأقتلع عينيها واضعهما في كفيها قبل ان تلمسه .."

اتمت رسمتها فتحدق فيها بانبهار وقلبها يرتج ارتجاجا تملكياً فتعبر عنها بالقول

" انه ملكي .. ملكي وحدي .. "

عيناها تمتلأن برسم لقلب كبير نابض بالحمرة تتطاير حوله قلوب متناهية بالصغر..

انه قلبها .. ترسمه اخيرا .. وما ترسمه هنا ثابت ولن يتزحزح .. تبتسم بانتصار طفولي ثم تهمس ختاما وهي تغطي القلم بغطائه

" منذ الغد سنبدأ بالمخططات لتجهيز جناحنا انا ورعد و..سأكمل معركتي حتى انتصر.."

تغمز للقلب المرسوم بشقاوة ثم ترسل اليه قبلة هوائية ..

*النَّاعُورُ : واحدُ النواعير ، ناعورة ، ساقية ، دولابٌ ذو دِلاء أو نحوها يدور بدفع الماء أو جَرِّ الماشية فيخرج الماء من البئر أو النهر إلى الحقل

نهاية الفصل قراءة ممتعة


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس